النعيمي: الفقيد يعتبر مدرسة راقية في النضال الوطني
بن حبتور: الفقيد صاحب تاريخ طويل ويجب علينا تخليد سيرته الوطنية
الجنيد: الفقيد رفض الانحياز لدول العدوان وكان رمزاً وطنياً
القهالي: كان للفقيد دور تاريخي أثناء المراحل الصعبة التي مرت بها الثورة والوحدة
الثورة /إسكندر المريسي / قاسم الشاوش
قال محمد صالح النعيمي – عضو السياسي الأعلى – بأن الفقيد كان مدرسة راقية في معنى النضال الوطني وهذه الفعالية هي تعبير عن الآلام وأحزان رحيل الفقيد لكنها بالتأكيد تتكلم عن قيم الفقيد التي سوف تمتد إلى الأجيال القادمة .
وأضاف النعيمي بأن الفقيد الراحل كان قد رفض كل الإملاءات من قبل أعداء الوطن وظل محاصرا في منزله حتى وافته المنية وهو مع وطنه بمواقفه الخالدة التي يجب علنا أن نعتز بها ونسطرها ونستحضرها ونخلدهها في حاضرنا ومستقبلنا كي تستفيد منها الأجيال القادمة .
من جانبه أوضح رئيس مجلس الوزراء، الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، أن الجميع اليوم يجتمع في وداع شخصية وطنية وحدوية سياسية واقتصادية وإدارية واجتماعية كبيرة، كان لها أدوار بارزة في المشهد الوطني خلال العقود الماضية.
وذكر أن مثل هذه الشخصيات الكبيرة ينبغي أن يتم الاحتفاء بها باستمرار، وأن توثق أعمالها وخطاباتها وتسجّل مناقبها لتكون ذخيرة للأجيال القادمة.
وقال: «لم يكن الفقيد شخصية عابرة، لكنه إنسان ترك بصمات واضحة على مستوى اليمن الكبير، وصاحب تاريخ طويل ومشرف، مشّبع بالوطنية ختمه بموقفه الثابت المنحاز لوطنه وشعبه ضد العدوان».
وأضاف: «سجّل الفقيد بوقوفه وثباته مع الوطن وأهله حتى آخر لحظة من حياته موقفاً وطنياً فيما سقط الكثير من الساسة منذ اللحظة الأولى في فخ العدوان ومغرياته وسجلوا موقفاً مخزيا ضد الوطن والشعب اليمني».
وتابع الدكتور بن حبتور: «ينبغي أن نخلّد اسم الفقيد تخليداً يليق بشخصه ومواقفه وغيره من الشخصيات الوطنية، التي خدمت الوطن والشعب اليمني بإخلاص وتفانٍ، ولم تفرّط بقيمها أو تقبل أنتكون خنجراً في خاصرة الوطن أو أداة في يد أعدائه».
وأوضح أن الكبار في وطنيتهم ومواقفهم ومبادئهم يظلون كباراً، ولا يمكن لأحد أن يغيّر قناعتهم أو تنال منهم المغريات أياً كان نوعها أو حجمها.. مؤكداً أن أسرة عثمان عريقة وتقف دوماً إلى جانب الوطن والشعب، ولها أدوار ومواقف وطنية واجتماعية قيمّة.
وحيّا رئيس الوزراء كافة الحاضرين الذين شاركوا هذه الأربعينية ليعبّروا عن تقديرهم وإجلالهم لهذه الشخصية الوطنية الكبيرة، وأبناء محافظة تعز الأحرار الأوفياء مع وطنهم.
من جانبه ألقى كلمة المكونات السياسية الأستاذ محمود الجنيد نائب رئيس الوزراء قال فيها: لقد كان الفقيد الراحل رمزا وطنيا كبيراً على مستوى اليمن حيث كان له دور بارز في مسيرة البناء والتنمية من خلال مواقفه الوطنية المشرفة ورفضه الانحياز لدول العدوان وفضل أن يبقى داخل وطنه رغم الإملاءات والإغراءات متمسكا بمبادئه وثوابته الوطنية.
وأضاف نائب رئيس الوزراء في الفعالية التي شارك فيها أعضاء المجلس السياسي الأعلى، جابر الوهباني ومحمد النعيمي وسلطان السامعي ورئيس الوزراء الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، ومستشار الرئاسة الدكتور عبدالعزيز الترب وعدد من الوزراء وأعضاء من مجلسي النواب في الأربعينية التأبينية لفقيد الوطن الشيخ عبدالرحمن محمد علي عثمان، رئيس مجلس الشورى السابق – أن العدوان أراد أن يجعل من تعز ساحة للطائفية ولكنه فشل في ذلك كون كل مشائخ تعز وأبنائها في مقدمة الصفوف الأولى في مواجهة العدوان وقدموا الآلاف الشهداء من أبناء المحافظة فداء لهذا الوطن .
وأردف قائلا: نحن نقيم هذه الفعالية بالتزامن مع قدوم المولد النبوي الشريف ومع أعياد الثورة اليمنية ٢١ سبتمبر التي خلصتنا من الوصاية والارتهان واليوم كل أبناء ساهموا في الدفاع عن الوطن وها هنا اليوم ننعم بالحرية والاستقلال وقد أصبح قرارنا مستقل ورؤوسنا مرفوعة من خلال ما نشاهده من انتصارات وكذا العروض العسكرية الكبيرة ونحن على مشارف الانتصار ويتطلب منا المضي قدما في تحقيق ذلك الانتصار.
