أكد صمود الشعب في وجه الحرب الاقتصادية.. السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي خلال لقائه أبناء ووجاهات العاصمة صنعاء
قائد الثورة: شعبنا ليس فريسة سهلة ولا لقمة سائغة عليهم أن يستوعبوا هذه الحقيقة
نحن شعب لا يمكن أن نخضع أو نستسلم أو نعيش حالة العبودية إلا للّه سبحانه وتعالى
راهنوا على أنهم بضرب لقمة عيش شعبنا سيوصلوه إلى الاستسلام لكنهم صدموا بتماسكه وثباته
الأعداء الذين راهنوا على حسم معركتهم ما بين أسبوعين إلى شهرين وصلوا إلى العام الثامن وقد شبعوا يأساً وإحباطاً
أعداؤنا أصبحوا في قرارة أنفسهم مؤمنين بهزيمتهم وشعبنا تجاوز أصعب المراحل وأكبر التحديات والأخطار بفضل الله
أراد العدوان أن يتصارع الناس فيما بينهم بدل أن تكون ردة الفعل تجاه العدو الذي يحاصر ويمنع دخول المشتقات النفطية
الثورة / سبأ
أكد قائد الثورة السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، أن العاصمة صنعاء هي حاضرة اليمن ومركزه السياسي والحاضنة لكل أبناء الشعب، والنموذج الوطني للتعايش بين أبناء البلد، والظهر الذي يستندون إليه في التصدي للعدوان.
وقال قائد الثورة – في كلمته خلال لقائه أمس بوجاهات وأبناء العاصمة صنعاء -” إن اللقاءات بأبناء المحافظات تأتي – للحديث والتذكير بالأولويات في المرحلة الراهنة، ونحن في إطار الهدنة المؤقتة، والتي كنا نخشى أن يكون لها تأثيرها على البعض وتسبب لهم حالة من الفتور وعدم استشعار المسؤولية”.
وأوضح أن صنعاء تعبر عن أصالة هذا البلد والهوية الإيمانية للشعب اليمني منذ اليوم الأول الذي جاء فيه أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب ليقرأ رسالة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، الموجهة إلى أبناء اليمن يدعوهم إلى الإسلام والدخول فيه أفواجا.. وقال” صنعاء لها أصالة انتمائها الإيماني على مستوى الأخلاق والاهتمامات والموروث الاجتماعي على مستوى العادات والمواقف المشرفة التي تعبر عن عزة الإيمان والحرية في مواجهة الطاغوت والاستكبار والظالمين.”
وذكر أن صنعاء لها تاريخها المميز والكبير المعبر عن أصالة هذا الشعب وحريته في التصدي للأعداء في كل مراحل الغزو الأجنبي، وكانت في هذا الزمن وهذه المرحلة حاضرة بأعظم وأقوى وأصلب مما كانت على مر التاريخ.
وأكد قائد الثورة، أن صنعاء كانت منذ بداية العدوان هدفا أوليا للأعداء في الاستهداف لها على المستوى العسكري بالقصف المكثف الذي استهدف البنية التحتية والمصالح العامة والمنشآت الخدمية والأحياء السكنية والأسواق والتجمعات السكانية في مختلف المناسبات الدينية والاجتماعية، وكانت كثير من أفظع جرائمهم ضد البلد في العاصمة صنعاء.
ولفت إلى أن الأعداء استهدفوا صنعاء بالقصف المكثف والأسلحة المحرمة دوليا وبكل أشكال الاستهداف بهدف احتلالها.. وقال” كان لديهم طموح في أن يحتلوا صنعاء وأعدوا لذلك حملات عسكرية كبيرة وخصصوا من أجل تحقيق أهدافهم وأطماعهم السرابية المليارات من الدولارات والعتاد الضخم والتغطية الجوية المكثفة، وترافقت مع ذلك حملات شاملة على المستوى الإعلامي والتضييق الاقتصادي والمعيشي والحرب النفسية والدعائية وكل ما استطاعوا فعله، لكنهم وصلوا إلى قناعة بأن صنعاء بعيدة عن آمالهم، كما عبّر عن ذلك الزامل الشعبي “صنعاء بعيدة قولوا له الرياض أقرب”.
