تدفق للقوات الأجنبية وتحشيد في المناطق المحتلة وتنصل عن الشق الإنساني للهدنة من قِبل تحالف العدوان
الهدنة الأممية تتداعى
د. العماد : أمريكا هي المتحكمة بقرار الحرب والسلم في اليمن
عقلان : هناك تجنيد وتدفق للقوات الأجنبية وذلك مؤشر كبير على نية التصعيد وافتقاد إرادة السلام
القحوم : حريصون على السلام وفق متطلبات اليمن لا السلام وفق المعايير الأمريكية
د. العامري : صنعاء تحاول تطويع الهدنة الإنسانية لصالح تخفيف المعاناة عن الشعب اليمني
الثورة / إبراهيم الوادعي
الآمال في إحلال السلام تتلاشى في اليمن ، وبدلا من إظهار الالتزام بالهدنة عقب تمديدها ومعالجة الأخطاء التي رافقت الهدنة الأولى زاد تحالف العدوان السعودي الأمريكي من تعنته تجاه تنفيذ التزاماته في الشق الإنساني للهدنة ، كما واصل مرتزقته على الأرض خروقاتهم الميدانية .
وفقا للقوى السياسية اليمنية فإن الجدية في السلام لا تتوافر لدى تحالف العدوان، وكل المؤشرات الآتية من جانبه تشير إلى التصعيد، حيث تتواصل عمليات التجنيد وتواصل القوات الأمريكية والبريطانية التدفق على المناطق المحتلة.
وتؤكد هذه القوى أن تحالف العدوان يطيح بفرصة السلام وسيكون أول النادمين.
التحالف يدمر السلام
السفير الدكتور احمد العماد – عميد المعهد الدبلوماسي يرى بأن المؤشرات تؤكد عدم توفر نية السلام لدى طرف تحالف العدوان السعودي الأمريكي ويقول:
“السيد أشار إلى أن الطرف الآخر هو في استراحة محارب، لا تبدو المؤشرات ضمن الوقائع وليس التحليل ضمن المعطيات المنظورة انه جاهز للسلام وانه ينوي للسلام، وفي الطرف المقابل القيادة اليمنية وإزاء تضحيات شعبها لم تعد تقبل بأي سلام تحت ظل الهيمنة والوصاية التي من اجل التخلص منها ضحى الشعب اليمني الكثير.
وبالتالي المؤشرات تؤكد جميعها سواء ما يتعلق بالهدنة والمماطلة في تنفيذ التزاماتها ، وخاصة الإيفاء بمتطلباتها الإنسانية التي ليست مرتبطة مطلقا بالحرب ، ولو نستعرض ما يتعلق مثلا بالرحلات التي يفترض أن تكون وصلت العشرين رحلة مع دخول الأسبوع الأول أو الثاني للهدنة عقب تمديدها ، حوالي سبع رحلات نفذت ، السفن التي ماتزال تتعرض للقرصنة في البحر من قبل تحالف العدوان رغم حصولها على التصاريح الأممية وتفتيشها ، فضلا عن الملفات الإنسانية وفتح الطرقات رغم مبادرات الطرف الوطني في تعز وغيرها من المحافظات ، لكن الطرف الآخر يرفض فتح الطرقات ويريد طرقاً عسكرية وعودة الوضع إلى مربع الصفر فيما يتعلق بالمواجهة العسكرية .
المتحكم بقرار الحرب
ويلفت العماد إلى أن أمريكا هي المعنية بإحلال السلام في اليمن ويضيف : ” سواء كان الحزب الديمقراطي او المؤسسات الأمريكية، فالحرب على اليمن أعلنت في أثناء حكم الديمقراطيين، ووقتها كان بايدن نائبا لأوباما وحاملا ملف اليمن، ونتذكر جميعا مشهد لقاء الرئيس الأمريكي أوباما بالملك السعودي سلمان وحضور بايدن والذي كان حينها ممسكا بملف اليمن وتم في ذلك الاجتماع مباركة الحرب.
المؤسسات الأمريكية هي من تقود الحرب ، بايدن أو غيره هي مجرد أسماء للاستهلاك الشعبي ، والحديث من قبل هؤلاء عن رفض الحرب هو للاستهلاك الشعبي ومواجهة الضغوط الحقوقية بفعل الجرائم الجسيمة والممنهجة للإنسان اليمني ، قتل الأطفال والنساء حتى اضحى يخشى الأمريكي يخشى من أن تلصق به عار هذه الحرب، ولذلك هو يسوق شعارات عن رغبته في التوصل إلى سلام وإخفاء دوره قائدا محركا وداعما وصاحب مصلحة في العدوان على اليمن ، لكن كلنا نعرف أن الحرب أمريكية بامتياز بأدواتها كانت سعودية أو إماراتية ، وعندما تم تثبيت الهدنة تم تثبيتها باتصالات أمريكية مباشرة ، اتصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للمصري افتحوا المطار ويتصل للأردني افتحوا المطار واتصل بالسعودي واتصل بالإماراتي ، علام يدل ذلك ، يدل على أن الأمريكي هو المتحكم بقرار الحرب .
