«وعدُ الآخرة» رسائل يمنية عابرة للمضيق

د. الحوري :ضمن رسائل وعد الآخرة طمأنة للمجتمع اليمني أن القيادة أمينة على التضحيات

د. فرحان : من رسائل عرض الحديدة إما أن يكون البحر مفتوحاً للجميع وإما إقفاله بوجه الجميع

د. مياس :الاستقلال لن يتحقق لليمن إذا ما بقي ضعيفاً في البحر ومنع الآخرين أن يضعوه مجددا بين كماشة

الأهنومي :ربما الإسرائيلي يعرف إلى أين تمت التجربة العسكرية التي سبقت عرض الحديدة

الوريث : تغييب اليمن عن البحر الأحمر في الماضي كان مبرمجاً

شرف الدين :وعد الآخرة جرى في النقطة الأقرب لمضيق باب المندب ولذلك دلالته ويعكس شجاعة القيادة اليمنية

مثّل عرض «وعد الآخرة « العسكري ذروة العروض اليمنية ، وحمل دلالات تتجاوز ما عرض فيه من أسلحة وقوة بشرية ، جغرافيا جرى العرض على ساحل البحر الأحمر، حيث تمر ثلث تجارة العالم وشحنات الطاقة في وبالقرب من مضيق المندب، المضيق الأهم للتجارة الدولية ، عسكريا جرى الإعلان عن ولادة أول قوة بحرية يمنية مستقلة وغير محدودة التسليح والقدرة، على أن تطال القوة العسكرية اليمنية أي نقطة في البحر ومن أي مكان في اليمن ، وسياسيا إعلان صنعاء عن أولى خطوات استعادة النفوذ على البحر الأحمر ومضيق باب المندب، حيث تنتشر 24 دولة بقطعها العسكرية نتيجة غياب الدور اليمني ، زمنيا شكل العرض نقطة تحول في الوقت الذي يتزايد فيه الطلب العالمي على الطاقة نتيجة الصدام الروسي الأمريكي .
الثورة / إبراهيم الوادعي

وفي هذا السياق نحاور على جزئين رسائل عرض «وعد الآخرة» العسكري مع سياسيين وإعلاميين في الجزء الثاني من اللقاء :

