النعيمي يؤكد على توحيد وتكامل أدوار محاور المقاومة لمواجهة العدو الصهيوني ودول التطبيع
مؤتمر صنعاء (فلسطين قضية الأمة المركزية) يد عو في ختام أعماله الشعوب للتحرك الجاد في استعادة الحق ومناصرة القضية الفلسطينية
رئيس الوزراء: هناك أنظمة عربية محمية من الغرب الاستعماري الصهيوني صُمِّمَتْ وشُكِّلت لتدمير القضية الفلسطينية
ممثل الجبهة الوطنية لتحرير فلسطين: أبطال الشعب الفلسطيني يستعيدون أمجاد العمل الفدائي في الأراضي المحتلة
الثورة/ قاسم الشاوش
اكد مؤتمر “فلسطين قضية الأمة المركزية”، في ختام أعماله امس بالعاصمة صنعاء أن يمن الإيمان والحكمة سيظل ثابتاً على موقفه الصريح في التمسك بحقوق الشعب الفلسطيني وتطهير كامل فلسطين. داعيا كافة الشعوب الحرة للتحرّك الجاد في استعادة الحق ومناصرة القضية الفلسطينية، مدينًا بشدّة كافة أشكال التطبيع مع العدو الغاصب المؤقت.
وفي حفل ختام مؤتمر فلسطين قضية الأمة المركزية أكد عضو المجلس السياسي الأعلى، محمد صالح النعيمي، أن المؤتمر حمل الكثير الدلالات في تعزيز الثبات والصمود، وتوحيد وتكامل أدوار محاور المقاومة لمواجهة العدو الصهيوني ودول التطبيع العميلة. مشيرا إلى أن الكيان الصهيوني ما كان له التمادي في جرائمه بحق الشعب الفلسطيني واحتلال أراضيه إلا بعد تحول بعض أنظمة الأمة إلى فسيفساء، وقيام معظم الدول المطّبعة بدور الصهاينة في أعمالها المشبوهة.
وقال النعيمي أن معركة “سيف القدس” جسّدت الوحدة الإسلامية، واستنهاض همم أبناء الشعب الفلسطيني، واستمرار حركات المقاومة في مناهضة الكيان الصهيوني، لتحرير كافة الأراضي الفلسطينية، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف.لافتا إلى أهمية استنهاض الهمم وتعزيز تلاحم أبناء الأمة العربية والإسلامية في مختلف المسارات السياسية والإعلامية والحقوقية، بالتوازي مع المسار العسكري لمحور المقاومة للدفاع عن المقدسات.
ودعا عضو المجلس السياسي الأعلى شعوب العالم العربي والإسلامي إلى الاستشعار بالمسؤولية، وإقامة المؤتمرات والندوات التي تسهم في استنهاض الهمم والدعوة إلى اليقظة والتحرر من الهيمنة الاستعمارية في المنطقة.
من جهته أكد رئيس مجلس الوزراء، الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، أن الثورة الفلسطينية بعظمتها وبشهدائها وجرحاها وحجم التضحيات، التي قدّمها أهلها على مدار أكثر من مائة عام، ثورةٌ تنحني لها كل الجباه والهامات. منوها بحجم المعاناة الجسيمة التي كابدها الشعب الفلسطيني طيلة العقود العشرة الماضية من التهجير، والتنكيل والتشريد، والتعذيب في غياهب السجون.
وقال رئيس الوزراء أن حجم المشاركة في المؤتمر والحضور الحاشد في جلسته الختامية دليل على اهتمام الجميع بقضية فلسطين القضية المركزية للأمة، وكذلك بالندوة التي ناقشت مفصلاً مهماً من مفاصل مرحلة النضال الوطني الفلسطيني الواسع. مشيرا إلى أن الشعب الفلسطيني يستحق من الجميع أن يُعقد له كل عام مجموعة من الأنشطة والفعاليات لتذكير الأمة العربية من المحيط إلى الخليج بمظلومية الشعب الفلسطيني العظيم في عطائه.
