د.تقية فضائل
تنسابُ العِبر والدروس غزيرةً رقراقة من غدير يوم ولاية من أحبه الله ورسوله وأمرنا أن نتولاه الإمام علي- عليه السلام – لينهل المؤمنون حقاً من هذه الذكرى حكمة ربانية يرتفع منسوبها على مر الزمان ويرتوون بها فكراً إسلامياً أصيلاً وشعوراً بالمسؤولية تجاه الأمة وقضاياها، فيؤكدون توليهم للإمام علي “ع” ما بقيت فيهم حياة لأنها سبيل النجاة الوحيدة للأمة لتصحيح مسارها المنحرف ، بينما يبقى المنافقون والمكابرون والمتعصبون عطشى لا ينالهم من فيض ذلك الخير العظيم شيئاً، بل إنهم لا يفتأون يغوصون في وحل النفاق والعمالة لأعداء الله ورسوله جيلاً بعد جيل.
فمن عزم النبوة على تبليغ الأمانة وإكمال الدين وتمام النعمة وبعظمة القائد الحريص على مستقبل أمته ،ترتفع اليد الشريفة يد الرسول الأعظم ممسكة بيد وصيه ورجل الإسلام الأول من بعده الإمام علي بن أبي طالب- عليهما السلام – مُعلناً للجميع أن هذه اليد هي التي ارتضاها الله ورسوله لتستلم زمام الأمور وتقود الأمة وتمضي بها في سبيل الرشاد، وهاتان اليدان الشريفتان لطالما تماسكتا على مدى سنوات لتبليغ الرسالة السماوية فحملتا الميثاق المتين للبشرية بقوة، وحمتا الأمة وصدتا أعداء الله ورسوله والمسلمين، وهذا أمر لا غرابة فيه فمكانة علي _عليه السلام – بالنسبة لخير البرية -صلوات ربي وسلامه عليه وآله- بمقام هارون من موسى -عليهما السلام – فالمهمة والمسؤولية واحدة صدوع بدين الله ، و تقديمه صافياً من الشوائب كما أراد – سبحانه وتعالى- وقيادة سفينة الأمة إلى بر الأمان.
وإن كان المسلمون قد ضيعوا هذه الهبة الربانية بعد انتقال الرسول الأعظم مباشرة لأسباب يعرفها الجميع فصار حال الأمة إلى ما صارت إليه من ضعف وتخلف وجهل ونهب في أيدي الطواغيت على مر الأزمان ، فواجبنا أن نستجيب لله ورسوله و نرفع تلك اليد مجدداً ونجاهد من أجل توليها، لنصبح المحصنين من أعدائنا الغالبين لهم ، الصاعدين في سلم السمو الإنساني والحضاري والفكري.
ويكفينا شرفاً أن نكون متولين للإمام علي -عليه السلام – ومن أمرنا أن نتولاه سيدي ومولاي عبد الملك بن بدر الدين الحوثي قائدنا القرآني الذي نزهو به بين الأمم ونسير تحت رايته منتصرين على أعدائنا – بإذن الله – مهما واجهنا من صعاب وتحديات، ومهما مكر بنا الشيطان وحزبه، لأننا نؤمن يقينا أن حزب الله هم الغالبون.
#اتحاد_ كاتبات_اليمن