الاسرة /
كانت ثورة الإمام زيد- عليه السلام- تعبيراً حركياً وعملياً عن حقيقة مبدأ الإسلام العظيم عن حقيقة الإسلام كمشروع عدالة مشروع كرامة مشروع حرية لبني الإنسان وكانت استجابة فعلية لتوجيهات الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم وعلى لسان رسوله محمد ( صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله) ولذلك يجب أن تعي شعوبنا المنتمية للإسلام حقيقة هذه المبادئ المهمة جداً لأن الوعي بها والالتزام بها والتحرك على أساسها هو أمر مهم جداً في أن تغير الأمة واقعها في أن تتخلص من الظلم الذي تعانيه والذي عانت منه على مر التاريخ .
في المقابل كانت هناك ثقافة تحرك من خلالها حكام الجور وعلماء السوء، استحكمت من خلالها قبضتهم على الأمة وسيطرتهم على الأمة، لقد قُدمت طاعة الجائرين والطغاة والخضوع للظالمين والاستسلامُ للمستكبرين والمفسدين والإذعان لهم، قدمت ديناً قدمت باسم الدين، قدمت على أنها محسوبة على الإسلام ومن تعاليم الإسلام ، قدمت إلى الأمة لتتعبد بها الأمة، لتتعبد الله تعالى بطاعة الظالمين بالخضوع للمفسدين بالخضوع التام والمطلق لكل ما يفعلونه بها، فكانت النتيجة رهيبة جداً جداً جداً، هي النتيجة التي نشاهدها اليوم، لأن واقعنا اليوم ـ كما نكرر كثيراً وكثيراً ـ ليس وليد اللحظة، إنه نتاج الماضي، إنه امتداد للماضي الذي حول الأمة الإسلامية من أمة قوية كبرى كان لها حضورها العالمي البارز والعظيم والمؤثر إلى واقع لا أسوأ منه في العالم. اليوم وقوى الطغيان مجتمعة في هذا الزمن قوى الطغيان والشر والظلم والجور من داخل أمتنا من المحسوبين على المسلمين تحت الراية الأمريكية، تحت الراية الإسرائيلية عبيداً وخداماً وعملاء ومرتزقة يتحركون مجتمعين لتدمير المنطقة واستعباد الشعوب وقهرها وإذلالها فنحن اليوم في حاجة إلى هذه المبادئ إلى هذه القيم القرآنية إلى هذه الروح إلى هذه العزيمة إلى هذا الصبر إلى هذا المستوى العالي من الاستعداد للتضحية إلى هذا الإباء إلى هذا الصمود إلى هذه القيم العظيمة إلى هذا الإيمان إلى هذا الوعي لنتحرك به في مواجهة هذه التحديات والأخطار.
ونستفيد من الإمام زيد أن نوجه مواقفنا إلى رأس الهرم، الشر الكبير الذي تعاني منه الشعوب والمعاناة الكبيرة التي تعاني منها الشعوب هي من الحكومات والسلطات المتجبرة والظالمة سواء في منطقتنا, الحكومات التي هي عميلة وتعمل لصالح الأنظمة والحكومات المتسلطة والدول المستكبرة أم في بقية العالم ولذلك نجد أن البعض ممن يتهربون من المسؤولية ومن ضعيفي الإيمان والوعي هم لا يعون جيداً مسؤوليتهم في الوقوف ضد الظالمين والجائرين والمستكبرين وسيكون في الحد الأقصى وليس الأدنى إذا أراد أن يحس بمسؤولية لإقامة العدل أو للوقوف ضد المنكر ضد الظلم ضد الفساد للأمر بالمعروف للنهي عن المنكر فهو سيوجه مواقفه على الآخرين, الناس العاديين!. أما ضد المتجبرين والسلطات والحكومات والدول المقتدرة المتمكنة فهو يخافها ويرهبها.
البصيرة ثم القتال
عبارة أطلقها الإمام زيد -عليه السلام- من رؤية قرآنية نافذة يعلم خطورة الجهل وغياب الوعي وما يؤدي إليه من اختلالات في سلمية التوجه وصحة المسار النابع من صميم الإسلام المحمدي الأصيل ذلك لأن التوجه الخاطئ أو الناقص ـ حتى وإن كان تحت عنوان) (في سبيل الله) ـ إنما ينتج عنه أخطاء كارثية ويعود بخسارة كبيرة في مقدمته خسارة عظماء وأعلام ورجال مؤمنين. لذلك الإمام العظيم زيد بن علي -عليهما السلام ـ كما يقول الشهيد القائد -رضوان الله عليه-كان يقول في ذلك الوقت (البصيرة البصيرة) يدعو أصحابه إلى أن يتحلوا بالوعي، ألم ينهزم الكثير ممن خرجوا معه؟ ألم يتفرقوا عنه؟ لأنهم كانوا ضعفاء البصيرة، كانوا ضعفاء الإيمان، كانوا قليلي الوعي، أدى إلى أن يستشهد قائدهم العظيم، أدى إلى أن تستحكم دولة بني أمية من جديد.