دواعي الهدنة يمنيا
وبلفت إلى أن المصلحة الأمريكية اقتضت في المرحلة الحالية بفعل الحرب الروسية في أوكرانيا، والضغط الحاصل على مصادر النفط نتيجة الحصار الغربي على روسيا، والبديل الأهم حاليا هو موجود في الخليج، وخشية تعرضه لضربات يمنية كما حصل قبل الهدنة وتضرر منابع النفط بفعل الضربات اليمنية العميقة والمؤلمة، اقتضت المصلحة الأمريكية البحث عن هدوء وبالتالي الدخول إلى الهدنة، لم يصل الأمريكي بعد إلى قرار السلم.
ويقول : ” الداعي لحكومة صنعاء من الدخول في الهدنة هو دواعي إنسانية ، ودينية في الجنوح للسلم ومنح الطرف الآخر فرصة عله يجنح للسلم ، اضف أيضا في طيات الهدنة ما يخفف عن الشعب اليمني من أثقال معاناة الحصار ولو القليل ، وهذا الكلام قاله الرئيس مهدي المشاط في لقائه مع المبعوث الخاص للمين العام للأمم المتحدة ، ونقوله هنا في وزارة الخارجية ليل صباح لكل الوفود الأجنبية وخلال الاتصالات مع الخارج من اطرف المجتمع الدولي ، إن الهدف من الهدنة هو تحقيق ما يخفف عن كاهل الشعب اليمني جراء الحصار غير المشروع منذ اكثر من 6 سنوات ، وأيضا منح فرصة للعدو أن يجنح للسلم وان تكون هناك علاقات طبيعية مع اليمن وللمرتزقة المحليين أن يعودوا إلى حضن الدولة والوطن فلن ينفعهم الخارج مهما طال العدوان .
تطويع الهدنة
من جانبه يرى د. عارف العامري – أمين عام حزب جبهة التحرير – أن صنعاء تحاول رغم تعنت طرف العدوان تطويع الهدنة لصالح تخفيف الأزمة الإنسانية عن الشعب اليمني المحاصر .
“بالنسبة لنا في صنعاء نحن نحاول تطويع الهدنة الهشة لمصلحة الشعب من خلال الشق الإنساني تحديدا، هناك في الطرف الآخر لا توجد بعد الجدية الكاملة لتحويل الهدنة إلى عتبة للسلام عبر التنصل عن التزاماتها الإنسانية والعسكرية.
– ثورة 21 والتواجد الأجنبي
ويشير العامري إلى أن النظامين الأمريكي البريطاني يريدان فقط تبريد الملف اليمني حتى اللحظة ولا تتوافر لديهما النية للإسلام
وبقول : ” لهما القول الفصل في وقف العدوان على اليمن، تبريد الملف للتفرغ لاستحقاقات المواجهة مع روسيا وانعكاساتها على مجالات عدة، والخوف من انهيار المنظومة الاقتصادية الدولية والتي قد تؤدي بالأنظمة الغربية إلى حرب عالمية ثالثة .
نعلم أن الأمريكي كان متواجدا في صنعاء أبان النظام السابق وتم التخلص منه مع ثورة 21 سبتمبر 2014م، الآن نجدهم يعودون إلى مناطق في اليمن هي واقعة تحت الاحتلال المباشر في جنوب وشرق اليمن، حيث نرى التواجد البريطاني في المهرة، وتواجد أمريكي في عدن وحضرموت ومارب ربما ونشر أساطيل في المياه الإقليمية لليمن ، وهذا التواجد موثق في الإعلام وتتحدث عنه الإدارتان البريطانية والأمريكية علنا ، ربما هي تخفي الأعداد الحقيقية أو التواجد في مأرب لإدارة معركة المرتزقة هناك بشكل مباشر” .
مؤشرات تصعيد
بدوره يشير طلال عقلان – عضو مجلس الشورى إلى جملة من التحركات تذهب في اتجاه نية العدوان الذهاب نحو موجة تصعيدا قد تكون بمثابة الأخيرة.
