لا حصر لكبائر آل سعود
افتتاحية الثورة /
عندما أطلقت مملكة العدوان السعودية الحرب البربرية الغاشمة على الشعب اليمني في الـ26 من مارس 2015/م ، أطلقت في المقابل حملة إعلامية رهيبة لإقناع العرب والمسلمين بل والعالم بأن الحرب التي احتشدت فيها أمريكا والغرب والصهاينة وجيوش من العملاء والمرتزقة والمأجورين من جنسيات محلية وعربية وعالمية عديدة ، هي دفاعاً عن العروبة وعن الإسلام وعن المقدسات ، بل وعن الحرمين الشريفين تحديداً.
لقد صورت السعودية الشعب اليمني كعدو للبشر جميعاً، وكخطر ماحق على الأمة ومقدساتها وعلى العرب وأمنهم واستقرارهم ، وصورت الحرب والحصار والتجويع والقتل والفتك والتدمير وقتل الأطفال والنساء بطائرات الأباتشي والإف 16 على أنه التزام ديني وواجب مقدس ، وكما جيشت الإعلام والصحافة والتواصل الاجتماعي والأبواق والبيادق والكُتَّاب لتبرير الحرب والجرائم ، جيشت علماء السلاطين لإصدار الفتاوى لإباحة الدماء والتعدي والظلم على اليمنيين ولتجييش المرتزقة والمأجورين من السودان ومن غينيا وبلدان عديدة.
لا ننسى بأن النظام السعودي قام بحشر مكة المكرمة المكرمة في سياق ذرائعه التي حشدها لشن العدوان على الشعب اليمني ، ففي ذروة المذابح والمجازر وجرائم القتل والتدمير الشامل والكامل التي ارتكبتها السعودية ضد الشعب اليمني ، روجت زوراً وبهتاناً وافتراءً على اليمنيين بأنهم قصفوا مكة المكرمة بصاروخ باليستي ، فقامت بتجييش العرب والعجم والمسلمين من كل الأصقاع بتلك الكذبة الرخيصة التي استغلت فيها قداسة مكة بيت الله الحرام لدى المسلمين ، فأقامت مؤتمرات ولقاءات طائفية ومذهبية وأصدرت فتاوى تحريضية بتلك الكذبة التي عبَّرت عن الاستغلال الرخيص الذي تمارسه هذه المملكة للمقدسات لتبرير جرائم القتل والتدمير والتعدي على الشعب اليمني.
جميعنا لا ينسى ذلك القتل الرهيب لليمنيين في الأسواق وفي الأعراس والمناسبات والعزاء وفي الطرق وفي البيوت وفي المدن والقرى الفقيرة وفي كل مكان ، جميعنا لا ينسى تلك الأجساد التي مزقتها طائرات عاصفة الحزم والعزم وحرب العرب والمسلمين التي أطلقتها السعودية على اليمنيين ، وذلك الدم الذي سال أودية وأنهاراً من الأطفال والنساء والشيوخ والشباب اليمنيين الذين قتلتهم السعودية بالجملة والمفرَّق بغاراتها وقنابلها الفتاكة والمدمرة ، وكل تلك الجرائم لا تسقط بالتقادم وحسابها عند الله عسير ، وفي الأثر أن نيبنا محمد صلوات الله عليه وعلى آله وسلم : نظر إلى الكعبة، فقال: ما أشرفك ، وما أكرمك ، وما أعظمك ، ولقد شرفك الله، وكرمك، وعظمك، ثم قال “لخرابك حجراً حجراً أهون عند الله من إراقة دم امرئ مسلم بغير وجه حق”.
فما حال من يقتل شعوبا ويذبحها من الوريد إلى الوريد ‘ ومن أظلم من النظام السعودي الذي قتل شعبا كاملا بالقصف والتجويع والحصار وزاد على ذلك بالافتراء عليه!
لا ننسى الحجيج الذين قُتلوا على يد عصابات مملكة العدوان السعودية ، منذ مذبحة تنومة التي طالت ثلاثة آلاف من الحجاج اليمنيين يلبسون ثياب الإحرام يهللون ويكبِّرون للحج ، إلى مذبحة الحجاج الإيرانيين التي حدثت قبل أعوام بحق مئات الحجيج الذين ماتوا وهم يؤدون شعائر الله آمنين بأمان البيت الحرامومثلما لا ننسى الافتراء السعودي على اليمنيين باستهدف مكة بالصواريخ ، والحشد الإعلامي والسياسي الرهيب ضد اليمنيين بتلك الكذبة ضد شعب هو أشرف وأنبل شعوب الأرض وأعظمها ارتباطاً وانتماءً وتمسكاً بالإسلام وبمقدساته وبنبيِّه الحبيب المصطفى صلوات الله عليه وآله وسلم ، لا ننسى بأن النظام السعودي يمنع الشعب اليمني من بلوغ مناسك الحج وأداء ركن من أركان الإسلام منذ سنوات طوال وتلك جريمة هي عند الله من أعظم الجرائم، إذ يقول الحق تبارك وتعالى « وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا ٱسْمُهُ وَسَعَىٰ فِى خَرَابِهَآ أُوْلَٰٓئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَآ إِلَّا خَآئِفِينَ لَهُمْ فِى ٱلدُّنْيَا خِزْىٌ وَلَهُمْ فِى ٱلْاخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ” ، ولا ننسى بأنه مارس هذا المنع بحق شعوب إسلامية عديدة ، فيما هو يبيح لليهود الصهاينة تدنيس مكة بيت الله الأعظم ويدخلهم إليها تحت حمايته في صورة تعد من أكبر الكبائر وأبشع المنكرات على الإطلاق ما من شعب من شعوب أمتنا إلا وطاله الأذى من النظام السعودي ، ولم يسلم منه حتى الشعب الفلسطيني ومقاومته التي تتصدى لليهود الصهاينة ..
كم عانت العراق من الإرهابيين الذين أرسلهم النظام السعودي ، وكم عانت لبنان كذلك من المؤامرات والجرائم السعودية ، وحال سوريا لا يخفى كذلك وليبيا ومصر ، وما من بلد في بلاد الإسلام وما من دار من ديار العرب إلا وطاله الأذى من السعودية ، إن دخان قنابل آل سعود لم تدع مصراً من الأمصار إلا وأشعلتها بالحرائق والموت.
فلتكن جريمة النظام السعودي بإدخال اليهودي إلى الحرم بمثابة صرخة تدوي في الآفاق الإسلامية بأن هؤلاء ليسوا جديرين برعاية المقدسات ولا مؤتمنين عليها ، فمن يقتل ويدمر ويعيث الفساد في بلاد المسلمين ، ومن يمارس الاستغلال الرخيص للمقدسات ، ومن يمد يده إلى أعداء الأمة اليهود والنصارى ويواليهم ، ويبيح بيت الله الحرام ويمكنهم من تدنيسها فهو غير مؤهل لأن يتولى رعاية هذا البيت المعظم ، ولا جدير بغسل الكعبة المشرفة ، وسيظل السؤال المطروق: إلى متى ستبقى مقدساتنا رهينة الطغاة والمارقين؟