العلم الوطني والإصلاح وأشياء أخرى

يكتبها اليوم / حمدي دوبلة


كانت مشاهد مؤلمة، تُدمي القلب وتستفز المشاعر، لأولئك الأوباش ممن باعوا وطنهم وكرامتهم وإنسانيتهم، لقاء حفنة من الدراهم المدنّسة، وإذا بهم لا يتحرجون من الظهور العلني أمام عدسات الإعلام، وهم يدوسون بأقدامهم الملعونة علم الجمهورية اليمنية، فقط لإرضاء أسيادهم في عاصمتي العدوان.
-أحداث شبوة الدامية بين فصائل العدوان، مؤخرا لم تكن مفاجأة أو غير متوقعة، إلا للبعض ممن حاولوا جاهدين- ولا يزالون للأسف الشديد – إيهام أنفسهم بأن الأشقاء في السعودية والإمارات ومن ورائهم أمريكا يضمرون خيرا لليمن، ويتفانون من أجل شرعيته ووحدته ورخاء ورفاهية شعبه.
-حزب التجمع اليمني للإصلاح، وهو الكيان السياسي الكبير وذو القاعدة الجماهيرية العريضة، ومن كان حتى ما قبل موقفه المخيّب من العدوان على البلد، يحظى باحترام الكثيرين، يتلقّى النكبة تلو الأخرى سرّا وعلانية من قبل آلة القتل السعودية الإماراتية، ويصفونه على الدوام بالكيان الإرهابي ولا يخفون نواياهم ومساعيهم لاجتثاثه من جذوره، حتى وهو شريك أساسي في سلطة يقال بأنها شرعية، وقد أقبلت جحافل الأعداء من كل حدب وصوب، بحجة الدفاع عنها وإعادتها إلى الحكم بقوة الصاروخ والمدفع ونفوذ وإمكانيات وإرادة الجوار الغني.
– لكن موقف هذا الحزب للأسف يظل على نهج الغي والضلالة والتعامي عن كل ما يحيط به وما يراه ويلمسه، ليكتفي إزاء كل المجازر الممنهجة التي تقترفها طائرات العدوان الإماراتي بحق المحسوبين عليه، بإصدار بيانات الأسى وتوجيه مناشداته وتوسلاته للأسير العليمي ومجلسه الكسيح لأن يعيد مسار أدائه وأولوياته باتجاه ما يسميه استعادة الدولة وإنهاء الانقلاب الحوثي.. وكأنه لا يعلم أن هذا المجلس العار، مجرد ديكور أجوف مسلوب الكرامة والقرار، وقد رسمت له الرياض وأبو ظبي مهامه وأدواره بوضوح، لاستكمال تدمير وتمزيق اليمن وزرع بذور الفتنة والاقتتال والثارات بين أبنائه، وتمكين القوى الإقليمية والدولية من التحكم والسيطرة بكل ثرواته ومقدراته ومصالحه العليا.
-لن يكون بوسع العليمي فعل أي شيء، سوى المضي قدما في تنفيذ الأوامر وإصدار القرارات، لشرعنة مساعي وإجراءات تشظي البلاد، وإشعال الحروب الطاحنة بين اليمنيين وتمكين العدو من الثروات الظاهرة والباطنة، وتسليم السيادة والقرار الوطني لألد خصوم اليمن، وسيرحل مع آخر قرار له، في أول رحلة جوية تأذن بها السلطات السعودية إلى المنفى، ليشغّل الأموال الطائلة التي حصل عليها من ابن سلمان جزاء خدماته الجليلة.
-لست مع من يرى أن حزب الإصلاح ليس جديرا بأي تعاطف إزاء استهدافه المتواصل، وأنا على قناعة بأنهم لا يستهدفون حزبا بعينه، وأن رفع اسم الإصلاح في هذه العمليات القذرة مجرد شماعة لضرب اليمن والاستمتاع بسفك دماء اليمنيين جميعا بمختلف توجهاتهم وانتماءاتهم.. لكن ما يجعل اللبيب حيرانا، إصرار قيادات الإصلاح على موقفها المتماهي مع جلاّديه، حيث يواصلون بإصرار عجيب محاولات التجاهل وغض الطرف, بل يصل الأمر في بعض الأحيان إلى ما يبدو وكأنه تبريرات والتماس أعذار للعدو ولا يغفلون في كل بياناتهم تجديد الشكر لسلمان ونظامه الدموي.. فهل صار هؤلاء القادة ضمن مشروع السعودية والإمارات لتمزيق اليمن والعبث بحاضره ومستقبله وقد جعلوا من أكذوبة مليشيات الإصلاح عذرا وبابا يدلفون فيه نحو تطلعاتهم ومخططاتهم برضى وموافقة قياداته؟! كل شيء وارد، فقد اشترى المال السعودي كل ما يُباع على هذا الكوكب.

قد يعجبك ايضا