ويقول : ” المؤشرات جميعها تقول إن هناك تصعيد لقوى العدوان نحن مقبلون عليه ، رغم أننا تعاملنا مع مبادرة الهدنة بنية صادقه وبشكل إيجابي وبشكل نقي ، بينما الآخر يتعاطى معها كفترة استراحة والاستعداد لعمل تصعيدي قادم ، ومن المؤكد انهم في اتجاه التصعيد ، لكنه سيكون تصعيدهم الأخير ومعركتهم الأخيرة وفق المؤشرات لديهم ولدينا جهوزية صنعاء والمفاجآت العسكرية التي لم تستخدمها من قبل ، وبعده إلى زوالهم .
هناك عدد من المؤشرات واضحة على نية تحالف العدوان في اتجاه التصعيد ، أولا الحشد في المناطق التي تحت سيطرة العدوان ، من خلال تجنيد الوية جديدة وخصوصا في المناطق المحيطة في تعز ومحافظة إب ومحافظة البيضاء ومحافظة مارب ، هناك تحشدي قوي جدا العدو حشد عددا من الأولوية في محافظة لحج في الضالع ، في أبين قبلها في محافظة مارب ، هناك أيضا محاولة لاستقطاب عدد كبير جدا من أبناء الحجرية ومدينة تعز ، هناك تبادل في الأدوار بين المرتزقة انفسهم ، هناك شراء مواقع من قبل العفافيش ، اشتروا بعض المواقع من حزب الإصلاح في مدينة تعز ، مجريات الوضع لديهم تؤشر تنبئ ء عن استعدادات لمعركة قادمة “.
ويستطرد : ” نحن نريد السلام ، صنعاء سعت للسلام من أول وهلة ،منذ أول يوم ونحن نقول إن اليمنيين يمكن أن يتعايشوا لا يمكن لطرف أن يقصي الآخر هذا البلد لنا جميعا ، لكن الطرف الآخر لم يعد في باله مسألة الوطن والتوافق والحوار ، ولم تعد حاضرة في مفرداته ، هو تحول إلى أداة بيد السعودي والإماراتي ، أداة بيد المعتدي على الوطن ، والأمريكيون هم من يديرون اللعبة ومن يصعدون ويهدئون وفقا لمصالحهم وهذا بات واضحا للعالم اجمع “.
الأمريكيون يخدعون العالم
ويستطر عقلان بالقول إن أمريكا تقف وراء الذهاب إلى موجة تصعيد قادمة لا محالة ، وهي لن تنجح بخداع العالم، ويقول : من صاغ خطط الحرب على اليمن هم الأمريكان ، هم أول من فجر الحرب ، هم أول من حشد لها ، هم من استمر بدعم الحرب ن أول يوم لها ولم ينف دعمه للحرب بكامل الوسائل أسلحة ، ضباط أقمار صناعية ، وسائل لوجستية ، كل ما يتعلق بالحرب لم يوفره وفعل كل شيء.
محاولته تقديم نفسه وسيطا يجافي الحقيقة والعالم يعرف الحقيقة كاملة ، وأعتقد أن محاولته تقديم هذه الصورة له علاقة بالصراع العالمي ، وهذا الصراع اضحى كبيرا ، والأمريكي يريد أن يتخلص من بعض الملفات ظاهريا ، والملف اليمني احد هذه الملفات التي يسعى لخداع العالم بشأنها ، لكن العالم بعد 7 سنوات اضحى مدركا للحقيقة كاملة حول اليمن ومن يمسك بقرار الحرب والسلم ولمصالح من تدار الحرب .
في المهرة تتواجد قوات أمريكية والمكلا في عدن ، وليس فقط تواجد عسكري بل هناك نشاط استخباراتي أمريكي كبير ، في مناطق سيطرة المرتزقة الباب مفتوح على مصراعيه للنشاط العسكري والأمني والاستخباري الأمريكي ، السلطة التي احضرها الأمريكي على ظهر دبابة لتحكم في عدن كلنا نعرف مدى ارتباطها بالأمريكي وبكونها أداة من أدواته وحلقه هامة من حلقاته الاستخبارية .
