مراقبون وأكاديميون لـ"الثورة":

الإمام زيد عليه السلام حمل لواء الأمة في مقارعة الطغاة والمستكبرين

 

 

الإمام زيد وضع مبادئ تنتهجها الأمة في سبيل الحرية والكرامة

أوضح مراقبون وأكاديميون أن الإمام زيد (عليه السلام) نهج مشروع الحسين عليه السلام في مقارعة الظلم والاستبداد والطغاة . واصل المشروع بروحه ومبادئه ومواقفه وأخلاقه وحمل لواءه في الأمة مناديا ليبقى للحق صوته وليبقى للحق امتداده وليبقى للعدل حملته وليبقى للنور الإلهي من يعملون على نشره في الأمة وليبقى طريق ونهج الإصلاح لواقع الأمة والتصحيح لمسارها قائمًا وممتداً عبر الأجيال..
وأضافوا، أن التحديات والأخطار والنكبات الكبيرة والمصائب المؤلمة والجارحة، واجهها بثباته وبصلابته بوهجه وقوته مستكملا مسيرة أجداده، من كانوا يتحركون من عصرٍ إلى عصر من جيلٍ إلى جيل من زمن إلى زمن في مواجهة ألف يزيد وألف يزيد وألف هشام، ولذلك يجب أن تعي شعوبنا المنتمية للإسلام حقيقة هذه المبادئ المهمة جداً، لأن الوعي بها والالتزام بها والتحرك على أساسها هو أمر مهم جداً في أن تغير الأمة واقعها في أن تتخلص من الظلم الذي تعانيه والذي عانت منه على مر التاريخ.

الثورة /استطلاع /أسماء البزاز

اللواء يحيى المهدي عضو مجلس الشورى يقول: الإمام زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام، هو أحد رموز الإسلام العالميين وأحد الشخصيات الكبرى التي كان لها دور كبير وتأثير عظيم في تحول مجرى التاريخ، ذلك أن الإمام زيد عليه السلام قام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفتح باب الجهاد في سبيل الله في أحلك الظروف وأشد الصعاب في زمن كان قد خيّم فيه الظلم والجبروت والطغيان الأموي بعد أن تم التنكيل بأهل بيت رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم وقتل سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين بن علي عليهما السلام ومن معه من إخوته وأبنائه وأقاربه وأصحابه المؤمنين في أبشع جريمة عرفتها البشرية في مجزرة كربلاء التي لم يسبق مثلها في التاريخ من حيث الاستهداف لأكبر وأعظم وأقدس شخصية إسلامية آنذاك وأقرب وأحب رجل إلى قلب نبي الإسلام محمد صلى الله عليه وآله وسلم، بل هو قرة عينه وولده إضافة إلى كونه كان يمثل الخط و الامتداد للمنهج الرسالي النبوي المحمدي العلوي الذي جاء به رسول الله وصدقه علي بن أبي طالب ومضى عليه فهو يحمل القرآن ويعمل به ويمثل الحق وينتهجه .
وقال المهدي أنه ومن حيث بشاعة الجريمة وفضاعتها من استهداف لأسرة مؤمنة تقية لم يكن لها جريمة سوى أنها رفضت الظلم والطغيان اليزيدي الأموي الغاشم وانهم كانوا ممن وصفهم الله بقوله تعالى (وما نقموا منهم إلا أن يؤمنوا بالله العزيز الحميد ) فبعد تلك الحادثة الأليمة والجريمة النكراء كان الظلم يخيم على أرجاء المعمورة ولم يكن هناك من يجرؤ أن ينبِس ببنت شَفه .
وبيّن المهدي أن من صدع بالحق اعتبره الأمويون مجرماً يجب قتله والتخلص منه بأي وسيلة كانت، إذ تم التضييق على أهل البيت وأتباعهم وشيعتهم خصوصا وإيداع الأتقياء منهم السجون المظلمة وتشريد البقية في الأمصار مشردين خائفين من بطش بني أمية وفي نفس الوقت كان يتم التقرب من قبل الخليفة نفسه آنذاك (هشام بن عبدالملك ) إلى أعداء الإسلام والدين واتخاذ كبار الأحبار له مستشارين وجلساء له منادمين في مجلس الخليفة .