وأضاف” كانوا يقولون إنهم على مسافة أربعين كيلومترا من العاصمة صنعاء، لكنهم كانوا أبعد منها بأربعين ألف كيلومتر، لأنها محصنة بالاعتماد على الله والثقة به والمؤمنين الذين ينطلقون من منطلق إيماني، ومحصنة بالوعي العالي والاستشعار للمسؤولية لدى أبنائها وسكانها وقاطنيها والوافدين إليها من أبناء الوطن الأحرار الذين يمتلكون من الوعي ما كان كفيلا بهزيمة الأعداء”.. لافتا إلى أن من ضمن مؤامرات الأعداء إسقاط العاصمة من الداخل كما خططوا لذلك في فتنة ديسمبر والتي سقطت بفضل الله تعالى ومعونة هذا الشعب وما يحمله من بصيرة ووعي.
وأشار إلى أن العدوان استهدف العاصمة بالقصف المكثف وصولا إلى محاولة تهجير أبنائها في المراحل الأخيرة قبل إعلان الهدنة، حيث كانوا يطلقون حملات دعائية قبل عمليات القصف بأنهم سيقصفون منطقة معينة من أجل الضغط على السكان لتهجيرهم، وعندما يئسوا من إسقاط العاصمة بكل مؤامراتهم وخططهم اتجهوا إلى التضييق على أبنائها بشكل أكبر، لكنهم فشلوا في كل ذلك.
وأضاف” على المستوى الأمني كان جزء كبير من مؤامرات العدو يتمثل في ارتكاب الجرائم المخلة بالأمن والاستهداف لأبناء الشعب وفي المقدمة العاصمة صنعاء، وكانت هناك الكثير من المخططات للتفجيرات في الشوارع والتجمعات واستهداف المواطنين.
وأشار قائد الثورة، إلى أنه وبفضل الله وتوفيقه لرجال الأمن وجهاز الأمن والمخابرات، فشلت الكثير والكثير من مؤامرات الأعداء لاستهداف أبناء العاصمة صنعاء أمنيا، وكشفت الكثير من المؤامرات والمخططات، والخلايا التي كلفت من جانب تحالف العدوان لتنفيذ تلك الجرائم، والتي تم الكشف عنها في وسائل الإعلام الوطنية والبعض منها لم يعلن لأسباب أمنية.
وذكر أن العدوان استخدم الحرب الاقتصادية وحرص على أن تصل إلى كل منزل لتركيع الشعب اليمني وإيصاله إلى مرحلة الانهيار لكنهم صدموا بثبات أبناء البلد.. مشيرا إلى أن هناك حملات كبيرة سخروا لها المليارات والغطاء السياسي والدولي والحملات الإعلامية إلى جانب محاولة خلخلة الداخل وتحريك أبواقهم، لكن الله أوهن كيدهم ووصلوا في نهاية المطاف إلى الفشل الكامل.
وبيّن أن العدو استهدف العاصمة وبقية المحافظات بالحرب الناعمة ضمن الحرب التي يخوضها على المستوى الأخلاقي والفكري، وكان يسعى لإنشاء شبكات للدعارة والسرقة على نحو منظم لإزعاج المواطنين والتضييق عليهم والتشويش على الأجهزة الأمنية.
ولفت السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، إلى أن العدو شن حربا شرسة عبر وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي بنشاط هائل لاستهداف الأفكار والقيم والعزم والإباء وبالدرجة الأولى استهداف الشباب الذي يتحرك في مختلف المهام ولكنهم فشلوا إلى حد كبير.. مؤكدا أن الأعداء صدموا بصمود هذا الشعب وتضحياته، وصبره النابع من الإيمان.
