مخلفات العدوان الحربية "حقول موت" تتربَّص بحياة اليمنيين
3956 شهيداً وجريحاً ضحايا القنابل العنقودية في اليمن منذ بداية العدوان
منذ بداية العدوان على اليمن في مارس 2015م تحولت اليمن إلى حقل ألغام نتيجة إلقاء تحالف العدوان لعشرات الآلاف من القنابل العنقودية على المدن والمزارع ومساكن المواطنين لتشكل هذه القنابل إضافة إلى الألغام التي زرعتها مليشيات تحالف العدوان كابوساً يؤرق اليمنيين ويحصد أرواح الآلاف من المواطنين معظمهم من الأطفال والنساء في الوقت الذي يمنع تحالف العدوان إدخال الأجهزة الكاشفة للألغام إلى صنعاء منذ عام 2018م ، وعدم توفير الأمم المتحدة أي مستلزمات لتأشير المناطق الملوثة .
تقرير /محمد الروحاني
طيلة السنوات الثمان الماضية، حصدت القنابل العنقودية أرواح الآلاف من اليمنيين، حيث بلغ عدد ضحايا هذه القنابل منذ بداية العدوان على اليمن في مارس 2015م، وإلى اليوم وفق الإحصائية الصادرة عن المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام 3956 شهيداً وجريحاً منهم 400 طفل، و115 امرأة ومازال العدد مرشحاً للتزايد بسبب ضعف الإمكانيات لدى المركز لنزع مخلفات تحالف العدوان من المناطق الملوثة.
لم يستثن تحالف العدوان أي منطقة من مناطق اليمن من القصف بهذه القنابل المحرمة، ما تسبب بتدمير وإتلاف حوالي 809 مزارع، والآلاف المحاصيل الزراعية و547 من مناطق الرعي، بسبب آثارها التدميرية، وتعتبر محافظات صعده والجوف والبيضاء والحديدة ومارب ومديرية نهم بمحافظة صنعاء من أكثر المناطق الملوثة بالقنابل العنقودية ومخلفات العدوان الحربية .
الكميات المهولة من القنابل العنقودية التي ألقاها تحالف العدوان على رؤوس اليمنيين طيلة الثمان سنوات الماضية أكدتها الأعداد التي جمعها المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام والتي بلغت وفق إحصائية المركز التي صدرت في مايو الفائت أكثر من 3 ملايين ذخيرة عنقودية في 15 محافظة و70 مديرية في البلاد .
المركز أكد وقتها أن مساحات شاسعة من اليمن تحولت إلى مناطق ملوثة، لتحتل اليمن المرتبة الثانية بين بلدان العالم الملوثة بالقنابل العنقودية رغم الفارق الكبير إذا ما تمت مقارنة الأسلحة المستخدمة في اليمن .
تقليص الدعم الأممي
رغم اتساع المناطق الملوثة بالقنابل العنقودية والألغام ومخلفات تحالف العدوان، إلا أنه منذ حوالي عامين قلَّص البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة عدد الأنشطة المتعلقة بالألغام الخاصة بالمركز التنفيذي في صنعاء الأمر الذي أعاق عملية التخلص من القنابل العنقودية ومخلفات تحالف العدوان الحربية التي تنتشر في مناطق كثيرة من اليمن، وهو ما أكده المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام في بيانه الذي أصدره في التاسع من مايو الماضي والذي دعا فيه منسّق الشؤون الإنسانية في اليمن للنأي بأعمال المركز التنفيذي عن الشأن السياسي، لكون مهامه إنسانية .
منع دخول الأجهزة
منذ بداية العام 2018م يمنع تحالف العدوان دخول الأجهزة الكاشفة للألغام، الأمر الذي تسبب بمخاطر وعراقيل للفرق الميدانية التابعة للمركز الوطني للتعامل مع الألغام أثناء عمليات تطهير المناطق الملوثة بألغام ومخلفات العدوان الحربية .
ورغم أن المركز الوطني للتعامل مع الألغام كان قد اتفق مع الأمم المتحدة على إدخال 200 جهاز كشف ألغام إلى صنعاء إلا أن الأمم المتحدة مازالت تتحجج في أن تحالف العدوان يمنع دخول هذه الأجهزة وهو ما يجعلها شريكة في كل قطرة دم يمنية تراق نتيجة هذه الألغام والمخلفات .
الضحايا في تزايد
في الـ 2 من أبريل الماضي دخلت اليمن في هدنة إنسانية وعسكرية الأمر الذي دفع العديد من المواطنين للعودة إلى مساكنهم، ليرتفع بذلك عدد ضحايا مخلفات العدوان الحربية في الوقت الذي لا يوجد لدى المركز الوطني للتعامل مع الألغام في صنعاء الإمكانيات المطلوبة لنزع المخلفات من المناطق الملوثة بسبب منع تحالف العدوان دخول أجهزة الكشف عن الألغام وعدم توفير الأمم المتحدة أي مستلزمات لتأشير المناطق الخطرة، وفق ما صرح به رئيس المركز العميد علي صفره مؤخراً.. فبحسب العميد صفره، رصد المركز 113 حالة من ضحايا القنابل العنقودية منذ بداية الهدنة الإنسانية التي أعلنتها الأمم المتحدة، كذلك تم تسجيل 326 حالة من ضحايا القنابل العنقودية والألغام في محافظة الحديدة فقط منذ بداية العام الجاري .
تغيير للحقائق والوقائع
رغم أن اليمن يقف اليوم أمام كارثة حقيقية، إلا أن الكثير من التقارير الدولية والحقوقية تتعمد التقليل من أعداد ضحايا القنابل العنقودية في اليمن محاولة تبرئة تحالف العدوان .
ومنذ العام 2019م لم يتم إدراج إنجازات المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام ضمن التقارير الدولية السنوية من قبل الدول الأطراف في اتفاقية تحريم الألغام الأرضية المضادة للأفراد ويتم سرد معلومات مغلوطة وناقصة بهذا الشأن .
حيث كان من المعتاد سنوياً وفي نهاية شهر مارس أن يقوم المركز التنفيذي للتعامل مع الألغام برفع تقارير الإنجاز السنوي له عبر البعثة اليمنية وباسم الحكومة اليمنية إلى رئاسة الدول الأطراف في اتفاقية تحريم الألغام الأرضية المضادة للأفراد، ولكن منذ العام 2019م، لم يعد باستطاعة المركز الرفع بتقارير الإنجاز إلى رئاسة دول مجلس الأطراف، حيث انه من المفترض رفع التقارير عبر البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة ، وبعد متابعة المركز للبرنامج الإنمائي عدة مرات والاستفسار عن سبب عدم ظهور الإنجازات للمركز ضمن التقرير الدولي، أفاد البرنامج الإنمائي بأن دول الأطراف هي من تتجاهل حجم المشكلة في صنعاء وعدم إدراج إنجازات المركز ضمن التقارير الدولية الذي تذكر معلومات مغلوطة وناقصة في تقرير اتفاقية القنابل العنقودية حول أعداد ضحايا القنابل العنقودية في اليمن .