لم يلتزم بأي من بنودها التي جعلها حبراً على ورق
العدوان السعودي يتنصل عن تنفيذ الهدنة الأممية وعليه تحمل المسؤولية
الثورة /صنعاء
كان من المقرر أن يستقبل مطار صنعاء صباح الأحد 24 إبريل الماضي، أول طائرة تجارية تصل المطار منذ العام 2016م، كخطوة تأتي تنفيذا للهدنة الإنسانية التي أعلنتها الأمم المتحدة وتضمنت فتح مطار صنعاء أمام رحلتين كل أسبوع، وكان من المفترض أن تنقل الطائرة التي تشغلها الخطوط اليمنية ركاباً فوق سن الأربعين ويحتاجون إلى علاج طبي في الخارج، من صنعاء إلى العاصمة الأردنية عمّان، في إطار الهدنة التي دخلت حيز التنفيذ في أوائل نيسان/أبريل لمدة شهرين.
في وقت متأخر من تلك الليلة أعلنت شركة الخطوط الجوية اليمنية أسفها من تعثر الرحلة بسبب تعنت العدوان في منح تصاريح الهبوط للرحلة، وصرح وكيل هيئة الطيران المدني رائد طالب جبل إنّ “دول العدوان تتنصل من التزاماتها من خلال رفض إعطاء الخطوط الجوية اليمنية تصريح هبوط الرحلة التجارية التي كان مقرراً وصولها اليوم”، معتبراً ذلك خرقاً للهدنة التي أعلنها المبعوث الأممي لدى اليمن.
وتابع أنّ “تحالف العدوان يسعى لمضاعفة معاناة الشعب اليمني بشكل متعمّد، فيما يسعى لتضليل الرأي العام الدولي بالملف الإنساني”.
صباح الأحد كان المرضى يحتشدون في قاعات المطار بانتظار هبوط الطائرة، قطع المرضى المسافات الطويلة من محافظات مختلفة للوصول إلى مطار صنعاء بعد إبلاغهم بأن أول رحلة للطيران ستكون يومذاك الأحد، لكنهم فوجئوا وهم في صالة الانتظار في المطار، بخبر مخيب للآمال، مفاده أن التحالف رفض مجددا منح ترخيص للطائرة التي كان يفترض أن تقلهم للعلاج.
كان مشهد المرضى وهم يحملون جوازات سفرهم في مطار صنعاء مؤسفا، ومثيرا للحزن، فسفرهم ليس ترفا، بل آخر سبب للبقاء على قيد الحياة.
بحسب اللجنة الطبية العليا، فإن 30 ألف مريض، جميعهم في ظروف صحية حرجة، وبحاجة ماسة للعلاج، مسجلون في قوائم الانتظار للحصول على فرصة للحياة، ورغم أن الهدنة لم تتضمن سوى 16 رحلة خلال شهرين، وهو ما لا يلبي 1 % من الاحتياج الأساسي، إلا أن هذا تم عرقلته أيضا، ولم تدشن أي رحلة بينما تكاد الهدنة تقضي نصف المدة المحددة لها.
رفض العدوان لتنفيذ بند المطار، واستمرار إغلاقه، وإصراره بعدم السماح بتسيير الرحلات المتفق عليها في الهدنة الإنسانية، وعرقلة السفن تعنت واضح يثبت عدم جدية التحالف لإحلال السلام، قال رئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام تعليقا على النكوص السعودي من البند الرئيسي للهدنة.
في الجانب الآخر من الهدنة، يواصل التحالف احتجاز سفن المشتقات النفطية، وبحسب متحدث شركة النفط عصام المتوكل، لا يزال التحالف يحتجز سفينتين رغم حصولهما على ترخيص بالدخول من قبل المفتشين الأممين، وكان آخر هذه السفن، سفينة ديزل احتجزت قبل يومين.
أما بالنسبة للخروقات، فلم تتوقف وتعرضت مواقع الجيش واللجان الشعبية لزحوفات وقصف وتحليق جوي، وبلغ عدد الخروقات حتى نهاية الشهر الأول من الهدنة أكثر من 4 آلاف خرق عسكري وأمني.
سبق وأن حمل رئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام تحالف العدوان المسؤولية الكاملة عن انهيار الهدنة، وأكد “عدم التزام دول العدوان على اليمن أهمَّ بنود الهدنة، التي دخلت حيز التنفيذ في الـ2 من نيسان/أبريل، والمتعلق بإعادة فتح مطار صنعاء الدولي” وقال “إن أول شهر للهدنة الإنسانية يكاد ينقضي من دون تقدم في أهم بنودها، وهو إعادة فتح مطار صنعاء الدولي”.
وتابع عبد السلام، في تغريدة، أنّ “دول العدوان تتحمل كامل المسؤولية جرّاء ما تبديه من تعنت وتنصل ومراوغة، وعلى الأمم المتحدة أن تقوم بواجبها وفقاً للاتفاق”.
وسبق أن حذر وزير الخارجية هشام شرف من أن “النوايا السيئة والاستفزازات التي بدت واضحة في تعمد الطرف الآخر بتأخير تسيير الرحلات المدنية والتجارية من مطار صنعاء الدولي بذرائع عدة قد تطوح بالهدنة”، وشدد شرف على أن “اتفاق الهدنة ينص على قيام رحلات مباشرة تديرها صنعاء وليس الرياض”، معتبراً أن “ما تسمى بحكومة الشرعية في الرياض لا دخل لها في ترتيبات صنعاء الإدارية والأمنية واللوجستية”.
يُشار إلى أنّ الهدنة التي أعلنها المبعوث الأممي قبل شهر ودخلت حيّزَ التنفيذ بداية شهر نيسان/أبريل الجاري ينتهي شهرها الأول اليوم دون أي التزام من تحالف العدوان، ومن أبرز بنودها “دخول 18 سفينة تحمل الوقود لموانئ الحُديدة، والسماح برحلتين جويتين من مطار صنعاء وإليه، كل أسبوع”.