الصرخة .. هتاف الأحرار
يكتبها اليوم / عبدالفتاح البنوس
في الذكرى السنوية للصرخة ، يقف الجميع أمام عظمة المشروع القرآني الذي يرفع هذا الشعار ، شعار البراءة الذي بدأ من مدرسة الإمام الهادي عليه السلام في خميس مران في العام ٢٠٠٢وها هو اليوم بعد عشرين عاما يصل صداه إلى كل بقاع العالم ، رغم المؤامرات التي تعرض لها والنزعة العدائية والهجمة الشرسة التي تعرض لها، والتي وصلت إلى حد شن ست حروب على محافظة صعدة من قبل النظام السابق ، بهدف طمس ومحو هذا الشعار والقضاء عليه نزولا عند الرغبة الأمريكية والإسرائيلية التي شعرت بالخطر الذي يتهددها من جيل الصرخة والأجيال المتعاقبة ، المتثقفة بثقافة القرآن والمتسلحة بقوة الإيمان والمؤمنة بواجب الجهاد وحب الشهادة والاستشهاد في سبيل الله دفاعا عن الأرض والعرض والسيادة والكرامة .
إنه شعار الحرية و هتاف الأحرار الذين يصدحون به في مختلف ساحات وميادين العزة والكرامة وفي مختلف الفعاليات والمناشط المختلفة ، هتاف الأحرار وهم يقفون على حطام طائرات أمريكا وأدواتها في المنطقة التي تسقط صاغرة ذليلة أمام المنظومات الدفاعية اليمنية ، وهتاف الأبطال الميامين من على دبابات الإبرامز وعربات الهمر الأمريكية التي سلمت نفسها لأبطال الجيش واللجان الشعبية على وقع ضرباتهم الحيدرية بعد أن تركها الغزاة والمرتزقة خلفهم ولاذوا بالفرار، ومن مواقع وتحصينات الغزاة والمرتزقة ، ومن داخل أوكارهم وقواعدهم التي أحاطوها بالتحصينات القتالية الدفاعية ، والتي تهاوت بفضل الله وقوته وتأييده أمام بأس وشجاعة وإقدام المجاهدين .
إنه الشعار المزعج للخونة العملاء عبيد أمريكا وأذرعها في اليمن والمنطقة العربية ، والمرعب للمنافقين والقاصم لظهورهم في جبهات المواجهة وميادين الشرف والبطولة ، يفرون من الذعر وترتعد فرائصهم فور سماعهم له ، حالهم حال الذي يتخبطه الشيطان من المس ، رغم أنه لا يوجد فيه ما يثير انزعاجهم أو يمثل إساءة لهم ، فما الذي يزعجهم في ( الله أكبر ) ؟!! وما الذي يرعبهم من ( الموت لأمريكا) ، الموت للسياسة الأمريكية التآمرية التدميرية الإجرامية التي تحيك المؤامرات ضد الإسلام والمسلمين ؟!! ، وما هو الجرم في ( الموت لإسرائيل) ؟! أليست الغدة السرطانية الجاثمة على صدور أبناء الشعب الفلسطيني وشعوب الأمة العربية والإسلامية ، والمحتلة للأراضي الفلسطينية والمدنسة لأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين القدس الشريف والمقدسات الإسلامية ؟!! وما هو الخطأ في ( اللعنة على اليهود ) ؟!! ألم يلعنهم الله عز وجل ؟!! وهل نعي وندرك خطرهم وتحذير الله عز وجل منهم ومن السير خلفهم والتولي لهم ؟!! وما الذي يضركم في ( النصر للإسلام ) ؟!! هل تعارضون النصر لدين الله والعزة والتمكين للإسلام والمسلمين في ظل الهجمة المسعورة التي تطالهم من قبل اليهود وأسيادهم الأمريكان؟!!
لماذا تأخذكم الغيرة تجاه شعار البراءة وتذهبون لشطب عبارات الموت لأمريكا ، والموت لإسرائيل، واللعنة على اليهود من الجدران واللافتات وكأنها تستهدفكم؟!! لماذا تظهرون أنفسكم وكأنكم أكثر يهودة وتصهينا وتأمركا من اليهود والصهاينة والأمريكان أنفسهم ؟!! ألا تستحون ؟!! ألا تخجلون على أنفسكم ؟!! لقد أصبحتم مضرب المثل في الخيانة والعمالة والارتزاق .
نحن في مرحلة تحتم علينا التحلي بالوعي والبصيرة والحفاظ على الهوية الإيمانية ومواجهة الحرب الناعمة ، والتصدي للمؤامرات التي تستهدف ديننا وأخلاقنا و قيمنا وثوابتنا من خلال التزود من معين الثقافة القرآنية وإعلان البراءة من أعداء الله من خلال شعار الصرخة الذي حطم جدار الصمت وأخرج الأمة من حالة السكون إلى الموقف الذي يرضي الله الكريم ورسوله ، وأسهم بفاعلية في إفشال المخطط والمشروع الأمريكي الذي يستهدف المنطقة ويسعى لجرها نحو قطار التطبيع مع كيان العدو الإسرائيلي ، وإخضاعها للهيمنة والتسلط والنفوذ الأمريكي الإسرائيلي.