وزير خارجية المرتزقة أبلغ السلطات الكينية بأننا إرهابيون
أمين عام الاتحاد العالمي للجاليات اليمنية زين المرقب لـ الثورة: نسعى لخدمة المغترب اليمني في الخارج.. وندعو إلى رفع الحظر بشكل كامل عن مطار صنعاء الدولي
تأسس الاتحاد بعد أن فشل المجلس الأعلى للجاليات في مساعدة العالقين اليمنيين في مطارات العالم
عدد الجاليات المنضوية تحت مظلة الاتحاد 61 جالية ومنظمة تابعة للمغتربين اليمنين في الخارج
الاتحاد يعمل على حل مشاكل المغتربين اليمنيين في السعودية ونتعرض للتشويه من قبل حكومة الفنادق
الاتحاد مؤسسة مدنية معترف بها من قبل الاتحاد الأوروبي ومقره الرئيسي في باريس
في حوار حلّق خارج الوطن ليناقش هموم وقضايا المغتربين اليمنيين حول العالم تحدث أمين عام الاتحاد العالمي للجاليات اليمنية- رئيس الجالية اليمنية في قطر زين محسن المرقب عن معاناة المغتربين اليمنيين في الخليج وتحديدا في السعودية التي اتخذت من المغتربين ورقة ضغط سياسية على اليمن عبر مراحل زمنية مختلفة.
وقد تطرق المرقب إلى العوامل التي قادت إلى تأسيس الاتحاد العالمي للجاليات اليمنية، ليكون أكبر كيان مؤسسي للجاليات اليمنية في العالم، ومهامه وأهدافه والتحديات التي واجهته منذ التأسيس، والرؤى والتوجهات المستقبلية، وغيرها من القضايا، تجدونها في تفاصيل الحوار الآتي:
الثورة / محمد إبراهيم
بداية حدثونا عن الاتحاد.. من الفكرة إلى الميلاد ثم مراحل العمل التأسيسي.؟
مع بداية العدوان على بلادنا في مارس 2015م بدأت ملامح تأسيس الاتحاد كفكرة خلقتها الظروف الصعبة، فمع مرور الشهر الأول من العدوان والحصار من قبل التحالف الذي تقوده السعودية والإمارات على اليمن برزت مشكلة العالقين اليمنيين في الخارج من المغتربين، والمرضى، والطلاب الذين كانوا يريدون العودة إلى الوطن، لكن بسبب العدوان تعقدت الظروف وتقطعت بهم السبل، ولاحظنا معاناتهم في مطارات العالم التي كانت على اتصال جوي مع مطارات اليمن قبل العدوان، حينها طالبنا ما كان يسمى بمجلس الجاليات الذي أسس في صنعاء عام 2012م بالتحرك لمتابعة قضايا المغتربين والمرضى والطلاب العالقين، إلا أنه تعثر ولم يستطع فعل أي شيء…
مقاطعا- هل من مبرر قدمته قيادات المجلس لعدم استطاعتها عمل شيء للعالقين ؟
لم تبدِ تلك القيادات مبررات واضحة، لكن المسألة كانت مرتبطة ربما بوجود بعض القيادات في دول مشاركة في العدوان والحصار على اليمن، أو مرتبطة بانقسامات اليمنيين التي أحدثتها شعارات العدوان المبالغ فيها، أو لأسباب أخرى، ليس من المهم الحديث عنها، لكن تلك المبررات دفعتنا مع مجموعة من قيادات الجاليات في الخليج وأوروبا للبحث عن كيان جديد أو على الأقل حلول جديدة، فتواصلنا مع الأخوة في أوروبا وفي بعض البلدان العربية لمساعدة إخواننا العالقين لإعادتهم إلى اليمن، فتيسرت الأمور، وبعد عودة العالقين كنا قد عزمنا على تأسيس اتحاد عالمي للجاليات اليمنية، ردا على تخاذل المجلس الأعلى للجاليات إزاء الإسهام في وضع حلول لمشكلة العالقين.
ما الخطوات الإجرائية التي اتخذتموها لتأسيس هذا الاتحاد؟
كانت أولى الخطوات الإجرائية في تبني رؤساء وأعضاء الجاليات اليمنية ومن خلال مواقع التواصل الاجتماعي فكرة إنشاء الاتحاد العالمي للجاليات اليمنية بحيث تشارك في تكوينه جميع الجاليات اليمنية حول العالم، وقد تم تكليف فريق عمل من رؤساء الجاليات والحقوقيين المعروفين لعمل اللوائح التنظيمية للاتحاد، وتم في البداية ترشيح مجموعة من الدول لاحتضان فعاليات المؤتمر حيث كانت الخيارات مطروحة بين كل من: تركيا – ماليزيا – كينيا – مصر – الأردن وتم في النهاية الاتفاق على مومباسا -كينيا لعدة اعتبارات في مقدمتها إمكانية الحصول على ترخيص وإمكانية دخول اليمنيين بدون تأشيرات خارجية وموافقة رئيس الجالية اليمنية في كينيا الأستاذ أنور باعوضة على استضافة المؤتمر وإجراء كافة الترتيبات.
