-الرئيس الأمريكي دونالد ترمب ظهر قبل يومين أمام عدسات الإعلام وهو في حالة غضب وذهول وكأنه مصدوم حقاً من الجحود الذي بات عليه مواطنو قطاع غزة، إذ يتلقون مساعداته الكريمة دون أي شكر.
-كان مستغرباً من عدم تلقيه ثناء من قبل الناس في غزة على ما تفضّل به عليهم من عطايا سخية ملأت البطون الخاوية وحفظت لهم الكرامة والعيش الكريم، لكنه في الوقت ذاته لم ينس الإشادة بنزاهة وكفاءة نتنياهو وإنسانيته وضميره الحي.
– في اليوم التالي، وبعد أن أخبرته زوجته السيدة الأولى ميلانيا -كما قال للإعلاميين- بانزعاجها من الصور القادمة من غزة لما تبقى من هياكل أطفال غزة، أرسل مبعوثه ستيف ويتكوف مجدداً إلى “إسرائيل” وأوصاه بمواصلة المسرحية الهزلية ذاتها والقيام بزيارة دعائية إلى أحد مراكز ما تسمى مؤسسة غزة الإنسانية في رفح للاطلاع على سير توزيع الغذاء على المدنيين الجوعى، ولم يقصّر ويتكوف في تقمص الدور وراح يفعل الأفاعيل في سبيل التغطية على جريمة العصر بقتل شعب بأكمله تجويعاً واستهداف من تجرأ على الاقتراب من أكذوبة مراكز “المساعدات” بالرصاص الحي وبقذائف الدبابات.
-كانت الغاية من زيارة ويتكوف واضحة جداً وأول من أدرك هذه الأهداف الخبيثة هم المجوعون أنفسهم وهتفوا ضد الزيارة ونددوا بمساعي أمريكا وترمب وويتكوف لتجميل وجه مؤسسة ترمب ونتنياهو الإنسانية وهي التي قتلت 1500 جائع وأصابت نحو 9500 فلسطيني جلّهم من النساء والأطفال ولم تتوقف عن اصطياد فرائسها من المجوعين طالبي لقمة العيش حتى أثناء الزيارة الدعائية التي كانت كما وصفتها إحدى الفصائل الفلسطينية بذهاب القاتل إلى مسرح جريمته، ولكن في زي مسعف.
-ترمب الذي زعم أنه دفع 60 مليون دولار لإطعام السكان في غزة قبل أن تسرقها حماس حسب قوله ..يستميت في الدفاع عن المجرم الإرهابي بنيامين نتنياهو المطلوب الأول للعدالة الدولية ويلقي بكل ثقله وإمكانيات دولته الأكبر في العالم في سبيل إنقاذ الكيان الصهيوني وتبرأة ساحته من جريمة الإبادة المتواصلة في غزة والتجويع الممنهج لسكان القطاع.
-باستثناء دول النفط والترف في منطقتنا العربية وترمب وويتكوف بات العالم كله -من سلوفينيا في الشرق الأوروبي إلى كولومبيا في أقاصي غرب الكرة الأرضية- على وعي متزايد بوحشية جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة وبطبيعة الدور القذر الذي تؤديه ما تسمى زوراً وبهتاناً “مؤسسة غزة الإنسانية” كأداة قتل للشعب الفلسطيني ووسيلة حقيرة لإذلال وامتهان كرامة الإنسان وإجباره تحت وطأة الجوع والحاجة على ترك أرضه ووطنه.. ولن ينجح ترمب ولا غيره في تغييب هذه الحقيقة ولا في إنقاذ نتنياهو وحكومته الإرهابية من تحمل آثارها ونتائجها أو ضمان نجاتهم من القصاص العادل للضحايا الأبرياء، طال الزمن أو قصر.