الهدنة.. من الكاسب.. من الخسران؟

يكتبها اليوم / علي الشرجي

 

 

* مراراً وتكراراً نقول إن الهدنة الأممية لم تلب الحد الأدنى من اشتراطات السلام، فهي لا تمت للإنسانية بصلة لإغفالها وتهميشها قضية رواتب الموظفين البالغ تعدادهم مليون موظف تقريباً يعولون حوالي سبعة ملايين نسمة.
* وإن كان للهدنة الأممية المتأرجحة والمتململة من حسنات، فهي وقف إراقة الدماء وتنفس أطراف الصراع الصعداء كاستراحة محارب ليس إلا، لأن معطيات الواقع وتسجيل ورصد الخروقات اليومية للهدنة بالمئات، تؤكد احتمال اشتعال الحرب ومضاعفة العدوان على اليمن خاصة والاستحداثات والتحصينات القتالية مستمرة والتحليق أيضاً للطيران الحربي القتالي والتجسسي لقوى العدوان لم يتوقف، ما يعني أن الثقة مفقودة بأي خطوات جارية نحو تحقيق السلام العادل والشامل الذي يفضي لوقف الحرب والعدوان والحصار وصرف رواتب الموظفين وإعادة ثروات الوطن النفطية إلى الخزينة العامة لليمن ووضع حد للتدخلات الأجنبية بسيادة اليمن.
* إن سيناريو السلام القادم إن تحقق، فهو مثقل بالاستحقاقات والاشتراطات والموجبات الملزمة لكل الأطراف الداخلية والخارجية.
* كما أن سيناريو استمرار الحرب والعدوان والحصار مثقل لكاهل الشعب اليمني المنكوب بساسته وجيرانه وأصدقائه الدوليين والأمميين الذي يكيلون بمكيالين في تعاطيهم مع الملفات السياسية والإنسانية ويتحيزون بشكل فاضح للأقوياء والأغنياء الملطخة أيديهم بدماء الأبرياء وحقوقهم المستلبة والمنهوبة.
* بالمقابل.ز عند حديثنا عن الهدنة نجد صنعاء هي العاصمة الوحيدة المستفيدة من الهدنة من حيث لا يشعر تحالف العدوان، وقد تجلى ذلك من خلال العروض العسكرية الملفتة للمؤسستين العسكرية والأمنية والتي تعكس رغبة وجهوداً حثيثة لإعادة بناء الجيش اليمني والتشكيلات والوحدات الأمنية على نحو مؤسسي يناقض اتهامات قوى العدوان لصنعاء بالمليشاوية وعدم الجدية ببناء دولة تقوم على المؤسساتية والتحديث والتطوير.
* طيلة ثمان سنوات نجد صنعاء تحول التحديات إلى فرص وتجني المكاسب بينما الطرف الآخر يحصد الفشل وبنيانه يتصدع رغم امتلاكه كل مقومات النجاح المادية والدعم الدولي اللامحدود!!

قد يعجبك ايضا