" الحلقة الثانية "
رئيس اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني : تحرك صالح بسرعة كبيرة وصعد إلى رئاسة الأركان وشكّل فِرق اتصال بالسياسيين بأنه الرئيس القادم
– التنازل عن الامتيازات الخاصة بالمغتربين اليمنيين التي تضمنتها اتفاقية الطائف
– اعتبار الحدود القائمة بين اليمن والسعودية حدوداً نهائية وفاصلة ولم يعد هناك أي ادعاءات من أي طرف
– السعودية دفعت أموالاً طائلة لعلي عبدالله صالح وآخرين مقابل التوقيع على اتفاقية ترسيم الحدود
– وثيقة العهد والاتفاق جاءت ضد رغبة صالح لأنها كانت عبارة عن مشروع وطني سياسي شامل لبناء الدولة اليمنية الحديثة
– بدأت الحرب بالقضاء على اللواء الثالث مدرع في عمران وتم إبادته بطريقة بشعة ثم جاء خطاب في 27 أبريل الذي أعلن فيه الحرب
-تمت مصادرة الجنوب بالكامل ونهب الأراضي والمصانع وتقاسمها بين سبعة عشر شخصا جلهم من سنحان
– ثورة 11 فبراير كانت ثورة عظيمة لكن السعودية جندت إمكانياتها لاحتوائها وعمدتها بمبادرة الاتفاقية الخليجية
أجرى رئيس التحرير الأستاذ عبد الرحمن الأهنومي، حواراً تاريخياً مشوقاً مع رئيس اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي اليمني الأستاذ يحيى منصور أبو أصبع لبرنامج ساعة للتاريخ الذي تبثه قناة المسيرة الفضائية .. وهذه تفاصيل الحلقة الثانية من اللقاء الذي تعيد نشره صحيفة الثورة نظرا لأهميته، حيث كشف عن كثير من الأحداث والحقائق التاريخية المغيبة عن اليمنيين .. فإلى تفاصيل الحوار:
حاوره/ رئيس التحرير
* رئيس التحرير: توقفنا في الحلقة الأولى عند موضوع مقتل أحمد الغشمي، صعود علي عبدالله صالح جرى بترتيبات سعودية، أليس كذلك؟
– أبو أصبع: في الواقع فإن علي عبدالله صالح من نفس اللحظة الذي قتل فيها أحمد حسين الغشمي توجه إلى رئاسة الأركان وكأنه كان يمارس هذا الموقع من أيام أحمد حسين الغشمي .
* رئيس التحرير: يعني هذا أن مقتل الغشمي جرى بترتيبات سعودية أيضا، وتهيئة علي عبدالله صالح كبديل ؟
– أبو أصبع: السرعة التي تحرك فيها، يعني هناك اتهامات على علي عبدالله صالح أنه وراء عملية قتل الغشمي، المهم عندما تحرك صالح، وشكلوا مجلس رئاسة برئاسة عبدالكريم العرشي، وعضوية صالح الشيبة وعبدالعزيز عبدالغني، وكان ثاني قرار، بعد قرار تشكيل مجلس الرئاسة، تعيين علي عبدالله صالح رئس الأركان، ونائب القائد العام . حيث كان القائد العام في حينه صالح الشيبة، بدأ صالح يمارس عمله، أيام عبدالكريم العرشي، كان أول عمل له أنه شكل فرق اتصال بالسياسيين، من أجل التأكيد على انتخابه، وفرق أخرى للاتصال مع أعضاء مجلس الشعب التأسيسي، الذي تشكل أيام أحمد حسين الغشمي، هؤلاء تكون مهمتهم أن يطالبوا من كل من يلتقون بهم، من السياسيين، أن يدركوا أن الرئيس القادم سيكون علي عبد الله صالح، وعليكم أن تدعموا هذا الاتجاه .
* رئيس التحرير: سنأتي لموضوع تشكيل اللقاء الوطني، تحدثت عن المجاميع العسكرية التابعة لعلي عبدالله صالح التي كانت تواصل اتصالاتها وزياراتها للشخصيات السياسية، وكانت تأخذ توقيعات وتعهدات على المصحف من قبل أعضاء مجلس الشعب التأسيسي ؟
– أبو أصبع: كان ذلك في الأيام الأولى لكن بعد مضي حوالي أسبوع أو أسبوعين، بدأوا يوجهون التهديد والوعيد للناس الذين يلتقون بهم، يهددون إذا لم توقع أن الرئيس علي عبدالله صالح، وفي نفس الوقت الوعود بالمال و بالشراء وبالمنصب، طبعا كل ذلك بدعم من السعودية، وأذكر أن صالح الهديان كان يبذل جهدا جبارا .
* رئيس التحرير: وقتها تقريبا كان يصل مسؤولون كبار ؟
– أبو أصبع: سنفتح هذا الموضوع عندما نأتي لموضوع اللقاء الوطني .
* رئيس التحرير: حاولتم أنتم بعد مقتل الغشمي، تشكيل لقاء وطني برئاسة أحمد جابر العفيف؟
– أبو أصبع: كان أحمد جابر العفيف مقرر اللقاء الوطني.. وكان هدفه هو التصدي لفرض نظام عسكري بما في ذلك نظام علي عبدالله صالح .
* رئيس التحرير: كنتم تعرفون علي عبدالله صالح ؟
– أبو أصبع: ليست القضية معرفة صالح، إنما كان الاتجاه السياسي العام هو أن يتولى السلطة نظام مدني، مثلا المشايخ/ عبدالله بن حسين وسنان أبو لحوم، كانا ضد النظام العسكري من منطلق أنه يكفيهم تجربة ومرارة تعاونهم منذ البداية مع إبراهيم الحمدي وكيف فعل بهم .
* رئيس التحرير: بس إبراهيم الحمدي كان بالنسبة للقوى المدنية جيداً ؟
– أبو أصبع: القوى التقليدية والمشايخ تحديدا، كانوا يرون انهم سيكونون قادرين على التحكم بالنظام المدني مثلما فعلوا أيام الإرياني، ولهذا عارضوا، أي نظام عسكري، وعارضوا حتى السعودية في المرحلة الأولى، ولهذا تشكل اللقاء الوطني من كل الناس، من الأحزاب الموجودة في الساحة ومن المشايخ والتجار وغيرهم .
