الآباء: أبناؤنا عبروا عن إبداعاتهم الفنية في هذه المراكز واتقنوا الشعر والإنشاد والزوملة
مسؤولو مراكز: اكتشفنا العديد من المواهب الفنية والثقافية ولدينا آلية مركزية للاهتمام بهم
بالإضافة الى الاستغلال الأمثل للعطلة الصيفية والفائدة الدينية والعلمية التي يتلقاها الطلاب في المراكز الصيفية، تعد هذه الدورات المكان المناسب الذي يعطي الطلاب المساحة الكافية لاظهار مواهبهم وتنميتها من خلال الأنشطة الرياضية والثقافية والفنية التي ترافق المنهج الديني لهذه الدورات، وقد نالت هذه الأنشطة استحسان الآباء والأبناء وأصبحت الوسيلة الأفضل لتحقيق الغاية الدينية، وقد تميزت هذه الأنشطة من عام الى آخر وتم تنويعها وتطويرها واستغلالها لتكون بوابة لاكتشاف المواهب والمبدعين والاهتمام بهم…
“الثورة” زارت بعض المراكز الصيفية والتقت الآباء والمدرسين للحديث عن جانب الأنشطة في الدورات الصيفية وخرجت بالحصيلة التالية:
الثورة / أحمد السعيدي
الأنشطة الرياضية كانت هي مدخل الأخ محمد التويتي مع ابنه سالم 16 سنة للالتحاق بمركز الديلمي الصيفي – مدرسة خالد بن الوليد بأمانة العاصمة. يؤكد والد سالم ان ابنه يحب ممارسة رياضة كرة القدم ويشغل بها عطلته الصيفية متنقلاً بين الحارات والأندية وعندما التحق بالمركز الصيفي وجد أن مدربه الرياضي في النادي هو مسؤول الأنشطة في المركز ليتعلق سالم بالمركز ويمارس هوايته وينميها بحرية ويستمتع بالدوري الرياضي المقام للمستويات حتى انه يتمنى ألا ينتهي هذا المركز الذي جمع بين الفائدة والأنشطة المختلفة التي تكتشف المواهب وتنمي القدرات.. وأضاف التويتي ان سالم أصبح اليوم ملتزماً بالمنهج القرآني الذي يتلقاه في المركز، واستطاع ان يفهم الدروس ويشرحها لأهله في البيت عند عودته، والفضل في ذلك كله لله ولإقامة الأنشطة المختلفة في الدورات الصيفية وتكليف الأشخاص المناسبين أصحاب القدرات لإدارتها وترغيب الطلاب بها…
إدارة المواهب
ولا تقتصر الأنشطة التي تقام في المراكز الصيفية على النشاط الرياضي فحسب بل يمتد الى الجوانب الثقافية والفنية أيضاً حيث يتم اكتشاف المواهب وتدريبها ودمجها في إدارة خاصة في الإدارة العامة للمراكز الصيفية- بحسب ما قال الأستاذ فضل العيني – مسئول في مركز الديلمي الذي تحدث للثورة قائلاً:
” لدينا تعميم من الإدارة العامة للمراكز الصيفية بمحاولة اكتشاف المواهب في المجالات الفنية والثقافية وتسجيلها ضمن كشف المواهب الذي يصل من الإدارة العامة التي تحرص على جمع المواهب في التخصصات الفنية مثل الشعر والإلقاء والإنشاد والزوملة وغيرها، ثم هناك إدارة متخصصة تجمع هذه المواهب وتدربهم وتهتم بهم حتى بعد انتهاء المراكز الصيفية اذ تقيم لهم العديد من الدورات التي تصقل مواهبهم وتقدمهم للمجتمع كمبدعين يستفيد منهم البلاد في الجانب الفني والثقافي لتقديم محتوى يعبر عن الهوية الإيمانية والتاريخية لهذا الشعب، ويواجهون الحرب الناعمة التي يديرها الغرب عبر المسلسلات الهابطة والثقافة المنحرفة”.
أنشطة متنوعة
الأستاذ محمد الجلال-مسئول في مركز مسجد الجلال الصيفي هو الآخر تحدث عن تنوع الأنشطة في الدورات الصيفية قائلاً:
“يحتوي البرنامج الصيفي لهذا العام على العديد من الأنشطة المتنوعة مثل الإذاعة المدرسية والمسابقة التي تعرضها قناة المسيرة لتشجيع الطلاب على التنافس في المنهج الذي تميز هو الآخر بالتنوع والاعتماد على بناء الإنسان البناء الروحي الإيماني بالقيم والأخلاق والاستشعار بالمسؤولية والتوجيهات الإلهية، باختصار راعى المنهج ما يحتاجه الإنسان المسلم المتأسي برسول الله وآله ولا ننسى التاريخ الذي كان مضيعا ولا تعرفه الأجيال، وأهم ما تم التركيز عليه في هذه الدورات هو تصحيح الثقافات المغلوطة التي نشرتها الوهابية منذ فترة وتأثر المجتمع بها تأثراً كبيرا وهذه الدورات تعالج هذه المشكلات من خلال القرآن الكريم والسيرة النبوية والتاريخ والأنشطة الثقافية المختلفة التي تظهر لنا العديد من المواهب الإبداعية في جوانب فنية كثيرة” .
