التفريط بتلك الأولويات جريمة عواقبها كارثية ووخيمة

مراقبون وسياسيون لـ”الثورة “: الأولويات الثلاث التي حددها السيد في خطابه بوصلة النضال والنصر والتصحيح المؤسسي

الهدنة لا تعني زوال الخطر فالعدو يتربص بنا وينتظر أي ثغرة لتحقيق أهدافه

أوضح مراقبون ومحللون سياسيون أن الأولويات الثلاث الرئيسية التي حددها وأكد عليها السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي في كلمته بذكرى استشهاد الإمام زيد، أولويات مهمة وأساسية في طريق التحرر والنصر وتقع مسؤولية تحقيقها على عاتق كل يمني حر شريف يرفض الاستعمار وان التفريط فيها جريمة ستكون عواقبها كارثية في الدنيا والآخرة .
معتبرين تلك الأولويات ركيزة محورية لمواصلة المشوار الجهادي التحرري في مواجهة تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي إضافة إلى الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية من المؤامرات التي تستهدف النسيج الاجتماعي اليمني الصامد في وجه العدوان ثم العمل على تصحيح وضع مؤسسات الدولة بما يخدم مصلحة الوطن والمواطن في هذه الظروف الصعبة.
الثورة /أسماء البزاز

المحلل السياسي زيد الشريف يقول في هذا الأمر: من موقع القيادة والمسؤولية والحكمة والتجربة، أولويات ثلاث رئيسية حددها وأكد عليها السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي يحفظه الله، أولويات مهمة وأساسية كل واحدة منها تضمن نجاح وتحقيق الأخرى ومسؤولية تحقيقها على عاتق كل يمني حر شريف يرفض الاستعمار والتفريط فيها جريمة ستكون عواقبها كارثية في الدنيا والآخرة، هذه الأولويات تتمثل في مواصلة المشوار الجهادي التحرري في مواجهة تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي إضافة إلى الحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية من المؤامرات التي تستهدف النسيج الاجتماعي اليمني الصامد في وجه العدوان ثم العمل على تصحيح وضع مؤسسات الدولة بما يخدم مصلحة الوطن والمواطن في هذه الظروف الصعبة.
مبينا بأنها أولويات رئيسية وضرورية لابد منها للوصول إلى بر الأمان وهذا يتطلب استجابة عملية ومسؤولية إيمانية ووطنية وإنسانية تفرض علينا أن نتعاطى مع الأولويات الثلاث التي أكد عليها السيد القائد في كلمته الأخيرة بشكل عملي جماعي ونسعى بكل ما نستطيع وبكل الطرق والوسائل لتحقيقها لأن تحقيقها هو الذي يضمن لنا تغيير واقعنا للأفضل وصناعة النصر ودفن أحلام وأطماع المعتدين وإنقاذ أنفسنا وإنقاذ اليمن من شر الغزاة المعتدين.
وقال الشريف: إن الأولويات الثلاث التي حددها وأكد عليها السيد القائد في كلمته في ذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام المتمثلة في مواصلة المشوار في التصدي للعدوان والحفاظ على تماسك الجبهة الداخلية وتصحيح وضع مؤسسات الدولة هي عبارة عن خارطة طريق يجب التعاطي معها بمسؤولية من قبل الجميع وخصوصاً منهم في موقع مسؤولية مع أن الجميع معني بالتعاطي معها بجدية لأنها نقاط أساسية لخطة تنفيذية تتطلبها المرحلة والظروف الراهنة.
وقال: نحن اليوم كشعب يمني صامد في مرحلة استثنائية تفرض علينا أن نكون على أرقى مستوى من الوعي والبصيرة وعلى أعلى مستوى من النشاط والعمل الذي يخدم قضيتنا ويحفظ لنا جهودنا ويجعلنا نحصد ثمار صمودنا وكفاحنا وتضحياتنا في مواجهة العدوان خلال السنوات السبع الماضية .
وأوضح “حتى وإن كنا في هدنة فهذا لا يعني أن الخطر زال وانتهى وأننا اصبحنا في حالة أمان وطمأنينة.. بل لا يزال قائماً والعدو يتربص بنا ويستغل أي ثغرة لتحقيق أهدافه ويواصل مشروعه الاستعماري وهذا ما أكد عليه السيد القائد أنه في ظل الهدنة المؤقتة يجب أن نكون على درجة عالية من الوعي والجهوزية والنشاط التعبوي الواسع والاهتمام المستمر والانتباه تجاه المخططات والمؤامرات التي يتحرك على أساسها الأعداء”.
ويرى أن تحقيق هذه الأولويات الثلاث هي مسؤولية جماعية رسمية وشعبية وهي أهداف مهمة وضرورية يجب أن تتحقق وتحقيقها مرهون بتحرك عملي جماعي قائم على الصدق والمسؤولية والوعي والبصيرة وعلى أساس تحقيقها سنحصد النصر والسلام ويتغير الواقع للأفضل بالشكل الذي يطمح إليه الشعب اليمني الصامد.
وقال: إن هذا يفرض علينا أن نعمل بكل ما نستطيع لتحقيق الأولويات الثلاث لما فيه مصلحتنا ولما يضمن لنا صناعة النصر على المعتدين وصناعة واقع جديد يليق بصمود وثبات وتضحيات ومواقف الشعب اليمني.

