الحرب الظالمة على اليمن صهيونية خالصة فلا داعٍ للشك في هذا الأمر فقد تجلت الحقائق وانكشفت المؤامرة وظهرت جلية للعيان، فمنذ قيام ثورة 21سبتمبر 2014م التي أنهت الوصاية في اليمن وقطعت الأيدي الأمريكية لم يهدأ بال الكيان الصهيوني فقد تحدث رئيس وزراء الكيان الصهيوني الأسبق بنيامين نتنياهو بأن أنصار الله في اليمن يشكلون تهديدا وخطرا وجودياً على إسرائيل وخاصة إذا سيطرت على باب المندب، فلم تظهر إسرائيل في حربها على اليمن مباشرة فقد أوكلت عملاءها لشن العداء علينا بحجج واهية وأعذار لا يصدقها العقل فتارة يتهموننا بالانقلابيين وتارة يصفوننا بالمجوس والروافض متناسين أنهم يمدون أيديهم للكيان الصهيوني الغاصب الذي يعتبر أخبث عدو على وجه الأرض فجرائمه لا تعدو ولا تحصى وفي الفترة الأخيرة وبعد أن شاركت الحكومات العميلة في العدوان على اليمن أعلنت تطبيعها مع الكيان الصهيوني دون حياء أو خجل.
الثورة /
في 13أغسطس عام 2020م أعلنت دويلة الإمارات انخراطها مع الكيان الصهيوني حيث أعلن محمد بن زايد في صفحته على تويتر عن إقامة علاقة مع إسرائيل وبعد أن كان التطبيع يجري من تحت الطاولة دون أن يعلم به أحد فقد أصبح اليوم من فوق الطاولة وعلى مرأى ومسمع الجميع دون مراعاة لديننا الحنيف ومقدساتنا الإسلامية بما فيها القدس الشريف الذي يعتدى عليه بين الحين والآخر من قبل الصهاينة المعتدين وكان التطبيع برعاية أمريكية وبواسطة السعودية التي تنسق وتدعم هذا العمل المخزي والمهين .
وفي العاشر من ديسمبر 2020م التحقت الحكومة المغربية بركب المطبعين مع الكيان الصهيوني تلا بعد ذلك في11سبتمبر تطبيع البحرين وفي 23 أكتوبر من عام2020م انضمت الحكومة السودانية إلى صف المطبعين وكذلك حكومتي الأردن ومصر لهما علاقات قديمة مع الكيان الصهيوني.
المرحلة الراهنة مرحلة شاهدة
هذه المرحلة فضحت كل من كان يدعي أنه حامٍ للدين والعروبة وهذا العصر عصر كشف المستور.. يقول عبدالرحمن العلفي المدير التنفيذي لمركز منارات للدراسات التاريخية والاستراتيجية “أستعير التوصيف الذي وصف به الأستاذ المناضل يحيى حسين العرشي في علاقة اليمن بكل من السعودية والإمارات بأن الأولى الشقيقة الكبرى والثانية الإمارات الشقيقة الصغراء وكلاهما تمكران باليمن وتتآمران عليه وتسعيان للسيطرة على أراضيه والهيمنة على قراره السيادي.
منذ مراحل طويلة في تاريخ الصراع السياسي بين جنوب الجزيرة العربية وشمالها كان التنافس والتسابق على الهيمنة على الجزيرة العربية وفي أغلب محطات التاريخ كانت الهيمنة والنفوذ لجنوب الجزيرة العربية وأعني بذلك اليمن، بحكم المكانة الحضارية والموقع الجيو سياسي المتميز والمشرف على أحد أهم المنافذ البحرية الاستراتيجية على المياه الدافئة والموروث الحضاري العميق بجذوره في أعماق التاريخ وطريق التجارة بين الشام واليمن المشار إليها في القرآن الكريم برحلتي الشتاء والصيف وأكثر من هذا بلاد الأرض الطيبة بلاد البخور واللبان والقهوة.
علماء الحرب والمعارك يجمعون على أن اليمن عصي ومنيع على الغزاة ومن أهم النماذج التي نستشهد بها هو عدم تراجع دورنا القيادي والريادي في اليمن على المستويات العربية والعالمية وإلا لماذا حاولوا أن يبسطوا نفوذهم علينا؟!”.
وأضاف العلفي “فالمرحلة الراهنة وبسبب طفرة النفط وارتباط السعودية والإمارات ومعهما البحرين بالسياسة الأمريكية ورضوخ حكامها للإملاءات الصهيو أمريكية فإنهم أصبحوا أذيال الإمبريالية في حين أننا في اليمن إلى عهد قريب كنا من الداعمين والمساندين للشعب العربي الفلسطيني والشواهد كثيرة”.