بدوره قال الشيخ مجاهد القهالي في كلمته التي ألقاها باسم الأحزاب والتنظيمات السياسية قال: إن الدور التاريخي الكبير الذي لعبه فقيدنا الشيخ عبد الرحمن محمد علي عثمان رئيس مجلس الشورى الأسبق عبر المراحل الصعبة التي مرت بها الثورة والوحدة اليمنية قد تجلى في ثبات مواقفه وحكمته ونهجه القويم المنحاز إلى جانب الشعب والوطن رافعا مبدأ العطاء والتضحية والبناء وتغليب المصالح العليا للشعب والوطن على مبدأ الاستغلال والمحسوبية والشللية .
وأضاف القهالي: لقد تحمل الفقيد شرف المسؤولية بكل تفاني وأمانه وإخلاص حيث وحد جهود المخلصين والشرفاء في كل مواقع العمل التي تحمل مسؤولياتها باتجاه الوعي والإدراك بعمق الشعور بالمسؤولية لتحقيق الآمال والتطلعات التي يتوق إليها كل أبناء الشعب والوطن .
إن الفقيد قد واصل مسيرة والده في مواجهة كافة التحديات والأخطار التي كانت محدقة باليمن وبنظامه الجمهوري عندما تصدى لقرارات مؤتمر جده عام ٦٥ م بين الملك فيصل والرئيس جمال عبد الناصر والتي قضت بوضع النظام الجمهوري على طاولة الاستفتاء من خلال البنود التي أمليت على مؤتمر حرض والتي كانت تنص على تقرير طريقة الحكم حتى إجراء الاستفتاء الشعبي وتشكيل حكومة مؤقته وهذه البنود شكلت خطر على النظام الجمهوري .
وأردف قائلا: حيث كان الهدف منها استبداله بمسمى الدولة الإسلامية بينما كان لتلك الاتفاقية بنودا سرية تفضي إلى تقسيم الجمهورية العربية اليمنية إلى دولتين جمهورية شافعية وملكية زيدية وهنا فقد كان للفقيد الدور العظيم إلى جانب رفاقه في المجلس الجمهوري حيث كان أول المتصدين لما كان يسمى لجنة السلام السعودية المصرية التي أقرها مؤتمر جده والتي وصلت إلى ذمار قبل عقد مؤتمر حرض بغيه البدء بتقسيم اليمن ولولا الرفض القاطع لتلك اللجنة وطردها من ذمار لما كان اليمن أن تبقى موحدة .
واختتم مجاهد القهالي رئيس حزب التصحيح الشعبي الناصري دعوته لكل من لا زال يعمل مع الطرف الآخر أن يعيد النظر في حساباته المغلوطة وان يمد يد الحوار والتفاهم مع من يده ممدودة للحوار معه بشكل دائم ومستمر احتراما لسيادة هذا الشعب ووحدته ونؤكد بأن الطريق إلى السلام يبدأ من رفع الحصار ووقف العدوان وإجلاء الاحتلال واحترام حقوق هذا الشعب وحقه في سيادته على كامل ترابه.
من جانبه ألقى عبد الله أحمد مجلي كلمة نيابة عن مجلس الشورى ذكر فيها مناقب الفقيد الراحل وقال :كان رئيس مجلس الشورى رجل له مواقف وطنية كبيرة ومناضلا وطنياً سبتمبريا وأكتوبريا ونوفمبريا ووحدويا ومن ثم سياسيا مؤتمريا ولكن ليس عميلا سعوديا وهذا يدل على عظمة الرجل وكثير من مشائخ محافظة تعز، وأضاف: كان الفقيد رجلا متواضعا ولا يتفاخر وأدعو كل الأحزاب السياسية إلى رص الصفوف ونبذ الخلاف والتوحد من أجل بناء الوطن ومواجهة العدوان .
إلى ذلك أشار فؤاد انعم في كلمته التي ألقاها نائبه عن رجال المال والأعمال بأن هذا التأبين هو تعبير عن مناقب الفقيد الراحل حيث كان صاحب قرار وقدم الكثير لهذا الوطن أثناء توليه مناصب في الدولة واليوم لا زالت مناقبه باقية فينا كونه كان إنسانا وطنيا و زاهدا وكريما ومناضل جسور ورجل دولة بكل ما تعني الكلمة من معنى ودلالة.
من جهته أوضح نجل الفقيد الشيخ محمد عبد الرحمن عثمان بأن هذا الحضور هو تعبير عن الوفاء للفقيد ونحن في هذه الفعالية نتذكر مناقبه التي هي بمثابة وعظمة هذا الوطن ورجاله الأوفياء الذين جسدوا من سيرته الوطنية وحافظوا على وحدة اليمن .
وأضاف: لقد كان رحلة الفقيد حافلة بالعطاء والنضال الوطني ومساهمته الفاعلة في دعم الثورة وترسيخ وحدته ومن يتأمل في سيرة الفقيد يدرك عظمته من خلال رفضه للعدوان وكل أنواع العمالة والارتزاق حيث كان رجلا شجاعا وصاحب قرار وخدم الجميع وتحمل الكثير من المسؤولية، ومن هذا المقام نبارك للقيادة السياسية والثورية بقدوم المولد النبوي الشريف وأعياد الثورة والوحدة والنصر على أعداء الوطن.
تصوير/فؤاد الحرازي