والشيخ عبدالله بن حسين كان على رأس الجميع وكان موقفه حاداً جداً ضد علي عبدالله صالح وضد أي عسكري يتولى السلطة والسبب المرارة التي في رأسه من إبراهيم الحمدي، لأنه عسكري ولأنه تعاون معه في البداية، فكان يعتقد أن هؤلاء العسكر سرعان ما ينقلبون على المشايخ. أما نحن فكنا من وجهة نظرنا ندرك أن السعودية تريد فرض شخص عسكري لقيادة البلاد، وهذا ما تسرب لنا من معلومات أن السعودية تريد أن تفرض شخصاً عسكرياً في اليمن، جاهل أمي غير متعلم، وتقول لازم يحكم اليمن “شاوش” وفقا لما كنا نسمع، لأن اليمنيين وفق السعودية، جالسين يفتخروا بتاريخهم السياسي خاصة فيما يتعلق بشروط الخليفة أو الإمامة، الشروط الزيدية، أربعة عشر شرطاً، أن يكون عالماً، أعلم الناس، أن يكون مجتهداً، أن يكون شجاعاً، أن يكون كريماً، أن يكون ….الخ، فكان الموقف السعودي أن شروط التولي هذه يجب أن تضرب ويجب أن تمحى وأن يؤتى بشاوش على أساس اليمنيين ينسوا الزيدية والشروط السياسية للنظام السياسي في اليمن.
* رئيس التحرير: هل كان علي عبدالله صالح يمتلك هذه الصفات ؟
– أبو أصبع: علي عبدالله صالح يجيد القراءة والكتابة الخ، لكنه قبيلي تعرف على السلطة، عرف كيف يشتغل في السلطة، كيف يشتري الناس، والولاءات، والدعم السعودي كان موجوداً، وهي القوة المهيمنة في الساحة، لهذا كانت الوفود السعودية تأتي من أجل إقناع اتباعهم وإقناع الناس وإقناع المشايخ بعلي عبدالله صالح، لأن علي عبدالله صالح حسب المعلومات التي تسربت كانت الاستخبارات السعودية قد جندته أيام الإرياني، عندما كانوا في أسمرة .
والذي أعرفه أنه لا يوجد فرق بين الاستخبارات السعودية والإسرائيلية عبر التاريخ، وخاصة أيام جمال عبدالناصر، كان التنسيق على مستوى عال، لهذا كانت السعودية تقنع المشايخ، بعلي صالح، كان أحمد حسين الغشمي مريضاً كان عنده العمود الفقري، جمعوا له فلوس من الجيش ورافقه علي عبدالله صالح، ولهذا كان علي عبدالله صالح قريباً جدا من الغشمي، أنا سألت الغشمي مرة، قلت له: ليش تثق بعلي عبدالله صالح أكثر من إخوانك؟.. قال هذا قدم معي معروفاً أكثر مما قدمته أمي، قلنا له كيف، قال كنت مريضاً وطوال شهرين وأنا على السرير وهو كان يقوم بخدمتي على أكمل وجه، حتى انه يحملني إلى الحمام.، بوفاء نادر، ولهذا، أنا مقدم له على إخواني .
لجنة ثلاثية
لقد كان علي عبدالله صالح، جزءاً من المخابرات السعودية، لهذا حاولوا أولاً إقناع الشيخ عبدالله بن حسين، شكلوا لجنة ثلاثية لإدارة الجانب الإعلامي في اللقاء الوطني المعارض لعلي عبدالله صالح، وكنت واحدا من أعضاء اللجنة إلى جانب محمد عبدالرحمن الرباعي ومحمد عبدالله الفسيل، ذهبنا للشيخ عبدالله، وقال لنا لازم تصدروا بيانات قوية ضد علي صالح وضد من يريد علي عبدالله صالح، السعودية لن تفرض علينا أحداً، كان يقول هذا الكلام، يعني يشجعنا، قال للرباعي، المطبعة تحت تصرفك، وسلمه مفتاح المطبعة، كان معه مطبعة في البيت، وفعلا الرباعي كان معجباً بالشيخ عبدالله جدا، رغم أن الرباعي شخصية وطنية معروفة وكان يقف مع قضايا الشعب، وضد الأنظمة العسكرية وضد الدكتاتوريين، وفي اليوم الثاني وصل علي مسلم من اللجنة الخاصة يحمل تعليمات، للشيخ عبدالله بن حسين، بضرورة علي عبدالله صالح، ففعلنا بياناً بصياغة محمد عبدالرحمن الرباعي يقول في مقدمته، “لقد وصل مندوب الباب العالي من الرياض ليفرض على اليمن عسكرياً متخلفاً بدلاً من المدنية والمتعلمين والمجتهدين و….”، بيانه كان قوياً جداً، وصلنا عند الشيخ عبدالله قالوا الشيخ مش موجود، طبعا كل من في بيت الشيخ عبدالله لا يخفون على الرباعي أي شيء، نتيجة للعلاقة الوطيدة بينهم، قالوا له، الشيخ خرج أمس الليل ولا ندري أين هو، دخل الرباعي منزل الشيخ، فرجع إلى عندنا، وقال الخبير قد هو بالسعودية، فرد عليه الفسيل مثلما كان متشدداً أمس ضد السعودية وضد علي عبدالله صالح، سيرجع متشدداً مع السعودية ومع علي عبدالله صالح، كان عند محمد الفسيل توقعات، وكان رجل عنده خبرة هائلة، الآن هو فوق المائة سنة، المهم رجع عبدالله بن حسين من السعودية، في اليوم الثاني ، فقال الرباعي هيا نذهب اليه، وصلنا إلى هناك فقيل لنا : الشيخ راقد، مريض، قال خلاص، «نجز هو والسعودية»، فعدنا، طلب الرباعي لوحده، وقال له : الوضع صعب والجنوب بيحشد قوات علينا والظرف يستدعي وجود رجل ماهر عنده قدرة وعنده خبرة، وهذه كلها لا تتوفر إلا بعلي عبدالله صالح، قال له الرباعي «الله يخزيك»، عادك أمس حشدتنا عليه، قال له المهم أفهمها، فذهبنا للقاء الوطني في بيت أحمد جابر عفيف لكن بعض المشايخ لم يأتوا حيث تواصلوا مع الشيخ عبدالله بعد ما رجع من السعودية، بعدها ذهبنا وفداً للشيخ عبدالله، برئاسة أحمد جابر عفيف، وقابلنا، تكلم معنا بكل وضوح، وقال لنا :ينبغي أن يحكم البلد الآن رجل عسكري قوي، لأن البلد تتعرض لمخاطر كبيرة، والذي هو مهيئاً لهذا الموضوع هو الرائد علي عبدالله صالح، وبعد ذلك ذهبنا إلى عبد الكريم العرشي، قبل ما يرجع الشيخ عبدالله، قالوا حتى لو تراجع الشيخ عبدالله لا يمكن أن نقبل، وبعدين جئنا له اليوم الثاني، سمعنا أنه قد جاء إليه مجموعة من العسكر من أصحاب علي عبدالله صالح وأيضا رجع الشيخ عبدالله، هددوه، قال له، باينسفوه مع بيته.
