جهود صنعاء للتخفيف من وطأة حصار قوى العدوان

شوكت أبو فخر

 

 

رغم مرور أكثر من شهرين على اتفاق الهدنة ، لا يزال مرتزقة العدوان يماطلون في تنفيذ الاتفاق ، ويضعون العراقيل لإطالة أمد الأزمة الإنسانية، في مؤشر يرمي إلى محاولات الابتزاز الرخيص، يتضح الأمر شيئا فشيئا ، في كل خطوة تتعلق بتطبيق الاتفاق الآنف الذكر، ليس هذا فحسب بل يعمل هؤلاء المرتزقة على رفض كل الحلول والمقترحات المقدمة من جانب القوى اليمنية الوطنية .
هذا الأمر على خطورته يضع الأمم المتحدة أمام مسؤولياتها ، كي لا يتم الذهاب أبعد من هذا، والقول؛ بشراكتها في المماطلة والتماهي مع المعطلين .
إن أجندات قوى العدوان وأدواتها اليمنية المحلية وتناقضاتها تطيل معاناة الشعب اليمني، وقد عبر رئيس المجلس السياسي الأعلى المشير الركن مهدي المشاط ، عن ذلك بصراحة واعلن بكل وضوح وحزم « أنه في حال لم تلمس اللجنة العسكرية المفاوضة في الأردن بوادر جديدة بخصوص فتح الطرق المغلقة لتخفيف معاناة الشعب اليمني، ستُعلن عن مبادرة من جانبها»، وأضاف المشاط أن “قوى العدوان تعمل جاهدة على استغلال معاناة المواطنين في محافظة تعز وتلك القوى هي من افتعلتها ومن ترفض خيارات رفعها”، وتابع “هناك أجندة متفاوتة للمرتزقة توظف المعاناة والأوضاع الصعبة في محافظة تعز والمحافظات المختلفة”.
وشدد المشاط على ضرورة أن تفي قوى العدوان والمرتزقة بالتزاماتهم، كلام المشاط لا يحتمل التأويل أو التفسير، فهو واضح ومحدد وعلى الأطراف الأخرى أن تقرأ تفاصيله بهدوء ، اذا كانت جادة وراغبة وتمتلك قرارها بتنفيذ بنود اتفاق رمضان .
لقد أدرك الشعب اليمني وقواه الحيَّة أن العدوان الأمريكي السعودي الصهيوني بآلته العسكرية قد فشل في تحقيق أهدافه ،رغم كل المجازر والحصار ، بسبب ثبات اليمنيين وصبرهم ، لذلك نرى أطراف العدوان تلجأ للمماطلة والتسويف للمضي في الحصار الخانق ، هذا الأمر استدعى من القيادة الثورية في اليمن استنفار اليمنيين شعبا ودولة للتوجه نحو بذل أقصى جهودهم لتعزيز مقومات الصمود والثبات للجبهة الداخلية ، كي يفوتوا الفرصة على أطراف العدوان ومرتزقتهم وأذرعهم .
الأمم المتحدة وكي تزيل الصورة التي انطبعت في أذهان الغالبية العظمي من الشعب اليمني عن دورها طيلة سنوات الحرب ، مدعوة اليوم لاحترام مواثيقها، التي أصبحت حبراً على ورق، فهي تغض الطرف عن قوات العدوان التي لم تلتزم بالهدنة المعلن عنها والتي شارفت على الانتهاء والخروقات ما زالت مستمرة ،فلم تلتزم بها قوى العدوان .
بالمقابل ، فان وفد الحوار الوطني اليمني لن ينتظر الأذن من أحد ، فقد أخذ على عاتقه، بتفويض رسمي وشعبي ، العمل على التخفيف من وطأة الحصار الذي تفرضه قوى العدوان بمختلف السبل ولم يقبل بالهدنة إلا لتحقيق هذا الغرض، لا بل ويؤكد الوفد الوطني أن أجندات قوى العدوان وأدواتها المحلية وتناقضاتها تطيل معاناة الشعب اليمني وهذا لم يعد مقبولا تحت أي ظرف .
الأيام المقبلة، إذا ما استمرت المماطلة والتسويف، ستشهد ردا أو ولادة إعلان مبادرة وطنية جديدة، لأنه ليس من المعقول أن يبقى الشعب اليمني رهينة، لمخططات وعراقيل اطراف العدوان ، وعندها فقط سوف يعرف المعرقلون أي مأزق وضعوا أنفسهم فيه .
صحافي سوري

قد يعجبك ايضا