مبادئ ثابتة
الكاتبة السياسية والإعلامية – بلقيس علي: بيّنت أن الأولويات التي جاءت في خطاب السيد القائد في ذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام لها أهميتها وأبعادها السياسية والأمنية والاقتصادية.
وأوضحت أنه ومن الناحية السياسية يؤكد السيد القائد بأن الهدنة لا تعني الرضا بالعدوان والسكوت عن جرائمه وانتهاكاته المتكررة، وبالأخص أنه عدوان خارجي بامتياز تقوده أمريكا وإسرائيل، وهما قوتان طاغيتان تكثران في الأرض الفساد ولا يمكن السكوت عن عدوانهما وغيهما وأن التصدي لهما هو أولوية ملحة لإحلال السلام العادل والشامل لكافة أرجاء اليمن، وللأمة العربية والإسلامية بشكل أعم وأشمل بما في ذلك القضية الفلسطينية التي هي قضية المسلمين الأولى.
أما الأولوية الثانية فقد أوضحت بأنها أمنّية وهي أساس تحقيق جميع الأولويات، فالاستقرار الداخلي والأمن والحفاظ على الجبهة الداخلية التي طالما راهن تحالف العدوان عليها وحاول اختراقها بوسائل متعددة منها إثارة الفتنة ومحاولة إشعال حرب شوارع في صنعاء، ثم العمل على تجنيد الخلايا للتفجير وسط العاصمة والكثير من الأعمال التي تهدف للإسقاط من الداخل كما يحلمون، ولذلك فالحفاظ على الجبهة الداخلية ضرورة كبيرة من أجل إفشال مخططات وأهداف الأعداء الساعية لزعزعة الأمن وتحقيق ما فشلوا في تحقيقه في الجبهات.
وبينّت أن الأولوية الثالثة الاقتصادية والتنموية: وهي إصلاح مؤسسات الدولة فهذه الأولوية ستكون نتاجاً طبيعياً لبقية الأولويات، فإذا ما تم التصدي للعدوان الخارجي وتم الحفاظ على الجبهة الداخلية، سيتم بالتالي إصلاح مؤسسات الدولة التي نخر الفساد فيها وأفقدها هيبتها وأهميتها لدى المواطن، وإذا ما صلحت المؤسسات سيصلح الوضع الاقتصادي وسيتحسن دخل الفرد، وسينطلق الشعب بكل ثقة للعمل والبناء والإعمار وتحقيق النمو والتقدم على جميع الأصعدة في ربوع اليمن الحبيب وبالأخص إذا استعادت الدولة ثرواتها النفطية والغازية، وموانئها ومطاراتها وجزرها وجميع مستحقاتها التي سلبها العدوان.
وترى بأن هذه الأولويات ركائز هامة لتحقيق النصر وإحلال السلام العادل الذي يحفظ لليمن سيادته وحريته واستقراره، وإطلاقها في ذكرى استشهاد الإمام الأعظم زيد بن علي عليهما السلام لها رسائلها الهامة التي يفهمها العدوان جيداً، فثورة الإمام زيد ضد الطغاة والمستكبرين مازالت جذوتها مشتعلة في قلوب الأحرار الذين يأبون الذل وينطلقون ببصيرة وجهاد حتى يندحر المعتدون ويعم النصر المبين والعاقبة للمتقين.