* رئيس التحرير: جرت هذه الترتيبات كلها ؟
– أبو أصبع : عندما كنا عند العرشي أخذ ينصحنا، ينصح اللقاء الوطني بأن ندعم علي عبدالله صالح، هذه هي السعودية وهؤلاء هم أصحاب السعودية .
* رئيس التحرير: صعد علي عبدالله صالح إلى الرئاسة وتولى زمام الأمور.. أصبح النظام سياسياً ؟
– أبو أصبع : صعد علي عبدالله صالح إلى الرئاسة في مجلس الشعب التأسيسي والمعارض الوحيد له هو صوت محمد عبدالرحمن الرباعي الذي قال لا، الوحيد، أما الآخرون فقد اشتراهم بالتهديد والوعيد والمال، فكل الأعضاء تواصلت السعودية بهم ودفعت لهم المال .
* رئيس التحرير: صعد علي عبدالله صالح وأصبح النظام اليمني نظاماً سعودياً إن صح التوصيف، نظام سعودي من عند الرئيس إلى عند أصغر وزير ؟
– أبو أصبع : أول خطوة قام بها علي صالح، اعتقال القوى الوطنية داخل القوات المسلحة والأمن، تحشيد الجيش من أجل الحملات على مناطق الجبهة الوطنية، التصعيد الإعلامي الكبير جداً ضد النظام في الجنوب، ضد تجربة الحزب الاشتراكي في الجنوب، واشتعلت الحرب من جديد، وكان الذي يدير هذا المطبخ الإعلامي والسياسي عبدالله الاصنج مع مجموعة معه.
(قلت لي الغشمي وأنت بتراجع مجموعة من السجناء، أين مصيرهم ؟
هذولا كانوا معتقلين، بعضهم معتقلين من أيام أحمد حسين الغشمي ).
* رئيس التحرير: قام علي عبدالله صالح بإعدامهم فيما بعد ؟
– أبو أصبع : هؤلاء أستطيع أن أذكر منهم: سلطان أمين القرشي وكان من الشخصيات المهمة جدا، عبدالوارث عبدالكريم، عبدالعزيز عون، علي خان، حسن الخولاني، يعني ما بين 30 – 32 شخصية سياسية قيادية في المعارضة، وكان الغشمي قد وعدني وطلب مني مهلة محدودة فقط وأنه با يطلقهم، لكن عندما انتهى الغشمي، جاء عبدالله الأصنج، وقالوا إنه اقترح على علي عبدالله صالح أن يتخلص منهم «لا ظهر» أحمد حسين الغشمي .
* رئيس التحرير: وقتلهم علي عبدالله صالح، ولم تحصلوا على جثثهم ؟
– أبو اصبع : هذا اللي سمعته ونحن حتى الآن نعتبرهم مخفيين قسريا، لكن لم يظهر أحد إلى الآن .
ملاحقة القوى الوطنية
* رئيس التحرير: بعد صعود علي عبدالله صالح، ما هو أول إجراء قام به لصالح السعودية ؟
– أبو أصبع : كان أول إجراء وهو الذي طلبته السعودية ملاحقة القوى الوطنية والاعتقالات الشاملة، وتصعيد اللهجة الإعلامية ضد الجنوب من أجل التصعيد ومن أجل الوصول إلى حرب 79م .
* رئيس التحرير: وحتى اشتعلت الحرب ؟
– أبو أصبع : طبعا كانت الجبهة الوطنية في كل المناطق، في البيضاء، عيال سريح، في بني عبد، في أرحب، في ريمة، في عتمة، في وصابين، في العدين في شرعب، في المناطق الوسطى، في كل مكان، وجاءت بعد ذلك حرب 79م بين الشمال والجنوب وكانت وراءها السعودية، وبتمويل سعودي هائل جداً.
* رئيس التحرير: موضوع علي عبدالله صالح، أنت قلت إن السعودية اشترطت أن يصعد إلى رئاسة اليمن، رجل متخلف شاوش، كما ذكرت، علي عبدالله صالح كانت متوفرة فيه هذه المواصفات كلها ؟
– أبو أصبع : أكيد، لأنه ليس متعلماً، وكانت رتبته متواضعة جداً، وفعل له تاريخ في الجيش أنه كان من المناضلين وكذا، هناك أشياء خصوصية لا أعتقد أن الجو مناسب لذكرها، علي عبدالله صالح هو وأسرته، كانوا أسرة متواضعة وتعيسة، لكن السعودية فعلت منه رئيساً .
