يكاد أن يبلغ إجماع العقلاء في العالم على قذارة مملكة الرمال السعودية إلى أعلى مستوياته خاصة في العشرين سنة الأخيرة، إلا أن الشعب اليمني باستثناء شرذمة الفاسدين ممن حكموا البلاد عقب إحداث 26 سبتمبر 1962 م وأصحاب الفكر الضال المستورد ( الوهابية ).. باستثناء هؤلاء فإن أبناء اليمن مجمعون على حقيقة هذا التوصيف منذ الوهلة الأولى لنشأتها لأنهم قد عانوا من جارة السوء هذه أصناف الصلف والإجرام منذ أن تأسست مملكة الرمال بدعم بريطاني وبصبغة دينية منحرفة أنتجها الدمج بين آل سعود وال الشيخ ليكونا عصابة تؤدي دوراً وظيفياً لخدمة المشروع الصهيوني الماسوني في المنطقة ..
الدعم اللامحدود وتحسين الصورة من قبل أمريكا وبريطانيا للعصابة السعودية الذي رافقه وفرة نفطية ومالية مهولة بيدها، استطاع أن يجمّل صورة النظام السعودي وأقنعت العالم الإسلامي بان النظام السعودي له مكانة مقدسة لدوره في خدمت الحرمين ودعمه للمراكز والمؤسسات والمنظمات الإسلامية في العالم خاصة بعد أن تراجع المد الاسلامي النقي بفعل الانحطاط الوهابي والأنظمة العربية والإسلامية العميلة حتى تصدرت السعودية المشهد لقرن من الزمان كحامية وحاملة لمنهاج السنة والجماعة ( منهاج بني أمية وابن تيمية ) وانعكس هذا الحضور غير السوي على تعاملات دول العالم غير المسلمة في جميع قارات العالم على هذا الأساس ..
هذه الحالة ساعدتها كذلك نتائج الحربين العالميتين الأولى والثانية وما نتج عنهما وصولا إلى سقوط الاتحاد السوفيتي وظهور العولمة وأحادية نظام القطب الواحد ..
لم تستطع أن تؤثر تلك الحالة غير السوية على نظرة المواطن اليمني، الذي ظل يكن لجارة السوء العداء ويعلم حقيقة وجهها القبيح رغم التدخل المباشر من النظام السعودي في حكم البلاد عبر عملائها في السلطات المتعاقبة منذ عام 62 م وحجم الدعم المهول لحالة التبشير للفكر الوهابي المتطرف داخل البلاد المتسامحة مذهبيا وطائفيا عبر المعاهد العلمية ومشايخ الوهابية والفرقة الأولى مدرع وحزب تجمع الإصلاح وما قبله من دعم افغانستان وعودة المجاهدين العرب وصولا للقاعدة وداعش كل هذه الجهات الداعمة لتحسين صورة السعودية لم تنفع مطلقا في تغيير حقيقة الحالة العدائية من الشعب اليمني لمملكة الرمال لأنها لم تقدم النموذج المحسن الذي يمكن أن يؤثر على الشعب اليمني الذي يحمل الهوية الإيمانية والحضارة الضاربة في أعماق التاريخ ولا تنطلي عليه الخزعبلات من هذا النوع …
وللعودة إلى ما بدأناه بحقيقة إجماع العالم على قذارة السعودية خلال العشرين سنة الأخيرة، فإن ذلك كان نتيجة لعوامل ومتغيرات حدثت في النظام العالمي أولا وبداية أفول نظام القطب الواحد الذي انكشفت سوآته وقبح توجهه وسقوط الأقنعة الزائفة لمواضيع الحقوق والحريات والديمقراطية التي كان يروج لها ويدعيها مضافا اليها الحروب التي شنتها أمريكا والغرب في المنطقة وما أحدثته من جرائم بشعة ومخيفة بدءا من العراق وصولا إلى افغانستان فليبيا فسوريا فاليمن ( وبالطبع تغطيتها على جرائم إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني ) والتي استخدمت فيها أدواتها القذرة التي صنعتها وزرعتها في خاصرة الوطن العربي إسرائيل والسعودية وبدورها ساعدت تلك الأحداث في فضح تلك الصورة المزيفة للسعودية حامية الإسلام وخادمة الحرمين بعد أن عرفتها قارات العالم بالمسخ التكفيري القاعدة وداعش وتأثيرهم في العالم وما نقلوه من صورة مشوهة عن الدين الإسلامي الحنيف وكيف أن السعودية ظلت بيدقا في يد أمريكا في صراعاتها حول العالم وهنا سقط القناع وتيقن أحرار العالم أن السعودية ماهي إلا خطر مدمر للأمن والسلم العالمي مثلها مثل الصهيونية والماسونية على حد سواء ..