وفي إطار التاريخ الحديث والمعاصر فإن الشواهد كثيرة بوجود العلاقة بين المطبعين المهرولين المتنازلين عن الأخلاق العربية وتتمثل في الأرض والمقدسات، فإن الصوت الممانع للتطبيع يقف في المكان المخالف لهذه الدويلات التي سقطت في أحضان المشروع الصهيو أمريكي وإنه بحسابات الربح والخسارة فإن هذه الدول ستخسر الكثير من سيادتها واستقلالها وثرواتها وسوف تلحق الأثر البالغ بثقافة مجتمعاتها، فالاقتراب من النيران المستعرة التي يشعلها العدو الصهيوني الإمبريالي يجعلها عرضة للانهيارات القيمية والأخلاقية وهذا ما نكرهه في التطبيع.
إن اختلال التوازن الاستراتيجي في العلاقات بين اليمن وهذه الدولة ناتج عن أخطاء نقع فيها في الداخل اليمني وفي العلاقة بين الشعب اليمني وشعوب تلك البلدان .
ونسأل من هو الأكثر ثباتا على الحق والعدل والمساواة.. ومن هو الأوفر مالا وثروات اقتصادية؟.. هم الأوفر مالا والأوسع استثمارا، هم من يشترون الولاءات ومن يبيعونها.. هم المتدخلون في الشأن اليمني لأننا فتحنا لهم الأبواب على مصاريعها، لأننا فتحنا القلاع والحصون.. ولأننا لم نحسن الاستثمار للموارد الطبيعية والبشرية والمواقع الاستراتيجية فأصبحنا في فلكهم” .
التطبيع أصبح تقربا
من جانبه أكد الأستاذ العلامة سليم القيز عضو رابطة علماء اليمن، أن ما يجري حاليا لم يكن جديداً على الدول المطبعة فهي مطبعة منذ إعلانها الحرب على اليمن.. وقال القيز “نلاحظ ونتابع لما يجري من عدوان غاشم على بلادنا من دول التحالف المسمى بالتحالف العربي، لم تشن هذه الدول عدوانها إلا على خلفية وهي حماية أمن إسرائيل وبدعم وإيعاز من النظام الأمريكي وإدارة أمريكية وعليه فإن الدول كلها التي شاركت في العدوان على اليمن لا شك أنها كانت تربطها علاقة تطبيع سواء كانت معلنة أو غير معلنة من تحت الطاولة أو فوقها وهذا كان قبل العدوان بقليل أما وقد شنت هذه الدول العدوان على اليمن فقد سقطت أقنعتها بداية من الإمارات والمملكة العربية السعودية ومملكة البحرين والأردن ومصر والمغرب ومن صار في فلكها وأيدها من الأنظمة والأحزاب والتجمعات الإقليمية حتى التي لم تشارك بالحرب ولكنها مؤيدة لهذه الحرب الظالمة مثل تركيا وكلها تجري في فلك حماية أمن إسرائيل والتطبيع مع إسرائيل.. لذلك لا غرابة من أفعالهم بل إنها اكدت ما كان مخفيا على شعوبها”.
وأضاف القيز “كل من طبع مع الكيان الصهيوني لا يمثلون إلا أنفسهم ولا يمثلون شعبهم وكانوا يمارسون أعمالهم مع الكيان من تحت الطاولة واليوم خرجت إلى العلن وبقوة، فالتطبيع أصبح اليوم تقربا وتزلفا لحكومة أمريكا وإسرائيل فمن يطبع ويسارع في التطبيع هو من يقدم القربان لإدارة البيت الأبيض “إنا معكم فكونوا معنا”، وصدق الله العلي العظيم حيث يقول (فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِمْ يَقُولُونَ نَخْشَى? أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ) يخشون على عروشهم وممالكهم أن تسقط لأنهم يقفون مع هذه الغدة السرطانية التي زرعت في جسم الأمة الإسلامية لذلك فإن ما يقومون به حاليا ما هو إلا تأكيد لما كانوا يخفونه عن شعوبهم وأوهموهم بأن هذه الدول هي حامية المقدسات الإسلامية وخاصة الأفعى الكبرى المسماة (المملكة العربية السعودية)، فهي تدعي أنها حامية الحرمين والحقيقة أنها تنتهك حرمة الحرمين بخدمة أعدائه من الصهاينة وأيضا في تطبيعها مع الكيان وتسانده بالمال والنفط وهذا طعن أيضا في خاصرة أولى القبلتين ” بيت المقدس”، فكيف تطبع مع أعداء المقدسات الإسلامية إن كانت هي الحامية للحرمين، كما تقول.