وأضاف بن حبتور “أتذكر هنا محاضرة للرئيس الفلسطيني الشهيد ياسر عرفات، في جامعة عدن قبل أكثر ثلاثين عاماً، تحدث فيها عن التنافس بين الشعب الفلسطيني والحركة الصهيونية اليهودية في المجال العلمي بمختلف فروعه، والتأهيل العلمي، إيماناً بأهمية التأهيل العالي في المقاومة، وبأن أي ثورة وأي شعب يُريد أن يصل إلى مراميه الحقيقية يجب أن يبني شبابه، وينمي وعي شعبه بقضيته المركزية”.
وبيّن رئيس الوزراء أن هناك أنظمة عربية محمية من الغرب الرأسمالي الاستعماري الصهيوني، صُممت وُشكلت وظيفياً من أجل تدمير القضية الفلسطينية.مضيفا “المعلومات التي أوردها رئيس الوزراء القطري السابق حول ما يسمى بالربيع العربي في إحدى المقابلات التي نشرت مؤخراً صادمة، وتؤكد بما لا يدع مجالا للشك أن بعض الأنظمة الخليجية، أنفقت تريليونات الدولارات لإسقاط الدول، وفي مقدمتها الدولة السورية، التي كانت ولا زالت من الداعمين الرئيسيين للقضية الفلسطينية”.
وتابع قائلاً: “إن هذه المعلومات وغيرها تؤكد أن تلك الأنظمة ليس لها أي دور سوى إسقاط حركات التحرر، وكذا إسقاط الأنظمة، وليس ببعيد عن ذلك ما يتعرض له الشعب اليمني منذ أكثر من سبع سنوات من قبل تحالف العدوان الأمريكي- السعودي- الإماراتي”.
ومضى بالقول: “على تلك الأنظمة إدراك أن ثورات التحرر الحقيقية في منطقتنا، ومنها اليمن، هي براكين لا يمكن إخمادها أو أسقاطها، لأنها تعتمد على إرادة شعبية واسعة ومتينة وواعية، وليس على المليارات والتريليونات القادمة من الخارج”.
وعبّر الدكتور بن حبتور، في ختام كلمته، عن الشكر للمنظمين الرئيسيين للمؤتمر المتصل بقضية الأمة المركزية الذي حقق نجاحاً علمياً وأكاديمياً وسياسياً.
الى ذلك أكد رئيس مجلس التلاحم القبلي، الشيخ ضيف الله رسام، في كلمته عن القبائل اليمنية، جاهزية القبيلة اليمنية لخوض معركة القدس والجهاد المقدس لتحرير الأراضي الفلسطينية المحتلة من الكيان الصهيوني الغاصب.
ودعا كافة أحرار وشرفاء وقبائل اليمن والبلدان العربية والإسلامية إلى المشاركة الفاعلة في المؤتمر الذي يعتزم المجلس تنظيمه بمشاركة القبائل اليمنية والعربية للوقوف صفاً واحداً في مواجهة الكيان الصهيوني، وتحرير الأقصى من دنس الغزاة والمحتلين.
بدوره حيا ممثل الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين – مكتب اليمن، خالد خليفة، باسم الفصائل الفلسطينية المقاومة والشعب الفلسطيني، قائد الثورة، السيد عبد الملك الحوثي، والشعب اليمني المقاوم الذي أثبت للعالم صموده أمام اعتداءات تحالف دول العدوان، الذي يعمل وفقاً لأجندة قوى الاستكبار الصهيوني والأمريكي.
وقال: “في ظل ما يعيشه الشعب الفلسطيني في كافة بقاع تواجد المقاومة الباسلة والانتفاضة على الاحتلال والاستيطان، لا بُد من الإشارة للحركة الأسيرة التي تعد جزءاً أصيلاً وموقعاً متقدماً بالصدام اليومي مع الاحتلال”.
