آخر ضحايا طريق الموت الصبي أكرم محمد العزعزي من أبناء تعز، كان يسوق شاحنة “دينا” بجانب والده فاردوه قتيلا فانقلبت الشاحنة المحملة بالبضائع، والعابرة باتجاه محافظة تعز، فصرخ والده باكيا بكاء يشق الصخر على ولده.
أطلق قطاع الطرق النار على السائق فقتلوا الصبي ثم هربوا.
كانوا يريدون ابتزاز السائق كعادتهم.
طريق الموت هذه التي نقصد هي : طريق لحج/ طور الباحة/ التربة / تعز التي كثرت فيها حوادث القتل والتقطع والنهب والجباية من قبل العسكر والمليشيات والمسلحين.
كانت الجريمة النكراء التي سمع بها العالم هي التقطع للمغترب السنباني الذي قدم من أمريكا إلى مطار عدن وتم مراقبته من المطار وإبلاغ العصابات عن وجهة سيره.
الرجل قتل في نقطة عسكرية، وقتله عسكر تابعون لمليشيات ما تسمى الشرعية.
الجماعة طمعوا بأمواله وسيارته ففتكوا به.. لم يكتفوا بالأموال والسيارة، بل أزهقوا روحه، وهو وحيد أمه، وزادوا شوهوا جثته، وحتى اليوم ترفض المليشيات وقُطّاع الطرق تسليم القتلة، حتى الجثة لم تسلّم لأهله إلا بعد زمن من المراجعات والملاحقات والمماطلات والأكاذيب.
الطبيب الحرازي من مديرية جبل حبشي قتلوه وأخذوا سيارته ورموا جثته أمام زوجته.. وآخر اسمه الاغبري قتلوه وأخذوا ما بحوزته من أموال كانت مخصصة للفقراء في بعض قرى مديريته.
الكثير من العصابات والقتلة شدت الرحال إلى هذا الطريق، وأقامت لها نقاط تقطع تحت حماية المليشيات التي تسمي نفسها جيشاً وطنياً، أو أحزمة أمنية.
الجبايات تفرض على كل شاحنة، وكل عابر. فإما أن تدفع أو تموت.
مؤخرا قام المرتزق أبو بكر الجبولي – والذي ينتحل قائد محور طور الباحة – بتشكيل لجنة جباية تابعة له وطبع لها سندات قال إنها رسمية. تقوم هذه اللجان بالتقطع للشاحنات والسيارات ولا تمر أي شاحنة أو سيارة إلا بعد أن تدفع مئات الآلاف من الريالات.. يتساءل السائقون لما كل هذا النهب ؟!
يرد عليهم قطاع الطرق : هذه مقابل حماية…
قبائل معبق عندما طالبوا برفع النقاط من بلادهم هددهم المرتزق الجبولي بالحرب على قراهم وبالفعل قام بإمطار بعض القرى بقذائف المدفعية.
كل هذه العصابات وقطاع الطرق هم عسكر مليشيا تابعة لمحور الاخوان، أو للأحزمة الأمنية التابعة للانتقالي، ويتلقون الحماية من مسؤولين بالأمن، سواء في طور الباحة أو الشماتتين، أو لحج.
الجماعة يتنافسوا على القتل والنهب وقطع الطرقات.. والمؤسف أن معظم القتلى والمنهوبين هم من أبناء المحافظات الشمالية، وبالذات تعز التي ليس لها من يدافع عنها ودم أهلها وحقوقهم مستباحة.
طريق الموت يمتد من لحج حتى نقطة الهنجر في الضباب بالقرب من مدينة تعز، وكله نقاط وتقطع ونهب وجباية وقطاع طرق.. أي مسلح يستطيع أن يوجد له نقطة جباية بالاتفاق مع قادة المليشيات التي تتواجد على جوانب الطريق.
واحد يسمونه ( ع.. ع ) كان نهاباً في مدينة تعز، وبعد أن تقلص النهب في مدينة تعز توجه نحو طريق الموت، وعمل له نقطة مسلحة بالاتفاق مع المرتزق الجبولي، وبدأ ممارسة الجباية بالاتفاق مع قادة مليشيا الموت.. من يقومون بقطع الطريق وقتل المسافرين هم عصابات تابعة للتحالف ومرتزقة التحالف، يهدرون الدماء وينهبون المارة، ويخيفون الطرق المسبلة.. وعلى مدى سنوات من القتل والنهب وقطع الطريق لم نسمع مسؤولا يقوم بواجبه تجاه ما يحدث.
يا جماعة عيب عليكم؛ أقل حاجة قعوا قبائل كما كنتم في السابق، قارنوا حال مدنكم وطرقكم بما هو عليه الحال في مدن وطرق حكومة الإنقاذ وأنصار الله !!
كل المسميات والمليشيات والجيوش والقبائل على طول طريق الموت لم تستطع أن تؤمن مسافراً، أو تضبط قاطع طريق، أو تقبض على قاتل، فما بالك أن تحكم بلداً، أو تبني دولة!!