وأضاف: أن كل تلك الأحداث قد خلقت وعيا عاليا لدى الإمام زيد بن علي عليه السلام الذي تربى على يد أبيه زين العابدين عليه السلام ورضع الشجاعة من جده الإمام الحسين بن علي عليهما السلام وهو الذي اشتهر كونه حليف القرآن بل ولُقب به لشدة تمسكه وعمله بالقرآن الكريم قولا وسلوكا ومنهجا وعملا .
وهو من قال قولته المشهورة (والله ما يدعني كتاب الله أن أسكت) فعملا بالقرآن الكريم واتباعا لمنهج الله القويم في جهاد الظالمين ومقاومة المجرمين اتخذ الإمام زيد نهج آبائه وأسلافه السابقين في إعلان الجهاد في سبيل الله حتى لو أدى ذلك إلى إزهاق روحه وبذل حياته مادام في ذلك صلاحا للأمة الإسلامية حيث قال سلام الله عليه .
(والله لوددت أن يدي ملصقة بالثريا وأقع حيث أقع وأتقطع قطعةً قطعة على أن يصلح الله بي أمر أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ) .
وتابع: لم يبق للحياة لديه أي قيمة والإسلام يتعرض للتدمير من قبل من يفترض أن يكونوا مدافعين ومحامين عنه، بل وصل الأمر إلى السخرية والنيل من رسول الله مباشرة في مجلس ما يسمى بخليفة المسلمين هشام بن عبدالملك الطاغية علي لسان أحد كبار اليهود الذين كانوا جلساء الخليفة وفي حضور الإمام زيد عليه السلام الذي أعلن في مجلس الخليفة غضبه لله ولرسوله وقال بأعلى صوت مخاطبا اليهودي المسيء للنبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم .
(ياكافر والله لو تمكنت منك لاقتطعت رأسك !! )
فأجاب الخليفة بقوله (مه يازيد لا تغضب جليسنا )
فلم يجد الإمام بُداً من أن يجمع المؤمنين ويعلن الجهاد في سبيل الله على ذلك النظام الباغي الظالم الذي يشرع للقضاء على الإسلام تماما وإهانة نبي الإسلام مباشرة صلى الله عليه وآله وسلم .
فقال للخليفة الظالم في ذلك المجلس الذي رأى فيه كيف وصل حال الأمة الإسلامية من ضعف وانهيار للدين والقيم والمبادئ وتخل كامل عن أقدس وأكمل وأعظم شخصية على مستوى البشرية بأكملها شخصية نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم فقال (يا هشام والله لن تجدني إلا حيث تكره وإني لأجاهدنك حتى لو لم يكن معي سوى ابني يحيى) .
وأوضح المهدي: نستلهم من تلك الشخصية القيادية المؤمنة روح التضحية والفداء في سبيل الله عز وجل وتقديم أغلى ما يمكن أن يقدمه الإنسان من اجل الله وفي سبيل عزة الدين ورفعته حتى لو أدى ذلك إلى إزهاق روحه في سبيل ذلك فإنها رخيصة خاصة أن ما حصل من تمثيل لجثمان الإمام زيد الطاهر لخير دليل على قوة تأثيره على الظالمين الباغين فلم يكتف البغاة من بني أمية بقتله في المعركة وإنما نبشوه من قبره بعد أن دفنه أصحابه تحت مجرى النهر وأخفوه عن أعين النظام الحاكم، إلا أن خروج الإمام زيد كان مقلقا للنظام بشكل لم يسبق له مثيل لذلك بحثوا عن قبره حتى وجدوه وأخرجو الجثمان منه وفصلوا الرأس عن الجسد وطافوا برأسه الشريف على البلدان كلها أما جسده الطاهر فقد صلبوه عريانا في كناسة الكوفان اربع سنوات ثم أمر الوليد بن يزيد بإحراق الجثمان وذرُه في نهر الفرات.
