قليلون من يرسمون وينقشون أسماءهم في وجدان وذاكرة الناس والجمهور ويكتبون تاريخهم في صفحات التألق والإبداع وسجل التاريخ بأحرف ذهبية، إنهم كانوا ومروا من هنا ومازالوا يقدمون إبداعاتهم ومهاراتهم بكل جد وثقة، وهؤلاء المبدعون والموهوبون ليسوا حكرا في مجال معين بل يتوجدون في جميع المجالات وبدون استثناء.
سطع نجمه وظهر كلاعب موهوب يعشق كرة القدم وقلبه مع القلعة الحمراء الصنعانية منذ نعومة أظافره في ثمانينات القرن الماضي، لعب وتدرج في اللعب مع كل الفئات العمرية حتى وصل ضمن تشكيلة الفريق الأول للنادي الأهلي، وحقق مع النادي الأهلي بصنعاء بطولة الدوري العام 1988م وهو ذات العام والتاريخ الذي لعب ولأول مرة مع الفريق الأول للأهلي الصنعاني ويعتبر منجزا في تاريخه الرياضي، لم يقتصر إبداعه الكروي محليا بل كان نجما في مشاركاته مع المنتخبات الوطنية لكرة القدم في المنافسات الخارجية وهي كثيرة.
نحن نتحدث اليوم عن نجم متألق كرويا في الميدان الرياضي إنه اللاعب المبدع والأنيق الكابتن سفيان محمد الثور، عضو مجلس الإدارة للنادي الأهلي بصنعاء حاليا، والذي سطع ولمع نجمه خلال فترة الثمانينات والتسعينيات من القرن الماضي كأحد أبرز وأفضل النجوم الرياضية اليمنية، لاعب سريع ومايسترو النادي الأهلي والمنتخب، وما يزال عشاق كرة القدم يتذكرونه وإبداعاته الرياضية للعصر الذهبي والجميل للكرة اليمنية.
أتحدث اليوم عن نجم رياضي ذي شخصية فريدة تتدفق روحه أخلاقا وثقافة وحبا وإخلاصا للرياضة، قدم وما تزال إبداعاته ونجوميته تلمع وتتلألأ في ذات المجال، فهو واحد من أهم المحللين الفنيين الرياضيين في اليمن وصاحب قلم رياضي رائع وممتاز يدون قراءات وتحليلات فنية وتكتيكية عن الرياضة المحلية والإقليمية والدولية، وتنشر تلك القراءات التحليلية في الصحف والمواقع الرياضية المحلية وفي دول الإقليم أيضا، وهذا دليل على حيوية ونشاط وقدرة اللاعب الإبداعية في الوسط الرياضي وجمهوره محليا وخارجيا.
الكابتن والنجم الرياضي سفيان الثور الوحيد ربما من بين اللاعبين الذي يمتلك قناة رياضية على اليوتيوب ولديه متابعون من كل الدنيا يتابعون ما يطرحه من أفكار وتحليلات رياضية وتشخيص واقعي وراقي للمباريات والمنافسات الرياضية المحلية والقارية والأوروبية وعلى وجه الخصوص الدوري الإسباني والإنجليزي، وهذا ما يؤكد أن المبدع لا يتوقف إبداعه عند مرحلة الشباب كحال الكثيرين من الرياضيين بل يظل عطاءه الإبداعي طوال حياته ويكون مثلا وقدوة لكل أقرانه ومتابعيه ومحبيه وعشاقه وللأجيال المختلفة والقادمة.
أذهلني الكابتن سفيان الثور أحد رموز الرياضة، اليمنية في حديث جانبي ذات يوم أنه تلقى ويتلقى دعوات دائمة ومستمرة للمشاركة في الدراسات والبرامج الرياضية التحليلية والفنية التي تنفذها مراكز خارجية مهتمة ومتخصصة بالرياضة وهذا دليل آخر على إبداع الكابتن سفيان وإعجابهم بما يطرحه من أفكار وتحليلات رياضية في قناته على اليوتيوب.
شخصية هذا اللاعب المتميز وإبن صنعاء القديمة يجب أن تكون حاضرة وقدوة لدى قطاع الشباب والرياضة واللاعبين السابقين والحاليين واللاحقين، بأن لا يتوقف إبداع الشخص أين كان والشباب والرياضيون والنجوم الرياضية خاصة عند فترة الشباب والعودة إلى الانكفاء والعزلة والغياب وتعطيل حالة الإبداع والنشاط الكامنة بداخله، وتقييد وحبس براكين العطاء حتى لا تخرج ويستفيد منها المجتمع عموما وكل بحسب ميوله وهوايته ورغباته الإبداعية.
الحقيقة إن الحديث عن الكابتن سفيان الثور كثير ولا يمكن أن نقتصره في هذا العمود للصفحة الرياضية، ولكن أحببت من خلال هذه السطور أن أصدح بما أكنه من حب وإعجاب لمبدع رياضي مختلف عن بعض الرياضيين، كما أن تفاصيل حياة هذا اللاعب وتجاربه تحتاج إلى حلقات توثق وتعرض كنجم رياضي يمني بزغ في الزمن الجميل، وما يزال يحلق في فضاء وسماء النجومية والإبداع، تحية لكل نجوم اليمن والمبدعين الذين هم ثروة حقيقية لليمن، ولكن للأسف لم تستفد منهم البلاد ولم يحصلوا على حقهم ونظير نجوميتهم.