المزارات السياحية
محمد احمد غالب
باعتبار القطاع السياحي من القطاعات الاقتصادية الواعدة في مختلف بلدان العالم العربية والإسلامية، بحسب ما ورد في محاور الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة جاء القطاع السياحي ضمن القطاعات الاقتصادية الخدمية، وهذا مؤشر تخطيطي إداري إيجابي نحو الاهتمام بهذه الصناعة الذهبية.
سوف نتطرق اليوم لموضوع المزارات والمعالم السياحية التي يستهدفها معظم السياح المحليين أو المغتربين أو غيرهم، فإذا نظرنا قليلاً بعيون فاحصة على مزارات بلادنا السياحية المتعددة الإسلامية، التاريخية والأثرية، فسنجد أنها تفتقد إلى أبسط التسهيلات السياحية، ومعظمها تفتقد أيضا ً إلى جوانب تخطيطية والتي تتمثل في وجود المرشد السياحي الداخلي للمزار السياحي الذي ينقل المسار التاريخي دون تحريف أو تزييف، الإدارة الداخلية القادرة على إدارة وتطوير تلك المزارات السياحية بأسلوب حديث ينسجم والمرحلة الحضارية المطلوبة، الإرشادات السياحية التوضيحية داخل المزارات السياحية، خارطة سياحية، بروشورات سياحية خاصة بالمزار السياحي وخاصة المزارات الإسلامية والتاريخية والأثرية والتسهيلات والخدمات السياحية المرافقة لتلك المزارات مثل دورات المياه، الأكشاك وبوفيات بيع الوجبات السريعة.
إن مزاراتنا السياحية بحاجة إلى إعادة تأهيل من حيث الإدارة والتخطيط السياحي، والسؤال الذي يطرح نفسه: ما هو دور المجالس المحلية في المحافظات؟ هل جباية الأموال فقط أم هناك مهام أخرى ينبغي القيام بها؟!، وما هو دور وزارة السياحة ممثلة بمكاتبها في المحافظات ومجلس الترويج السياحي التابع للوزارة الذي يجب أن يكون له اهتمام معين للترويج الداخلي والمساهمة في تهيئة المناطق والمواقع السياحية، وما هو دور وزارة الثقافة والهيئات التابعة لها في حماية المواقع الأثرية والمعالم التاريخية وإبراز التراث والفنون الشعبية.
خلاصة القول، إن غياب تلك الأدوار المتعددة يمثل حالة فريدة من الغياب المؤثر والمضر بمصلحة البلاد، فالحضور الجوهري يبرز في ما يشاهده السائح في الميدان. فمن المسؤول؟