يسعى لتشكيل مظلة دفاع جوي من دول التطبيع في المنطقة لتعزيز الحماية للصهاينة
زيارة بايدن لتشكيل مظلة «سعودية-عربية» لحماية إسرائيل
ملوك السعودية حلفاء للصهاينة وحماة لإسرائيل وأعداء لليمن وشعوب الأمة
قرن الشيطان يطل بحقائقه وأوصافه.. والشيطان الأكبر «أمريكا» في التفاصيل
الثورة / أحمد عبدالله
تأتي زيارة الرئيس الأمريكي بايدن إلى المنطقة التي تبدأ اليوم الأربعاء بالأراضي الفلسطينية المحتلة من العدو الصهيوني ، لينتقل على متن طائرته الرئاسية من مطار القدس إلى جدة يوم الجمعة لإبرام صفقات تتركز في دفع العلاقات الصهيونية مع السعودية وبعض الدول العربية المطبعة إلى آفاق أكبر ، مقابل سعي صهيوني لإقناع السعودية بالتحول في موقفها تجاه روسيا.
ودخل الصهاينة في سباق مع الزمن بغية تمهيد الأجواء الملائمة والاستعدادات الّلازمة لتحقيق أكبر قدر ممكن من الإنجازات والمكاسب الصهيونية في المنطقة وعلى الصعد كافةً.
ويعول الصهاينة كثيرا على هذه الزيارة: أمنياً وسياسياً ودبلوماسياً، وينظر الصهاينة إليها كبوابة لتوسيع دائرة العلاقات الصهيونية بدول وأنظمة عربية وخليجية على رأسها السعودية ، ويرى الصهاينة فيها مفتاحا لتصعيد المواجهة مع محول المقاومة عبر تفعيل ما يُسمّى منظومة الدفاع الجوي الإقليمي التي تجمع الصهاينة بعدد من الأنظمة العربية والخليجية وجيوشها في مواجهة محور وشعوب المقاومة والجهاد ضد الصهاينة.
ويتطلع الصهاينة إلى تحويل زيارة بايدن إلى منصّة تطبيع أوسع مع الممالك الخليجية، ويسعون إلى جعل الزيارة وسيلة لتشكيل اصطفافات أوسع في مواجهة محور المقاومة وتشكيل منظومات دفاعية عسكرية وأمنية موحدة بين الصهاينة والعرب المطبعين.
وتشير التقديرات إلى أن التطبيع السعوصهيوني سيتصدر جدول أعمال الزيارة التي تبدأ من الأراضي الفلسطينية وتختتم بالسعودية ، وتشير إلى أن السعودية في المقابل ستحصل على اعتراف صهيوني بالسيادة على تيران وصنافير وعلى صفقة أمنية في مجالات الدفاع الجوي ، على أن يتم تسوية الخلاف بين بايدن وابن سلمان في القمة نفسها.
مظلّة دفاعية
تؤكد المعطيات الصهيونية السياسية والإعلامية، السعي الصهيوني لتوظيف زيارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، للمنطقة في خدمة مصالح الصهاينة الاستراتيجية ، ويتجلى ذلك في أمور كثيرة، منها محاولة الدفع قُدُماً نحو إعلان بايدن، من المنطقة، إطلاق منظومة الدفاع الجوي الإقليمي ، وفي هذا السياق، ذكر الكاتب في صحيفة «هآرتس»، ينيف كوفوفيتش، أن المؤسّستين الأمنية والعسكرية تعتزمان الطلب إلى الرئيس الأمريكي، أثناء وجوده في الأراضي الفلسطينية المحتلة من الصهاينة ، تعزيزَ تشكيل الدفاع الجوي الإقليمي ضدّ محور المقاومة.
وبحسب «هآرتس»، من المفترض أن يزور بايدن وحدة البحث وتطوير الوسائل القتالية والتكنولوجية في وزارة الأمن الصهيونية ، «حوما»، الموجودة في قاعدة بلماحيم، وهي المسؤولة عن التطوير والإنتاج لمنظومات دفاعية ضدّ تهديد الصواريخ والقذائف، بالتعاون مع الولايات المتحدة.