وقال” مهما كان جبروت الأعداء وإمكاناتهم وحجم مؤامراتهم ومستوى طغيانهم وإجرامهم بحقنا لا يمكن أن يوصلنا إلى الانهيار والخضوع لهم”.
وأكد أن الأعداء الذين راهنوا على تحقيق أهدافهم خلال أسبوعين إلى شهرين وصلوا إلى العام الثامن وقد شبعوا يأساً وأصبحوا في قرارة أنفسهم يقرون بهزيمتهم .. مبينا أن الأعداء يوم راهنوا على أمريكا لنصرهم كانت النتائج عكس ما أرادوا، بينما استطاع الشعب اليمني أن يتجاوز التحديات والأخطار وحقق الكثير من الانتصارات.
وأضاف” نحن شعب يثق بالله، ولذلك لا يمكن أن ننكسر أمام المقارنات المادية”.. مؤكدا أن الشعب اليمني ليس فريسة سهلة ولا لقمة سائغة، وعليهم استيعاب هذه الحقيقة بعد هذه الأعوام التي جربوا فيها كل كيدهم ووسائل إجرامهم.
وذكر قائد الثورة، أن تحالف العدوان ينتقل من فشل إلى فشل وطالما بقي الشعب اليمني معتمداً على الله وناهضاً بمسؤوليته فإن الله لن يخذله.. وقال” الأعداء يستهدفوننا بالدعايات في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي للتضليل تجاه الحقائق”.
وأضاف” الأعداء يحاولون أن يبعدونا عن الهوية الإيمانية، وتجريدنا من أهم عنصر معنوي وأن نقبل بالأعداء والاحتلال، ولا يستثيرنا شيء ضدهم كما يحدث في المناطق المحتلة التي يرتكبون فيها أفظع الجرائم بحق المواطنين، وآخرها اغتصاب فتيات في حيس”.
وأكد أن أكبر كارثة وأكبر فساد يكمن في سيطرة الأعداء على البلد، لأن سيطرتهم تعني إخضاع البلد لأمريكا وإسرائيل، وتحويل اليمن لبيئة مفتوحة أمام الشيطان وأوليائه لذلك ليس هناك أي أولوية توازي أولوية التصدي لهم.
وأضاف” عندما يتخذ البعض من أي إشكالية أو خلل أو ممارسة فردية أو خطأ سلوكي فرصة لإثارة الفتنة وتهييج الرأي العام وصرف الناس عن ما يعمله الأعداء من أشياء فظيعة ويمثل خطورة مطلقة على البلد، فهو إما بوق من أبواقهم أو مغفل لا يمتلك البصيرة”.
وأشار إلى أن السبيل الصحيح لإصلاح الاختلالات هو التوجه لمعالجتها بشكل عملي في إطار الأمر بالمعروف والتواصي بالحق، ومكافحة الفساد وليس على حساب القضايا الكبيرة مثل مصير شعب.. لافتا إلى أن البعض إذا حصلت له مشكلة شخصية يجعلها قضية عامة لأنه لا يرى إلا نفسه، وهمه الشخصي، لذلك يجب تحديد الأولويات بميزان الحكمة والتحرك وفقها بمسؤولية.
وأكد قائد الثورة، على أهمية الاتجاه لمعالجة الاختلالات والمظالم بكل جدية وبشكل أخوي على أن تبقى أولويتنا الكبرى هي مواجهة العدوان.. لافتا إلى أهمية أن يظل الجميع في يقظة وجهوزية دائمة لمواجهة التحديات والتصدي لكل أشكال الاستهداف في كل الميادين والجبهات سواء في المجال العسكري أو الأمني والإعلامي والفكري والاقتصادي والاجتماعي.. مؤكدا أن الأعداء يستهدفون كل عناصر القوة المعنوية للشعب اليمني.
وشدد قائد الثورة، على أهمية الاستمرار في التحشيد والتجنيد وكل أشكال الاستعداد والحفاظ على الروح المعنوية والجهوزية في كل الحالات.