* رئيس التحرير : وحكم اليمن ثلاثين سنة ؟
– أبو اصبع : جاءت حرب 79م، وهزته، ولولا تدخل السعودية وتدخل العراق وجامعة الدول العربية، وأنا كنت مشاركاً في هذه الحرب، واستطاعت الجبهة الوطنية أن تتقدم، تقدمت وأخذت قعطبة ومناطق كثيرة في الوازعية وفي تعز، وأخذت البيضاء، وتقدمت في مارب، كثيراً جداً، وكان الجو مهيئاً، لكن للأسف الشديد كان هناك تدخل خارجي والتدخل الروسي كان ضد دخول الجنوب وسلاح السوفيتي الأراضي الشمالية، وعبدالفتاح في الأخير كان ضد الحرب، ضد العنف، والدعاية على عبدالفتاح، أنه وراء العنف وراء الحروب، كلها غير صحيحة .
* رئيس التحرير: استمرت التوترات في الجنوب والحروب حتى جاء علي ناصر محمد تقريبا ؟
– أبو أصبع : التوترات كانت في مناطق الجبهة الوطنية في الشمال، حصل تقريبا زيارات لبعض دول الخليج من قبل علي ناصر وجماعته وصنعوا علاقات مع علي عبدالله صالح على أساس أنه أوقف الحملات العسكرية على المناطق، والجبهة الوطنية تعلن وقف العمل المسلح والدخول في العمل السياسي وإجراء حوار مع السلطة وإطلاق المعتقلين، وأشياء كثيرة .
* رئيس التحرير: طبعاً أنتم حين شكلتم اللقاء الوطني نعود لهذه النقطة، كنتم تعرفون علي عبدالله صالح مسبقا ولذلك رفضتموه منذ البداية ؟
– أبو أصبع : كل الذين كانوا مشاركين في اللقاء الوطني، يرفضون علي عبدالله ومعظمهم يعرفونه عن قرب، لأنه شخص لا يصلح للرئاسة، كل الشخصيات كانوا في اللقاء الوطني، حتى الشيخ عبدالله وكان هناك إجماع عجيب .
فرضته السعودية
* رئيس التحرير: فرض من السعودية فرضاً ؟
– أبو أصبع: فرض من السعودية فرضاً بالقوة، قالوا إن اليمنيين جالسين يفتخروا بالتاريخ السياسي للزيدية، أنه ما يحكم اليمن إلا شخص بشروط، في مقدمتها أن يكون أعلم الناس، أن يكون مجتهداً، في كافة المجالات أن يكون شجاعاً.
* رئيس التحرير: القاضي عبدالرحمن الإرياني كان مؤهلاً وإبراهيم الحمدي كان مؤهلاً؟
– أبو أصبع : القاضي كان مؤهلا، وإبراهيم الحمدي كان مؤهلاً، لهذا تخلصت منهما السعودية .
* رئيس التحرير: الانقلاب على الإرياني كان بتخطيط سعودي ؟
– أبو أصبع : طبعا، تخطيط سعودي وجاء فيه رسالة للشيخ عبدالله من الأمير سلطان، يقول له فيها “إبعاد الإرياني صار وجوده خطراً على المملكة وأمن المملكة” .
* رئيس التحرير: ما الذي كانت تطلب السعودية من هؤلاء الرؤساء، وما الذي حققه لها علي عبدالله صالح بعد أن وصل إلى السلطة ؟
– أبو أصبع : أهم ما حققه علي عبدالله صالح للسعودية، هو ضرب الحركة الوطنية التي كانت معادية للسعودية أصلا، محاربتها بكل الوسائل، محاربة النظام في الجنوب، وهذا كان مطلباً سعودياً، لأن السعودية جندت ضد الجنوب السلاطين والمشايخ، وأقامت معسكرات في الحدود، من يوم الاستقلال في الجنوب، والمعسكرات نشرتها السعودية في كل مكان وعلى حسابها، والتخريب في الجنوب وكل شيء، علي عبدالله صالح أكثر ما كانت تريده السعودية منه، هو الأرض اليمنية وجعل اتفاقية الطائف ترسيماً دائماً رسمياً . لأن كل اليمنيين رفضوا الترسيم، رفض الإرياني، رفض الجنوبيون، إبراهيم الحمدي رفض، كان يقول لهم هذا باتفاق بين الشمال والجنوب، جاء علي عبدالله صالح وسلم لهم كل شيء.
أولا، وافق على نجران وجيزان وعسير، أنها أراض سعودية، وثانياً، الربع الخالي أرض يمنية أو على الأقل كما يقول المؤرخون، نص الربع الخالي هذا سيطرت عليه السعودية، جزء من الجوف سيطرت عليه السعودية، جزء من حضرموت سيطرت عليه السعودية، وجاءت الاتفاقية التي وقعت بين علي عبدالله صالح وبين السعودية – والتي قادها باجمال – ليتنازل عن كل هذه الأرض اليمنية .
ترسيم الحدود وإنهاء اتفاقية الطائف
* رئيس التحرير: موضوع اتفاقية ترسيم الحدود التي وقعت وقام علي عبدالله صالح بتوقيعها، ما هي أبرز التنازلات التي قدمها نظام علي عبدالله صالح في هذه الاتفاقية للسعودية ، وكيف تم توقيعها أصلاً ؟
– أبو أصبع : أول شيء كانت التنازلات تشمل التنازل عن الامتيازات الخاصة بالمهاجرين اليمنيين “المغتربين” التي تضمنتها اتفاقية الطائف.
* رئيس التحرير: المغتربون، كان معاهم حقوق ؟
– أبو أصبع : كان معاهم حقوق، أن يعملوا في أي مكان، أولوية لليمنيين أن يعملوا في أي مكان دون غيرهم، أن يتنقلوا في المدن السعودية، أن لا يأخذوا عليهم حق التأشيرات والضرائب أو أي رسوم أخرى، هذه كانت ضمن اتفاقية الطائف، حيث نص جزء غير مباشر في الاتفاقية على أن يعامل اليمنيون المغتربون في السعودية مثلهم مثل غيرهم، وهذا الذي يجري الآن، في الاتفاقية، الشيء الثاني أن الاتفاقية نصت على أن الحدود القائمة بيننا وبين السعودية هي حدود نهائية وفاصلة ورسمية ولم يعد هناك أي ادعاءات من أي طرف، بمعنى أن كل الأراضي اليمنية للأسف الشديد، سواء التي خلاف السليماني نجران وجيزان وعسير، أو باتجاه الشرق حضرموت وغيرها وبما في ذلك الربع الخالي .
