يستمر مرتزقة العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي في استهداف الأضرحة والمقامات والقباب والمساجد في المحافظات المحتلة، والذين كانت آخر جرائمهم الأسبوع المنصرم عندما أقدمت قوات ما تسمى العمالقة بتفجير ضريح عبدالرحمن بن عمر باداس في منطقة عرقة بساحل رضوم وقبة بن عبدالصمد في منطقة رضوم جنوب محافظة شبوة وتسويتهما بالأرض، لتضاف هذه الجرائم إلى السجل الإجرامي لتحالف العدوان والمرتزقة الذين يستهدفون قباب وأضرحة الصالحين ويدمرون مئات المساجد والقبور في مختلف المحافظات :
الثورة/ قضايا وناس
الهيئة العامة للأوقاف أدانت استمرار مرتزقة العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي في استهداف الأضرحة والمقامات والقباب والمساجد في المحافظات المحتلة.
واستنكرت الهيئة في بيان لها أمس الأول، إقدام مرتزقة العدوان على تفجير ضريح عبدالرحمن بن عمر باداس في منطقة عرقة بساحل رضوم وقبة بن عبدالصمد في منطقة رضوم جنوب محافظة شبوة وتسويتهما بالأرض، واعتبرت تفجير المرتزقة لأضرحة ومقامات وقباب الصالحين جريمة تضاف إلى السجل الإجرامي لتحالف العدوان ومرتزقته الذين يستهدفون قباب وأضرحة الصالحين ويدمرون مئات المساجد والقبور في مختلف المحافظات.
وأشارت إلى أن قوات ما تسمى “العمالقة” دمرت عدة أضرحة مشابهة في عدة مناطق جنوب محافظة شبوة خلال الأيام القليلة الماضية.
وأكد بيان الهيئة أن تدمير تحالف العدوان والمرتزقة الممنهج للمعالم التاريخية والمواقع الأثرية والمقامات والأضرحة يهدف إلى القضاء على الموروث الثقافي التاريخي لليمن وكل ما يتصل بالشواهد التاريخية للحضارة اليمنية الضاربة جذورها في التاريخ.
ودعت هيئة الأوقاف المنظمات الدولية المعنية بالحفاظ على التراث الإنساني إلى الاضطلاع بدورها في حماية التراث اليمني والمعالم والمدن والمقامات التاريخية التي تتعرض للطمس والتشويه من قبل قوى العدوان والمرتزقة.
أدوات الحركة الوهابية
تبنت الحركة الوهابية عبر أدواتها من عناصر تنظيمي القاعدة وداعش، تنفيذ عمليات تفجير لمساجد وأضرحة تركزت في محافظات( حضرموت – تعز – البيضاء – صنعاء – أمانة العاصمة وغيرها من المحافظات) بهدف الاستلاب الثقافي والحضاري ومحو الهوية الإيمانية والقيم النبيلة التي يقوم عليها المجتمع اليمني، وكعادتها تسعى الوهابية لتحريم كل ما يربط الأمة العربية والإسلامية بهويتها الدينية، فلم يقتصر فكرها الهدام على التحريض لتدمير المساجد والأضرحة القديمة، بل تسعى جاهدة لتحريم وإبطال ما يربط الأمة الإسلامية بالهوية الدينية والتاريخية وتحديدا ومنذ عقود الهوية الإيمانية.
طمس متعمد للهوية
ويشير رئيس ملتقى التصوف الإسلامي عدنان الجنيد إلى أن العدوان السعودي الأمريكي لم يكتف بضرب الشعب اليمني وقتل أبنائه وأطفاله ونسائه وتدمير بنيته التحتية ومؤسساته العسكرية والمدنية فحسب، بل عمد إلى تدمير الأماكن الأثرية والمساجد القديمة والقباب والأضرحة التي تضم مراقد الأئمة والأولياء وذلك لأهداف كثيرة منها ألاَّ يكون للشعب اليمني أيةّ هويَّة ولا حضارة يعتز بها ومنها أن يزرع الشكوك في الأجيال اللاحقة في تاريخهم المسطور في الكتب، طالما وقد تمت إزالة الآثار التاريخية والمساجد الأثرية وقباب وأضرحة الرموز الدينية التي تؤكد صحة ما هو مسطور في التواريخ اليمنية.
وأرجع استهداف الهوية اليمنية إلى أن اليمنيين هم أوائل الذين أسلموا ولحقوا بركب المصطفى عليه الصلاة والسلام أفرادا وجماعات إلى جانب أن الإسلام انتشر عبر أبناء اليمن في أنحاء المعمورة وهم المدد للنبي صلى الله عليه وآله وسلم.
صور وأساليب متعددة
في ذات الموضوع، تؤكد الباحثة الاجتماعية والمهتمة بالدراسات التاريخية لليمن نجاة الشامي أن من أخطر أوجه التدخل الوهابي السعودي في المنطقة العربية هو محاولة طمس الهوية التاريخية والإيمانية للشعب اليمني وغزوها فكرياً، وبحسب دراسات قامت بها الباحثة، فإن العدوان السعودي على اليمن يمتد تاريخياً إلى ما قبل معاهدة الطائف 1934م، بل إن جذوره أبعد من ذلك وقد لا يكون من قبيل المبالغة أنها تمتد إلى البدايات الأولى لتأسيس إمارة آل سعود.
وتقول الشامي: لقد اتخذ عدوان آل سعود على اليمن صوراً وأساليب عدة تتمثل في الاستلاب الجغرافي لليمن، والاستلاب الثقافي والحضاري ومحو الهوية الإيمانية والقيم النبيلة التي قام عليها المجتمع اليمني والجغرافيا والموروث الحضاري والثقافي والهوية والقيم النبيلة، وقد تزامن العدوان السعودي على اليمن مع محاولة زرع الفكر الوهابي المتطرف في المجتمع اليمني الذي يمتاز بالتنوع الفكري والمذهبي ويسوده التسامح والإخاء والتراحم والتعاون.