وأشار إلى أن من الأشياء المهمة التي يجب أن تبقى وتقوى وتكون أكثر تنظيما هو الاهتمام بالتكافل الاجتماعي والفقراء والتعاون على البر والتقوى والاهتمام بالضعفاء في الجانب الصحي والغذائي والاحتياجات الأساسية في الحياة، وأن تتضافر الجهود بين الجهات الرسمية والشعبية في تنظيم عملية التكافل الاجتماعي.
وشدد على أهمية الاستمرار في التعاون بين المواطنين والأجهزة الأمنية، لتعزيز الاستقرار وإفشال مخططات الأعداء.. مبينا أنه تم كشف واحدة من أخطر المؤامرات التي كانت تستهدف العاصمة صنعاء من قبل طفل واعٍ قام بإبلاغ الأجهزة الأمنية بأخطر العناصر الإجرامية التي دخلت العاصمة لاستهداف المواطنين.
وأكد قائد الثورة على أهمية التعاون مع الأجهزة الأمنية في وزارة الداخلية وجهاز الأمن والمخابرات للحفاظ على الاستقرار الأمني.. مبينا أن إطلاق النار في المناسبات الاجتماعية سلوك خاطئ يهدد حياة الناس ويجب التعاون رسمياً وشعبياً لمعالجته.
وذكر أن إطلاق الأعيرة النارية من السلوكيات التي يجب أن يتبنى المجتمع معالجتها بالتعاون مع الجانب الرسمي لأنه يحول مناسبات الأفراح إلى أحزان.. مشددا على أهمية التعاون في حل القضايا الاجتماعية والتصدي للجريمة المنظمة، كون التعاون أساس النجاح ويعطي فاعلية للتصدي لكل الأخطار التي تستهدف المجتمع.
ودعا إلى التعاون مع الجانب الرسمي فيما يتعلق بالتخطيط العمراني والحذر من البناء العشوائي .. مبينا أن هناك نشاطاً عمرانياً سواء في العاصمة أو المحافظات ولكن معظمه يتم بشكل عشوائي ويمثل مشكلة في المستقبل أمام الجوانب الخدمية والتنظيمية والبنية التحتية، ويجب أن يكون هناك نشاط توعوي في هذا الجانب.
وأشار إلى أن هناك كثافة سكانية في العاصمة وهناك فرصة لتحويل هذا التجمع إلى منتج وعامل لتحقيق النهضة الاقتصادية.. مؤكدا على أهمية التعاون بين الجهات الرسمية والقطاع الخاص والمجتمع، في إحداث نشاط اقتصادي إنتاجي لتشغيل اليد العاملة.
وقال” شعبنا الذي استطاع أن ينتج صواريخ باليستية، عجزت الأسلحة الأمريكية عن التصدي لها، يستطيع أن يصنع الكثير من الأشياء التي يمكن إنتاجها في البلد”.
وأكد قائد الثورة على أهمية أن تكون علاقة الجهات الرسمية بالتاجر والمواطن إيجابية لخدمة البلد، وأن يتجه الجميع لاستثمار الأموال التي تذهب للخارج في البلد.. مشيرا إلى أن التوجه نحو الإنتاج المحلي بجودة عالية سيعالج الكثير من المشاكل المعيشية ويعمل على تحسين مصادر الدخل وتوفير الاحتياجات الضرورية.
وحث على التعاون في مسألة نظافة العاصمة وزيادة الجهد بين المواطنين والجهات الرسمية.. مؤكدا على ضرورة اهتمام الجهات الرسمية بواجباتهم تجاه المواطن في كل مواقع المسؤولية.
وعبّر قائد الثورة في ختام كلمته عن الأمل في أن تتجسد القيم الإيمانية في أعمال المسؤولين وأخلاقهم وإدراكهم أن موقع المسؤولية هو موقع خدمة الناس.