فدعونا عددا من الجاليات لا سيما من الدول الأوروبية وأمريكا والخليج العربي، ودول شرق آسيا، وحددنا زمان مكان موعد انعقاد مؤتمر عام للجاليات اليمنية في مدينة مومباسا بكينيا خلال الفترة من 15–17 سبتمبر 2016م وقد صادف ذلك أيام عيد الأضحى من عام 2016م، وقد خرج المؤتمر بإعلان تأسيس الهيئة الإدارية للاتحاد بعد إجراء انتخابات –حينها- يحدد بموجب نتائجها الرئيس والأمين العام وأعضاء الهيئة الإدارية للاتحاد.
الحضور الرسمي
* ماذا عن الحضور الرسمي اللازم لاعتماد الاتحاد في الأطر الرسمية للدولة اليمنية، خصوصا مع الانقسام السياسي الذي أفرزه العدوان والحصار بين حكومة في الخارج تؤيد التحالف، وحكومة في الداخل تقاوم التدخل العسكري في اليمن.. ؟
– بطبيعة الحال كانت هذه معضلة كبيرة لم تؤثر فقط على الشعب اليمني في الداخل الذي يتعرض للحرب المدمرة والحصار الشامل، بل واجهت المغتربين اليمنيين في الخارج الرافض أغلبهم الحرب على اليمن وإغلاق وحصار مطاراتها وموانئها ومنافذها، فكانت المشكلة تتمثل في أن تواصلنا مع الحكومة الصامدة في الداخل لا يجدي في تعاملنا مع الجهات الرسمية والدولية في الخارج التي وقعت تحت التأثير الإعلامي المتزامن مع العدوان والحصار، فكان لا بد أن نتعامل مع الوضع القائم في الخارج، حيث وجهنا دعوات لرئيس الحكومة ووزير المغتربين ووزير الخارجية، إلا أنهم كافأونا بما حصل من وزير خارجية الفنادق في الرياض، وحدث ما لم نتوقعه أو يتوقعه عاقل..
* مقاطعا- ماذا حدث وكيف ؟
– الذي حدث هو أن عبد الملك المخلافي الذي كان وزير خارجية حكومة المرتزقة اتصل بالسلطات الكينية يبلغهم عن لقائنا كجاليات يمنية في مومباسا وبأننا إرهابيون، وهذا من الناحية السياسية والأخلاقية من أكبر الكوارث المتمثلة في أن يأتي وزير خارجية دولة يبلَّغ عن رعاياه بهذا الشكل وفي كينيا المليئة بالمخابرات الأمريكية والمعروفة بعمليات مطاردة القاعدة والتنظيمات الإرهابية.
* وهل تعرضتم للمطاردة حينها…؟ وكيف تعاملتم مع ذلك البلاغ..؟
– لم نتعرض لذلك لأن كل خطواتنا وأوراقنا كانت رسمية، حيث تم قبل ذلك تكليف الأستاذ أنور باعوضة رئيس الجالية اليمنية في كينيا بإجراء كافة الترتيبات رسميا وأخذ الموافقات الرسمية من الجهات المختصة في دولة كينيا، وكذا إجراء كافة الاتصالات والتنسيق مع كافة رؤساء الجاليات اليمنية حول العالم، كما كلف برئاسة اللجنة التحضيرية للمؤتمر.. لقد تعاملنا بشكل طبيعي، فواصلنا تحضيراتنا بثقة عالية، والتقينا ووضعنا برنامجاً لعمل الاتحاد ومهامه التي لا تفرق بين يمني ويمني في الخارج مهما كانت توجهاتهم ومشاربهم السياسية، فنحن اتحاد يعبر عن اليمن، لا عن طرف سياسي، وتبعا لذلك أجرينا انتخابات للهيئة الإدارية (رئيس الاتحاد والأمين العام) وشكلنا اللجان في كينيا وعدنا إلى مهاجرنا في مختلف الدول العربية والأجنبية.
عدد ممثلي الجاليات
* كم يبلغ عدد ممثلي الجاليات اليمنية في الهيئة الإدارية للاتحاد؟ وأين مقره الرئيسي؟
– عدد الجاليات المنضوية 61 جالية منظمة تابعة للمغتربين اليمنين في الخارج، حيث تم تسجيل الاتحاد العالمي في فرنسا كمؤسسة مدنية وتم الاعتراف به من الاتحاد الأوروبي ويمارس عمله اليوم من مقره الرئيسي في باريس بجمهورية فرنسا وفق مهام تخدم كل المغتربين اليمنيين.