* رئيس التحرير: كانت السعودية قد دخلت ؟
– أبو أصبع : نعم كانت السعودية قد دخلت، فهناك من قال استولت السعودية على أربعين كيلوا وآخرون قدروها بمائة كيلو داخل الأرض اليمنية.
* رئيس التحرير: هذا من بعد إبراهيم ؟
– أبو أصبع : هذا من أيام الغشمي وهكذا وأيام علي عبدالله صالح، لأن أيام إبراهيم الحمدي زار تلك المناطق وزار الجوف، وأرسل أكثر من وفود إلى الحدود التي كانت قائمة وعملوا علامات، وحيث ما يوجد تواجد سكاني، كان يفعل لهم مدرسة وبئراً ارتوازية، ويقدم لهم المساعدة والدعم حتى يبقوا في هذه المناطق، على أساس الحفاظ على الأرض اليمنية، لكن السعودية مجرد ما استشهد الحمدي محت هذه العلامات ونسفت الآبار ودخلت في الأرض اليمنية، وقاتلوها أبناء الجوف .
* رئيس التحرير : أنت ذكرت في مذكراتك، أحد المشايخ عامر بن قري الذي قتلته السعودية ؟
– أبو أصبع : قتلته السعودية، لأنه عارض أي عمل قوم به السعودية عارضهم بالعمل المسلح وغيره، في الجوف أو في غيرها.
* رئيس التحرير : أنت أشرت إلى أنه ذكر لك أن السعودية تقوم باقتلاع العلامات الحدودية وتقوم بالتهام الأراضي اليمنية ؟
– أبو أصبع: نعم، وهو كان يقاتلها، أيضا الشيخ عزيز بن هضبان، الذي كان له علاقة بآل نهيان في الإمارات، كان يحذر وعنده معلومات دقيقة حول المناطق والأرضي والمساحات التي دخلتها السعودية، لأنهم بدوا يعرفون هذه المناطق، كما أن جد بن هضبان تحارب مع أمير الدرعية من آل سعود وانتصروا عليهم وأحتلوا الدرعية، ولهذا السعودية تذكر هذه الحادثة والتاريخ اليمني لا يأتي عليها، ولهذا كل المناطق التي على حدودها وإلى الداخل لازم كل المشايخ والعقال والوجهاء الذين لهم تأثير يكونوا مع السعودية أو تتخلص منهم بأي صورة .
* رئيس التحرير: حتى أنها منعت أي تلميح في المناطق الحدودية ؟
– أبو أصبع: نعم منعوا كل شيء وخاصة المدارس، حتى المدارس اللي كانت توجد واستبدلوها بالمعاهد الدينية، يعني مدرسة بدر في صعدة، فعلوا بدلها معهد دماج الوهابي، ليكون في قلب الزيدية، من أجل خلق فتنة طائفية في المستقبل .
* رئيس التحرير: كيف جرى التوقيع على الاتفاقية، قيل أنها دفعت أموالاً طائلة لعلي عبدالله صالح ولباجمال ؟
– أبو أصبع: والله المعلومات متداولة أنه ما بين 10 مليارات إلى 15 مليار ريال، توزعت أغلبها لعلي عبدالله صالح ثم للآخرين .
* رئيس التحرير: أنت كنت في مجلس النواب وقتها ؟
– أبو أصبع : نعم، وفي مجلس النواب جاء الرئيس صالح بنفسه، وجرى النقاش وأنا الوحيد -وهي مسجلة -الذي قمت واعترضت ودخلت في مساجلة مع الدكتور الإرياني حول هذا الموضوع، قلت لهم إن الاتفاقية هذه تنازل أولاً عن اتفاقية الطائف .
هذه الاتفاقية فرطت في التراب اليمني وفي الأرض اليمنية ليس فقط نجران وجيزان وعسير ولكن ما لحقها من الربع الخالي ومن أراضي حضرموت، هذه الاتفاقية إذا كانت تعني شيئاً، فهي تعني احتلالاً كاملاً للسعودية للأرض التي معها والأرض التي لم تحتل بعد، فرد عليّ الإرياني، أن الامتيازات حق اتفاقية الطائف ما زالت موجودة، قلت له الحمد لله، الآن وصلت طائرتان من السعودية تحملان يمنيين مزفرين لأول مرة حافان ، وأشهدت العالم كلهم، الآن طائرتان وصلتا من السعودية تحملان يمنيين من المغتربين، مطرودين ومشردين، لكي يقولوا لنا أن هذه هي الاتفاقية الجديدة.
الوحدة وحرب الانفصال
* رئيس التحرير: يعني كان واضحاً أنها صفقة، بيع اليمنيين بشكل عام للسعودية من قبل علي عبدالله صالح ومن قبل نظام علي عبدالله صالح ؟ هناك موضوع الوحدة، علي عبدالله صالح ذهب إلى عدن ووقع اتفاقية الوحدة مع الحزب الاشتراكي، ومضى الحزب الاشتراكي وجاء إلى صنعاء بكل مسؤولية وكل اندفاع نحو الوحدة، لكن الذي حصل بعدها، كأن علي عبدالله صالح، انقلب على الحزب أو انقلب على الوحدة ؟
– أبو اصبع: قضية الوحدة اليمنية هي قضية الحزب الاشتراكي، من حركة القوميين العرب، وكانت الشعارات كلها لليمن الديمقراطية وللجبهة الوطنية كلها شعارات الوحدة اليمنية، فلهذا عندما كان علي عبدالله صالح يريد وحدة فيدرالية، أو كنفدرالية، ونزل إلى عدن .. أختصر لك المضوع، لكن علي سالم البيض مع جزء من أعضاء المكتب السياسي، قالوا ليش عاد نفعل مسافة للموضوع، لازم نختصر الطريق ونوقع على دستور دولة الوحدة الذي قد تم إعداده من قبل اللجان عبر السنوات الماضية، وندخل في وحدة اندماجية، تمت الوحدة الاندماجية باتفاق ما بين علي عبدالله صالح وعلي سالم البيض، جاءت الوحدة يا سيدي العزيز، لكن علي عبدالله صالح ومن خلال المعلومات ووفقا لكتاب مذكرة الشيخ عبدالله بن حسين الأحمر، أنهم كانوا متفقين أن الحزب الاشتراكي أول ما يصل، وتندمج الدولة الجنوبية والشمالية في دولة الوحدة، يجب أن نعمل بكل السبل والطرق على إنهائه من الوجود، وعلى أن نعد أنفسنا لحرب شاملة لنقتلعه تماما، بحيث أن السلطة في صنعاء تسيطر على الأرض اليمنية شمالا وجنوباً.
