مجلس الثُماني ويمين الزبيدي
يكتبها اليوم \ علي الشرجي
العيش والملح عند العرب أقوى عهداً وأمتن ميثاقاً وأبر يميناً من اليمين الدستورية أو القانونية للمجلس الثماني الرئاسي القيادي الذي لا هو دستوري ولا قانوني، خاصة قسم عيدروس الزبيدي المثير للضحك والتندر!!
هل سيحترم عيدروس الزبيدي على الأقل العيش والملح من الرياض إلى عدن؟ أما القسم الشكلي الذي أداه –بالتأكيد – لن يعطيه أي اعتبار أو قداسة، لأنه خارج الوعي والقناعة، مبتور السياق أصلاً، ويعلم الله وحده بالنوايا.
يمين عيدروس الزبيدي والقسم تحول إلى نكتة الموسم، لكنه حمل إشارات قوية حينما لم يذكر لفظ اليمن نهائيا وكأن من أرغمه على أداء هذا القسم هو العيش والملح فقط إحراجاً وإرضاء لولية نعمته الإمارات ومسايرة للمتغيرات.
أياً يكن، فعيدروس يبدو صادقا بما فيه للكفاية مع مشروعه الانتقالي وليس مجرد ممثل فاشل يؤدي دورا غير محمود العواقب للقضية الجنوبية التي ربطت باستعادة “لبن العصفور” في صنعاء، أي ما تسمى بالشرعية الموزعة في عدد من العواصم والمنافي.
خلاص راح هادي ومحسن وصارا في ذمة التاريخ، ماتا سياسيا، والضرب في الميت حرام.. انتهى كل شيء بالنسبة لهما بضغطة زر سعودي في جناحهما الفندقي الفاخر!!
وأوكلت الرياض المهمة لأشخاص جدد أكثر حركة ومناورة ومقدرة على تنفيذ الأجندات وتلبية نزوات المحمدَين ابني سلمان وزايد بصورة أكثر عطاء، وإن كانت الحمولة ثقيلة على الدكتور رشاد العليمي الذي يؤدي دور رئيس الجمهورية اليمنية بدرجة رئيس قسم في الرياض، وبمقدار ما سيعطي سيأخذ.. شخصيا أنا أشفق عليه من الحمولة الثقيلة والمهمة المزدوجة التي أوكلت إليه.
كان من المفترض ان أتريث في الكتابة عن الدكتور رشاد العليمي وعيدروس الزبيدي لكن سخرية الأقدار السياسية دفعتني إلى الكتابة هنا رغم ثقتي بأن المضحكات والمبكيات ستأتي لاحقاً، ومن يعيش يشوف!!
حيث تعكس مكونات المجلس الثماني للشرعية المزعومة أهدافه وهويته المشطورة بين السعودية والإمارات 4+4 وإن ساوى بين الشمال والجنوب 4+4 أيضا.
كما تضمن ذلك المجلس الطارئ تمثيلاً لأبرز أمراء الحرب، وما على حزب الإصلاح سوى أن يغني (يا مروّح بلادك وين وين الشمس غابت)!!
ومن تعليقات حزب الإصلاح على المجلس الثماني برئاسة الدكتور العليمي والتي لفتت انتباهي ما كتبه الزميل الإعلامي اللامع عبدالله دوبلة في حائطه بالفيسبوك معلقاً بالقول (بعد مهزلة اليمين الدستورية يمكن القول إن التكييف القانوني لمجلس الثمانية أنه مجلس حكم مساعد للاحتلال السعودي الإماراتي للبلاد فالاحتلال صاحب القرار وهو من يفرض الأمر الواقع الآن.. لا دستور ولا بطيخ)!! انتهى كلام الزميل الذي لم يجاف الصواب
وتبقى اليمن التي نستظل تحت سمائها ونعشق الانتماء إليها أقدس من كل المشاريع السياسية والأطماع الخارجية.. ولا عاش من هان أو خان أو تنكر للماء والهواء.