كل ذلك يدلل على أنه أزعجهم وأقلق حياتهم وسن للأمة سنة حسنة في الخروج على البغاة والظالمين حكاما ومحكومين عملا بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واقتداء بخروج آبائه وأجداده من الحسين بن علي حتى رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
وتابع المهدي : كان الإمام زيد يعلم كيف سيكون مصيره في ظل المتخاذلين وعدم الناصر، إلا انه فضل الجهاد في سبيل الله والعزم على ذلك مهما كانت النتائج فقد انتصر على النفس الأمارة بالسوء وأحيا فريضة الجهاد في سبيل الله عز وجل ولم يعمل حسابا أو يلق بالا لحياته كي يبقى على الحياة بل هو من قال لولده يحي سلام الله عليهما ( من أحب الحياة عاش ذليلا ..كن كزيد فأنت مهجة زيد ..تتخذ في الجنان ظلا ظليلا )
وحينما أصيب بسهم غادر في رأسه وأخبره الطبيب أنه سيفارق الحياة قال والله أنها الشهادة الحمدلله الذي رزقنيها وقال لولده ( جاهدهم يا ولدي فوالله إنك لعلى الحق وإنهم لعلى الباطل وإن قتلاك في الجنة وقتلاهم في النار ) .
وأوضح المهدي أن هكذا يجب نأخذ الدروس والعبر من حياة وجهاد وكفاح وعلم ومعرفة الإمام زيد بن علي عليه السلام الذي سطر بدمه الزكي الطاهر الشريف تاريخ الحرية والاستبسال والكرامة والعزة لنصرة الدين بعد أن حاول بنو أمية الظالمين إسكات أي صوت للحق من خلال كربلاء الحسين عليه السلام وكناسة كوفان زيد عليهم جميعا سلام الله وأسكنهم فسيح جناته وحشرهم مع النبيين والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا.
مشروع قرآني
عضو مجلس الشورى يحيى جحاف يقول من جهته : نستلهم القوة والشجاعة والصبر على مقارعة الظالمين . فثورة الإمام زيد في وجه الطغيان الأموي “والله ما يدعني كتاب الله أن أسكت “
وتابع قائلا : شهدت الساحة الإسلامية في تلك الفترة المتزامنة مع حكم بني أمية وجورهم متغيرات كثيرة.
كان ملوك بني أمية يستخدمون أموال المسلمين على لهوهم ومجونهم وبسبب غرق هؤلاء الحكام في ملذاتهم انتشرت المفاسد بكل ألوانها وأشكالها وكثرت الجواري وتنوعت معها ثقافات الفساد والإفساد ووصل عدوى فساد الخليفة الأموي إلى كل بلد دخله الإسلام. ولكي يبرروا لفعائلهم الشنيعة تلك عمدوا إلى تحريف الدين والكذب على خير المرسلين فأحلوا ما حرم الله وحرموا ما أحل الله وبسطوا بالجبروت أيديهم وبالوعد والوعيد ألسنتهم حتى وصلوا إلى حالة جعلوا فيها عباد الله خولا وماله دولا ودين الله دغلا فقتلوا كل من يجدون فيه ريح الغيرة على الإسلام ودين الإسلام وكل من يشمون منه التنكر لفعالهم الشنيعة أو يجدون فيه ذرة من الحرية حتى وإن كان سبط رسول الله حتى وإن كان عابر سبيل أو طفل رضيع أو امرأة مسكينة أو شيخ صحابيا كان أو عربيا عبريا أو نصرانيا مادام ولديه اعتراض على فسادهم فإن القتل جزاؤه وإن كان في كعبة الله أو عند قبر رسول الله فلا حرمة ولا قداسة عندهم لشيء.
ومضى جحاف يقول : قد أعانهم على ذلك علماء السوء الذين أفتوهم بكل باطل وزينوا لهم أفعال السوء وبرروا لهم إجرامهم وهم في كل تلك الحالات رضاء للحاكم يعمدون للكذب على رسول الله ويحرفون دين الله وينشرون الفرقة والخلاف بين أوساط المسلمين ويمزقون الدين فظهرت بذلك فرق كثيرة كالمرجئة والقدرية وغيرها من فرق الضلال والباطل وشاعت المذهبية والفرقة الدينية خاصة بعد أن سار حكام بني العباس على منوالهم.