* رئيس التحرير: قيل أن علي عبدالله صالح، كان ينفذ اغتيالات بحق الكوادر الاشتراكية ؟
– أبو أصبع: وقعت القضية، في الشهر الرابع من الوحدة، هذه قصة ظريفة، أنا كنت عند علي سالم البيض على أساس نخرج نستقبل الملك حسين، وعلي سالم كان دائما يدعوني لأني مطلع على الشمال، فجاء سنان أبو لحوم على أساس يخرج هو وعلي عبدالله صالح لاستقبال الملك حسين، قال له علي سالم البيض، قد اتصل بي الرئيس أنه سيمر علينا، ننتظر، قال له سنان تمام، بس لا نتأخر، مر الوقت علي سالم البيض اتصل لعلي عبدالله صالح لكن لم يرد أحد بتلفون التحويلة، قال له سنان، الله شاهد علي عبدالله صالح قدوه بالمطار، ما أنت داري بأساليبه، هذا هو علي عبدالله صالح، قال له مش معقول، استغرب البيض، مش معقول، مش معقول، ولحقوا، وعندما وصل البيض وجد علي عبدالله صالح هناك موجود، وسبه، وحصل جدل بينهما وتدخل سنان في الأمر، قال له أنا آسف أنا نسيت.. أنا لا عارف لماذا يريد أن يستقبل الملك حسين هو وحده فقط، أول ما جلسوا مع الملك حسين، أدى له علي سالم البيض الواقعة، قال له شوف صاحبك كيف بدأ، كان الملك حسين جاء زيارة للبيض، أول رئيس أو زعيم عربي يزور اليمن بعد تحقيق الوحدة اليمنية، فعلي عبدالله صالح بدأ من هنا عبر اتفاق حيث اتفق مع التجمع اليمني للإصلاح الذين كانوا ضمن المؤتمر الشعبي العام أن يشكلوا حزباً منفرداً، يكون هو المعارضة، وقال أنا لا استطيع أعارض.. وقعت على اتفاقية، لكن أنتم تكونوا تعارضوا وأنا سأتعاطف معكم وسأعطيكم كل الدعم، ما يعطى للمؤتمر الشعبي سيعطى لكم .
* رئيس التحرير: وعلى إثر هذه الصفقة جاءت انتخابات 93م؟!
– أبو أصبع: أولا بدأ عملية اغتيالات وتصفيات لكوادر الحزب الاشتراكي وخاصة الكوادر الفاعلة.
* رئيس التحرير: كان يديرها علي عبدالله صالح ؟
– أبو اصبع : وبالاسم، محمد إسماعيل، إلى علي محسن، كانوا الرموز المشرفة على الاغتيالات، وأما القتلة، فهم الأفغان اليمنيون، أدوا الأفغان كلهم باتفاق مع أسامة بن لادن، على أساس محاربة الحزب الاشتراكي، وكذلك تم إطلاق وابل من الرصاص والقذائف على قيادة الحزب الاشتراكي، على بيت حيدر العطاس، على غرفة ياسين سعيد نعمان، أطلقوا علينا كلنا، حاولوا اصطيادنا كلنا، 132 قيادي من كوادر الحزب الاشتراكي قبل انتخابات 93م، والحزب الاشتراكي لم يرد أبداً كنا نصدر بيانات ألا ننجر لهذا الاستفزاز لأن مرادهم الدخول في حرب عسكرية، ونحن لا نريد حرباً عسكرية، ونريد أن تعالج الأمور بالوسائل السياسية والدبلوماسية ووساطات، ولهذا دخلنا في اتفاقية وثيقة العهد والاتفاق، جاءت ضد رغبة علي عبدالله صالح، لأنه كانت وثيقة تعالج القضايا الأساسية التي حاول علي عبدالله صالح أن يهرب منها، وهي عبارة عن مشروع وطني سياسي شامل، لبناء الدولة اليمنية الحديثة، أن تقوم على مؤسسات وفصل بين المؤسسات وتنمية اقتصادية واسعة، وحدة وطنية، يعني بناء دولة تقوم على وحدة اليمن، وليس على أساس مناطقي ولا مذهبي ولا قبلي ولا شيء، يعني كل مواطنين في هذه الدولة الضامنة متساوون بغض النظر عن العرق أو الجنس، لهذا تربصوا بهذه الاتفاقية ورتبوا للحل.
* رئيس التحرير: وقعوا الاتفاقية في عمان ؟
– أبو أصبع : نعم، تم التوقيع عليها في عمان، في شهر رمضان.
* رئيس التحرير: هل كان صالح يرغب في إشعال الحرب ؟
– أبو أصبع، كانت في الاتفاقية فقرة تنص على البدء في محاكمة القتلة، القبض على الذين قتلوا مائة وخمسين من كوادر الحزب الاشتراكي، لكن علي عبدالله صالح رفض أن يعمل أي شيء، إلا إذا رجع علي سالم البيض إلى صنعاء، قال ليش أرجع من أجل أن يغتالوني في الطريق، حيث كان في عدن .
الذي حصل بعد ذلك أن عبدالله صالح والشيخ عبدالله وقعا على الاتفاقية وأعلنا أنه لا يمكن التنفيذ لأي اتفاقية إلا بعودة البيض إلى صنعاء..
وقالوا إلقاء القبض على القتلة ومحاكمتهم ما هوش شرط هذا، رغم انه كان في المقدمة، وقبل ما يرجع على سالم البيض وقبل ما تلتئم المؤسسات أو الهيئات أو الرئاسة، بدأت الحرب .
