الثورة نت|
أحيت الهيئة العامة للأوقاف اليوم، ذكرى يوم ولاية الإمام علي عليه السلام والذكرى السنوية لرحيل العلامة بدر الدين الحوثي للعام 1443 هجرية تحت شعار ” من كنت مولاه فهذا عليُ مولاه”.
وفي الفعالية اعتبر مفتي الديار اليمنية العلامة شمس الدين شرف الدين، إحياء ذكرى يوم الولاية، محطة مفصلية في تاريخ الأمة لاستمرار عطائها وكرامتها وعزتها والسير على منهج الإسلام القائم على التوحيد والعدل والإنصاف.
وعبر عن الأسف لما لحق بالكثير من أبناء الأمة من تشكيك وتضليل وتشويش وكيد وإفساد للفطرة الإيمانية، نتيجة ما حملوه من خصومة تجاه رموز الأمة وأعلامها وعظمائها من أمثال الإمام علي كرّم الله وجهه.
وأكد أن حديث يوم الولاية “عيد الغدير”، ثابت ومتواتر في كتب الفقه والسيرة النبوية ورواه العلماء ولا خلاف عليه، والمسألة في ذلك عدم التسليم لأوامر الله تعالى .. وقال” حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بذكرى يوم الولاية واضحُ وبينُ، إلا أن البعض يسوّقه بأنه خرافة وهو بعيد عن هذا القول، ونحن لا نتحرج في ولاية الإمام عليُ عليه السلام، خاصة وهناك من لا يتحرج في ولاية اليهود والنصارى”.
وأضاف” حديث يوم الولاية ثابت عن المحدّثين والمؤرخين، الذين ذهب بعضهم للحديث عن كونه الزعامة أو القيادة أو الرئاسة ولأنه جمع بين الزمان والمكان وعامة الناس، وقال الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام في غدير خم” أيها الناس يوشك أن أُدعى، فأُجيب، ورفع يد الإمام علي وقال “من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللّهم وال من والاه، وعاد من عاداه، وأنصر من نصره، واخذل من خذله، وأدر الحق معه حيث دار”.
وشدد على ضرورة أن يتولى ولاية الأمة، من يتصف بالأمانة والنزاهة والأخلاق والزهد والشجاعة والعفة والخوف من الله تعالى وأن يكون مؤهلاً لخلافة المسلمين ورعاية مصالحهم وشؤون حياتهم .. مبيناً أن الأمة يحكمها اليوم زعماء بعيدون كل البعد عن صفات الحق والعدل والنزاهة والأخلاق، يتولون اليهود والنصارى، وأمراء لا يهتدون بهدي رسول الله عليه الصلاة والسلام ولا يستنون بسنته.
وتابع مفتي الديار اليمنية” إن الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم، في حديثه بيوم الولاية وعيد الغدير كان حريصاً على أمته من بعده فيمن يتولى شؤونها، ويستخلف الحكم وإدارة الدولة الإسلامية من بعده، لرعاية مصالح الناس وحقوقهم”.
وأوضح أن ولاة أمر الأمة، تتجلى صفاتهم على الواقع في الخوف من الله وصدق إخلاصهم وأمانتهم باهتمامهم بالرعية وسعيهم لمعالجة القضايا وحل المشاكل والعمل على استتباب الأمن والأمان والاستقرار والحكم بما أنزل الله، لا موالاة الظالمين والمتسلطين والفاسدين.
من جانبه أشار رئيس الهيئة العامة للأوقاف العلامة عبدالمجيد الحوثي، إلى دلالة ورمزية يوم الولاية “عيد الغدير”، في حياة الأمة والتبليغ بولاية الإمام علي عليه السلام في غدير خم الذي شكل محطة مهمة في تاريخ الإسلام والمسلمين.
وقال” جاء الإسلام لبناء الدولة العادلة التي تقوم بواجباتها وترّسخ الأخلاق الفاضلة والمعاملات السليمة بين أبناء الأمة في مختلف شؤون حياتهم”.. لافتاً إلى أن يوم الولاية كان لابد منه لتوضيح مبدأ الولاية في الإسلام، وتوحيد صف الأمة وشتاتها ولم شملها.
