تقرير /الثورة /
سخط شعبي متصاعد ضد استمرار الهدنة الأممية المؤقتة التي تمر دون أي تقدم في القضايا الإنسانية والمعيشية ، في المقابل إمعان سعودي أمريكي إماراتي في تقويض الهدنة المؤقتة ونسفها ، إذ يتنصل عن تنفيذ التزاماته الواضحة ويواصل حجز السفن وقرصنتها وخطفها ، ويعيق تسيير الرحلات الجوية ، ويواصل أيضا إعاقة المضي في توسيع اتفاق الهدنة لتشمل صرف المرتبات وتوسيع الرحلات ورفع الحصار عن الموانئ ، وهو بذلك ينسف الجهود التي تهيئ الأجواء للوصول إلى مفاوضات سلام شاملة.
في بداية أغسطس أعلن المبعوث الأممي هانس بروندبرغ تجديد الهدنة الأممية للمرة الثالثة بنفس بنودها السابقة ، مؤكدا على ضرورة إجراء مفاوضات عاجلة ومكثفة للوصول إلى آلية لصرف مرتبات اليمنيين ، وعلى رفع الحصار كليا عن موانئ الحديدة ، وعلى توسعة عدد الرحلات وزيادتها ، لكن العدوان عمل عكس ذلك ، فشدد من الحصار على الموانئ وقام بحجز كل السفن المتجهة إليه ومنذ بداية التجديد الثالث لم يسمح بإدخال سفينة نفط واحدة.
تتألف الهدنة من بنود أربعة ، الأول وقف العمليات العسكرية ، والثاني التزام تحالف العدوان بإدخال ثماني عشرة سفينة خلال شهرين ، ومن إجمال 54 سفينة خلال مدد الهدنة الثلاث وصلت فقط 34 سفينة ، والثالث التزام تحالف العدوان بالسماح بتسيير رحلتين كل أسبوع من مطار صنعاء إلى الأردن والقاهرة ، لكن وحتى الآن لم تقلع أي رحلة جوية نحو القاهرة بينما يعيق تسيير الرحلات باتجاه الأردن بشكل مستمر.
كان المقرر أن يكون التجديد الثالث للهدنة المؤقتة فرصة لتهيئة الأجواء لمفاوضات سياسية حسب حديث المبعوث الأممي هانس بروندبرغ ، وبدلا من ذلك انتكست الهدنة المؤقتة وعادت إلى مربعات سابقة بفعل التعنت المستمر من قبل تحالف العدوان وحجز السفن بشكل كامل وإعاقة تسيير الرحلات.
يوم أمس أعلنت شركة النفط العمل بنظام الطوارئ في محطات تعبئة الوقود جراء انعدام المشتقات بسبب حجز العدوان للسفن التي وصل عددها تسعة سفن محجوزة في مناطق الحجز بموانئ جيزان.
قبل ذلك كانت تحذيرات الأخ الرئيس المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى، القائد الأعلى للقوات المسلحة، في كلمته خلال العرض العسكري المهيب للمنطقة العسكرية الخامسة وألوية النصر والقوات البحرية والدفاع الساحلي والقوات الجوية والدفاع الجوي في محافظة الحديدة، مؤخرا كانت واضحة للعدو الذي لا يزال يتلاعب ويتهرب من التزاماته في الهدنة ما يجعل هذه الهدنة في مهب الريح وحينها سيكون تحالف العدوان الخاسر الأكبر.
وأضاف الرئيس المشاط أن تلاعب العدوان وتهرّبه من التزامات الهدنة وعودته إلى احتجاز السفن يعرض الهدنة للخطر، ويجعلها في مهب الريح، وأشار مخاطبا الأعداء أن التهرب من إنجاز ملف الراتب والقضايا الإنسانية لهو الدبور الذي يحلق بكم .. وقال: «نحن فقط نعريكم أمام شعبنا ليعرف أكثر زيف ما تدعون، وإلا فلدينا قناعة تامة عن تجربة طويلة أن الحقوق لا تُعطى بل تؤخذ».
وواصل تحالف العدوان خروقاته لاتفاق الهدنة على الصعيد الميداني في مختلف الجبهات وكذلك فيما يتعلق بالقرصنة على سفن المشتقات ، وجددت شركة النفط اليمنية تأكيدها استمرار تحالف العدوان بقيادة أمريكا في القرصنة على جميع سفن الوقود دون استثناء واحتجازها منذ إعلان الهدنة المؤقتة.
وتوضح الشركة أن سفن الوقود التي ما تزال محتجزة من قبل تحالف العدوان لفترات متفاوتة بلغ مجموعها منذ إعلان اتفاق الهدنة المؤقتة (314) يوما بخلاف فترة تأخيرها في جيبوتي لمدة إجمالية تجاوزت (152) يوما في انتظار التفتيش والحصول على تصاريح الدخول إلى موانئ الحديدة من آلية التحقق والتفتيش الأممية.