عوامل النصر
من ناحيته أوضح المحامي حميد الحجيلي أن بلادنا تتعرض لعدوان نازي بربري لم يشهد له العصر الحديث مثيلاً حينما تجد أكثر من عشر دول كبيرة تتحالف على بلادنا وتشن عدوانها الوحشي وتقوم بفرض حصار بري وجوي وبحري والعالم صامت.
وأضاف الحجيلي أن كلمة السيد القائد في ذكرى استشهاد الإمام زيد والأولويات التي أشار وأكد عليها تعرَّف اليمنيين معنى الثبات والصمود والوقوف خلف قيادتنا ممثلة بالسيد القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي لان صمودنا وثباتنا هو العامل الرئيسي في انتصار بلادنا على تحالف العدوان النازي لأن المعركة التي يخوضها الشعب اليمني، منذ سبع سنوات هي معركة تحرر واستقلال، من التبعية والهيمنة المفروضة على بلادنا من قبل النظامين السعوديّ والإماراتي.
وأضاف: أن استقرار الوضع الداخلي مهم جدا من جميع أفراد الشعب مهما كانت الظروف التي نمر فيها وأيضا يتطلب منا الوقف مع المؤسسات الحكومية حتى تستطيع أن تمارس دورها في ظل هذا الظرف الاستثنائي الذي يمر به بلدنا .
وبين أنه من صمد سبع سنوات أمام العدوان النازي الإماراتي السعودي وتحالفهم الدولي قادر أن يبني دولة قوية تلبي متطلبات الشعب ‎اليمني.
وقال الحجيلي: إن أسباب النصر الذي حققناه في اليمن على تحالف العدوان النازي، وقوف اليمنيين مع قيادتهم ‎بصنعاء والصبر على البلاء والحصار وهو ما أثبت للعالم اجمع أن النصر بات قاب قوسين أو أدنى.

الجبهة الداخلية
الناشطة الحقوقية فايزة بسباس بينت أن التصدي للعدوان بأشكاله وأنواعه واجب ديني وفطرة غريزية أودعها الله في سائر مخلوقاته ونحن كأمة مسلمة فرض الله علينا مواجهة أعدائنا وأعداء الدين لكي يبقى للدين رونقه ويكتمل الدين وهي مسؤولية لإنقاذ الأمة من الذل والهوان والخنوع والاستسلام .
وأضافت: نحن في هذه المرحلة كأمة إسلامية وكما أشار السيد في كلمته أنه بشكل عام وشعبنا بشكل خاص فيما يواجهه من تحديات نرى أنفسنا معنيين بأن نواجه أعداءنا الطغاة المستكبرين الممثلين بأمريكا وإسرائيل ومن يدور في فلكهم ومن يتحرك معهم فنحن من واقع انتمائنا للإيمان معنيون بأن نتحرك ونتصدى لأعدائنا الذين يستهدفوننا .
وأشارت أنه ومن ناحية أخرى يسعى العدوان الأمريكي الإسرائيلي إلى زعزعة الأمن الداخلي من خلال المؤامرات التي يحيكها ويتحرك من أجلها لاستهداف الجبهة الداخلية تحت عناوين مختلفة وهذا جزء من أعمال العدوان التخريبية ومخططاتهم وكذلك يعمل على تجزئة الوطن ونهب ثرواته وخيراته وهذا خطر كبير يجب علينا التصدي له وبذل كل الجهد والعمل على مواجهته في كل المجالات ببصيرة ووعي وحكمة ومسؤولية.
مبينة أننا اليوم في عامنا الثامن لايزال الشعب اليمني بفضل الله صابراً وصامداً في مواجهة هذا العدوان الظالم ويجب علينا أن نكون على درجة عالية من الاستعداد الكامل لأي طارئ لأن هؤلاء الأعداء لا أمان لهم فهم من نهبوا خيرات البلاد من ثروات نفطية وغازية وسلبوا الشعب حقه ومنعوه من الاستفادة من هذه الثروات وعملوا على نهب الإيرادات وحرمان الشعب من المرتبات التي هي حق مشروع لهم.
ومن هنا نشد على يد شعبنا العزيز والغالي الاستمرار بدعم الجبهات بالمال والرجال والاستعداد لأي مواجهة حتى دحر العدو من كافة أراضي بلادنا من أقصاه إلى أقصاه ولله عاقبة الأمور.