مواصلة تدمير الهدنة
من جانبه يؤكد علي القحوم– عضو المكتب السياسي لأنصار الله أن طرف العدوان السعودي الأمريكي يواصل تدمير الهدنة الأممية ، ويقول :
الهدنة بنيت على مراعاة الجوانب الإنسانية ، اليوم بعد اكثر من 70 يوما على الهدنة ، ليس هناك تقدم في معالجة الجوانب الإنسانية ليست هناك رحلات جوية بشكل منتظم ، لا دخول سلس للسفن إلى ميناء الحديدة القرصنة مستمرة رغم حصولها على تصريح دخول من الأمم المتحدة ، هذا التعنت هو دليل واضح على أن الإدارة لدى العدو لم تنضج باتجاه السلام ، أو وقف للعدوان أو تخفيف للمعاناة اليمنية ، ما يرفعونه من شعارات زائف لكسب الوقت وتضليل العالم حتى يكسبوا الوقت لترتيب أوضاعهم المختلة في المناطق المحتلة والتخفيف من تداعيات المتغيرات الدولية بنتيجة الحرب الروسية في أوكرانيا.
وفيما يتصل بمؤشرات التصعيد يضيف :” هناك تدفق كبير للقوات البريطانية في المناطق المحتلة الجنوبية وبالأخص في محافظة المهرة ، هناك تدفق للقوات الأمريكية في حضرموت وبناء قواعد عسكرية فيها ، هناك تواجد وتدفق للقوات الصهيونية في جزيرة ميون وجزيرة سقطرى ، والإماراتيون يتحدثون عن كونهم مع الإسرائيليين في خندق واحد .
كل المؤشرات تدلل على أن الأمريكي هو رأس حربة في هذا العدوان ، هو من يدير الخلافات بين أدوات الاحتلال في الجنوب على الأرض وأدوات العدوان ، وهو يحاول مع البريطاني ترتيب الصفوف في معسكر العدوان والمرتزقة ، هناك تجنيد لما يسمى ألوية جديدة تحت مسمى اليمن السعيد ، هناك تحرك من ضباط سعوديين في إعادة هيكلة المرتزقة في مارب أو في مناطق أخرى ، هناك تحرك لتصفية الإخوان المسلمين ومن فشلوا من بداية العدوان في اطار الاستعداد لمعركة وليس السلام طبعا .
كل المؤشرات تدل على توجه العدو نحو التصعيد بقيادة أمريكية، الطائرات الأمريكية لم تغادر أجواء اليمن ولو للحظة ولا في منطقة ، هناك أيضا مناورات وتحركات للقوات الأمريكية في البحر الأحمر إلى جانب قوات بريطانية وفرنسية والترتيب لمعركة ، الأمريكي يتحدث بشكل زائف عن السلام ، واي سلام يتحدث عنه الأمريكي ، والعدوان اعلن من بلده.
لا يمكن لأمريكا أن تخدع العالم حول من يقف وراء قرار الحرب أو قرار وقف الحرب على اليمن، الأمريكي هو من يمسك بقرار العدوان على اليمن وذلك واضح، لا يمكن للسعودية أن تشن الحرب على اليمن دون قرار أمريكي، ولا يمكن للسعودية أن تقوف العدوان على اليمن دون موافقة أمريكية.
لا يمكن للعالم أن يخدع مجددا بالازدواجية الأمريكية ورفع شعار السلام في ما هي مستمرة بقتل أبناء الشعب اليمني بالنار والحصار، والاستعداد لشن موجة قتل جديدة ضد الشعب اليمني، هذه هي أمريكا وقد خبرها العالم جيدا، من يدفع لأجل التصعيد ويحاصر ويقتل الشعب اليمني هي الولايات المتحد الأمريكية وشعارات السلام هي للمزايدة الداخلية الأمريكية وتضليل العالم، الأمريكيون هم من دفعوا نحو الهدنة وهم من يدفعون للتصعيد مجددا.
الحرص على السلام
يؤكد القحوم على الحرص على السلام لكن أي سلام ينشده اليمنيون ويقول : ” كما أشرنا مسبقا العدوان على اليمن أعلن من أمريكا، قرار الحرب هو قرار أمريكي، لم يكن في مقدور السعودية شن أي حرب دون موافقة أو دعم أمريكي، والسعودية والإمارات ليستا بمستوى الاعتداء على اليمن الكبير والعظيم بشعبه وليس لديهم مشروع هم فقط منفذون قذرون لأجندة أمريكية وصهيونية، وأينما وجدت إمارات أو السعودية في اليمن أو لبنان أو العراق أو ليبيا أو سوريا فأنت تجد ” إسرائيل ” والمصلحة الصهيونية.
صنعاء كانت مازالت حريصة على السلام، ودخولها إلى الهدنة هي من اجل تحفيف الوضع الإنساني وخلق أفق للسلام، السلام الذي يريده اليمنيون وليس السلام الذي تريده أمريكا، الأولوية لدى اليمنيين اليوم هي لوقف العدوان وإنهاء الحصار وإعادة الأعمار والحوار ليصل إلى بناء اليمن الذي يحلم به كل أبنائه “.