توطئة: عقب العودة من المهمة الرياضية الإعلامية الشرق آسيوية والتي انتهت بما لم يكن في الحسبان في العاصمة المنغولية أولان باتور كان لابد لي من التوقف في المدينة التي أحبها حد العشق عدن التاريخ والفن والرياضة والسحر والجمال والتي لا يشوه جمالها سوى أولئك الذي يتخذون من جزرها ومتنفساتها ملاذاً ومأوى لهم إضافة إلى بعض الاختلالات البيئية هنا وهناك، أما الباحثون عن فرص العمل فإنهم يفترشون أرصفة الشوارع منذ اللحظات الأولى لأذان الفجر في انتظار من يوظف قدراتهم ومهاراتهم لسد رمق العيش.
كنت قد اطلعت من بعض الأعزاء وفي مقدمتهم اللواء علي الصباحي والكابتن نبيل مكرم وآخرين على توجسي وعدم تفاؤلي باجتياز منتخبنا الناشئ لكرة القدم في منافسات المجموعة الأولى لمنتخبات غرب آسيا في مدينة العقبة الأردنية وكلاهما مع البعض الآخر شاركوني الرأي في ما طرحته وتوقعته، وفي هذا الاتجاه وعقب الخسارة الأخيرة أمام أصحاب الأرض منتخب النشامى بهدف يتيم -وهي الخسارة التي عصفت بآمال الأحمر اليماني الصغير وأحلام جماهيره الوفية المتعطشة لتكرار الإنجاز- برز الكثير من النقاد والمنظرين بعضهم بدافع الغيرة على رياضة الوطن والبعض الآخر كي يصلونا إلى أهداف معينة يعرفها الجميع، إلا أن العقلاء والحريصين على مصلحة الوطن وعلى تطور وازدهار رياضته كانت لهم الكثير من الآراء المفعمة بالحب والولاء وبكثير من الحكمة والرصانة المبنية على ثقافة رياضية واسعة، وعلى سبيل المثال ما تناوله زميلنا القدير دكتور التنمية البشرية صقر بن عبدالولي المريسي الذي أشار في مداخلته المنطقية في جروب جميعة الإعلام الرياضي قائلاً: ينبغي ألا تغلبنا عواطفنا فالأساس في كرة القدم هو الفوز وما دون ذلك تفاصيل لا تقدم ولا تؤخر.. منوهاً بأن فريق المجد في صنعاء سابقاً كان من أفضل الفرق التي تقدم كرة قدم مثالية بلعبه البرازيلي الذي ما زال عالقاً في الأذهاب لكنه لم يحصد أي بطولة ولذلك كانت النتيجة الدمج وبقي في الساحة من كانوا يحصدون البطولات مثل الأهلي والوحدة وغيرهما، واختتم المريسي الجميل مداخلته بالقول: والواقع لا يؤمن إلا بالنتائج.
أما زرياب الكرة اليمنية نجم المنتخبات الوطنية ونجم عنيد اللواء الأخضر شعب إب الدكتور الأكاديمي إيهاب النزيلي فقد أشار إلى أن السخط الجماهير يزداد أكثر وأكثر ولا بد من حلول ومعالجات.
وإزاء تلك الخسارة للأحمر اليماني الصغير وخروجه المبكر بخفي حنين من دور المجموعات الغرب الآسيوية باعتباره بطلاً لنسختها الأخيرة لا بد لنا من الاعتراف بأن الحسرة قد أصابت الشارع الرياضي في مقتل لكنها لم تصب العقلاء من أرباب الكلمة الصادقة والمسؤولة بأدنى قدر من حالات الذهول فهذه بضاعتنا وهذه قدراتنا وإمكاناتنا والتي تعد كإمكانات رياضية أقصد هنا الأجمل والأرقى والأفضل ضمن كل فعاليات الوطن كافة حيث أن الرياضة مازالت وستظل في اعتقادي تمثل الوجه المشرق وصانعة السعادة والفرح لكل أبناء الوطن.
في العام الأول للوحدة أحرز فريق الميناء من عدن وصافة الدوري العام لكرة القدم، وفي الموسم التالي للبطولة هبط الفريق إلى دوري المظاليم وكتب عنه يومها أن يكون من الوصيف إلى الرصيف.
في العام 2022م غادر المنتخب الفرنسي بطولة كأس العالم من دورها التمهيدي ولم تشفع له عراقته وبطولته السابقة للبقاء ضمن الكبار وفي العام 2010م غادر المنتخب الإيطالي البطولة من الدور الأول.
في العصر الذهبي لكرة القدم وفي مدينة عدن تحديداً حينما كان يسأل أحدهم من نتيجة مباراة معينة وتأتيه الإجابة بأن الفريق الفلاني سيطر وهاجم وأهدر عديد الفرص يقاطع بالقول.. يا ابني من فاز؟.
في مواجهتنا الكروية أمام منتخب منغوليا حدث أن استحوذ المنتخب على الكرة لأكثر من ثلاث دقائق دون انقطاع، لكن في الأول والأخير تظل الكرة أجوالاً حسب المعلق المصري محمد لطيف.
قيل إن زميلنا العالمي بشير الخير بن سنان انطلق من دوحة قطر إلى عقبة الأردن لمشاهدة الأحمر اليماني الصغير.. هاردلك يا بشير، وقريباً ستكون لديك قصيدة رياضية أزعم عنها ستنال رضاك.
صحيح أن أحمرنا اليماني الصغير عزف أجمل السمفونيات إلا أن السمفونية الأجمل عزفها ملك المفردات معلقنا الرائع رياض الجيلاني الذي برز كعملاق لا يشق له غبار في مجال التعليق الرياضي وليتني تعرفت على الجيلاني مبكراً حينما كنت أضطلع بالتعليق في إذاعة تعو ربما كنت سأتكىء عليه بنسبة 100%.. مبارك لك يا رياض.