عرض استراتيجي
د. ياسر الحوري – أمين سر المجلس السياسي الأعلى :
«العرض العسكري «وعد الآخرة» هو عرض استراتيجي بما تعنيه الكلمة ،اليمن بات يمتلك قوة بحرية لا يستهان بها ، الرسائل التي بعثتها اليمن في المقام الأول من وراء هذا العرض هي رسائل في المقام الأول للسلام وهي طمأنة للمجتمع اليمني أن القيادة اليمنية أمينة على تضحيات هذا الشعب ولديه الجيش الضاazرب لصون هذه التضحيات ومصالح الوطن .
وأيضا من خلال هذا العرض يظهر للعالم حجم القوة التي يمتلكها اليمن وامتلكها خلال 8 سنوات فإذا ما استمر العدوان فإن هذه القوة ستتضاعف وسيكون لليمن قوة أكبر وسيكون لديه تقنيات أحدث وسيواجه بتقنيات أحدث مما تم عرضه .
وهذا العرض بشكل عام يأتي ضمن سلسلة عروض هي دفع تخرجت خلال العام 1444هجرية ، وبإذن الله هناك دفع سيتواصل تخرجها ، وكل من يشتغل على علم الجيوبولتيك يعلم معنى موقع اليمن الجغرافي والسياسي ونحن نحاول أن نستفيد الاستفادة القصوى من هذا الموقع رغم العدوان ورغم الحصار نحن نبعث برسائل قوية ومتمكنة إننا قوة صاعدة في المنطقة ، وأيضا همنا الأول هو الحفاظ على السيادة والاستقلال وحماية اليمن وثرواتها من أطماع العدوان.
على مدى التاريخ تعتبر الحديدة هي خاصرة اليمن التي يتعرض للغزو منها ، اليوم نبعث برسالة أن الحديدة هي حارسة البحر الأحمر كما جاء على لسان الأخ الرئيس، كذلك هذه هي المرة الأولى التي يلقي فيها السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي كلمة خلال عرض عسكري ، هذه لها دلالتها ومفهومها ويجب على الطرف الآخر أن يقرأها .
العرض العسكري بعث رسائل من القوة ما يكفي ليعزز الثبات والصمود الداخلي ، العدو الإسرائيلي يفهم اليوم معنى ومغزى هذه العروض والرسائل التي بعثت ولديه قراءات متعددة من زوايا مختلفة ، ولا يهمنا من أين يقرأ هذا العرض ، يهمنا أن نبني اليد التي تحمي الجمهورية اليمنية وتحمي سيادتها واستقلالها .
ومن الرسائل للعدو الخارجي أن الجمهورية اليمنية بعد ثماني سنوات : نحن أقوى من حيث تماسك الجبهة الداخلية ، نحن أقوى من حيث العمل في إطار المؤسسة العسكرية ، وأن هذا العرض في منطقة واحدة هي المنطقة الخامسة وعلى ساحل البحر الأحمر يؤكد أننا نحمي البحر الأحمر ولا نستهدف البحر الأحمر لكن عندما تستهدف اليمن يمكننا أن نسبب مشاكل لكل العالم ، أثبتت الأيام مدى انضباطنا مدى التزامنا على سلامة الملاحة ومدى قدرتنا لصد أي هجوم على اليمن عن طريق البحر ، وبعثنا رسائل مختلفة قبل ذلك عن طريق السفينة الإماراتية التي كانت تمارس أنشطة عدائية ضد اليمن .
هذه الرسائل التي نبعثها اليوم تؤكد أنه في حال ما أقدم العدو على استئناف العدوان على اليمن فإن ردنا سيكون واسعاً ولن يكون له حدود من خلال البحر ومن خلال البر ومن خلال الجو .
ويشير الدكتور الحوري إلى أن اليمن لم تتمتع في يوم من الأيام بقيادة تستفيد الاستفادة القصوى من موقعها الجغرافي والسياسي ، ويقول : « اليوم القيادة الحكيمة تستخدم هذا الموقع الاستفادة السليمة ليكون اليمن نقطة ومنطقة توازن ، إذا ما قمنا بأي عمل عسكري في البحر الأحمر فإنه سيعرض الملاحة ونقل الطاقة في العالم بالكامل إلى مشكلات كبيرة جدا ولن يكون اليمن على الهامش بل سيكون رقما مهما سيحسب له حساب ويجب أن يحسب له حساب ، لان في حينه اذا اشتعلت الحرب في البحر الأحمر ستتعطل ممرات أخرى كقناة السويس ولن يكون للمضائق الأخرى جدوائية كبيرة، ولذلك فالسعي نحو إحلال السلام يجب أن يعنى به كل العالم وأن تسرع دوله إلى لجم دول العدوان عن مواصلة عدوانها وترفع الحصار المفروض على الشعب اليمني غير المبرر وغير الشرعي دوليا ..

اليمن يعلن نفسه قوة بحرية
فرحان هاشم- عضو الهيئة التنفيذية لتكتل الأحزاب المناهضة للعدوان:
« العرض العسكري الذي أقامته القوات المسلحة في الحديدة هو إعلان عن الوصول إلى نقطة تحول استراتيجي ، لاسيما مع المتغيرات الدولية الجدية ، استطاع الجيش اليمني أن يراكم قوته على صعيد القوة البشرية والخبرة الميدانية وقوة الردع المتمثلة في الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة وبعد ذلك القوة البحرية التي لم تقل كامل كلمتها في مواجهة العدوان باستثناء استهداف عدد من فرقاطات العدوان .
كانت الرسالة واضحة ودالة على قوة الردع ، والهدنة شكلت فرصة لإعادة ترتيب صفوف القوات اليمنية ، وقد أعلن السيد القائد عن انتهاء عملية دمج آخر مجاهد من قوات اللجان الشعبية في قوام الجيش اليمني .
رسالة العرض تجاوزت الملف اليمني وكان أول من تلقفها العدو الصهيوني الذي أولت وسائل إعلامه اهتماما كبيرا بالعرض الأكبر من نوعه، وهو ما يعكس حجم القلق الصهيوني من تنامي القوة اليمينة على ضفاف البحر الأحمر ، والذي لطالما سعت ومعها الولايات المتحدة لجعله بحيرة صهيونية باعتبار أن آخر نقطة في البحر الأحمر هي ميناء إيلات في الأراضي المحتلة ، ومع الصراع الروسي الأمريكي يتعاظم القلق الصهيوني حيث اليمن قوة مناهضة ومعادية للتواجد الصهيوني وحامية للاستقلال الوطني .
كانت قوى العدوان تعتبر الحديدة الخاصرة الرخوة للجمهورية اليمنية ، لكن القوى الوطنية استطاعت خلال معركة الصمود والدفاع المقدس أن تحول منطقة الضعف إلى نقطة قوة وان تبني قوة ردعية وان تحول الحديدة إلى ضلع قوي يواجه مخططات الغزو، ومن خلال ذلك تستطيع أن تتحكم في الممر الدولي المهم للطاقة والتجارة الدولية وبذلك تستطيع أن تفرض المعادلة التي تريدها وهي إما أن يكون البحر مفتوحا للجميع وان يكون اليمن حرا مستقلا بموارده البرية والبحرية وأما إقفال البحر بوجه الجميع وهذا ما أعلنته القيادة اليمنية في الاستعراض العسكري ومنذ اليوم الأول للعدوان.
بعد عقود طويلة كان اليمن أداة من أدوات القوى المتصارعة في المنطقة والعالم ، النقطة الاستراتيجية اليوم أن اليمن أعلن عهن نفسه قوة فاعلة لاعباً فاعلاً ومؤثراً قادراً أن يحمي المياه الإقليمية والممر الدولي في البحر الأحمر وغير تابع لأي من المحور وإنما يلتقي معها بحسب ما تقتضيه مصالحه ومبادئه ، وهو ما يجب على قوى العدوان والقوى الخارجية أن تتعامل معه على هذا الأساس .

