أولويات ثلاث مهمة وأساسية وضرورية كل واحدة منها تضمن نجاح وتحقيق الأخرى ومسؤولية تحقيقها وتنفيذها والعمل بها على عاتق كل يمني حر شريف يرفض الاستعمار الأجنبي لليمن، والتفريط فيها يعد جريمة ستكون عواقبها كارثية في الدنيا والآخرة، هذه الأولويات تتمثل في مواصلة المشوار الجهادي التحرري في مواجهة تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي إضافة إلى الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية من المؤامرات التي تستهدف النسيج الاجتماعي اليمني الصامد في وجه العدوان ثم العمل على تصحيح وضع مؤسسات الدولة بما يخدم مصلحة الوطن والمواطن في هذه الظروف الصعبة، هذه ألأولويات هي رئيسية وضرورية لابد منها للوصول إلى بر الأمان والنصر وهذا يتطلب استجابة عملية ومسؤولية إيمانية ووطنية وإنسانية تفرض علينا أن نتعاطى مع الأولويات الثلاث- التي أكد عليها السيد القائد في كلمته الأخيرة- بشكل عملي جماعي على المستوى الرسمي والشعبي ونسعى جميعاً بكل ما نستطيع وبكل الطرق والوسائل لتحقيقها وتنفيذها لأن تحقيقها هو الذي يضمن لنا تغيير واقعنا للأفضل ويضمن لنا صناعة النصر ودفن أحلام وأطماع المعتدين وإنقاذ أنفسنا وإنقاذ اليمن من شر الغزاة المعتدين.
ولهذا تعد الأولويات الثلاث- التي أكد عليها السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي في كلمته الأخيرة- بمثابة خارطة طريق للتغلب على الظروف الراهنة التي يعيشها الشعب اليمني في ظل العدوان والحصار لأن تنفيذها وتطبيقها كفيل بحل الكثير من المشاكل التي صنعها العدوان والحصار، فهي تناولت أبرز وأهم القضايا التي يجب التركيز عليها وتفعيلها والعمل بها في هذه المرحلة كأولويات رئيسية وأساسية يتطلبها الواقع خصوصاً أننا كشعب يمني نعيش حالة صراع شامل تفرضه علينا دول تحالف العدوان، وهي الطريق الأنجح للتغلب على العدوان وتحقيق الانتصار عليه وتغيير الواقع بالشكل الذي يلبي رغبة وطموح اليمنيين ويقطع الطريق على المعتدين الذين يعملون ما بوسعهم للوصول بالشعب اليمني إلى حالة الانهيار والعجز والاستسلام ليتسنى لهم تحقيق أهدافهم الاستعمارية والتي في مقدمتها السيطرة على اليمن أرضاً وإنساناً وفرض الوصاية الخارجية عليه ونهب الثروة وإذلال الشعب وتجريده من حريته وكرامته واستقلاله.
التعاطي بجدية مع الأولويات الثلاث هو ضرورة ومسؤولية دينية ووطنية وإنسانية على عاتق الجميع وخصوصاً من هم في مواقع القرار والمسؤولية لأن المسؤولية عليهم اكبر من غيرهم مع أن الجميع بشكل عام معني بالتعاطي معها بجدية لأنها نقاط أساسية لخطة تنفيذية تتطلبها المرحلة والظروف الراهنة، فنحن اليوم كشعب يمني صامد في مرحلة استثنائية تفرض علينا أن نكون على، ارقى مستوى من الوعي والبصيرة وعلى أعلى مستوى من النشاط والعمل الذي يخدم قضيتنا ويحفظ لنا جهودنا ويجعلنا نحصد ثمار صمودنا وكفاحنا وتضحياتنا في مواجهة العدوان خلال السنوات السبع الماضية حتى وإن كنا في هدنة فهذا لا يعني أن الخطر زال وانتهى وأننا أصبحنا في حالة أمان وطمأنينة فالخطر لا يزال قائماً والعدو يتربص بنا ويستغل أي ثغرة لتحقيق أهدافه ويواصل مشروعه الاستعماري، وهذا ما اكد عليه السيد القائد، أنه في ظل الهدنة المؤقتة يجب أن نكون على درجة عالية من الوعي والجهوزية والنشاط التعبوي الواسع والاهتمام المستمر والانتباه تجاه المخططات والمؤامرات التي يتحرك على أساسها الأعداء.
وتحقيق هذه الأولويات الثلاث هو مسؤولية جماعية رسمية وشعبية وهي بمثابة أهداف كبيرة ومهمة وضرورية يجب أن تتحقق، وتحقيقها مرهون بتحرك عملي جماعي قائم على الصدق والمسؤولية والوعي والبصيرة وعلى أساس تحقيقها سنحصد النصر والسلام ويتغير الواقع للأفضل بالشكل الذي يطمح اليه الشعب اليمني الصامد وهذا يفرض علينا جميعاً أن نعمل بكل ما نستطيع لتحقيق هذه الأولويات لما فيه مصلحتنا ولما يضمن لنا صناعة النصر على المعتدين وصناعة واقع جديد يليق بصمود وثبات وتضحيات ومواقف الشعب اليمني الصامد المجاهد، ولا شك أن تنفيذها والعمل على تحقيقها سيصنع الكثير من المتغيرات الإيجابية في كل المجالات العسكرية والأمنية والاقتصادية وغير ذلك، ومن يتهاون أو يفرط في التعاطي مع هذه الأولويات فهو شريك في معاناة اليمنيين ومقصر في مواجهة الغزاة المعتدين، أما من يتحرك على أساس تحقيقها بكل ما يستطيع فهو بذلك يثبت مصداقية انتمائه لهذا الدين ولهذا الوطن من موقع المسؤولية القائمة على الوعي والبصيرة والصدق والهوية الإيمانية.