مهام الاتحاد
* ما هي منطلقات مهام الاتحاد منذ التأسيس ؟ وما هي الملفات التي يعمل الاتحاد على حلحلتها. ؟
– تنطلق مهام الاتحاد العالمي للجاليات اليمنية من اعتباره كياناً تنظيمياً جديداً يحظى بالرعاية والدعم من كافة رؤساء وأعضاء الجاليات اليمنية حول العالم بالإضافة إلى الجهات والمنظمات المهتمة بشؤون الهجرة والجاليات وفي مقدمتها وزارة المغتربين اليمنية، في حكومة المرتزقة وتبعا لذلك تتمحور مهام الاتحاد في رعاية المغتربين اليمنيين ومعالجة المشكلات التي تواجه أي مغترب يمني في الخارج، ومن أي منطقة كان في الجمهورية اليمنية..
الاتحاد حاليا ومنذ تأسيسه يعمل على معالجة الكثير من المشكلات وجميعها تتصل بالمغتربين اليمنيين في الخارج، وهو يواجه مشكلة كبرى تتمثل في اللاجئين اليمنيين في مختلف دول العالم، الأهم أنه ورغم ما تشهده اليمن من عدوان وحصار لم تصنف كمنطقة حرب وبالتالي لا يعطى اليمني مثلما يعطى العراقي أو السوري أو غيره حق اللجوء لأن التحالف وإعلامه في الخارج قد صور زيفا أن اليمن ليست منطقة حرب، وهذه مشكلة كبيرة لكل يمني في الخارج وفي الداخل أيضا، المشكلة الثانية ما يتعرض له المغترب اليمني في دول الخليج لا سيما في السعودية، ولذلك شكلنا لجنة قانونية من المحامين المتمرسين بهدف استقبال شكاوى المغتربين اليمنيين وتسجيلها لدى المنظمات الحقوقية الدولية.
* في ظل استمرار التسريح والترحيل القسري للمغتربين اليمنيين في السعودية.. كيف تنظرون لهذه القضية.. وحاليا ما هو نشاط الاتحاد المرتبط بهذا الملف ؟
– السعودية اتخذت من المغتربين ورقة ضغط سياسية على الحكومات اليمنية المتعاقبة وفي أحلك الظروف والأزمات، ونشاط الاتحاد المتصل بقضايا المغتربين في السعودية تركز في هذه الفترة على متابعة ومعالجة ما نقدر عليه من المشكلات والمعاناة التي يتعرض لها المغتربون في الخليج نتيجة الإجراءات التعسفية من قبل نظام آل سعود، ومع ذلك يواجه الاتحاد حملة شنيعة من قبل وزارة المغتربين في حكومة فنادق الرياض.
* هل لديكم أرقام حول عدد المتضررين من الإجراءات التعسفية بحق المغتربين اليمنيين في السعودية؟
– يقدر عدد المغتربين المتضررين من الإجراءات التعسفية في السعودية حتى الآن بعشرات الآلاف تقريبا، الأهم أن كل المتواجدين على الأراضي السعودية متضررون ومعرضون للقمع والترحيل القسري، ومصادرة أموالهم وممتلكاتهم وفصلهم عن أعمالهم وكل يوم نرى الإعداد الكبيرة في طريقها إلى اليمن، إلا من يستطيع أن يدفع ما عليه من غرامات فيؤخذ إلى السجن.
قوام المغتربين في العالم
* هل لديكم إحصائيات تقديرية على الأقل لعدد المغتربين اليمنين في كل من: «الخليج، دول شرق آسيا، أوروبا، أفريقيا، أمريكا»؟
– طلبنا إحصائيات من رؤساء الجاليات في تلك الدول وحتى الآن تشير التقديرات إلى أن عدد المغتربين اليمنيين في العالم من 9 إلى 10 ملايين، ما يشكل ثلث سكان البلاد، وبالتالي فإن المغتربين اليمنيين في العالم ثروة كبيرة إذا أحسن استغلالها، سواء في المجال الاقتصادي أو الثقافي أو السياسي..