وبيّن جحاف أن من بين ذلك الظلمات الدامسة من الفساد والضلال لايزال نور النبوة يضيء وبقية السيف تنموا وامتداد الحق متصل ودين الله محفوظ لديهم ومصون بهم ومن أوساطهم تحرك ثائراً عظيماً من بيت النبوية وعلم من أعلام الحق هو الإمام زيد بن علي (عليهم السلام) ليمخر ذلك الضلال ويجتث عروش الباطل التي نمت على السحت وليخط للحق دربا مهره بدمه الطاهر وروحه الشريفة وهذا الدرب هو ما سار عليه وفيه أعلام الهدى من بعده وسيبقى إلى يوم القيامة فإلى نبذة تعريفية بهذا الثائر الإسلامي العظيم وقدوة المستبصرين وقدوة الرجال الأحرار:
وتابع : هذا هو الإمام زيد بن علي (زين العابدين وإمام الساجدين) بن الحسين (سيد شباب أهل الجنة) بن علي بن أبي طالب عليهم السلام حفيد رسول الله صلوات الله عليه وعلى أله جدته فاطمة الزهراء بنت خاتم الأنبياء محمد صلوات الله عليه وعلى أله.
وقال جحاف : ما أشبه وضعنا الحالي وضع أمتنا في هذا الزمن بذلك الوضع حين يهم من يعتبرون أنفسهم حكام لهذه الأمة زعماء لهذه الأمة ويكون أهم شيء لديهم أن لا تجرح مشاعر اليهود ولو بكلام، ولو بكلام.. كيف وقفوا من الشعار موقفاً شديداً وحاربوا من أجل اسكات هذا الشعار حتى لا تجرح مشاعر اليهود بكلام، (مه، لا تؤذي جليسنا يا زيد) وكانت ثورته امتداداً فعلياً في المبدأ والموقف لثورة جده الإمام الحسين عليه السلام وكانت ثورته أيضاً تعتبر امتداداً حقيقياً لمنهج الإسلام العظيم، في درب جده المصطفى محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله عندما تحرك في وجه الطغيان الأموي المستحكم الظالم للأمة المفسد المضل إنما كان يتحرك طبقاً لتوجيهات الله طبقاً لتعاليم الإسلام ومن خلال تلك المبادئ العظيمة والمهمة التي تجعل للإسلام قيمته في هذه الحياة إذ ليس مجرد طقوس مفرغة لا أثر لها في الحياة ولا قيمة لها في الواقع.
وأوضح : لقد واصل الإمام زيد (عليه السلام) ذلك المشروع بروحه ومبادئه ومواقفه وأخلاقه وحمل لواءه في الأمة مناديا ليبقى للحق صوته وليبقى للحق امتداده وليبقى للعدل حملته وليبقى للنور الإلهي من يعملون على نشره في الأمة وليبقى طريق ونهج الإصلاح لواقع الأمة والتصحيح لمسارها قائمًا وممتداً عبر الأجيال لا يوقفه زمن ولا تقف بوجهه وتؤده تحديات أو أخطار لأن له حملةً عظماء حملوا روحيته، حملوا مبادئه حملوه نورًا في قلوبهم وحملوه إيمانًا راسخًا في قلوبهم وحملوا لواءه ورايته بكل ما هناك من تحديات وأخطار ونكبات كبيرة ومصائب مؤلمة وجارحة بثباته بصلابته بوهجه وقوته كانوا يتحركون من عصرٍ إلى عصر من جيلٍ إلى جيل من زمن إلى زمن في مواجهة ألف يزيد وألف يزيد وألف هشام وألف هشام ولذلك يجب أن تعي شعوبنا المنتمية للإسلام حقيقة هذه المبادئ المهمة جداً، لأن الوعي بها والالتزام بها والتحرك على أساسها هو أمر مهم جداً في أن تغير الأمة واقعها في أن تتخلص من الظلم الذي تعانيه والذي عانت منه على مر التاريخ.