مع ذلك قد ينتزع الصهاينة من السعودية وعرب الخطيئة والتطبيع مكاسب بمقابل وعود في الهواء ، وقد أشار المعلّق في موقع «إسرائيل ديفنس»، دان أركين، إلى أن فكرة منظومة الدفاع الإقليمي بعيدة عن النضج ، فالكيان الصهيوني لديه علاقات وثيقة مع الخليجيين ، ولا يحب إشراك الغرباء في أسراره الأمنية حسب الصهيوني دان أركين، إضافة إلى أن الكيان الصهيوني لا يثق في العرب كثيرا، حسب تعبيره.
تعزيز الحماية للصهاينة
تعتقد السعودية وأنظمة التطبيع العربي أن الخطة الأمريكية لدمج الدفاعات الجوية والصاروخية لها مع المنظومات الصهيونية ستحتمي بها من الضربات الصاروخية والجوية التي تنفذها اليمن ردا على العدوان الذي تتعرض له من السعودية والإمارات وحلفائهما، والضربات التي تنفذها المقاومة الفلسطينية ضد العدو الصهيوني المحتل لها، ويعتقد الصهاينة والمطبعون معهم أن المنقذ للجميع هو تعميق العلاقات مع الصهاينة.
وفي 9 يونيو الماضي، قدم عدد من أعضاء الكونجرس من الحزبين الجمهوري والديمقراطي قانونا أسمته أمريكا “ردع قوات العدو وتمكين الدفاعات الوطنية” (DEFEND).
يهدف القانون إلى إنشاء “منظومة دفاع جوي وصاروخي متكاملة” IAMD)) عبر حلفاء وشركاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، ومن المقرر أن تغطي المنظومة “الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومصر والأردن والعراق ومجلس التعاون الخليجي”.
ويفرض القانون على وزارة الدفاع الأمريكية قيادة الجهود لإنشاء هذه المنظومة ضد هجمات الصواريخ والطائرات بدون طيار، وترى الخطة أن التكامل بين الصهاينة والمطبعين معهم سيحقق لهم هذه الحماية.
وحتى في حال تنفيذ منظومة IAMD” ” جزئيًا، فإنها ستعزز قدرات الصهاينة بشكل أساسي، وبدرجة أقل المطبعين معهم ، غير أن عثرات كبيرة تواجه هذه المنظومة وقد لا تكون فاعلة، كما يقول مطلعون، نظرا للتطور الذي بات محور المقاومة يمتلكه في مجال الصواريخ والمسيرات.
مع ذلك يرغب الصهاينة في تنفيذ هذه الخطوة لما فيها من أنظمة الإنذار المبكر ومنظومة IAMD” “، لأنها ستوفر رسائل إنذار لكشف الهجمات، وحتى لو غطت منظومة “IAMD” الأراضي المحتلة والبحرين والإمارات ومصر والأردن، فإنها ستعطي الصهاينة تحذيرا أكبر بشأن بعض الضربات القادمة من اليمن أو العراق أو حتى إيران، نظرا للمسافة الجغرافية الكبيرة ، وبالتالي هي أساسا منظومة دفاعية سيمولها المطبعون العرب ولكنها ستوفر مظلة دفاعية للصهاينة.
من جهة أخرى فإن السعي الأمريكي من وراء طرح موضوع منظومة IAMD” “، هدفه إقناع السعودية التي تعجز عن مواجهة الضربات الصاروخية من اليمن بأن التطبيع مع الصهاينة وإشهار العلاقات الصهيوسعودية هو الحل السحري الذي سيحميها من الضربات اليمنية التي تنفذ ردا على العدوان السعودي الأمريكي.
وقد أعلن المشرعون الأمريكيون صراحة أن قانون (DEFEND) يهدف إلى إحراز تقدم في التطبيع الصهيوني مع الدول والأنظمة العربية على غرار ما سبق وفعله ترامب ، وقد يفسر ذلك إدراج الصهاينة في المنظومة الجديدة ، ويقال إن السعودية مهتمة بمنظومة “القبة الحديدية” الصهيونية التي تعتقد بأنها ستحميها من الهجمات.
وسبق أن أجرت السعودية ودول عربية ودويلة الإمارات ومملكة البحرين تدريبات عسكرية إلى جانب الصهاينة خلال المناورات التي قادتها الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي بمشاركة دول عربية أخرى ، لتأتي خطة دمج الدفاعات الجوية لدول التطبيع والصهاينة كخطوة تضاف لتلك، والهدف: صهينة المنطقة ، تعزيز الحماية للصهاينة ، تشكيل مظلة دفاعية أقوى للكيان الصهيوني ، تطبيع أوسع في المنطقة.