وتطرق العلامة الحوثي، إلى الخطاب التاريخي للرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم في غدير خم، وحسم أمر الولاية وجعلها في الإمام علي عليه السلام، كنموذج للقائد الذي يخلف المصطفى عليه الصلاة والسلام لقيادة الأمة والمضي بها وفق منهج المولى تعالى.
وأضاف” يوم الولاية، سيبقى في ذاكرة اليمنيين، وأذهان الأجيال، ما يتطلب أن يتجلى ذلك الأنموذج الراقي في واقع الأمة اليوم، بالاقتداء بمواقفه وأخلاقه وسلوكياته وشجاعته وتضحياته في نصرة الدين الإسلامي”.
وشدد رئيس هيئة الأوقاف، على ضرورة أخذ الدروس والعبر من ذكرى يوم الولاية، على واقع الأمة من خلال استلهام عدالة الإمام علي وزهده وشجاعته وتجسيدها عملياً وواقعياً .. معتبراً يوم الولاية، محطة لمراجعة النفس والسياسات والسلوكيات وتطبيقها قولاً وفعلاً.
وأكد أن الشعب اليمني بهويته وثقافته وتاريخه، مرتبط بالإمام علي عليه السلام كرمز من رموز الإسلام وعلم من أعلامها، ما يستدعي من الجميع الاقتداء بسيرته والمضي على نهجه والاستفادة من محاضرات قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي بشأن عهد الإمام علي لمالك الأشتر لبناء الدولة العادلة.
وعرّج العلامة الحوثي، على المآثر العلمية التي تركها السيد بدر الدين الحوثي، للأمة وما عُرف عنه من تواضع وزهد وما حمله من هّم للأمة ومناهضة المستكبرين والطغاة .. لافتاً إلى تزامن ذكرى يوم الولاية بالذكرى السنوية لفقيد اليمن السيد بدر الدين الحوثي الذي ترك أثراً بتربية أبنائه وتعليمهم وأبرزهم السيد حسين والسيد عبدالملك الحوثي.
وفي الفعالية التي حضرها رئيس هيئة الزكاة الشيخ شمسان أبو نشطان ونائب رئيس هيئة الأوقاف عبدالله علاو ووكيل وزارة الإرشاد صالح الخولاني وهيئة الأوقاف الدكتور عبدالله القدمي والدكتور محمد الصوملي وكهلان السدح، أشار الباحث الدكتور حمود الأهنومي، إلى أهمية تولي الله ورسوله والإمام علي امتثالاً لأمر الله في محكم كتابه وتوجيهات رسول الله في يوم الغدير حين رفع يد الإمام علي وأمر الأمة بتوليه بقوله “من كنتُ مولاه فهذا علي مولاه، اللهم والِ من والاه وعادِ من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله”.
واستعرض المعاني والدلالات من يوم الولاية التي كان يُحتفى بها أهل اليمن .. مؤكداً أن ابتعاد المسلمين اليوم عن الولاء لله ولرسوله جعلهم يقعون ضحية تولي اليهود والنصارى كما يحدث لبعض الأنظمة العربية العميلة.
وأشار إلى أن إحياء الأمة ليوم الولاية يأتي من باب شكر الله على أعظم نعمة وأجل عطاياه وهي نعمة اكتمال الدين، كما أن إحيائها ليس بجديد على الشعب اليمني وإنما هو متوارث منذ القدم لارتباط اليمنيين وحبهم للإمام علي عليه السلام.
وأكد الدكتور الأهنومي أن مبدأ الولاية، يحفظ للأمة كيانها وعزتها واستقلالها ومواجهة أعدائها.
تخللت الفعالية بحضور رئيس جامعة صعدة الدكتور عبدالرحيم الحمران، وعدد من مدراء العموم بالهيئة، قصيدة للشاعر يوسف العلوي، وفقرة إنشادية لفرقة الولاء وفقرة من الموروث الشعبي.