الفساد والمتدثّرون بالوطنية في مواقع التواصل الاجتماعي.. وجهان لعملة واحدة
صولان صالح الصولاني
هناك في مواقع التواصل الاجتماعي وخصوصاً الفيسبوك، الكثير من المتدثرين بثوب الوطنية والعزة والكرامة، الذين تجدهم من خلال منشوراتهم على صفحاتهم المعنون بعضها بأسماء مستعارة، يظهرون في بادئ الأمر رفضهم الشديد للعدوان على بلادنا ووقوفهم إلى جانب الجيش واللجان الشعبية في مواجهة قوى العدوان ومرتزقته، ثم ما يلبثون أن يغيِّروا مواقفهم تلك ويبدِّلونها شيئاً فشيئاً ليتحولوا بين عشية وضحاها إلى منتقدين حقوقيين للوضع المعيشي الكارثي الذي يعيشه المواطنون في المناطق المحررة، فيصبح اهتمامهم وتركيزهم منصباً بسرعة عجيبة وبصورة غريبة في آنٍ معاً حول قضايا جانبية ومشاكل داخلية تراكمت لعقود مضت بسبب تصرفات وممارسات الحكومات اليمنية المتعاقبة، ليصل بهم الحال حد الإعلان عن قيام ما أسموها ثورة –حسب زعمهم- لمقارعة الفساد ومحاسبة الفاسدين في حكومة صنعاء الحرية والشموخ العزة والكرامة وذلك بغض السمع والنظر والبصيرة من قبلهم عمَّا يمر به الوطن من مرحلة حسّاسة وخطيرة نتيجة ما يتعرّض له من عدوان كوني، تاركين لتحالف العدوان ومرتزقته الحبل على الغارب يسرحون ويمرحون في البلاد كيفما يشاؤون، بل ومتناسين القضية الأساسية والمصيرية للوطن والشعب اليمني الحر المتمثلة في مقارعة الغزو والاحتلال وفضح جرائم وانتهاكات تحالف العدوان السعودي الأمريكي، فتراهم يطلقون سيلاً من السب والشتم واللعن ضد أي كان باسم الوطنية ويكيلون الاتهامات جزافاً ضد هذا المسؤول أو ذاك الوزير في حكومة الإنقاذ الوطني أو في المجلس السياسي الأعلى، محمِّلين الحكومة مسؤولية تردِّي الأوضاع المعيشية للمواطنين، تاركين لتحالف العدوان ومرتزقته الحبل على الغارب في ممارسة جرائم القتل والدمار والحصار، دون أن ينبسوا ببنت شفة..
لذا فاحذروا أيها الوطنيون الأحرار الاندفاع خلف مكائد هؤلاء المتدثّرين بثوب الوطنية زوراً وبهتاناً واحذروا الانجرار خلف تحقيق مراميهم الخبيثة التي تخدم الأعداء وتعمل لصالحهم.
أنا لا أدَّعي عدم وجود أي فساد في بعض المؤسسات والدوائر الحكومية ولا أبرِّئ الفاسدين ولا أقصد تجاهلهم ليستمروا في الفساد ..لكن التشهير والترويج الذي يمارسه أولئك المتوترون والمفسبكون من المنافقين “أدعياء الوطنية” ليل نهار، يتَّضح من عناوينه لكل ذي لبٍّ ولكل ذي عقلٍ من أحرار شعبنا الغيورين على وطنهم ودينهم الذين يحملون المبادئ والقيم اليمنية الأصيلة، أنه يندرج ضمن حملة تثبيط ممنهجة محاكة ومخطَّط لها بعناية فائقة من قبل مهندسي هذه الحرب العدوانية، يمارسها -بقصد أو بدون قصد- الناشطون في مواقع التواصل الاجتماعي، بما يصب في خدمة الأعداء وتنفيذاً لمخططات تحالف العدوان الرامية إلى شق الصف الوطني وتثبيط الناس عن القيام بدورهم وواجبهم الأهم المتمثل برفد الجبهات ومواصلة خوض معركة الدفاع المصيرية عن الأرض والعرض ومواجهة قوى تحالف العدوان السعوصهيوأمريكي ومرتزقته المنافقين الخونة، كون هذه المرحلة الخطيرة من تاريخ شعبنا ووطننا اليمني تتطلب الوقوف صفاً وموقفاً واحداً والتحرِّك العملي بصورة أكثر جدِّيًّةً واندفاعاً لترتيب الصفوف وحشد الطاقات وشحذ الهمم باتجاه حسم المعركة وتقرير المصير وتحديد الفصل النهائي لهذه الحرب العدوانية الظالمة وذلك من خلال زيادة تقديم الدعم والإسناد لجبهات العزة والكرامة بالمال والرجال حتى يكتب الله لنا وليمننا الحبيب النصر المؤزر.
