عقب نجاح ثورة 21 سبتمبر 2014م إسقاط نظام الوصاية والعمالة في اليمن، وصعود القوى الثورية المناهضة للمشروع الأمريكو صهيوني في الشرق الأوسط، وصاحبة المواقف القومية الثابتة تجاه القضية الفلسطينية والاحتلال الصهيوني، بدأ كيان العدو الإسرائيلي يشعر بالقلق، وسمعنا حينها رئيس حكومة الكيان الصهيوني السابق بنيامين نتنياهو في تصريحات متلفزة وهو يتحدث عن ما أسماه سيطرة الحوثيين على باب المندب، معبرا عن الخطر الذي يتهددهم جراء ذلك، في محاولة منه للتشويش على الثورة اليمنية التي نجحت في قطع الأيادي السعودية التي كانت تتحكم في القرار اليمني وتسخره لخدمة السعودية وتعزيز نفوذها، وتعبث بأمن واستقرار اليمن، وتقوم بنهب ثرواته ومقدراته، تلكم الأيادي المتأمركة العميلة التي استغلت نفوذها في السلطة لتحقيق مصالحهم ومشاريعهم الخاصة على حساب الوطن والشعب .
حيث ظهر انزعاج الإسرائيلي والأمريكي قبل السعودي والإماراتي من المتغيرات السياسية التي أسفرت عنها الثورة السبتمبرية اليمانية التي حملت تطلعات وآمال أبناء الشعب اليمني في الاستقلال والتحرر من كافة أشكال الوصاية والتبعية، وشعروا بالخطر الذي يتهددهم بعد أن ظنوا أن اليمن باتت صيدا سهلا لهم، ولا يوجد أي خطر يتهدد مشروعهم التآمري الذي يهدف لإحكام السيطرة على مضيق باب المندب وفرض الهيمنة على طريق الملاحة عبر البحر الأحمر، بعد أن ظمنوا عمالة أركان وأعمدة النظام السابق والولاء المطلق لهم من قبل قياداته التي عملت جاهدة على إجهاض الثورة الشعبية ووأدها في مهدها، ولكنها فشلت بفضل الله وعونه وتأييده أمام عزيمة وإرادة الشعب والقيادة الثورية الحكيمة التي تعاملت بحكمة وحنكة في مجريات الحراك الثوري السلمي، واضطرت لخوض غمار المواجهة العسكرية بعد أن ذهب عملاء السعودية حينها إلى تفجير الأوضاع عسكريا في عمران، وتعامل السلطة برعونة مع مطالب الثوار المطلبية المشروعة، بعد أن وصلت الأوضاع إلى مستويات غير مقبولة في مختلف المجالات، في ظل تحول البلاد إلى تابعية للسعودية ومجلس التعاون الخليجي، وصارت المبادرة الخليجية هي الدستور الذي تعتمد عليه السلطة، التي ذهبت لإفشال مؤتمر الحوار والقفز على المخرجات التي تم التوافق عليها، من خلال السعي لفرض خيار الانقسام والتشظي تحت مسمى الأقلمة وهو ما استدعى تحرك القوى الثورية لإسقاطه وكان لها ذلك في 21سبتمبر .
يريد الإسرائيلي تحويل السيطرة على باب المندب وإخضاعه لهيمنته، ومن أجل ذلك دفع بالسعودي والإماراتي لشن العدوان على بلادنا وفرض الحصار على أبناء شعبنا، حيث عمل السعودي والإماراتي على تجنيد عملاء محليين للسيطرة على باب المندب، والذهاب نحو زعزعة أمن الملاحة البحرية عبر المياه الإقليمية اليمنية على البحر الأحمر من خلال العدوان والقرصنة البحرية التي تمارسها سفن وزوارق قوى العدوان، ولكن اليقظة والجهوزية العالية للقوات البحرية اليمنية بمختلف وحداتها أسهم وما يزال في إحباط كافة المحاولات البائسة للأمريكان والصهاينة من خلال السعودي والإماراتي وأدواتهم العميلة .
الحكومة اليمنية وعلى لسان رئيسها الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور أكدت على (أن باب المندب ممر دولي لكنه جزء من الأراضي اليمنية واليمن لن يسمح بتحويل البحر الأحمر إلى بحيرة إسرائيلية) وأشار بن حبتور إلى أن اليمن هي من تمتلك الكلمة الفصل فيما يتعلق ببوابة مضيق باب المندب، من أجل ضمان الحفاظ على هوية البحر الأحمر العربية، الكفيلة بالوقوف حجر عثرة أمام المؤامرة الأمريكية الرامية لتحويله إلى بحيرة صهيونية، وهو الموقف المتناغم مع الشارع اليمني المعبر عن الإرادة الشعبية اليمنية .
بالمختصر المفيد السيادة اليمنية على الأراضي والمياه الإقليمية والجزر اليمنية والأجواء اليمنية من الثوابت التي لا يمكن المساس بها أو الأخذ والرد بشأنها، لا تفريط بها مهما بلغ حجم التضحيات، ومن ذلك مضيق باب المندب الذي يخضع الآن لسيطرة الإمارات من خلال المرتزق العميل طارق عفاش، ومن سابع المستحيلات تمكين الكيان الصهيوني من الهيمنة عليه بشكل مباشر أو من خلال الأدوات العميلة العربية أو المحلية.
سيظل المضيق جزء لا يتجزأ من الأراضي اليمنية وعلى الأمريكي والإسرائيلي قبل السعودي والإماراتي ومرتزقتهم العملاء أن يدركوا أن المساس به خط أحمر غير قابل للتجاوز، والأيام القادمة كفيلة بردعهم وإفشال مخططهم وتطهير باب المندب والبحر الأحمر ومختلف السواحل والجزر اليمنية من دنسهم ورجسهم .
قلت قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم ووالدينا ووالديكم وعاشق النبي يصلي عليه وآله .