الرئيس المشاط: قادرون على ضرب أبعد نقاط في البحر الأحمر وأجرينا تجارب ناجحة

«وعد الآخرة» عرض عسكري مهيب وأسلحة بحرية جديدة.. وفي البحر نحن قادرون أيضاً

الجيش اليمني يُظهر صواريخ بحرية مطورة بمديات تصل إلى كل موانئ العدو وأساطيله البحرية

الثورة / وديع العبسي
كشفت قواتنا المسلحة في العرض العسكري (وعد الآخرة) الذي أقامته المنطقة العسكرية الخامسة وألوية النصر وقوات الدفاع الساحلي والقوات البحرية والدفاع الجوي والقوات الجوية عن أسلحة جديدة منها صواريخ وأسلحة بحرية أُدخلت إلى ساحة الحرب.
وعرضت القوات المسلحة صواريخ مندب2 بعيد المدى ، وفالق1 متوسط المدى ، وهما صناعة يمنية محلية ، وروبيج الروسية المتطورة بعيدة المدى أيضا تستخدم لضرب السفن والغواصات في البحار ، كما استعرض الجيش اليمني ألغاماً بحرية منها كرار وعاصف4 ، وأويس وألغام بحرية أخرى صنعتها هيئة التصنيع الحربي اليمني خلال فترة الحرب ، وعرضت القوات المسلحة أيضا لأول مرة أسلحة دفاع جوي ومعدات عسكرية ضخمة في العرض المهيب الذي شهدته مدينة الحديدة.
بلغ عدد القوات المشاركة في العرض أكثر من 25 ألف مقاتل من قوات المنطقة الخامسة وألوية النصر والقوات البحرية والدفاع الساحلي والقوات الجوية والدفاع الجوي ، وبدأ العرض العسكري وعد الآخرة باستعراض سرايا القوات ومن ثم استعراض قوة كبيرة من المدرعات والدبابات والألغام البرية والبحرية بأنواعها واستعراض الدفاعات الجوية كما تم عرض قوة رمزية من الطيران المسير.
العرض الذي كشف الستار عن صواريخ وأسلحة بحرية لم يتم الكشف عنها من قبل وهي مندب 2 وفالق1 ، وروبيج الروسية بالإضافة إلى مندب 1 الذي عرض من قبل ، كان رسالة عززها الرئيس مهدي المشاط القائد الأعلى للقوات المسلحة الذي قال في كلمته بأن اليمن امتلكت قوة بحرية كبيرة وأن الجيش اليمني بات اليوم قادراً على ضرب أبعد نقطة في البحر الأحمر ومن أي مكان في اليمن ، وقال إن هذا التطور يأتي في سياق ما يخوضه الشعب اليمني من معركة في مواجهة تحالف العدوان محذرا الأعداء من أي مغامرات يرتكبونها.
وأكد بأن قواتنا قامت بتنفيذ تجارب بالسلاح الذي ألمح إليه في كلمة سابقة بقوله أن باستطاعتنا ضرب أي نقطة في البحر الأحمر من أي نقطة في اليمن
وعندما يتحدث رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي المشاط عن أن القدرات اليمنية البحرية صار بإمكانها ضرب أي نقطة في البحر من أي مكان في اليمن، وفي أي جغرافيا في اليمن، وليس من السواحل فقط، فهذا يعني أنه قد قطع شوطا في امتلاك الأدوات التي تؤهله أو تمنحه الثقة لتأكيد هذا الطرح.