تطبيع صهيوني مع السعودية
في موازاة سلّة المطالب والآمال الصهيونية المعلَّقة على زيارة بايدن، تمتد العين اليهودية إلى مزيد من مظاهر تطبيع العلاقات مع دول الخليج والخطيئة ، وعلى رأسها السعودية. وفي هذا السياق، كشف موقع «واي نت» الإسرائيلي أن الجانب السعودي يدرس إمكان استضافة شخصيّة إسرائيلية رفيعة المستوى خلال زيارة بايدن للسعودية، أو بعدها.
ونقل الموقع، عن مصدر سعودي، أن السعودية تدرس إمكان إجراء لقاء ثلاثي بين جهات سعودية وأمريكية وإسرائيلية، خلال زيارة الرئيس بايدن، أو بعدها.. وذكر الموقع أن سيناريو انضمام شخصية إسرائيلية، في اللحظة الأخيرة، إلى طائرة بايدن المتوجهة إلى السعودية، وأضاف موقع «واي نت» أن الاعتقاد السائد في «إسرائيل» يشير إلى وجود فرصة في التوصّل إلى اتفاقات مع الرياض بشأن «خطوات تطبيع صغيرة – متوسطة»، مثل منح إذن للرحلات الإسرائيلية بالتحليق في الأجواء السعودية.
تخدير الساحة الفلسطينية
تمهيداً لزيارة بايدن، سعى الصهاينة لتهيئة أجواء أمنية ملائمة، ولاسيّما في الساحة الفلسطينية ، وأمس عشيّة زيارة بايدن كثف الوسطاء اتصالاتهم مع قيادات المقاومة الفلسطينية لضمان حالةٍ من الهدوء في الأراضي الفلسطينية، وسط تكثيف صهيوني للاتصالات بكلّ من مصر والأردن وقطر وتركيا.
ونقلت صحيفة «الأخبار» عن مصادر في حركة حماس، أن اتصالات أجراها مسؤولون في مصر وقطر بقيادة الحركة للتهنئة بعيد الأضحى، تناولت زيارة الرئيس الأمريكي إلى المنطقة اليوم الأربعاء، فيما نقل الوسطاء رغبتهم في أن لا يصاحب الزيارة أيّ تصعيد في الأراضي الفلسطينية، فيما ردّت حركة المقاومة الإسلامية حماس بالقول إن «العمل المقاوم للشعب الفلسطيني غير مرتبط بزيارة أحد إلى المنطقة، بل يكون تصاعده وفق المصلحة التي يراها الفلسطينيون».
وفي انتظار وصول بايدن إلى الأراضي المحتلّة، أجرى رئيس وزراء الصهاينة يائير لابيد، سلسلة اتصالات مع عدد من الرؤساء في المنطقة، شملت محادثة مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، تطرّق خلالها إلى زيارة الرئيس الأمريكي والحاجة إلى الهدوء أثناءها، وممارسة القاهرة دورها في نقْل الرسائل وتهدئة الأوضاع في قطاع غزة، واتّصل برئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، الجمعة، وناقشا مواصلة التعاون وضرورة إرساء التهدئة، خاصّة في الضفة الغربية، وسبق اتصال لابيد بيوم، لقاءٌ جمع وزير الجيش الصهيوني بيني غانتس، برئيس السلطة محمود عباس ، واتّفقا خلاله على مواصلة التنسيق الأمني بين سلطة عباس وبين الصهاينة.
ويروج الإعلام الصهيوني أن قادة الكيان اليهودي سيعلنون بوادر حسن نية تجاه الفلسطينيين ، والهدف هو إيجاد حالة تخدير لدى الفلسطينيين تضمن للصهاينة الهدوء خلال زيارة بايدن.
ومن الواضح أن القلق الصهيوني متصاعد خوفا من تشويش الزيارة التي يريد الصهاينة جعلها منصة لتحقيق مكاسب أوسع لصالحهم .