السعودية لأنها وجدت لأداء دور وظيفي فحسب خدمة للغرب ومصالحه في المنطقة لم تستطع الصمود مطولا في الإبقاء على صورتها البراقة في العالم لأنها في حقيقة وجودها أداة طيعة بيد أمريكا والغرب وتنفذ رغباتهم وما كان لها أن تتخلى عن هذا الدور لاستحالة انفكاكها من قبضة وسيطرة من أوجدها لهذا الدور وفي هذه المرحلة ..
وعودة للشأن اليمني فقد ساعدت المتغيرات في العالم عموما والمنطقة العربية خصوصا وانهزام المشروع الصهيوني والذي من أدواته مملكة الرمال فقد تموضع الشعب اليمني في المنطقة وانخرط في محور المقاومة المحق والعادل وانطلق مدافعا عن هويته اليمنية أولا وقضيته الوجودية قضية فلسطين ثانيا وحقق بإيمانه وحكمته تقدما ملحوظا بمشروعة القرآني في الساحة الداخلية عندما فجر ثورة الحرية والاستقلال 21 سبتمبر 2014 م التي أخرجت حاكمية أذيال السعودية من اليمن إلى غير رجعه وأقصد بهم عملائها في السلطة وأدواته من حزب الإصلاح الحاضن السياسي والفكري لمذهب السعودية ( الوهابية ) في اليمن وبذلك أفل نجم السعودية ووجهها المحسّن بسقوط عملائها فما كان منها إلا أن شنت عدوانها عبر تحالفها الأعرج بتوجيه أيضا من أسيادها يكان والبريطانيين فعززت أكثر وأكثر من إجماع الشعب اليمني بأنها قذرة المنشأ والمنهج والتوجه حتى بين أولئك البسطاء الذين كانت قد انطلت عليهم الحيلة البراقة للسعودية حامية الإسلام وخادمة الحرمين بعض الشيئ ..
اليوم العالم يتغير والمشروع الأمريكي الصهيوني الماسوني في المنطقة ينحسر شيئا فشيئا أمام انتصارات وتقدم محور المقاومة وازدياد تساقط أقنعة الزيف من وجه مملكة الخبث والدمار ( السعودية ) وتعزز إجماع الشعب اليمني بحقيقة قذارة السعودية وأن من لا زال في صفها من الشعب اليمني ما هم إلا شرذمة مرتزقة مأجورين مغلوبين على أمرهم قد تلوثوا بقذارة الفكر الوهابي وبدنس مال البترودولار وإن كانوا في داخلهم، كما أعتقد- يشاركون العالم والشعب اليمني إجماعهم بأن المملكة أقذر وأحط التنظيمات في العالم برمته، فإن من المنطقي أن يتوقف هؤلاء عن الهرولة والتوغل اكثر واكثر في إجرامهم وعمالتهم فإنهم إن لم يتوقفوا عن ذلك فقد حكموا على أنفسهم بالقذارة المطبقة المطلقة لأن شعب الإيمان والحكمة قد شب على الطوق ومضى في طريق استعادة مجده وحضارته ومكانته التي انحسرت لفترة من الزمن بفعل عمالة الأنظمة ودناسة المال السعودي وانحراف المنهج بانتشار الوهابية بدلا من الحكمة والإيمان ..
والله من وراء القصد ..