وفي عرض «وعد الآخرة» العسكري أمس الأول الذي كشف فيه عن هذه القدرة، تعزز حديث الرئيس المشاط، من خلال ما تم عرضه من نماذج الأسلحة الجوية والبحرية، والأخيرة هي نقطة ارتكاز هذه التناولة، إذ كانت مفاجأة ظهور الأسلحة البحرية النوعية في العرض العسكري في وقت تصور فيها الكثير ودول العدوان بدرجة أساس أن اهتمام الجيش اليمني ينصب على الباليستيات والطيران المسير، وما تبقى له من جهد أحرقه في هموم المعيشة المتصاعدة بفعل الحصار والتضييق.
إلا أن ما ظهر بين أيدي «وعد الآخرة» نسف هذا التصور.. أسلحة بحرية نوعية تجاوزت المرحلة التجريبية لتصل إلى مستوى الجاهزية حسب الرئيس المشاط في استهداف أي خطر على اليمن قبل قدومه.
«نحن في الأيام الماضية أجرينا الاختبار والمناورات على هذا النوع من السلاح بنجاح باهر».
هذا ما قاله القائد العام للقوات المسلحة  المشير الركن مهدي المشاط، معلنا «لكل دول العدوان، انّا باستطاعتنا أن نضرب أي نقطة في البحر من أي منطقة في اليمن».
استهدف تحالف العدوان منذ بداية قصفه على اليمن القوة البحرية المتوفرة في محاولة واضحة لتدمير قدرته القتالية والدفاعية على المياه الإقليمية، التحدي الذي ولد الفرصة البدء من جديد، ليجعل التصنيع العسكري ضمن أهدافه الوصول الإمكانيات القتالية البحرية القادرة على الدفاع عن السيادة اليمنية في البحر.
ظهرت نتائج ذلك في معرض الشهيد القائد لنتاجات التصنيع العسكري في ١١ مارس العام الماضي والذي احتوى على العديد من القطع العسكرية.
كشف العرض العسكري المهيب «وعد الآخرة» ولأول مرة عن صاروخ بحري جديد هو «المندب2» النسخة الثانية المتطورة من «المندب1» والذي عرض لأول مرة في تشرين الثاني/نوفمبر 2017 وهو حصيلة تطوير محلّي تم على الصّواريخ الصينية «سي-801»، وقد تمّ استخدامه خلال 3 عمليات رئيسية لاستهداف القطع البحرية التابعة للتحالف السعودي خلال العام 2018.
وفي تشرين الأول/أكتوبر 2018، أعلنت القوة البحرية عن بدء إنتاج نوعين من الألغام البحرية الغاطسة تحت اسم «مرصاد 1» و»مرصاد 2»، وقد تضمن معرض الشهيد القائد أنوع مثل «كرار1» و»كرار2» و»كرار3» و»عاصف2» و»عاصف3» و»عاصف4» و»شواظ» و»أويس» و»مجاهد» و»النازعات»، إضافة للغم بحري تم الكشف عنه عام 2018 من طراز «مرصاد». وكذا اللغم البحري «ثاقب»، الذي يتميز بآلية مغناطيسية للتثبيت على بدن القطع البحرية المعادية، عبر عناصر الضّفادع البشريَّة.

