السؤال موجه إلى قيادات الاشتراكي، وعلى القواعد قراءة الموضوع والتفاعل.
أي حزب ثوري لا بد أن يكون له حلفاء على مستوى الداخل والخارج. هذه بديهة في العمل السياسي. وإلا فشل في كل تحركاته، وأصبح وحيدا.
القيادات التي قادت الاشتراكي هزمت الحزب والشعب مرتين؛ الأولى عندما دخلت الوحدة عام ٩٠م من القرن الماضي بدون ضمانات، وتساهلت في قضية اغتيال نشطاء الحزب، وجوعت رفاق كانوا محسوبين على الحزب والجبهة الوطنية، ثم واصلت تراجعها، حتى الهزيمة في حرب ١٩٩٤م.
والثانية عندما أيدت العدوان على اليمن بدون إجماع الحزب.
وطاعتها لدول العدوان، جعل هذه الدول تتطاول على الحزب، وتعمل على أقصائه وإزاحته عن الخارطة السياسية؛ وراحت تتعامل مع عملائها من شيوخ القبائل والإرهاب والتخلف الاجتماعي وعسكر الفيد.
بدخول الحزب في الوحدة «المؤامرة» جمَّد أدبياته (نظام داخلي وبرنامج سياسي) وأصبح بدون أدبيات إلى درجة كان الناس يتساءلون: أين برنامجكم؟!
تنازلت القيادة عن النظرية العلمية، وأصبحت تلهث وراء المناصب والمكاسب، وغيَّرت النظام الداخلي والبرنامج السياسي أكثر من مرة ارضاء للقوى الرجعية والظلامية. وأصبح الحزب بدون آيديولوجية وبدون هوية.
وتركت حلفاءها الحقيقيين (العمال والفلاحين) فريسة للقوى الطفيلية والرجعية، ولم تسأل، حتى عن المخفيين قسرا.
جاءت ابنة سلطان القرشي، وهو أكبر مخف قسريا. وقابلت الأمين العام علي البيض وقالت له بالحرف الواحد : إذاً لم تدافعوا عن رفاقكم سيكون مصيركم أسوأ منهم. وبالفعل لم تدم السكرة، فقد صحت تلك القيادة على هزيمة مدوية وصلت إلى احتلال المنازل في الجنوب وتشريد الكادر.
شاركت قيادة الحزب في خصخصة القطاع العام وتم طرد العمال إلى الشارع، واستولى أمراء الحرب والإرهاب على المزارع والمنازل والأراضي.
لم تستفد قيادة الحزب من تجارب الماضي المرير، وراحت تتحالف مع القوى الظلامية فيما سمي باللقاء المشترك، وأصبح الحزب في حضن أعداء الأمس.
أعداء الأمس هم من قتلوا رفاقنا بالقنص من الخلف أثناء المعارك.
نسأل من قتل العقيد العوني ومن قتل العقيد المساح، وهذا الأخير يسأل عنه محمد عبدالعزيز الصنوي الذي أتى به من المساحين إلى جبهة الضباب بدون سلاح. وغيرهم كثر، ثم من اخفى أيقونة ثورة فبراير أيوب الصالحي، ورفيقه اكرم حميد، وغيرهم المئات.
ثم اسألوا من نهب مقر شباب الحزب في وسط مدينة تعز، ومن احرق مقر منظمة الاشتراكي في المجلية؟!
هذه كلها من أفعال الحلفاء حقكم !!
ونتيجة لسوء القيادة، الحزب منقسم بين من يتبعون السعودية وبين من يتبعون الإمارات، وبين من يوالون الإخوان المتأسلمين وبين من يوالون أنصار الله !!
يا قادة ويا سادة من تحالفتم معهم اليوم هم من غزوا الجنوب ونهبوا كل ما فيه من مؤسسات ومقرات ومنازل وأراضي في الأمس !!
قرأت ذات مرة كلام للقائد المؤسس عبد الفتاح إسماعيل: إن الحزب سينتهي إذا ترك أعضاءه، أو تخلى عن قضية الوحدة اليمنية.
وهذه تأملوها أنتم جميعا.
اليوم نحن محتاجون إلى قيادة تلملم الحزب من هذا الضياع وتعلن موقفاً صريحاً من العدوان والحرب، نابع من المصالح العليا للوطن والحزب؛ ولن يكون ذلك إلا بعقد مؤتمر استثنائي تزاح فيه كل القيادات التي تركت الحزب، وذهبت وراء مصالحها الذاتية المشبوهة في الخارج والداخل.
عندما ننشر كشوفات وزارة المالية السعودية لمن استلموا مبالغ مالية نواجه بحملات تضليل واتهامات من هنا وهناك.
يا جماعة الأمور واضحة فلا تدافعوا عن المرتزقة والعملاء.
في كشوفات وزارة المالية السعودية نجد شخصيات كنا نعدها من المنزهين.
في قضية التحالفات ابحث عمن هو أقرب إليك، ومن يشاركك في تنفيذ ولو جزء من برنامجك.
نتعلم من الحزب الشيوعي الإيطالي الذي ينجح في الانتخابات، ولكن لظروف إيطاليا وعضويتها في حلف الناتو العدواني، يذهب الحزب إلى مفاوضات مع من يستطيع أن ينفذ ولو جزءا من برنامج الحزب، ويتنازل له في تشكيل الحكومة.
تحالف العدوان قزم الحزب بوزارتين في حكومة الفنادق، كما أزاحه من مجلس الخيانة البعساسي.
كانت عصابة ٧/٧ قبل الوحدة المغدورة تطلق على أعضاء الحزب لفظة مخربين، وهي لفظة استعاروها من أسيادهم الصهاينة. وبعد الوحدة قالوا شيوعيين.
واليوم من عارضهم قالوا متحوث.
فماذا أنتم فاعلون؟!
Next Post