تنمية الإبداع
وفي ذات المركز “مسجد الجلال” قال المهندس بكيل الهمداني عن ابنه همدان:
” كان يتميز بصوت جميل لترديد زوامل عيسى الليث ولطف القحوم التي يحفظها جميعا وكان لديه بعض الميول للتمثيل المسرحي الكوميدي ولكن هذه المواهب اندثرت اذ لم يتمكن من ممارستها في المدرسة بسبب تزايد عدد الطلاب وعدم اهتمام المدارس الحكومية بالجوانب الفنية واحيانا بسبب الخجل، وعندما التحق بالمركز الصيفي في مسجد الجلال عاد لممارسة هوايته وتنمية موهبته، بعد ان وجد اهتماما من القائمين على المركز بالجانب الفني والإبداعي عند الطلاب وهذا الشيء افرحني كثيراً فصرت أسمع همدان يترنم بزوامل الشهيد لطف القحوم والمجاهد عيسى الليث، وصار افضل بعد ان استضاف المركز احد المزوملين المعروفين لتعلم وتدريب الطلاب الذين يميلون للإنشاد والزوملة، وهذه الفائدة الفنية جزء مما استفاده ابني على مستوى الجانب العقائدي والنحوي، فهمدان كان ضعيفا في مادة النحو التي صارت سهلة وسهلها عليه أستاذه في المركز الصيفي، فأسال الله ان يجزي القائمين على هذا المركز خير الجزاء”.
أنشطة ترفيهية
تميزت أنشطة المراكز الصيفية بمحافظة صنعاء أيضاً بالتنوع في برامجها وأنشطتها الثقافية والرياضية والترفيهية حيث أكد رئيس اللجنة الفرعية للمراكز الصيفية بالمحافظة هادي عمار ان الأنشطة تركزت في المراكز الصيفية في قطاعات المحافظة الأربعة، على الجوانب العلمية والثقافية والرياضية والرحلات والزيارات الميدانية، كما تضمنت معارض فنية ومجلات حائطية وفعاليات توعوية ومهارات تدريبية في الرسم والخط والخطابة والشعر، بالإضافة إلى مسابقات ثقافية وإقامة إذاعات مدرسية متخصصة.
ونفذت المراكز الصيفية في القطاعات الغربية والشمالية والجنوبية والشرقية زيارات ميدانية للطلاب لضريح الشهيد الرئيس صالح الصماد وعدد من رياض الشهداء ورحلات ترفيهية لمواقع أثرية وتاريخية، وفي الجانب الثقافي نظمت عدد من المراكز الصيفية بالمحافظة أمسيات أسبوعية لتنمية قدرات الطلاب وتوسيع مداركهم في مختلف الجوانب والقضايا.
وتتواصل في مختلف المراكز حلقات حفظ القران الكريم والدروس والمحاضرات الدينية وتدريب الطلاب والطالبات على المهارات المتنوعة لبناء قدراتهم وتعزيز استفادتهم من الأنشطة الصيفية المقررة لهذا العام.
كما تتواصل تنظيم الوقفات الاحتجاجية لطلاب المراكز لإدانة جرائم العدوان واستنكار قرار الأمم المتحدة تصنيف أنصار الله وإدراجهم ضمن قائمة منتهكي حقوق الأطفال.
ومن ضمن البرامج تنفيذ الأنشطة الرياضية وفقا للجدول الزمني التدريبي للمراكز الصيفية لجميع المستويات، وتتركز في تمارين رياضية متنوعة وألعاب كرة قدم وطائرة وألعاب بدنية ومباريات تنافسية، وفقا لبرنامج الخطوات التنظيمية لخطة عمل المراكز الصيفية.
وأشاد رئيس اللجنة الفرعية للمراكز الصيفية بالمحافظة هادي عمار بتنوع أنشطة المراكز الصيفية ودورها في تنمية القدرات واكتشاف المواهب.
وأوضح أن عدد الطلاب الملتحقين بالمراكز الصيفية 55 ألفاً و163طالبا وطالبة موزعين على 834 مدرسة بكافة المديريات.. مبينا أن الإقبال على المراكز لايزال مستمراً.