الشباب .. بين رهبة الاختبارات واهتمام الأسرة

د. محمد النظاري

 

لكل زرع حصاد، ولكل نبات ثمرة، ولكل مجهود مكافأة.. هذا هو حال أبنائنا مع نهاية كل مرحلة دراسية، وعلى وجه الخصوص المرحلتين (الأساسية والثانوية) فجهد العام كله ينحصر في أيام معدودات من خلال دفاتر الإجابات.
تستقبل المراكز الامتحانية من صبيحة يومنا هذا السبت 14 مايو 2022م، عشرات الآلاف من أبنائنا تلاميذ الشهادتين الأساسية والثانوية، وهذه المرحلة مهمة جدا، كونها مفصلية في عمر أبنائنا وتحدد مصيرهم خاصة الثانوية العامة، لأنهم يتوجهون بعدها إلى المعاهد والكليات في مختلف الجامعات الحكومية والخاصة، ولهذا ينبغي على الأسر توفير الأجواء المناسبة لهم.
في العام الماضي خاض التلاميذ الامتحانات في ظل توجس كبير من الأهالي فيما يتعلق بفيروس كورونا، إضافة للحالة النفسية والمعنوية المتعلقة برهبة الامتحانات.
بكل تأكيد أن وزارة التربية والتعليم أعطت أولوية كبيرة للحفاظ على صحة الممتحنين، وتطبيق كافة الإجراءات الاحترازية للوقاية من كل الأمراض والفيروسات ومن بينها كورونا، لما فيه أولا طمأنة الأهالي وثانيا تهيئة الأجواء التي تجعل كل التركيز حول اجابتهم على الأسئلة.
الامتحانات تجري مع دخول فصل الصيف (خاصة في المناطق الحارة)، ما يوجب توفير مراوح للقاعات الامتحانية وتزويدهم بالماء، فالحر الشديد له عواقب وخيمة وقد يؤدي لفقدان الوعي، خاصة للتلاميذ الذين يعانون من مشاكل صحية في الأساس، وهنا على القطاع الخاص التسابق في عمل الخير للتلاميذ.
العمل بالحيطة من أجل عدم انتقال الأوبئة مهم، ما يجعل التباعد بين الممتحنين أمرا حتميا، ولو استدعى الحال توفير قاعات إضافية، أيضا توفير الكمامات (خاصة للمصابين بالزكام) والمناديل الورقية (طوال أيام الاختبار).
التهيئة النفسية من الأمور التي يحتاجها التلاميذ، لهذا على الأهالي إيلاء هذا الجانب كل الاهتمام، والابتعاد عن الترهيب وكل ما له علاقة بالضغط عليهم، فذلك قد يزيد توترهم، وينعكس سلبا على اختياراتهم.
في المقابل فإن التساهل مع الأبناء الذين لا يولون الاختبارات الاهتمام المناسب يقتضي أن تتم مراقبتهم وتوجيههم نحو المذاكرة ، وعدم الاعتماد على الغش.
نسأل الله التوفيق لكل أبنائنا وبناتنا ، كما نسأله الله تعالى أن يجازي المدرسين والمدرسات خير الجزاء على ما يقومون به من جهود رغم ظروفهم الصعبة.

قد يعجبك ايضا