وأؤكد لكم حقيقة ثابتة أيها المفسبكون “المحاربون الجدد” للفساد في حكومة صنعاء التاريخ والحضارة والمزعوم، بما فيكم الـ”أدعياء” والـ” وطنيون”، وهي أن عملية محاربة ومحاسبة الفساد والفاسدين – شرعاً وقانوناً- لا يمكن أن تكون عبر الترويج للشائعات ونشر الأقاويل والادعاءات وكيل التهم جزافاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وإنما من خلال قيام الشخص أو الأشخاص المتضررين أو المدَّعين لوجود أي قضية فساد بجمع الأدلة والبراهين والاثباتات القطعية وإرفاق الدعوى بها ومن ثم الاتجاه بها إلى الجهات المسؤولة عن محاربة ومكافحة الفساد بدءاً من هيئة مكافحة الفساد ومروراً بمجلس الوزراء ومجلس القضاء وانتهاءً بالمجلس السياسي الأعلى كأعلى سلطة في البلاد.. أما أن يستمر الأمر هكذا مناكفات ومناطحات وادعاءات وافتراءات عبر مواقع التواصل الاجتماعي فلن يجدي نفعاً في محاربة الفساد ومحاسبة الفاسدين.
إن الحديث والترويج عبر مواقع التواصل الاجتماعي عن وجود فساد وفاسدين في حكومة صنعاء الصمود والشموخ والحريَّة بما في ذلك نشر الشائعات والادعاءات بوجود فساد في هذه الجهة أو تلك وكيل التهم جزافاً ضد هذا المسؤول أو ذاك، لا يجدي نفعاً في مكافحة الفساد وردع ومحاسبة الفاسدين، بقدر ما أنه يخدم العدو بشكل أو بآخر ويحقق له الأهداف والمآرب التي عجز عن تحقيقها منذ بدء العدوان والمتمثلة بتثبيط عزائم جيشنا وشعبنا الحر الصامد عن مواصلة خوض معركة الدفاع المقدًسة عن الأرض والعرض والسيادة، جراء كسر وتفكيك جبهتنا الداخلية الذي يمثل الترويج لوجود الفساد في حكومتنا الموقرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي سبباً ربَّما أساسياً لتحقق مثل هذا الهدف الخطير والخبيث الذي لطالما سعى ويسعى العدوان إلى تحقيقه مستخدماً شتى الطرق والأساليب الخبيثة والملتوية .. وبالتالي أتمنّى من أولئك “المحاربين الجدد” للفساد، بدلاً من القيام بنشر الشائعات والاقاويل التشهير والتثبيط الممنهج في مواقع التواصل الاجتماعي -إن كانوا حقاً جادين وصادقين النوايا- بجمع الأدلة والبراهين والاثباتات التي تثبت صحة كلامهم ونواياهم، وإرفاقها بالدعوى المتعلقة بفساد هذا المسؤول الحكومي أو ذاك، والاتجاه بها الجهات الحكومية الرسمية المسؤولة عن عملية مكافحة الفساد ومحاسبة الفاسدين بدءاً من هيئة مكافحة الفساد ومروراً بالقضاء والحكومة وانتهاءً بالمجلس السياسي الأعلى، وإذا لم يجدوا استجابة بإمكانهم طرح قضية أو قضايا الفساد التي يدَّعونها أمام مكتب السيِّد العلم عبدالملك بدر الدين الحوثي، حينها بقدر ما أن هذه القضايا المتعلقة بالفساد من المؤكد أنها ستحال إلى العدل والقضاء للفصل فيها ومحاسبة ومعاقبة المتهمين بارتكابها لينالوا جزاءهم الرادع جراء ما ارتكبوه من جرائم فساد، فإنه في المقابل سسيسجل التاريخ يوماً أن هناك رجالاً عظماء وغيورين على وطنهم وشعبهم استطاعوا بجهودهم الصادقة والمخلصة لوجه الله أن يواجهوا الفساد ويحاسبوا الفاسدين بكل ثقة وشموخ وأنفة.
وبالتالي يجب على المرتزقة العملاء بما فيهم الخونة المندسون في أوساط مجتمعنا اليمني وفي مواقع التواصل الاجتماعي، وأسيادهم قادة تحالف العدوان السعوصهيوأمريكي، ومعهم الفاسدون إن كانوا حقاً متواجدين في أيٍ من المؤسسات والدوائر الحكومية، الذين يعملون على استغلال أوضاع البلاد الصعبة وزيادة معاناة الناس، يجب عليهم جميعاً أن يدركوا ويستوعبوا جيّداً حقيقة أننا كشعب يمني حر عزيز كريم مستمرون في الصبر والصمود والثبات مهما جار علينا زمن العدوان البربري الغاشم والحصار الجائر والظالم، وسنظل باقين على العهد الذي قطعناه على أنفسنا بأننا مستمرون في خوض معركة الحرية والكرامة والاستقلال حتى تحرير وتطهير بلادنا شبراً شبراً من رجس ودنس الاحتلال والارتزاق، مهما كلَّفنا ذلك من ثمن، وأننا سنظل ندفع الغالي والنفيس، بل سنظل كذلك نربط على بطوننا الحجارة في مواجهة المجاعة المفتعلة من قبلكم نتيجة عدوانكم الظالم وحصاركم الجائر وحربكم الاقتصادية الممنهجة، وفي سبيل الاستمرار في مواصلة الصمود والثبات وتعزيز صفوفنا ودعم جبهاتنا بكل ما أوتينا من قوة ومن رباط الخيل نرهب به عدو الله وعدونا، حتى يكتب الله لنا النصر المؤزر الذي وعد به عباده المؤمنين الصابرين الثابتين على موقف الحق ضد الباطل وأعوانه، كما ورد قوله تعالى في القرآن الكريم ” أذن للّذين يقاتلون بأنَّهم ظلموا وإنَّ الله على نصرهم لقدير” صدق الله العظيم.