ولفت خليفة إلى أن هناك أكثر من أربعة آلاف و500 أسير فلسطيني، منهم 500 محكوم عليهم بالمؤبد يقبعون في السجون الصهيونية، وترفض سلطات الاحتلال إدراجهم في صفقات التبادل التي نجحت المقاومة في إنجازها.. مؤكداً العهد والوفاء للمعتقلين، وأن إرادة الشعب الفلسطيني ستحطّم -في يوم قريب- أسوار المعتقلات والأقبية وقضبان الزنازين. موضحا أن الشعب الفلسطيني يعيش اليوم في زمن الانتفاضة والمقاومة، وقد استعاد أبطاله أمجاد العمل الفدائي من النقب إلى تل أبيب والقدس، إلى جنين وبيت لحم، وكل شبر في أرض فلسطين في الضفة والقطاع. مؤكدا أن قصف قوات الاحتلال المسجد الأقصى والمصلين بالطائرات المسيّرة والرصاص وقنابل الغاز المسيل للدموع تطور خطير تتحمّل حكومة دولة الاحتلال مسؤولياته وتداعياته السلبية.
وبيّن خليفة أن زيارة الوفد الأمريكي إلى إسرائيل تأتي لتوفير الغطاء لسياسة كيان العدو الصهيوني، ما يؤكد العمل على وقف الرهان على الدور الأمريكي في حل القضية الوطنية، والاعتماد على الشعب ووحدته ومقاومته الشاملة المدعومة بشكل كلي من محور المقاومة. داعيا شعوب الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى الوقوف صفاً واحداً ضد ما يسمى بالتطبيع الجاري في المنطقة العربية مع الكيان الصهيوني.. و أن ما يجري في المنطقة العربية ليس تطبيعاً بل تحالفاً إستراتيجياً وأمنياً وعسكرياً واقتصادياً وثقافياً.
وفي ختام المؤتمر الذي حضره رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي أحمد يحيى المتوكل ونائب رئيس الوزراء لشؤون الرؤية الوطنية محمود الجنيد ووزير التعليم العالي والبحث العلمي حسين حازب ونائبه الدكتور علي شرف الدين وعدد من الوزراء، تخلله عرض فيديو وثائقي بعنوان “فلسطين وعد الآخرة وقضية الأمة المركزية”، وقصائد شعرية وأناشيد أكدت في مجملها الوقوف إلى جانب فلسطين والتضحية في سبيل تحرير القدس، مدينة ومستهجنة خطوات المطبعين، اطلع رئيس الوزراء والحاضرون على معرض صور خاص بفلسطين المقام على هامش المؤتمر، بمشاركة مجموعة من المبدعين والمبدعات من مختلف المدارس الفنية.
ملحص للبيان الختامي
أكد البيان الختامي للمؤتمر أن يمن الإيمان والحكمة ثابت على موقفه الصريح في التمسك بحقوق الشعب الفلسطيني وتطهير كامل فلسطين.
ودعا البيان الختامي للمؤتمر الشعوب للتحرك الجاد في استعادة الحق ومناصرة القضية الفلسطينية، مشددا على أن واقع ووضع وتصرف الكيان الغاصب تؤكد حتمية زواله.
وأكد “مؤتمر فلسطين القضية المركزية ضرورة العودة إلى القرآن الكريم في إدارة الصراع مع الكيان الغاصب، مشددا على أنه لا بد من السعي الجاد لتفعيل حالة السخط والعداء ضد العدو الإسرائيلي والداعمين له.
وإذ أدان وجرم المؤتمر كل أشكال التطبيع الثقافي والسياسي والإعلامي والرياضي مع العدو الصهيوني، أكد أهمية التفعيل العملي لصالح المقاطعة الشاملة على المستويات كافة.
وحث المؤتمر على توحيد المناهج الدراسية والخطاب الإعلامي الهادف إلى تحقيق وحدة الأمة، وإيضاح القضية الفلسطينية بجميع أبعادها وتنمية حضورها في أوساط المجتمع وفق الرؤية القرآنية.
وشدد على أهمية التفاعل الجاد مع كل الأنشطة والفعاليات والمناسبات التي تعزز حضور القضية الفلسطينية في وعي الأمة، حاثا على استخدام عبارة كيان العدو الغاصب المؤقت في الكتابات والبحوث وعبر وسائل الإعلام المختلفة.
تصوير/ فواد الحرازي