ظهر منتخب الشباب تحت 20 سنة في تصفيات أمم آسيا للشباب بمستوى فتح المجال للكثير من الاقاويل والتحليلات والانتقادات، لكنه من وجهة نظري قدم مستوى مشرفا بل ممتازاً جدا منتخبنا الوطني للشباب بقيادة المدرب المخضرم محمد النفيعي قدم أداء رياضياً كروياً مشرفاً لكنه لم يواكب تطلعات وطموحات جماهير كرة القدم المتعطشة للفوز وتحقيق إنجاز فرائحي، يدخل البهجة في نفوس مألومة وموجوعة مما يحدث لليمن من حصار وعدوان، وأزمات متعددة نفطية ومالية “قطع مرتبات” وفصل تام عن العالم من خلال الاستمرار في غلق مطار صنعاء ومنع الرحلات الجوية والاسعافية التي يحتاجها الكثير من المرضى.
قيل الكثير عن أداء منتخب الشباب تحت سن 20 لدرجة أن أحد أساتذة الإعلام المخضرمين طرح جاه الله عند بعض الإعلاميين والمحللين والجمهور، راجيا ألا يتجاوزوا بنقدهم وتعليقاتهم ومقولاتهم عن المنتخب الخطوط الحمراء التي تسبب الإحباط وتعزز عناصر الاقتناع بالفشل وتهيئة العوامل النفسية السلبية لدى اللاعبين والمدرب والجهاز الفني وتصنع أمامهم جملة من عوائق النجاح وتحقيق الإنجاز والفوز بالمباريات..
جاه وضعه الأستاذ معاذ الخميسي لعل الكثير يعي بأن المنتخب بحاجة إلى المؤازرة والمساندة والدعم حتى يتجاوز الكثير من معوقات الأداء الجيد الذي يمتلكون مفاتيحه لكنهم يفقدون الطرق والوسائل التي يمكن توظيفها في ميدان المنافسة نتيجة للضغط النفسي الذي يتعرضون له سواء من الإعلام أو من الجهاز الفني أو من إدارة الاتحاد، إضافة إلى غريزة حب الذات التي ظهر بها الكثير من لاعبي منتخب الشباب والتي كانت السبب الرئيسي في ضياع الكثير من فرص تسجيل الأهداف.
لقد كافح المنتخب وجاهد جهادا رياضيا عنيفا خلال المباريات التي خاضها في تصفيات أمم آسيا للشباب تحت سن 20 سنة وأمام منتخبات متوسطة المستوى باستثناء اليابان في مجموعته التي ضمت اليابان وفلسطين ولاوس وغوام، مباشرة وبعد تعادل منتخبنا أمام منتخب فلسطين بهدفين لمثلهم، نظم الجهاز الفني محاضرة تقييمية للمباراة تم من خلالها استعراض المباراة واطلاع اللاعبين على التجاوزات والأخطاء التي تم ارتكابها والتي أدت إلى النتيجة غير المرضية، واعتقد أن من أهم ما تطرق إليه مدرب المنتخب الوطني الكابتن محمد النفيعي هو مستوى الأداء الهزيل واللعب الفردي الذي استحوذ على البعض من لاعبي المنتخب الشغوفين للتهديف ورفع رصيدهم الذاتي من الأهداف، وعلى إثر ذلك جاءت المباريات اللاحقة أفضل وحقق منتخبنا نتائج جيدة عززت الأمل بالوصول إلى النهائيات، فتفوق على منتخب لاوس بهدفين لهدف، مباراة منتخبنا أمام منتخب لاوس هي البداية الحقيقية للمدرب النفيعي والتي ترجمت محاضرته إلى واقع ومحاولة لتحقيق الفوز على فريق ضعيف في المجموعة، وهي مؤشر هام للجهاز الفني للتذكير بأهمية الدعم النفسي وأهمية وجود مساعد لدعم الأداء الجماعي وتحقيق الهدف الجماعي للمنتخب، لذلك جاءت مباراة غوام بنتيجة قوية “عشرة أهداف” لو بكر بها المنتخب وحققها أمام منتخب فلسطين لكان في حال أفضل، وبعد مباراة غوام كثر القيل والقال وزادت التوقعات وتغيرت الاتجاهات وزاد الأمل في الوصول إلى النهائيات وتصدر المجموعة أما أول أو كأفضل ثان.
الشباب لم يقصروا وقدموا مباراة قوية وأداء رائع ينقصه الأهداف أمام منتخب اليابان، إلى أن جاء هدف النيران الصديقة كما اسماه البعض، عندما استعان اليابانيون بصديق من قلب المنتخب اليمني ليمنحهم هدف الفوز بخطأ غير مقصود ناتج عن الإرباك والاهتزاز والخوف المتسبب فيه ضعف الأداء وضعف الثقة في النفس لدى أغلبية لاعبي منتخب الشباب “عدم وجود دعم نفسي ودعم أداء فني”، هزيمة المنتخب اليمني أمام المنتخب الياباني بهدف دون مقابل افقدنا تماما آمال الصعود إلى النهائيات بفارق الأهداف، وبعث القيل والقال مرة أخرى في صفوف المحبين، ومن ما قيل عن مباراة منتخب اليمن واليابان أن اليابان لعب المباراة بالفريق الاحتياطي ولم يشرك أي لاعب من لاعبي المنتخب الأساسيين.. لا اعلم هل هذا صحيح؟، المهم أن لدينا منتخباً يضم شباباً ذوي مهارات وقدرات عالية للعب كرة القدم وتقديم مباريات تنافسية ومقارعة أكبر المنتخبات ولكن ينقصه الكثير من أبجديات الأداء الرياضي والتماسك الجماعي.. رسالة إلى الجهاز الفني لمنتخب الشباب اهتموا بالمفهومين “الأداء الرياضي والتماسك الجماعي”.