بقلم سعاد الشامي
تميّزت اليمن بطيبةِ أرضِها منذُ الأزل، والطيبُ بكلّ منازلهِ يتدرجُ على كل المستويات، كما تعتبرُ اليمنُ من أكثرِ الدول في العالمِ جمالًا من حيثُ مواقعها السياحية سواءً كانت أثرية أم طبيعية..
فورَ أن تتعرّف على كلّ هذا الجمال يتبادرُ إلى ذهنك ما سببُ أن جعل الله للناس كل هذه النعم حتّى على المستوى الجماليّ والخلّاب، والجوابُ محفوفٌ بالرعاية والتعاهد الذي يُحافظُ على هذه النعم من أجلهِ هو
تعتبرُ محافظةُ إب المحافظة السياحية لليمن؛ إذ تتفرّد بجمالها الخلّاب وطبيعتها الآسرة ومواقعها الجميلة المتوزّعة على مديرياتها وقُراها، وعلى امتدادها بشكلٍ عام، سُميت مُحافظةُ إب نسبةً لشهرِ «آب» أي شهر أُغسطس، وسببُ هذه التسمية يعودُ إلى أن هذا الشهر غالبًا ما يكون ماطرًا، وعلى هذا فإن من منن الله على المحافظة هو هطول الأمطار على مدى فترات متفاوتة طيلة العام، حيثُ أن بعض الشلالات فيها لا تجفُ إلّا في فصلِ الشتاء فقط..
يعدُّ وادي بنا في مديريةِ السدّة من أجملِ الأوديةِ في اليمن فهو يتميّز برقعتهِ الخضراء وجمالهِ البرّاق وشلالاتهِ الطبيعية والتي دومًا ما تكون محطّ أنظار السيُّاح ومُحبّي الطبيعة بشكلٍ عام، تتواجد في وادي بنا العديدُ من المواقع السياحية الطبيعية التي تتفرّد بتفاصيلِ جمالها وأهمُّها الموقع السياحي «شلال وادي بنا» تتجاوز المسافة الطولية للشلال أربعين مترًا، تُحيطُ به غابةً من الأشجارِ الكثيفة والمدرجات الخضراء والحقول المزروعة، ويزدادُ جمالُ الشلال عندما يحلُّ فصلُ الصيف وهو الذي بفضل الله يحملُ في طيّاته الأمطار الغزيرة التي تُشبعُ المنبع الرئيسي للشلال عندما ترى الشلال لأوّلِ مرة يطفو على روحك شعورُ التواجد في مكانٍ من أنقى أماكن العالم، ومن أجملها وأكثرِ ما يجعلُ الإنسان في حالةِ استقرارٍ نفسيّ في حضنِ الطبيعة، يسمعُ فيها موسيقى خرير الماء مع تغاريد العصافير، ويوطّنُ جسدُه بين المروجِ الخضراء قُرب شلال الماء، ويكفي الإنسان منهُ شعور أنهُ يتواجد في مكانٍ قد يكون قطعةً من الجنّة لفرطِ سِحرهِ وروعتهِ ودقّةِ تصميمِ الخالق للشلالِ ولبحيرته الصغيرة ولمدرجاتِ نزولِ الماء والأشجارِ التي تحميه، وعلى هذا فإنّ من أهمِ واجباتِ الدولة المُحافظة على هذا الموقع السياحي الجميل جدًا والّذي يرتبطُ بعراقةِ الماضي الفريد لمملكةِ ظفار الحميرية الذي كان تابعًا لها، والذي يرتبطُ أيضًا بالمناطق السياحية الأخرى المجاورة له كسيل وادي بنا وغيره من نقاطِ الجمال الذي ميّز الله بها عن غيرها من المناطق..
كما يعتبرُ شلال وادي بنا رافدًا اقتصاديا إذا ما تم استغلالهُ سياحيًا عبر استثمارهِ من خلال المشاريع التي تخدمُ المواطن وتعودُ بالفائدة على الدولة، فبناءُ الفنادق ولو على الأقل فُندقين من أهمِ ما يجبُ توفيره للمواطن الذي يقطعُ مسافةً طويلةً جدًا لرؤيةِ هذا المنظر المحفوف بالجمال والذي قد يتحاشا فعل هذا نظرًا لعدمِ وجود مكانٍ يأويه وكذلك لمن قد يأتي ويضطر أن يُسافر في نفسِ اليوم إلى مدينةٍ أخرى للمبيتِ فقط إن من واجباتِ الجهات المعنية الاهتمام بمثلِ هذه الأمور الخاصّة والتي تُساعدُ في بناء الدولة من كافةِ الجوانب وعلى وجه الخصوص الجانب السياحي الذي هو من أهمِ الأمور التي تعودُ بالنفعِ على الوطنِ والمواطن، وإذا ما كان هناك جدٌّ واجتهاد لإنجازِ مثل هذه الأمور فهذه قد تعتبر بدايةً عظيمة لبناءِ يمن الغد الذي لطالما انتظرناهُ كثيرًا.