سلاح الاصطياد
في عرض «وعد الآخرة» لفتت العديد من مسميات السلاح الجديد الذي جرى الكشف عن تصنيعه أو امتلاكه وخاصة في ما يخص الحماية البحرية والدفاع عن السيادة على المياه الإقليمية كان منها في منظومة الصواريخ، منظومة  «روبيج RUBIG» ، روسية الصنع، الذي يصل مداه 80 كم، ووزن الرأس الحربي 513 كجم من إجمالي وزن الصاروخ البالغة 2523 كجم .
وتصل سرعة الصاروخ الذي يبلغ طوله 6.57م ، وبقطر 0.78م، إلى 1100كم / الساعة / (ماخ 0.9)، وبعرض 2.5م.
وتصنف منظومة «روبيج» ضمن فئة الصواريخ الساحلية التكتيكية التي جرى تصميمها لتدمير أي أهداف بحرية تحاول الاقتراب من المياه الإقليمية.
ويمتلك الصاروخ الباليستي «روبيج» القدرة على أحداث تدمير وإغراق حاملات الطائرات بمختلف صنوفها، الذي يعتبر «روبيج» من الصواريخ المضادة للسفن العملاقة والفرقاطات الحربية المعادية.

قدرات مبكّرة 
في الذكرى السادسة لبدء العدوان على اليمن أعلن متحدث القوات المسلحة اليمنية العميد يحيى سريع عن تنفيذ القوات البحرية والدفاع الساحلي أكثر من 34 عملية نوعية استهدفت سفنا وبوارج وفرقاطات وزوارق العدو إضافة إلى أرصفة موانئ ومنشآت معادية، وإفشال عمليات إنزال وإبرار لقوات العدو، واحتجاز عدد من السفن التي انتهكت المياه الإقليمية اليمنية، منها أكثر من 20 عملية استهداف لقطع بحرية معادية حصلت بين عامي 2015 و2018، كانت أولى العمليات بتاريخ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2015، باستهداف بارجة لتحالف العدوان قرب مضيق باب المندب، وبعدها بـ72 ساعة فقط، تم استهداف بارجة ثانية بالقرب من سواحل المخا، وفي الخامس عشر من الشهر نفسه استهدفت البحرية اليمنية بارجة «MT ينبع» السعودية، وهي من طراز «ميرال» فرنسية الصنع قبالة المخا.
وفي الرابع والعشرين من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2015، تم استهداف ثاني بارجة من طراز «MT ينبع» قبالة المخا أيضا، وبعدها بأسبوعين تقريبا هاجمت القوة البحرية اليمنية بارجة إماراتية من طراز «قندال» وتحمل اسم «زايد 6». في الأول من شهر تشرين الأول/ أكتوبر عام 2016، كانت العملية الشهيرة التي استهدفت سفينة سويفت الإماراتية ردا على استهداف القاعدة البحرية والكلية البحرية في الحديدة، وكُشف عام 2018، أنه وبعد استهدافها البارجة بصاروخ مناسب، خاضت مقاتلو القوة البحرية اشتباكات مباشرة من مسافات قريبة مع من تبقى من طاقم السفينة المستهدفة، وذلك من زوارق سريعة باستخدام الأسلحة الخفيفة والمتوسطة ولمدة 3 ساعات، ونتيجة الدمار الكبير الذي لحق بالسفينة، قام تحالف العدوان بسحبها إلى أحد موانئ بيع الخردة في اليونان. أيضا استهداف فرقاطة «المدينة» السعودية في الثلاثين من كانون الثاني/ يناير عام 2017 كان من العمليات المهمة للقوة البحرية، حيث تم استهدفها قبالة سواحل الحديدة.

فيلم «البحر المسجور»
ولا يزال ما تعرضه قوات صنعاء غيضاً من فيض قدراتها الدفاعية المذهلة التي تتنامى مع الظروف وتواكب مستجدات المعركة في مرحلتها الاستراتيجية، ففي عام ٢٠١٨ عُرض الفيلم الوثائقي «البحر المسجور» وفيه تم الكشف عن إدخال القوة البحرية لعدد من المنظومات الصاروخية البحرية المتطورة التي قامت بتصنيعها وتطويرها خبرات وكفاءات يمنية بحتة إلا أنه لم يكشف عن ماهيتها، واليوم يظهر شيء منها من خلال ما اشتمل عليه العرض العسكري «وعد الآخرة».
فيلم «البحر المسجور» تضمن في ذاك الوقت المبكر من العدوان وبعد تدمير التحالف المتوفر من السلاح البحري اليمني، مشاهد لعمليات نوعية أظهرت نجاح القوة البحرية اليمنية في تجاوز الكارثة التي حاول العدو إيقاعها فيها، فكشف الفيلم كيف تمكّنت القوات البحرية اليمنية في وقت وجيز وبإمكانات وخبرات يمنية من إنشاء مجمّعات للتطوير والتصنيع والبحوث العسكرية، مستعرضاً مشاهد استهداف سفينة الإنزال الإماراتية سويفت التي دمرتها القوات البحرية اليمنية في اليوم الأول من أكتوبر 2016م، وتظهر المشاهد قيام القوات البحرية والدفاع الساحلي بالاشتباك بشكل مباشر مع بقايا طاقم البارجة الإماراتية لأكثر من ثلاث ساعات بعد استهدافها بصاروخ مناسب. كما عرض الفيلم صوراً لـ”سفن حربية” وكذلك ثلاث كاسحات ألغام منها كاسحة تسمى “القانصة” تم تدميرها وإخراجها عن الخدمة، كما تظهر الصور كاسحة الألغام “القانصة” وهي تغرق عقب الهجوم عليها.
نجحت القوة البحرية اليمنية كذلك في إنتاج الزوارق الحربية بسرعتها الخارقة وقدرتها على المناورة والقيام بعمليات هجومية ضد ما يقف في طريقها من قطع بحرية معادية، وتحمل على متنها أيضاً أفراداً مقاتلين لتنفيذ أهداف في الشواطئ والسواحل وفي عمق المياه طولاً وعرضاً.

