الهدنة فرصةٌ مؤقَّتةٌ أمامَ العُدوان
افتتاحيه الثورة /
لم يكن الدافع للقيادة الوطنية في صنعاء في الموافقة على هدنة مؤقتة تجددت للمرة الثالثة إلا تخفيف معاناة الشعب اليمني التي بلغت مستويات صعبة وكارثية على الناس جميعاً، بالإضافة إلى إتاحة مخارج سياسية ودبلوماسية لتحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي الغربي من الحرب التي ارتدت تحولاتها على قوى العدوان ، وتوفير نقطة التقاء تدفع الطرف الذي شن الحرب العدوانية على اليمن إلى القبول بسلام مشرف للشعب اليمني يحقق وقف العدوان ورفع الحصار وسحب الجيوش الغازية ومليشياتها المأجورة ، وذلك ما سيضمن للجميع الأمن والاستقرار.
أما إذا كانت دول العدوان ترفض ما عليها من التزامات حددتها الهدنة بوضوح ، وتلتف على الغايات التي رمت إليها الهدنة من تخفيف المعاناة الإنسانية ، فهذا يعني بأن الهدنة المؤقتة ستنتهي ولن تعود الحرب كما كانت ، بل بما ليس في حسبان تحالف العدوان وبما لا تتوقعه من انعكاسات وأضرار ستتعرض لها منشآتها الحيوية والنفطية.
مطالب اليمنيين واضحة وهي حقوق أصيلة ، تجديد الهدنة للمرة الثالثة هي فرصة أخيرة أمام تحالف العدوان ، يستطيع أن يحولها إلى سلام دائم حينما يذهب إلى رفع الحصار كلياً عن موانئ الحديدة المغلقة ويسمح بتدفق الوقود والسلع وبدون أية إجراءات قسرية من خطف للسفن وقرصنة واحتجاز، فكل تلك الممارسات تندرج في إطار التجويع الجماعي والحصار الممنهج ضد المدنيين وهي جريمة إبادة جماعية ، يضاف لذلك الحق فتح مطار صنعاء المحاصر والمغلق وإعادة الرحلات الجوية منه وإليه بشكل طبيعي ودون أية قيود كما مطارات العالم ، إذ أن حق اليمنيين في السفر هو حق أصيل مكفول بكل الشرائع والمواثيق والقوانين ، أما الحق الثالث فيتمثل في صرف مرتبات الموظفين المقطوعة والمنهوبة من قبل العدوان ومرتزقته منذ العام 2016م.
هذه قضايا وملفات إنسانية وليست سياسية ولا عسكرية يفرضها اليمن وقيادته الوطنية ، بل هي حقوق أصيلة استلبها العدوان من شعبنا بالحرب الإجرامية التي استخدم فيها التجويع والحصار والإبادة الشاملة ، والمضي في حل هذه الملفات وإعادة هذه الحقوق خطوة ينطلق الجميع منها نحو مفاوضات سياسية وعسكرية وأمنية تحقق السلام للجميع أيضا.
على تحالف العدوان أن يدرك بأن الهدنة في مدتها الثالثة فرصة سيكون لتفويتها ارتدادات غير محمودة عليه ، ولعل ما طرحه رئيس الوفد الوطني في مقابلته قبل أيام مع قناة الميادين كان واضحا ومفهوما ولا يحتاج إلى شرح وتبسيط ، وهو الأمر الذي أكده قائد الثورة المباركة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ، والرئيس المشاط في لقاءاتهما مع الوفد العماني بداية الشهر حينما تم الموافقة على تجديد الهدنة للمرة الثالثة.
الهدنة مؤقتة ويومٌا بعد آخر يمضي دون أن تنفذ تلك المطالب المتعلقة بالجوانب الإنسانية معناه أننا نقترب من عودة الحرب التي لن تكون في صالح تحالف العدوان الأمريكي السعودي الإماراتي ولا تخدم التحولات الدولية الراهنة ومنها انعكاسات الحرب الروسية الأوكرانية.
في المقابل لعل من المهم أن تنظر السعودية والإدارة الأمريكية ودويلة الإمارات إلى حال مليشياتها المأجورة وهي تتناحر وتحترب في مناطق سيطرتها وبشكل دموي وغير مسبوق ، وليتأكد لها بأن الوقت لم يعد لصالحها فالحرب طالت وكلَّفتها الكثير ، واستمرارها لم يعد لصالحها بل لصالح الشعب اليمني الذي امتلك قدرات عسكرية راكمها بعون الله، وهي اليوم مؤثرة وموجعة للتحالف العدواني إياه..ومن الله النصر وهو القوي العزيز.