الثورة / يحيى الربيعي
اختصر العدوان وما فرضه من حصار على المجتمع اليمني مسافات كبيرة كان يفترض أن تقطع بحثا عن الإبداع، بل ووفر ميدانا أوسع للتجارب، ليس رغبة في الإنتاج والتسويق، وإنما رغبة في تلبية احتياج سوق العمل للحظة، فكانت الحاجة فعلا أم الاختراع.
كما مثلت موجهات قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، يحفظه الله، إلى الاستفادة القصوى من الخبرات المحلية والاهتمام بالإبداع والمبدعين، بالإضافة إلى توجيهات رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي المشاط، بالاتجاه صوب استكشاف مكنوزات المجتمع من الإمكانيات والخبرات المحلية وتفعيلها، تمهيدا أكبر للطريق، ورافدا معنويا أمام الإبداع والمبدعين.
انطلق المبدعون اليمنيون في كل مجالات الحياة؛ كل وفق حاجته إلى ابتكار الآلات والمعدات لتذليل صعوبات العمل ورفع الطاقة الإنتاجية تقريبا للمسافات، واختصارا للوقت، وكذا التقليل من الكلفة التشغيلية.
وفي هذه الزاوية من زوايا الإبداع، سمّى كل من المبدع (محمد طاهر الحكيم) وزميله (خالد مجاهد المحلة) ما ابتكراه من آلة زراعية متعددة الأغراض بـ Rotary Disk القرص الدوار، وكتبا عليها عبارة بفخر واعتزاز(صنع في اليمن).
الابتكار يجمع بين فراطة الذرة الشامية وقطاعة الأعلاف في آلة واحدة تعمل بقدرة إنتاجية عالية تقدر بـ 1200 كجم/ساعة وبطاقة تشغيلية لا تزيد عن كيلو ونصف وات، أبعادها الحالية 50×50سم بارتفاع 140 سم، وهناك إمكانية لتكبير حجم الآلة لغرض زيادة الإنتاجية أو تصغيرها، حسب حاجة وحجم حيازة المزارع.
آلة بسيطة جدا، لكن ما يميزها أنها تعمل بنظام الطرد المركزي والجاذبية والدوران بالمحور الرأسي، كما تمتاز بعدم تكسير الحبوب، فهي تفصل الحبوب عن الأكواز بعناية فائقة تمنع التكسير حتى عن الأكواز.
أما في ما يخص وظيفتها في تقطيع الأعلاف أو فرمها، فإنه يتم تغيير القرص (الصحن) الخاص بتقطيع الأعلاف، ويستخدم نفس الصحن مع حاجز التلقيم وزيادة السرعة لفرم الأعلاف، وتقطيعها بتنقيص السرعة، وأهم ما يميز الآلة إمكانية تشغيلها بأي محرك سواء بالوقود أو بالكهرباء أو بالطاقة الشمسية.
الابتكار دخل حيز التشغيل الميداني، وحصل على المركز الثاني في مسابقة مواد الابتكار، ومُقيّم من كبار أساتذة الميكاترونكس والميكانيك والهندسة الزراعية.