وفي سياق استعدادات الزيارة، نقل الصهاينة ، عبر الأمريكيين، طلباً لزيادة أنشطة السّلطة الفلسطينية من أجل مواجهة أي عمليات ينفذها الشعب الفلسطيني أو مقاومته خلال زيارة بايدن ، وجرت مناقشة هذا السيناريو في المؤسّستين الأمنية والعسكرية، ومجلس الأمن القومي، وعلى المستوى السياسي، في أعقاب تقديرات الجهات الاستخبارية في جيش العدو الإسرائيلي.
لابيد يناقش مع ابن زايد توسيع التطبيع الخياني
قال رئيس وزراء العدو الإسرائيلي، يائير لابيد، أنه تحدث مع الرئيس الإماراتي، محمد بن زايد، الذي هنأه على تولّي المنصب، وتمنّى له «التوفيق والنجاح وأكد على استمرار أهمية العلاقة بين الكيانين «الإماراتي- الصهيوني»، وأضاف أنه هنأ ابن زايد بمناسبة العيد، متمنياً له أضحى مبارك».
وناقش اليهودي لابيد وحليفه ابن زايد توسيع دائرة الاتفاقيات التطبيعية إلى دول أخرى في المنطقة ، وقال لابيد لابن زايد: “الثقة الشخصية بيننا وكذلك التزامنا باتفاقات أبراهام واستمرار قمة النقب وتطويرها في إطار دائم هي أساس متين للعلاقات المميزة”، وكانت انعقدت في العاصمة البحرينية، المنامة، في 27 يونيو الماضي، اجتماعات ما يسمى اللجنة التوجيهية لمؤتمر «قمة النقب» بمشاركة كبار مسؤولي وزارات الخارجية للكيانات الأعضاء بالمنتدى، وهي: إسرائيل، والبحرين، وأمريكا، والإمارات، ومصر، والمغرب، التي اتفقت على «إنشاء ست مجموعات عمل، تعمل بانتظام واستمرار»، بحسب صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية.
يهدف المنتدى الذي يترأسه الصهاينة ، وفق الصحيفة، إلى «تأسيس عمل جماعي مشترك، وتعزيز التعاون بين الدول»، مشيرة إلى أن الصهاينة يتطلعون لانضمام الأردن إلى المنتدى.
ويأتي انعقاد الجلسة الأولى للجنة التوجيهية، بعد ثلاثة أشهر من انعقاد «قمة النقب» في مارس الماضي، بمبادرة لابيد، عندما كان وزير خارجية العدو.
صفقة أسلحة صهيونية للسعودية
وذكرت هيئة البث الإسرائيلي الرسمية «كان»، أن الصهاينة يسعون إلى إبرام صفقة أمنية ضخمة مع السعودية خلال زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن وأفادت «كان» في تقرير نشرته الجمعة، أن الصهاينة سيقترحون لبايدن عرض إبرام هذه الصفقة التي تشمل منظومات دفاع جوي مع السعودية.
وبحسب التقرير، من المفترض أن يقوم بايدن بزيارة قاعدة سلاح الجو الإسرائيلي في «بلماحيم» في النقب، وخلال هذه الزيارة وبحضور وزير الدفاع الصهيوني بيني غانتس، ورئيس أركان الجيش أفيف كوخافي، وعدد من القادة العسكريين، ستستعرض تل أبيب أمام بايدن أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية بما فيها «القبة الحديدية» ومنظومة «حيتس» أو «السهم» المضادة للصواريخ الباليستية.
وذكر التقرير أن الصهاينة سيطرحون على بايدن خلال وجوده في «بلماحيم»، فكرة توقيع صفقة سلاح مع السعودية التي يزورها الرئيس الأمريكي بعدما وعد بأن يجعلها دولة «منبوذة» قبيل انتخابه رئيسا على خلفية مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في إسطنبول عام 2018م.
ويسعى الصهاينة إلى إبرام صفقات أسلحة مع دول عربية مختلفة، ليحققوا من خلالها أرباحا مادية من جهة ومن جهة أخرى تمكنهم من الحفاظ على التفوق العسكري في المنطقة.
وتتجه الأنظار إلى السعودية لإعلان التطبيع مع الصهاينة بعد أن تحدثت الإدارة الأمريكية عن احتمال أن تتخذ دول عربية أخرى خطوات نحو تطبيع العلاقات مع الصهاينة وانتشار تحاليل تشير إلى إمكانية أن تحذو السعودية حذو الإمارات والمغرب وغيرها من الدول وأن تنضم إلى قافلة الدول المطبعة.