* رئيس التحرير : في انتخابات 93م كيف استطاع علي عبدالله صالح أن يقضي على حضور الحزب الاشتراكي في مجلس النواب ؟
– أبو أصبع : في الجنوب الحزب الاشتراكي فاز بكل المقاعد، أما هنا فقد سلطوا علينا الأمن والإخوان والإصلاح والأفغان وكل من هب ودب، ورغم ذلك فزنا بـ 18 مقعد في الشمال، أنا كنت واحدا من الفائزين في إب إلى جانب الشيخ أحمد علي عبدالباقي .
يعني الحزب الاشتراكي في نتائج الانتخابات هو الذي حصل على أغلبية الأصوات .
* رئيس التحرير : انفجرت الحرب في 94م وكانت بإعلان من علي عبدالله صالح ؟.
– أبو أصبع : بدأت الحرب أولا بالقضاء على اللواء الثالث مدرع في عمران، وأبادوه بطريقة بشعة، ثم جاء خطاب علي عبدالله صالح في 27 أبريل، حيث دعا إلى اقتلاع الانفصاليين والى حرب الانفصاليين، وسميناه وسموا الناس كلهم بأنه أعلن الحرب، كان عبارة عن إعلان حرب، دعا الجيش اليمني ودعا القبائل ودعا الشعب اليمني للانتفاضة على الانفصاليين.
* رئيس التحرير: مثلما حدث في اثنين ديسمبر ؟
– أبو اصبع : نعم، وهكذا بدأت الحرب .
* رئيس التحرير: كانت السعودية جزءاً من الحرب ؟
– أبو أصبع : كان كله بتمويل سعودي معركة 94م، السعودية طبعا كانت مع الجنوب من أجل الانفصال، لكنها مع الشمال من أجل القضاء على الانفصال وعلى أي شيء، وعلى الوحدة بالذات .
لأنها كانت تعرف أن الحرب بين الشمال والجنوب تعتبر قضاءً على الوحدة ولن تقوم وحدة بعد هذا، وفق محلل سعودي اسمه خالد الدخيل، جاء إلى صنعاء، قال “كانت السعودية تعتقد أن قيام الحرب بين صنعاء وعدن والوحدة عادها قائمة، معناه أن الوحدة اليمنية لن تبقى أبدا والجنوب سيتجه نحو الانفصال، بعد هذه الحرب .
تسلسل الأحداث وانتفاضة فبراير
* رئيس التحرير : كيف جاءت الأحداث بعد ذلك حتى وصلت البلاد إلى انتفاضة فبراير.؟
– أبو أصبع : الذي جرى بعد الحرب شيء لا يتصور، تم مصادرة الجنوب بالكامل، ومرافق الدولة وفروع الدولة، الجيش والأمن كلهم رموهم في الشوارع، الجيش والأمن والقطاع المدني، واستبدلهم بموظفين كلهم من صنعاء، أما الأراضي والمصانع فقد تم تقاسمها بين سبعة عشر شخصاً، بينهم حسب تقرير لصالح باصرة، وعبدالقادر هلال وفلان وفلان، أن سبعة عشر شخصا شلوا الجنوب، منهم 13 واحداً من سنحان، و6 من مناطق مختلفة.
سأعطيك مثالاً، أنا كنت المقرر حق لجنة سالم صالح، على أساس تحل المشاكل عندما بدأت الانتفاضة، عندما بدأ الحراك الجنوبي في 2007م، أقولها أمام الناس كلهم، مثلا في منطقة واحدة، من مربع دار سعد في عدن إلى العلم، على خليج أبين، يعني مسافة في حدود أربعين أو ستين كيلو أو أكثر، تم توزيع الأراضي هكذا، هذه أرضية فلان، منها ثلاثة كيلو، هذه أرضية فلان، يعني كلهم أصحاب سنحان، بما في ذلك عيال محمد عبدالله صالح، أما الأخ علي محسن، فكانت المساحة واحنا نمشي بالسيارة بالعداد، خمسة عشر كيلو حق علي محسن، في عدن، تصور من المطار إلى أن تصل إلى التحرير، هذه كلها، في منطقة واحدة وكذلك بقية المناطق، كانت هناك أراضي مع موظفي الدولة المدنيين والعسكريين، من عشرين متراً، من 32 متراً، تم توزيعها من ثلاثة – أربعة آلاف لهؤلاء السبعة عشر، وبعض التي وزعها علي عبدالله صالح، يعني نهب الجنوب ولا خلى للجنوبيين شيء، وفي حضرموت 18 إدارة عامة أو ما يسمى بفروع ومكاتب الوزارات، 18، عين ستة عشر مديراً من صنعاء، واثنين من حضرموت، والبقية من أصحابهم، في أبين كل المديرين من صنعاء، في عدن كل الموارد المالية مع الشماليين، وبعدها تم الاعتداء على الجنوبيين بطرق قذرة، حيث كانوا يتحركون في الشوارع بالبوازيك والمدفعية، كل أولئك الصعاليك، خلال أسابيع كاملة، لم تكن أي امرأة بالجنوب عادها تخرج الشارع، ما تحصل امرأة في الشارع أبدا، لانهم يشلوها، ويعتبرون الجنوبيات كلهن خاصة الاشتراكيات – شوعيات، دعارة، وغير ذلك من الأساليب القذرة .
* رئيس التحرير: هذا نظام علي عبدالله صالح ؟
– أبو أصبع : ما جرى يا سيدي ضد الوحدة، أولا أصحاب الضالع خرجوا عن بكرة أبيهم يوم الوحدة يهتفون للوحدة، ونحن مرينا من عندهم، واليوم هم عن بكرة أبيهم ضد الوحدة، لأنه لما دخلوا الضالع، يقول لي شلال علي شايع، ولد هذا عندي في جبلة، كان أمه وأسرته 24 أسرة ويدعيني خاله، أول ما بدأوا الحراك الجنوبي، قلنا له ما هو هذا يا شلال، ما عاد تريد حتى تسلم عليا، أنا مش من جبلة أنا مش من مواليد الشمال، أنا ضد الشمال، فهمت كيف، قلي، لما عدنا إلى الضالع بعد الحرب، قال يعني انتوا لا عد تخلوا في البيت شيء إلى درجة أنه مغرف ماء نهبوا كل ما في القرية من مضخات من أشياء، من كنابل من فراشات من أثاث من أي شيء وفعلا تم عرضها في أكبر سوق حراج في إب، قال “وتشتينا بعد كذا نرجع وحدة”.