«روابي».. الحدث المفاجئ
منذ ذلك الحين تغيّرت معادلات المعركة البحرية واختلفت قواعد الاشتباك، إلا أن العدو ظل مكابرا عن التسليم بهذه الحقيقة، ثم تلقى الصفعة المدوية مع عملية ضبط على السفينة الإماراتية «روابي» التي كانت محملة بمعدات عسكرية متنوعة، بين مدرعات وناقلات الجند، والأسلحة الرشاشة والذخيرة، وأجهزة الاتصالات العسكرية وهو ما أظهرته مقاطع الفيديو، فضلا عن كونها كانت تحت تصرف القوات المسلحة السعوديّة، وتقوم بمهمة نقل عسكرية.
الأهمية التي تحملها هذه الحادثة هي لكونها جاءت عقب سيطرة التحالف على المحافظات الجنوبية وإحكام القبضة على ما أسموها شرعية وهم مجموعة من المنتفعين الباعة المصالح العليا في مقابل المصالح الذاتية، إذ كشف التجوال الحر للسفينة الإماراتية المدعوة «روابي» تعامل دول العدوان مع المياه الإقليمية وكأنها ملكية خاصة بهم أو يدخل ضمن النطاق الذي يحق لهم التحرك فيه بحرية استناداً إلى هذه التي قالوا إنها شرعية، ولذلك مثلت عملية الاحتجاز صفعة قوية «اللهجة» لكل أقطاب التحالف بما فيهم الشيطان أمريكا.
وبعدها، استشعرت القوات المسلحة أهمية السير على خطى تطوير السلاح البحري لمعركة البحر حتماً قادماً خصوصاً وأنه كان أهم أدوات العدو في تجويع الملايين من خلال الحصار حج أو حجز السفن، التي لا تعني فقط المشتقات النفطية وإنما أيضا سفن الغذاء والدواء بصورة تعكس التعمد في قتل الناس.
ولأن الإصرار مع العمل يصل بكل تأكيد إلى الهدف، لذلك جاءت النتيجة أو جزء منها في عرض «وعد الآخرة».

الرسالة المزعجة
كان الأبرز في ما اشتمل عليه عرض «وعد الآخرة» من أسلحة نوعية الرسالة العاجلة والساخنة التي أخرست العدو وحطمت كبرياءه بكون ذلك مؤشراً صريحاً بأن اليمنيين باتوا يمتلكون قرارهم بالتصنيع للسلاح وعرضه على العالم دون خوف أو حساب بردة فعل الآخرين ممن تعمدوا بقاء اليمن بعيدا عن هذا المجال.
وعقب احتجاز السفينة الإماراتية «روابي»  وصف المحلل السياسي العربي الشهير عبدالباري عطوان، في «رأي اليوم» اللندنية الحدث بأنه «تطور عسكري يُنبئ بأن العام الجديد 2022 سيكون حافلا بالتصعيد العسكري على جميع الجبهات في الحرب اليمنيّة»، حسب قوله.
وقال عطوان: «امتلاك أنصار الله لهذه الإمكانيات العسكرية التي تؤهلها للسيطرة على سفن في مياه البحر الأحمر، تطور خطير في الحرب اليمنية المستمرة منذ سبع سنوات، وهذا يعني أن وحداتها الخاصة المزودة بزوارق سريعة، وقدرات عالية على الرصد والمتابعة، يمكن أن تتحكم بالملاحة البحرية في البحر الأحمر، ومضائقه، خاصة باب المندب».
ويضيف الكاتب: «الرسالة العسكرية كانت واضحة في أن القوات البحرية جاهزة ولديها القدرة على مواجهة أي تحرك وتصعيد لقوى العدوان وعلى خوض معركة فاصلة وأن اليد العليا في المياه الإقليمية وفي الجزر هي لرجالنا وقواتنا».

قد يعجبك ايضا