وقال جحاف: إن زيداً حمل ثقافة القرآن والمواجهة (والله ما يدعني كتاب الله أن أسكت ) فتحرك الإمام زيد (عليه السلام) مع قلة الناصر وقلة العدد والعدة كما تحرك جده الحسين (عليه السلام) مقتبسًا أثره سالكًا في دربه في ظل راية الإسلام ونور الإسلام تحرك (عليه السلام) وهو ذلك الذي كان يحمل كل الألم وكل التوجع على أمة جده، حينما يرى ظلم الظالمين وجور الجائرين ويستشعر مسؤوليته العالية مسؤوليته الكبيرة تجاه ذلك فيقول: ( والله ما يدعني كتاب الله أن أسكت والله ما يدعني كتاب الله أن تكف يدي ) يتحرك من واقع الشعور بالمسؤولية لا ملتمسًا لشيءٍ من حطام الدنيا ولا هادفًا إلى سلطة ولا إلى مغنمٍ مادي.
علماء السوء
وبيّن جحاف أن الإمام زيد عليه السلام تحرك ليواجه حكام الجور وليواجه أيضاً علماء السوء ووجه نداءه للأمة يستنهضها ويعمل على أن يحركها فيقول: ( يا علماء السوء أنتم أعظم الخلق مصيبة وأشدهم عقوبة إن كنتم تعقلون ذلك بأن الله قد احتج عليكم بما استحفظكم إذ جعل الأمور ترد إليكم وتصدر عنكم, الأحكام من قبلكم تلتمس والسُنن من جهتكم تختبر يقول المتبعون لكم أنتم حجتنا بيننا وبين ربنا فبأي منزلةٍ نزلتم من العباد هذه المنزلة فو الذي نفسُ زيد بن علي بيده لو بينتم للناس ما تعلمون ودعوتموهم إلى الحق الذي تعرفون لتضعضع بنيان الجبارين ولتهدم أساس الظالمين ولكنكم اشتريتم بآيات الله ثمناً قليلاً وأدهنتم في دينه وفارقتم كتابه) إلى أن يقول عليه السلام:
(فأَمْكَنْتم الظّلَمَة من الظلم وزينتم لهم الجور وشددتهم لهم ملكهم بالمعاونة والمقاربة فهذا حالكم ).
البصيرة والوعي
الكاتبة السياسية والإعلامية / بلقيس السلطان أوضحت من جهتها: نحن نستلهم من ثورة الإمام زيد الكثير والكثير من الدروس والعبر منها:
الثورة ضد الباطل وعدم السكوت عليه حتى ولو كان حاكما ظالماً، فالإمام الشهيد زيد وقف في وجه هشام عبد الملك في زمن كثر الساكتون من حوله على ظلمه وبغيه وانحرافه عن الدين وثار على حكمه الجائر آملاً أن تصلح أمة جده الذي طغى عليها الذل والاستكانة (لوددت لو أن يدي ملصقة بالثريا ثم أقع على الأرض حيث أقع فأتقطع قطعة قطعة على أن يصلح الله أمر هذه الأمة) وواقعنا اليوم بأمس الحاجة لثورة الإمام زيد حيث كثر الحكام الظالمون والمنحرفون عن الدين وعن المنهج القرآني الرشيد.
وقالت: أيضا نستلهم من الإمام الشهيد زيد التحرك ببصيرة ووعي وعدم الانجرار وراء العناوين الخداعة والأفكار الظلامية (البصيرة البصيرة ثم الجهاد) فالطغاة يظهرون بمظهر الحريص على مصالح الناس وبأنه المنقذ لهم من مآسيهم وشدائدهم تحت عناوين إعادة الشرعية وإحلال السلام وحرية الشعوب.. وغيرها من العناوين التي يخدعون بها الناس من أجل استخدامهم لتحقيق مصالحهم الشخصية تم مظلة الجهاد.