وأكدت أنه لم تصل إلى موانئ الحديدة خلال فترة الهدنة المؤقتة (إبريل – سبتمبر) سوى ٣٣ سفينة وقود من أصل ٥٤ سفينة منها أربع سفن لا غير تم الإفراج عنها في 2 أغسطس الماضي نهاية فترة التمديد الأول للهدنة المؤقتة.. مشيرة إلى انه لم يتم الإفراج عن أي سفينة وقود خلال فترة التمديد الثانية للهدنة المؤقتة.
وأفادت شركة النفط بأن شحنات الوقود تكبدت غرامات تأخير خلال فترة الهدنة وصلت إلى 11 مليون دولار بسبب القرصنة والاحتجاز وتأخير دخولها إلى موانئ الحديدة.. لافتا إلى أن عدد سفن الوقود المحتجزة حالياً وصل إلى تسع سفن وقود جميعها حاصلة على تصاريح دخول أممية.
وأكدت شركة النفط اليمنية، أن تواطؤ التكوينات الأممية المعنية مع تحالف العدوان، يسهم بصورة خطيرة في تفاقم الانتهاكات الصريحة لاتفاق الهدنة المؤقتة.
وأمام هذه التجاوزات والانتهاكات الخطيرة من قبل تحالف العدوان لن يطول صبر الشعب اليمني الذي يعيش أسوأ إنسانية في العالم بفعل العدوان والحصار المتواصلين منذ ثماني سنوات وسيجد نفسه مجبرا على الرد والردع خصوصا وقد بات يمتلك من القوة ما يجعله قادرا على الدفاع نفسه وأخذ حقوقه المشروعة بالقوة وفي هذا الاطار أعلن الرئيس المشاط استطاعة الجيش اليمني ضرب أي هدف يريد ومن أي مكان يحدد وقال «نعلن لكل دول العدوان، أننا باستطاعتنا أن نضرب أي نقطة في البحر من أي منطقة في اليمن».
وأوضح الأخ الرئيس أنه تم تطوير أسلحة اليمن الأرضية والبحرية في الفترة الأخيرة، وباستطاعتها اصطياد هدفها براً وبحراً من أي جغرافيا، وأي نقطة في اليمن .. وأضاف: «أزيلوا من رؤوسكم كل ما يوسوس لكم تجاه تواجدنا في هذا الساحل».
ومضى يقول «نعلن أننا لن نشكل في يوم من الأيام خطراً على أحدِ لم يتآمر على بلدنا، ولن نشكل خطراً في يوم من الأيام على الملاحة الدولية في البحر الأحمر، بل على العكس أثبتنا طوال الفترة الماضية انضباطنا الكبير رغم الحصار الظالم، ورغم معاناة شعبنا».
وأردف قائلاً: «الذي يشكل خطراً على الملاحة الدولية هو إجراءاتكم الوحشية، والتلذذ بمعاناة هذا الشعب، الذي يشكل خطراً يضر بالعالم أجمع هو ما تحاول بعض دول العدوان تسويقه لدى المجتمع الدولي من أنه سيأمن البحر الأحمر والملاحة الدولية عندما يتم انسحابنا من هذه المناطق بامتداد الساحل في البحر الأحمر، أقول لهم هذا الذي سيضر بالملاحة الدولية، وهذا الذي سيحول البحر إلى ساحة للفوضى، وستتحول إلى خطر إذا ركبتم رؤوسكم وقررتم ما يسوق تجاه وجودنا في هذا الامتداد على سواحل بلدنا، فإن على العالم أن يقول لكم كفى، فعلاً ستتحول إلى خطر، وستعرفون حينها صحة كل ما نقول، وما نقوله الآن».
وأكد رئيس المجلس السياسي الأعلى أنه «أصبح بمقدورنا الآن ضرب أي نقطة في البحر من أي مكان في اليمن، وفي أي جغرافيا في اليمن، وليس من السواحل فقط، عندها تعرفون أنكم اتخذتم القرار الخطأ، نحن في الأيام الماضية أجرينا الاختبار والمناورات على هذا النوع من السلاح بنجاح باهر».
وبات الشعب اليمني ومعه قيادته الحكيمة يراهنون على الله أولا ومن ثم على أبطال الجيش في انتزاع حريته وسيادته وكرامته وحقوق اليمنيين كافة، مسلّحا بهوية ومبادئ ايمانية، وقوة ردع متطور تحقق ويتحقق بفضل جهود دؤوبة ومتواصلة تُبذل في مجالات التصنيع الحربي وهو ما أصبح يتجلى في أنصع صوره من خلال العروض العسكرية التي تقدم نماذج رمزية من تلك الأسلحة النوعية القادرة على ردع العدو وإفشال كل رهاناته ومخططاته.