وحول حق اليمن في لعب دور حيوي في البحر الأحمر وتداعياته أضاف :
« بدون أدنى شك اليمن تلعب دورها الطبيعي في حماية المياه الإقليمية اليمنية وان تستفيد من هذا الممر الدولي في أن تحقق مصالحها الاستراتيجية وامنها القومي ، اليمن لا تبتز الدول الأخرى بل تحقق مصالح الشعب اليمني من خلال هذا الممر الدولي والموقع الجيوستراتيجي الذي منّ الله به على الشعب اليمني واستخراج ثرواته البرية والبحرية لصالح أبناء الشعب ، ولا يمكن تحقيق ذلك إلا بوجود قوات قوية ورادعة وذلك ما تحقق بعد الله سبحانه بفضل ثورة 21 سبتمبر.
اليمن سيمارس حقه الطبيعي في البر والبحر ، وذلك ما يجب أن تدركه القوى الكبرى ، وهذه مطالب محقة ونحن نعيش مرحلة تحرر وطني منذ بدء العدوان على بلدنا ، وهذا العرض العسكري هو تتويج للمرحلة من المعاناة والتراكم على مستوى المعرفة العسكرية ، وباعتقادي قوى العدوان أدركت الرسالة الاستراتيجية ومفادها إما أن يتم التسليم باليمن حرا ومستقلا والكف عن العدوان أو أن المرحلة المقبلة ستشهد تصعيدا كبيراً.
وإذا ما حصل تصعيد في البحر الأحمر فإن الآثار ستكون أشد من تأثيرات الأزمة الأوكرانية الروسية ، وسيشهد العالم أزمة طاقة ستفوق بمرات ما يشهده في الوقت الحالي .

البحر الأحمر مرتكز الاستقلال اليمني
د محمد مياس – أستاذ نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد في جامعة صنعاء، تحدث قائلاً:
« البحر الأحمر هو ممر مائي هام جدا إن لم يكن الأهم بين الممرات المائية الدولية ، من الناحية الاستراتيجية الجغرافية البحر الأحمر يتوسط خلجان وبحار تمر منها تجارة العالم والطاقة ، من الناحية العسكرية الاستراتيجية يعتبر البحر الأحمر له أهمية كبرى تؤكده وجود قواعد عسكرية لنحو 6 دول وتواجد السفن العسكرية لنحو 24 دولة .
كان لزاما على الحكومة في صنعاء لعمل الترتيبات اللازمة للحفاظ على الأمن اليمني وبناء قوات ردع قادرة على الحفاظ على سيادة اليمن في البحر، كما فعلت قبل ذلك خلال ثماني سنوات في البحر .
البحر الأحمر لدينا فيه حوالي 120 جزيرة مواقعها مهمة جدا حيث تمر من مياهنا الإقليمية لتلك الجزر الممر الدولي ، اليمن حباه الله بموقع مهم جدا مطل على البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي ومطل اقتصاديا على المحيط الهندي ، ولذلك نلاحظ أن العدو الصهيوني لم يدخر جهداً في التمركز بالبحر الأحمر حتى الصين أصبحت لها قاعدة في جيبوتي ، وهذا يؤكد أهمية البحر الأحمر ، ولذلك كان لزاما على الحكومة أن تبني قدرات يمنية لتحقيق توازن في القوى لمنع العدوان على اليمن من البحر وأيضا لحفظ السيادة اليمنية على البحر حيث الجزر اليمنية ومياهها الإقليمية تمنح اليمن التحكم في الممر الدولي .