وتابعت السلطان: كما أننا نستلهم من ثورة الإمام زيد أن حب الدنيا والتمسك بها ينتج عنه الذل والانقياد والخضوع (من أحب الحياة عاش ذليلا) وهذا ما تجلى في واقعنا اليوم وتجسد في مرتزقة العدوان الذي باعوا أوطانهم وثروات بلادهم إلى المحتل الأجنبي ورضوا لشعبهم التقتيل والتجويع والإبودة والحصار من أجل تحقيق مصالحهم الدنيوية، نتج عن ذلك إذلال منقطع النظير لهم، فأصبح المحتل هو من يملي عليهم آوامره وشروطه، وباتوا أذلاء في غرف الفنادق خارج بلدانهم يقادون كالأنعام بل هم أضل.
وتابعت: نستلهم من ثورة الإمام زيد التضحية والفداء والإقدام وعدم الخوف من الطغاة وجمعهم حتى ولو كثروا، والتحرك بالحق ولو مع قلة قليلة، فكم من كثرة قد غُلبت، وكم من قلة قليلة نُصرت وحق لها العزة والسمو .
وقالت : نستلهم أيضا من ثورة الإمام الشهيد زيد بن علي أن ننتهج القرآن في كل تحركاتنا وحياتنا (والله ماعرفت الكذب منذ أن عرفت يميني من شمالي وما انتهكت لله محرماً منذ أن عرفت أن الله يعاقب عليه ) فالقرآن دستور حياة لمن فهمه ووعاه وجعل منه البصائر لمنهجه وخطاه فهاهو حليف القرآن جسد القرآن في عمله وواقعه وثورته فحري بنا أن نخطو خطاه وننتهج نهجه ونهج آباءه الشهداء العظماء الحسين وعلي حتى يحقق الله لنا النصر وتصلح الأمة التي طغى عليها الصهاينة وأبعدوها عن دينها الذي هو مصدر عزتها وحاربوا كل مسيرة تدعوا إلى انتهاج القرآن ونبذ الوصاية والتسلط الأجنبي، وهذا مايفعلوه اليوم ضد مسيرتنا القرآنية التي نهجت نهج علي والحسين وزيد في الثورة على الطغاة وعدم السكوت على بغيهم وطغيانهم وانحرافهم ، (فهيهات منا الذلة) تتردد مدوية في كل المحافظات اليمنية المحررة ( ولبيك ياحليف القرآن) يصرخ بها كل من رأى في الإمام زيد القدوة الثآرة والإمام العالم التقي والقائد الشجاع المقدام، فخرج منهم الشهيد والجريح والأسير ومرغوا أنف طغاة الأرض في التراب والعاقبة للمتقين.
الثائر الحسيني
الناشطة والإعلامية أمة الملك الخاشب قالت: الإمام زيد عليه السلام قدوة المستبصرين وهو من تأثر بثورة جده الحسين بن علي – عليهما السلام – سيد الشهداء وإمام الثائرين .
وأضافت أن ثورة الإمام زيد ولدت من رحم كربلاء، حيث انطلق الإمام زيد بن علي تحت شعار والله ما يدعني كتاب الله أن اسكت ورفع شعار أن من احب الحياة عاش ذليلا وهذه العبارة مستوحاه من عبارة جده الحسين بن علي هيهات منا الذلة
وأوضحت الخاشب، أن الكرامة هي الخط الأحمر الذي لا يمكن أن يسمح أي ثائر حسيني زيدي بتجاوزه ومن أكبر الأخطاء التاريخية التي تعرض لها الإمام المظلوم المصلوب زيد بن علي هو انه تم تأطيره في مذهب الزيدية فقط وكأن زيد هو فقط قدوة للزيود وما دون الزيدية لا علاقة له بزيد وهذه من اخطر الكوارث التي قللت من شأن هذا العظيم الذي لا يزال ذكره حي بعد كل هذه القرون رغم كل ما فعله الأمويون محاولة في طمس أثار زيد بني علي ومحوها ولكن ذكره ظل حيا رغم انه الوحيد الذي تم إحراق جثمانه بعد 4 سنوات من صلبه وذره رمادا على نهر الفرات ، ولذا فزيد ليس مذهب ولا طائفة هو يمثل كل حر وطني شريف.
