التواجد العسكري الأجنبي في حلبة النفط اليمني

 

 

لم ولن يساورنا الشك يوما في أن ثروات اليمن النفطية والغازية كانت وما تزال الهدف الذي يسيل لعاب قوى الاستكبار العالمي منذ أن عرفوا مقدار تلك الثروات وحجمها وأماكن تواجدها بداية من الشيطان الأكبر «النظام الأمريكي « وانتهاء بعملائه في الجزيرة والخليج، ونعلم جيدا أن تلك الثروات كانت وما تزال الكابوس الفظيع الذي أرق ويؤرق نظام الرياض ليل نهار في حال قيام دولة مدنية قوية ومستقلة عن وصايتها تملك قرارها وقادرة على استخراج ثرواتها وحمايتها وتسخيرها لمصلحة الشعب، وندرك أيضا أن أحلامه في السيطرة عليها والاستفراد بها هي من استدلت الغشاوة على عيونه وجعلته يغامر ويرمي نفسه في أتون مستنقع الحرب على اليمن، وأن النظام الأمريكي هو من زين له سوء عمله ودفعه ليتزعم العدوان في الشكل الظاهري، مستغلا لهوسه وشغفه بالاستحواذ على ثروات اليمن.
فانقاد له سامعا ومطيعا ومتجاهلا أنه، أي النظام الأمريكي أكثر هوسا واشد شغفا بثروة النفط اليمني، وتجاهل أن الغزو الأمريكي للعراق لم يكن إلا من اجل النفط العراقي وإنه لو منع عنه النفط السعودي يوما لما أمهله في البقاء حتى فجر اليوم الثاني..
إذن فالحقيقة التي أصبحت اليوم ماثلة للعالم أن ثروة اليمن النفطية هي السبب الرئيسي الثاني بعد السبب الأول والمتمثل بمحاولة القضاء على المشروع القرآني، كون استمراره سيؤدي إلى بناء دولة يمنية قوية ومستقلة قادرة على حماية ثرواتها وعلى استغلالها لمصلحة الشعب..
هذه حقائق أصبحت اليوم ظاهرة بكل وضوح كقرص الشمس في كبد السماء، ولعل فشل عدوانهم من جهة والأزمة العالمية في مصادر الطاقة التي خلفتها الحرب الروسية على أوكرانيا من جهة أخرى هي من أجبرت أعداء اليمن على الكشف عن مطامعهم واللعب كما يقال على المكشوف واستغلال الهدنة في المجازفة بإدخال القوات الأمريكية والبريطانية والفرنسية إلى الأراضي اليمنية من اجل النفط والغاز اليمني لا غير.
وما الاستنزاف الذي مارسته دول العدوان للنفط اليمني منذ العام 2016م ثم الغاز إلا مرآة تعكس سيلان لعابهم الذي لن يتوقف آلا ببتر الألسنة التي يسيل منها، ببأس يمني شديد
فهل يظن نظام الرياض مثلا أن قوات أسياده الأمريكي والبريطاني والفرنسي جاءت لتساعده في الاستحواذ على ثروات اليمن؟
إن كان يظن ذلك فإن عليه أن يفوق من غفلته، وإن عليه أولا أن يحاول وقف استنزافهم لثروات شعب نجد والحجاز، وإذا نجح في ذلك فعندها يظن كما يشاء ويطمع في ثروات غيره قدر ما يشاء
لقد انكشفت كل ما يسعى إليه أعداء اليمن، ومثلما استطاع الشعب اليمني بقيادته المؤمنة والحكيمة إفشال عدوانهم سيفشل بتوكله على الله سعيهم لنهب ثرواته وسيلجم أفواههم ويمنع سيلان لعابهم منها إن لم ينسف الجماجم التي تحتويها، فما تبقى من هدنة الاستنزاف سينقضي، وما بعدها ستنقلب أحلامهم كوابيس في سراديب الجحيم.

قد يعجبك ايضا