محور واحد
من جهتها أوضحت الكاتبة والناشطة فايزة علي محسن أن هذه الأولويات التي ذكرها السيد القائد في ذكرى استشهاد الإمام الشهيد زيد بن علي (زين العابدين) بن الإمام الحسين بن علي عليهم السلام وابن فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
وأضافت أن ذلك يؤكد أن هذه الأولويات في ذكرى استشهاد (حليف القرآن) تؤكد أن نضالنا وثورتنا امتداد لثورة زيد وجده الحسين عليه السلام وامتداد للمبدأ والموقف والمسؤولية الدينية والقرآن الكريم أمرنا بالجهاد وبالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. حيث روى الإمام زيد عن آبائه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (لا قدست أمة لا تأمر بالمعروف ولا تنهى عن منكر ولا تأخذ على يد الظالم ولا تعين المحسن ولا ترد المسيء عن إساءته).
وتابعت: ما أشبه اليوم بالأمس ونحن نرث هذه الثورة الإيمانية ضد الطغاة والمستكبرين في ظل تلاحم الجبهة الداخلية وهو من أبرز الأوليات التي أكد عليها السيد القائد في كلمته.
وأضافت: وهنا لم يرث الإمام زيد عن جده الإمام الحسين ثورته وإرثه فحسب بل ومظلوميته حيث تم قتله وانتشال جثمانه بعد دفنه، وصلب أمام الناس لأربعة أعوام ثم بعد أن ذاع صيته وظهرت كراماته أحرق وذُرّ في نهر الفرات وذلك لأنه قام بمباغتة الآلاف في البداية وكانت شروط بيعته (إنا ندعوكم أيها الناس إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله وسلم، والى جهاد الظالمين والدفاع عن المستضعفين وقسم الفيء بين أهله ورد المظالم ونصر أهل البيت من صب لنا الحرب) ثم حصل الذي حصل من بني أمية.
وبينت: وها نحن كيمنيين اليوم نعيش ثورة الإمام زيد بن علي عليه السلام وهو ما ربطه السيد في كلمته وحثنا باستشعار المسؤولية والتحرك الجاد وأن نخلع ثوب الذل والخوف وأن نكون أعزاء ندافع عن حريتنا وقيمنا وأن نضحي حتى تبقى القيم والمبادئ والأخلاق والبصيرة والوعي والجهاد للدفاع عن الأرض والعرض كما قال زيد بن علي عليه السلام (البصيرة البصيرة ثم الجهاد) وأن لا نصمت في وجه الباطل وهكذا سينتصر النهج الحسيني الذي بدأ بالحسين السبط واهل بيته وأصحابه وصولاً إلى حسين العصر وأهل بيته وأنصاره ولن ينتهي بل سيكون مشروعاً يمتد من اليمن إلى أحرار البحرين والقطيف والإحساء إلى لبنان وفلسطين وصولاً للنجف وكربلاء .
وقالت: يد واحدة ومحور واحد هدف واحد تطهير كل مقدسات المسلمين من رجس اليهود وبني سعود ورجم الشيطان الأكبر حتى الموت الذي لا حياة بعده. والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين.

قد يعجبك ايضا