وتابعت: فأي عظمة امتلكها هذا الثائر الحسيني زيد بن علي عليه السلام؟ وهاهو الشعب اليمني اليوم يرفع شعار هيهات منا الذلة رغم كل الظروف التي يمر بها من وحشية العدوان والحصار ولكنه لن يصمت على ذل وارتهان للأجنبي ولا بد أن تحرر كافة أراضي اليمن شمالا وجنوبا ولو كره العدو ومرتزقته
فما دمنا نحيي زيد بعد هذا السنوات فمستحيل أن نتخلى عن أرضنا اليمنية الحبيبة التي سلبت في الوقت الراهن وتم احتلا لها ونهب ثرواتها النفطية والغازية بكل جرأة من المحتل وتمكين من صاحب الأرض المرتزق الذي لم يعرف من هو الحسين ومن هو زيد وماهي المبادئ والقيم التي تركوه لنا زاخرا بالعطاء.
محطة تاريخية
الإعلامي الحسين عبدالكريم السقاف قال من ناحيته: حقيقة، سيظل الإمام زيد عليه السلام رمزاً للشجاعة والتضحية في مواجهة الطغاة على مر التاريخ الإسلامي واليوم تأتي ذكرى استشهاده كمحطة مهمة نستلهم منها الدروس والعبرة من سيرته العطرة المليئة بالمواقف الشجاعة والبطولات الكبيرة التي خاضها في سبيل الله تعالى لمواجهة الظلم والباطل وهذا ما يجعلنا اليوم أكثر صبرا وقوة في مواجهة العدوان الغاشم ومواجهة دول الاستكبار العالمي التي تحاول إذلال شعبنا ونهب وطننا فأكثر من ثمان سنوات من العدوان السعودي الصهيوني الأمريكي الإماراتي، أثبت للعالم بأن الشعب اليمني يواجهُ ويقاوم ويفشل أطماع العدوان، لأنه اتخذ منهج الحق الذي أنزله الله تعالى ومنهج الرسول الكريم وال بيته الأطهار .
وقال: لهذا استطاعوا بفضل الله تعالى وبفضل سيرهم على نهج آل البيت وأعلام الهدى أن يواجهوا العالم بكل قوة وصمود أسطوري كبيرة لم يحدث على مر التاريخ وسيبقون على العهد في محاربة الظلم والاضطهاد إلى أن تقوم الساعة بإذن الله تعالى.
أعلام الهدى
من جانبها أوضحت التربوية هيفاء المهاجر: إن الإمام زيد هو سليل العثرة الطاهرة فالكل يعلم بتأكيد موقفه من الظلم والظالمين فهو ينهج نهج آبائه وأجداده الطاهرين ورسول رب العالمين، في مقارعتهم للظلم والظالمين، فهم لايخشون في ذلك لومة لائم حتى يروا الإصلاح في هذه الأمة أمة محمد عليه السلام وعلى آله حتى أنه قال( وددت لو أن يدي ملتصقة بالثريا ثم أقع حيث اقع فأتقطع قطعة قطعة وان يصلح الله بذلك أمر أمة جدي صلى الله عليه وآله وسلم)فهو التقي النقي الرافض للظلم .
وتابعت المهاجر : ففي إحدى المرات قال الطاغية هشام بن عبد الملك (والله لو قال لي احد اتق الله لضربت عنقه). فالإمام زيد عليه السلام لم يخش الموت فقال له(اتق الله ياهشام) لم يخف أو يهرب ويتنصل من المسؤولية وإقامة الحجة والنصح للحاكم الجائر. فقال الطاغية هشام: أو مثلك يأمر مثلي بتقوى الله؟.
فقال عليه السلام (إنه ما من أحد فوق أن يؤمر بتقوى الله ولا دون أن يوصي بتقوى الله).
ومضت قائلة: فهو نجم من نجوم العترة الطاهرة ومن أعلام الهدى للأمة ونستلهم منه القوه والثبات على موقف الحق.

قد يعجبك ايضا