* ما هو تقييمكم لدور المغتربين التنموي؟ وأي المناطق أكثر تدفقا في التحويلات للوطن الأم اليمن؟
– المغترب اليمني يعتبر محركاً أساسياً للتنمية الاقتصادية والعمرانية في الوطن، لكنه لا يُستغل ولا يرعى من قبل الدولة، وأنا هنا لا اقصد الدولة في الوقت الحاضر، فمن هم في الخارج مسلوبو القرار، ومنهم محاصرون في الداخل غير معترف بهم دوليا في التعاملات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية.. المغتربون هم الداعمون للدولة والوطن ولكنهم عازفون عن الاستثمار لأنهم لا يحظون بالتشجيع بل تكبدوا خسائر كبيرة نظرا لغياب الدولة الراعية، حتى في ظروف ما قبل العدوان.. وبالنسبة لأكثر التحويلات تدفقا إلى اليمن، فهي تلك التي تأتي من منطقة الخليج بسبب العدد الكبير من المغتربين في الخليج لا سيما في السعودية وفي قطر التي يوجد فيها قرابة 50 ألف مغترب يمني حسب الإحصائيات.
* ما هو دور الاتحاد في دعم وتخفيف معاناة العالقين في الخارج بسبب الحصار، ولا يستطيعون العودة عبر مناطق سيطرة الحكومة الموالية التحالف.. ؟
– الاتحاد منظمة تتعامل مع كل قضايا المغتربين اليمنيين والمرضى والمسافرين العالقين الذين يحتاجون للمساعدة، ونطالب برفع الحظر عن المطارات والمنافذ اليمنية رفعا كاملاً، وبالأخص مطار صنعاء الدولي الذي يخدم 75% من السكان اليمنيين، وكذلك منفذ حرض- الطوال في محافظة حجة، وغيرها من المنافذ البرية ليتسنى للمغتربين اليمنيين العودة عبر تلك المنافذ إلى وطنهم دون التعرض لمخاطر العودة عبر سيئون أو عدن، ودون التعرض لصنوف المعاناة في منفذ الوديعة الوحيد بين اليمن والسعودية.
* هل صدر موقف معلن من الاتحاد تجاه الاختناقات التي يشهدها منفذ الوديعة وتجاه معاناة المسافرين فيه. ؟
– الاتحاد أصدر أكثر من بيان وتواصل مع المسؤولين اليمنيين في الرياض وزارة المغتربين والخارجية في حكومة المرتزقة استنكرنا هذه الإشكالية وطالبنا بفتح المنافذ اليمنية، خصوصا أن الحصار تسبب في كارثة إنسانية وجعل اليمنيين في الداخل والخارج يعانون ويلات الحرب والحصار سواء في الحدود أو في الداخل أو الخارج.
* ما هو دور الاتحاد في المظاهرات والاحتجاجات في عواصم الدول الكبرى للمطالبة بفتح مطار صنعاء الدولي ؟
– الاتحاد ساهم ويشارك في كل مظاهرة من أجل اليمن وحل المشكلة اليمنية، وفك الحصار لكي تنهض الدولة اليمنية الحديثة التي ترعى كل أبناء اليمن على حد سواء، كما أن الاتحاد تقدم بمبادرة لحل القضية اليمنية حشد لها أكثر من 50 أكاديمياً وخبيراً سياسياً واقتصادياً من اليمنيين المتواجدين في الخارج وفي الداخل وتقدم بها للمبعوث الأممي ونالت إعجابه لأن كتلة المغتربين تشكل ثلث سكان اليمن وتتمتع بصفات تؤهلها لذلك منها: أولا من الناحية العلمية وثانيا القدرة الاقتصادية وثالثا الكفاءات الإدارية، تقدمنا بهذه المبادرة وندعو الله تعالى أن يجمع اليمنيين على كلمة سواء، فاليمن يستحق من الجميع التضحية من أجله، اليمن يريد أعداؤه أن يمزقوه ولكن بأيدي أبنائه.
* أخيرا.. ما هي الرسالة الأهم التي تودون بعثها إلى اليمنيين داخل وخارج الوطن؟
– الرسالة الأهم في هذا السياق أننا في الاتحاد العالمي للجاليات اليمنية نقول لكل إخوتنا اليمنيين إننا لسنا مع أي طرف سياسي، نحن مع اليمن المستقل الموحد أرضا وإنسانا، ومع كل مغترب يمني في الخارج، وننظر إلى العدوان على اليمن بأنه انعكاس لأجندة وأطماع خارجية على الموارد اليمنية النفطية والغازية والموقع الاستراتيجي، واليمنيون جميعهم هم وقود وضحية لهذا العدوان، ولو اتفق اليمينيون على حل المشاكل اليمنية لانفرجت الأمور ولوجد المغترب اليمني في الخارج دولة تسنده وتدعمه في العمل والاستثمار في وطنه، لذلك نتمنى أن تتحول الهدنة التي تم تمديدها إلى أرضية صلبة تنطلق منها عملية سياسية تخرج اليمن من حالة العدوان والحرب والتشظي والعسكرة الفعلية لمنشأته النفطية والغازية إلى يمن موحد مستقل ينعم بثرواته.