* رئيس التحرير: الكارثة التي أحدثها هو علي عبدالله صالح ونظام علي عبدالله صالح، نظام 7/7 وليس كل الشمالين أقصد ؟
– أبو أصبع: طبعاً نظام علي عبدالله صالح، الذي خطط ودبر ونهب وسلب أما الشعب اليمني، مع بعضه البعض، متعاطف متعاون الخ .
* رئيس التحرير: طبعا ننتقل إلى موضوع ثورة فبراير 2011م، لان الوقت يداهمنا لكن هذه نقطة مهمة جدا برز فيها التدخل السعودي بشكل كبير جداً، هل تعتقد أن توقيع المبادرة الخليجية في الرياض، كانت وصاية جديدة على اليمن مورست من خلالها ؟
-أبو أصبع : ثورة 11 فبراير هذه كانت ثورة عظيمة شارك فيها حتى أنصار الله، كان خالد المداني مسؤول انصار الله، أنا كنت دائما في لقاءات معهم، أنا كنت رئيس لجنة اللقاء المشترك في الساحة، الذي حصل للثورة أن السعودية خافت منها، بعد ما خافت من الذي حصل في مصر وتونس، في الربيع العربي، فبدأت تشتغل بكل إمكانياتها لاحتواء هذه الثورة، اتفقوا أن السعودية بتحل المشكلة ولا داعي تدخلوا في حروب ولا في مشاكل، ولا كذا لأن علي عبدالله صالح لن يسلم بسهولة، وكان يخطب أن الحرب با تكون من طاقة إلى طاقة، بيهدد، فالسعودية طلبت الجميع، بعدما راح علي عبدالله صالح وأعوانه، وصاغوا الاتفاقية الخليجية، ودعونا.. أنا حضرت في السعودية للتوقيع على هذه الاتفاقية، التي كانت البداية الأولى لضرب الثورة، لأنها نصت على تقاسم السلطة بالمناصفة، ما بين المؤتمر الشعبي وما بين اللقاء المشترك، أو المعارضة، لكن أخطر ما فيها أنه إعفاء علي عبدالله صالح وكل المسؤولين الذين عملوا معه طوال الفترة كلها فترة علي عبدالله صالح، إعفاءهم من أي مساءلة قانونية أو قضائية، أو غيرها، عن جرائمهم عن ما نهبوا عن ما قتلوا عن كل شيء، هذه يا سيدي العزيز، بدأت تخلق مشاكل داخلنا في الثورة .
الالتفاف السعودي
* رئيس التحرير: وفي نفس الوقت هذه المبادرة مورست ووقعت تحت إشراف سعودي ؟
– أبو أصبع: لما تشكلت الحكومة علي عبدالله صالح عطل كل شيء، ثم جابوا لنا هادي، هادي 18 سنة وهو تحت إشراف علي عبدالله صالح نائب الرئيس، خبزه وعجينه، قد قال هكذا إنه خبزه وعجينه، يعني طبعه بطابع سعودي بحت، كان سعودياً أكثر من السعوديين، هذا للأمانة، بعد هذا جاءت الحكومة، لكنها لم تقدر أن تعمل شيئاً، كان محمد سالم باسندوه، وهو رجل وطني يحاول أن يعمل أي شيء للبلد، لكنه لم يستطع لأن المحاصصة هي التي عطلت كل شيء .
* رئيس التحرير: نحن اليوم بعد مرور سبع سنوات من الحرب السعودية على اليمن، كيف تتوقع نهايتها ؟
أبو أصبع : نهايتها بالنصر اليمني، نهايتها عاصفة يمنية تعصف بعاصفة الحزم وتعصف بكل الغطرسة السعودية والأطماع السعودية والاحتلال السعودي، والحقد الدفين السعودي على اليمن، أنا عندي يقين تام، أن اليمن هو المنتصر، عندي يقين تام، والدليل على ذلك هو الفشل الذريع الذي لحق بالسعودية خلال السبع السنوات هذه الباقية، السعودية فشلت فشلا ذريعاً مخزيا تماماً، والآن هي تتلقى الضربات من الصواريخ الباليستية ومن الطائرات المسيرة، وعلى الحدود ليسوا قادرين يجندوا الجيش السعودي ليقاتل عن أراضيه، استأجروا سودانيين ومرتزقة من كل مكان في هذا العالم، من أجل أن يقاتلوا على الحدود، فالسعودية في وضع مزر .
* رئيس التحرير: هي المرة الأولى أستاذ يحيى التي تضعف فيها السعودية أمام اليمن ؟
– أبو أصبع : صحيح، هي المرة الأولى التي تضعف فيها أمام اليمن، وأمام العالم وعلى كل الصعد، السعودية الآن ضعيفة ولن يعود هناك من يحترمها، لماذا، سأضرب لك مثلاً، في بداية الحرب على اليمن عقد مؤتمر الدول الإسلامية أربعين دولة، صوتوا كلهم للمشروع السعودي وبقيت إيران لوحدها، الآن قل لي من بقي مع السعودية من الدول الإسلامية كلها ، لم يبق أحد، لن يبقى إلا الإمارات الآن هي وإياها في هذا التحالف، الإمارات لها مخططها، ولها عداءها الشديد مع السعودية، لأنها تنفذ مخططاً إسرائيلياً متكاملاً، في المنطقة، أنظر كيف هي علاقتها بالسعودية الآن في حالة “حيص بيص” ، كل ما في الأمر هو الطيران الذي يضرب أو يقصف .
* رئيس التحرير: شكرا جزيلا لك أستاذ يحيى منصور أبو أصبع على حضورك معنا وشكرا جزيلا على المعلومات والمواضيع التي طرحتها في هذه الحلقات .