ويلفت د. مياس إلى أن القوة البحرية اليمنية كانت غائبة ويقول :
« في السابق كانت القوة البحرية اليمنية لا ترتقي إلى مستوى القوات البحرية ا للدول الأخرى وكانت البحريات الأجنبية تفتش بشكل دائم على البحرية اليمنية ومساراتها محددة ولا دور لها سوى دور شكلي لا تقدر على منع مركب صيد .
الآن اليمن تقول للعالم في البحر الوضع اختلف ، ومن خلال العرض علمت الدول بأن اليمن بصدد استعادة نفوذها في البحر الأحمر وعليها إعادة حساباتها وتوخي خطواتها تجاه اليمن وسيادته في البحر، كما هو الحال في البر .
النفوذ البحري الذي اعلن عن تدشينه من عرض الحديدة هو مدعاة للسلام ، وصنع علاقات ندية مع الدول التي ستحسب لمصالحها معك ، اليمن لم تستفد من منطقة المضيق والممر المائي الذي يتقاطع مع مياهها الإقليمية حول الجزر اليمنية وتمر من جوارها كل تجارة العالم ، ما يعني نفوذاً جيوسياسياً استراتيجياً يحتك بكل دول العالم ويدفعا لاحترامك ويمنحك ذلك الرخاء الاقتصادي .
ومن كل المعطيات السابقة يمكننا التأكيد أن الاستقلال الذاتي لن يتحقق لليمن إذا ما بقي ضعيفا في البحر ومنع الدول الأخرى أن تضعه مجددا بين كماشة .

الإعلام ووعد الآخرة
في الجزء الثاني من هذا الاستطلاع طرحنا أهمية عرض وعد الآخرة العسكري ، العرض الأكبر لليمن على ساحل البحر الأحمر والذي استدعى ردودا من دول في العالم وحتى الأمم المتحدة التي عبرت عن قلقها من العرض، وفقا لبيان بعثته أهمية في الحديدة ، وسائل إعلام صهيونية وأمريكية ودولية استمرت لأيام في قراءة ورسائل العرض ، والتي نطرحها على عدد من الإعلاميين اليمنيين .

تكريس السيادة البحرية
عبدالرحمن الاهنومي – رئيس تحرير مؤسسة الثورة للصحافة، قال:
« عرض وعد الآخرة العسكري في الحديدة يحمل رسائل كثيرة من حيث مكان العرض ونوعيته وحجمه والقوة التي عرضت فيه وهي قوة بحرية في غالبيتها والرسائل كانت بحرية بطبيعة الحال ، أيضا الرسائل التي أرسلها الرئيس مهدي المشاط في كلمته بالعرض وكان من ضمنها حديثه عن التجارب البحرية التي أجريت ، وإعلانه الوصول إلى القدرة لضرب أي نقطة في البحر الأحمر ، ثم توج هذا العرض بكلمة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي الذي أضاف زخما لما كان في العرض وفي كلمة الرئيس مهدي المشاط .
العرض العسكري تجاوز مسألة الهدنة إلى تكريس مسألة الهيبة اليمنية في سياق العراك الدولي القائم والإقليمي كذلك ، وفي نفس الوقت إعلان اليمن قوة بحرية ووازنة في البحر الأحمر وهذه رسائل وصلت ، ولذا رأينا الإعلام الصهيوني تناول العرض اليمني من بوابة هذه الرسائل .
ما كان مقلقا للصهاينة في مسألة العرض العسكري في الحدية هو نوعية الأسلحة البحرية التي ظهرت خلاله ، باعتبار أن هناك عملا قائما من قبل التحالف الأمريكي السعودي الإماراتي لصهينة البحر الأحمر ، وعسكرته لصالح كيان العدو الصهيوني.
والقوات الصهيونية تقوم بالتجوال حاليا في البحر الأحمر بحماية ومساعدة سعودية إماراتية وأمريكية ، والأسلحة التي ظهرت هي مخيفة للعدو الصهيوني ، وحتى مسمى وعد الآخرة هو يستهدف ويخيف الإسرائيلي ، كذلك التجربة العسكرية التي سبقت العرض بأيام وأعلن عنها الرئيس مهدي المشاط، إلى أين تمت ربما الإسرائيلي يعرف إلى أين تمت .

