تقوم الدنيا ولا تقعد , كلما اعترتها حوادث وظواهر وتغيرات جديدة , فتتشكل حوارات ولقاءات ومناظرات لا حصر لها , جميعها يندرج تحت باب الرأي والرأي الآخر .
والأكثر خطورة التأويلات التي تطلقها بعض النفوس المتعبة تجاه أمور لا تعنيها ولكنها تعني أفرادا معينين , فيحولونها من أخبار متقطعة إلى أحداث مركبة ومدبلجة كروايات بعض منها تكفي كعمل سينمائي من نوع قوي يشد المشاهد والمستمع في آن واحد .
أتعجب من ذلك الطبع المقذع عند الكثير من الأشخاص , الذين لا شغل لهم سوى نسخ ولصق وطبع ونشر الأقاويل والإشاعات على الصحف والدوريات المجاورة , ومتى سيسأم أولئك الغرباء من تلك الممارسات اللطيفة ..!
فلا يخفى عليكم كم هو الضرر الذي تتسببه تلك الأخبار العاجلة بأفراد لم يعتادوا على إشهار أحوالهم , أو إذاعتها بين الناس , ولم يفعلوا هم ذلك الأمر في الآخرين لذا أقل ما يفعلونه تجاه تلك المواقف الصبر والتغاضي , ومن ثم القبوع في صهاريج الألم والانطواء بداخل سجن الإتهام والشبهات المستمرة والتي يجاهدونها بشق الأنفس , لتتكشف أمامهم حقيقة الإنسان , ذلك الكائن العبثي الغارغ في الظلام , الهارب من إخفاقات العمر التي تلاحقه , فلا بديل أمامه سوى الانشغال بأخبار الغير ورعايتها حق الرعاية وحق الإنصاف , عله يريح نفسه الخاملة , وهاهي المشاهد والصور تتكرر يوميا دون رقابة ذاتية رادعة تحول دون تكرار الخطأ أو احتوائه .
أملي في الناس خيرا ممن يختصرون وقتهم ويسلطون أنظارهم نحو أنفسهم , مدركين حقيقة ألا جدوى في الانشغال بأخبار الآخرين , وترك الآخر وشأنه فمن راقب الناس مات هما , والأجدر بنا مراقبة أنفسنا وإصلاح ذواتنا ومن ثم النوم مبكرا .
ومن كان طبعه مراقبة الآخرين ورصد أسرارهم والخوض فيها , بعد جهد من الاستفسارات والتحليلات والمناقشات والمراقبة المجهرية , فكان الله في عونه لأن المهمة ليست سهله ولا هينة كما نعلم , فلابد أن نتقي الله في أنفسنا وأهلينا وذوينا .
Prev Post
قد يعجبك ايضا