وعد الآخرة والعروض السابقة
حسن الوريث – رئيس مركز الخبر للدراسات والإعلام:
أعتقد أن هذا العرض الكبير يؤكد تنامي القدرات العسكرية للجيش واللجان الشعبية ، جيش الجمهورية اليمنية الحقيقي ، وهو يوصل أكثر من رسالة إلى دول تحالف العدوان السعودي الأمريكي والى المجتمع الدولي الساعي إلى السيطرة على منطقة البحر الأحمر ومنطقة خليج عدن ، ومن خلال هذا العرض جاء تأكيد يماني أنه لن يسمح للخارج بفرض نفوذه على حسابه وفي مياهه الإقليمية ومنطقة نفوذه .
ولتحالف العدوان كانت رسالة بأن عدوانه قد وصل إلى خاتمته ، وأمام هذه الرسائل لمسنا انزعاجا من كل تلك الأطراف التي ترى سيطرتها تتهاوى مع امتلاك أصحاب الحق القوة والقدرة على فرض السيطرة واستعادة النفوذ .
العرض العسكري وعد الآخرة كشف عن تنامٍ للصناعات العسكرية التي عرضت في هذا العرض الكبير ولقدرات الجيش اليمني ، وردة فعلهم لن تتوقف عند الإعلام بل سيمارسون حملة تضليل كبيرة بهدف تشويه اليمن كون الوضع في اليمن خرج من تحت السيطرة الخارجية مع سقوط عملائهم .
وفي حقيقة الأمر فان العرض العسكري الذي شاهده العالم هو نتاج عمل سنوات طويلة، وادخل الفرحة إلى قلوب اليمنيين بامتلاك جيش وطني حقيقي بعد أن كان الجيش مجرد مجموعات لخدمة عملاء وأنظمة خارجية تقف ضد اليمن ، بينما جيش الجمهورية اليمنية اليوم هو لحماية وصون سيادة اليمن ومصالحه.
غياب اليمن عن البحر الأحمر كان مبرمجا نتاج الوصاية الخارجية ، ووجود عملاء لم يكن همهم إلا حفظ كراسيهم وتنفيذ رغبة الأطراف الخارجية .
الإعلام الصهيوني عبر عن القلق الإسرائيلي بشكل مستفيض كون القوة اليمنية البحرية هي في الضد من مؤامراتهم ومصالحهم وأهدافهم لبسط السيطرة على البحر الأحمر بمساعدة سعودية وإماراتية وغربية .
هذه القوات الكبيرة التي شاهدناه في عرض الحديدة وفي العروض الأخيرة التي جرت في ظل الهدنة تؤكد أن اليمن امتلك قراره المستقل ، وقيادته تعمل لتحقيق مصالح شعبها بالدرجة الأولى وهو ما لم يكن حاصلاً في العقود الماضية .

من النقطة الأقرب لباب المندب
حسن شرف الدين أمين عام اتحاد الإعلاميين اليمنيين:
الشارع اليمني يعرف انه كانت هناك مجالات ممنوعة على اليمن كالتنقيب في مناطق محددة ، والتسليح البحري ، وعلى مدى ثمان سنوات من العدوان سقط مئات الصيادين ضحايا في البحر الأحمر ولم يكن لدى اليمن قوات بحرية قادرة على إنقاذهم .
العرض العسكري وعد الآخرة هو تدشين لمرحلة بناء القوات البحرية وكسر احد المجالات التي كانت محظورة على اليمن ، وتواطأت في ذلك أنظمة سابقة عميلة ، وهذه القوات مفتوح أمامها المجال للتسليح وحماية اليمن ومياهه الإقليمية ونفوذه البحري .
العرض العسكري وعد الآخرة جرى في النقطة الأقرب لباب المندب المضيق الأهم دوليا ، وهذا له دلالته ويعكس شجاعة القيادة اليمنية ، وهذا المضيق كما ندرك محل أطماع القوى الكبرى عبر العصور ، اليمن تقول من خلال العرض انها ستستعيد نفوذها وسيطرتها على هذا المضيق وهي تخطو في هذا الطريق بقرار مستقل وعملية بناء مستمرة للقوات البحرية .
وسائل الإعلام الدولية تعاطت باهتمام ملحوظ مع عرض اليمن على ساحل البحر الأحمر ومن جغرافيته، وانطلقت لتشرح الأبعاد ، حيث عرج المحللون على الأسلحة الجديدة في المجال البحري والتي كشف النقاب عن بعضها للمرة الأولى ، وأسلحة أعيد تشغيلها بعد أن عطلت من قبل عملاء سابقين .
يضاف إلى ذلك إعلان القيادة عن انتهاء عملية بناء الجيش اليمني الحقيقي مع اكتمال عملية دمج اللجان الشعبية في إطار القوات المسلحة والمخلصة والحرة التي برت بقسمها للدفاع عن أراضي الجمهورية اليمنية ، ولذلك دلالته في مسار معركة الدفاع المقدس التي يخوضها الجيش والشعب اليمني لكسر العدوان والحصار.

قد يعجبك ايضا