شرب الماء بشكل كافٍ وتأخير السحور يمنع الإصابة بنوبات الصداع

علاقة الصداع النصفي (الشقيقة) بالصيام

 

الصداع النصفي أو ما يعرف بالشقيقة مرض يصيب الإنسان، فمنهم من يصاب بنوبات صداع نادرة ومنهم من يصاب بصداع وبنوبات مزمنة، وقد ارتبط الجوع أو الصيام بهذا المرض وسنذكر هنا الأسباب الحقيقية لحدوثه وطرق العلاج منه خلال شهر رمضان المبارك وماذا يجب على الصائم القيام به حال حدوث نوبة صداع خلال صيامه؟
للبدء بالحديث عن الموضوع لا بد من تحديد العلاقة التي تربط بين الصداع النصفي والصيام:

الصداع النصفي والصيام
الشقيقة أو الصداع النصفي هي حالة مجهولة السبب تؤدي إلى حدوث نوبات متقطعة من الصداع الشديد التي تتداخل مع قيام المريض بنشاطاته اليومية، وغالبية المرضى يحتاجون إلى الراحة في الفراش خلال هذه النوبات، وتحدث نوبات الشقيقة 3 مرات أو أكثر خلال الشهر الواحد، وقد تصل لدى بعض المرضى إلى 15 مرة في الشهر.
وفي شهر رمضان تزداد عدد هجمات الصداع النصفي خاصة في الأيام القليلة الأولى، الأمر الذي يؤكد أن هناك رابطاً بين الشقيقة والصيام والانقطاع عن تناول الطعام والشراب.

سبب التسمية
الشقيقة (الصداع النصفي – Migraine ) يعتبر هذا النوع من الصداع أكثر أنواع الصداع انتشارا وشهرة، واسمه مشتق من اللغة اليونانية: Hemicraniaa (نصف الرأس)، وفعلا، فإن معظم الذين يعانون من الشقيقة يشكون من ألم في أحد نصفيّ الرأس، كما يقول الأطباء المختصون بهذا المرض.

مسببات الشقيقة
يمكن أن تزداد هجمات الصداع النصفي خلال شهر رمضان خاصة في الأسبوع الأول من الصيام نتيجة عديد من الأسباب والتي منها:
نقص الماء في الجسم، حيث يؤدي ذلك إلى إفراز مادة الهيستامين في الجسم، التي بدورها توسع الأوعية الدموية في الرأس، مما يزيد من خطر الإصابة بهجمات الصداع.
انقطاع الكافيين عن الجسم بشكل مفاجئ، ويتسبب التقدم في الصيام في حدوث أعراض انسحاب الكافيين، بما في ذلك هجمات الصداع، إلا أن تعود الجسم على الصيام يقلل بشكل تدريجي من هذه الأعراض.
ونقص السكر في الدم، وارتفاع مستوى الكاتيكولامين في الجسم، فخلال الصيام يستعيض الجسم عن الكربوهيدرات كمصدر للطاقة في الخلايا ويتم حرق الدهون الموجودة في الجسم واستخدامها كمصدر للطاقة، هذه العملية تؤدي إلى ارتفاع نسبة الكاتيكولامين، يؤدي ذلك إلى زيادة حدة وتكرار نوبات الصداع النصفي في رمضان.كما ان سوء النوم، والنوم بشكل متقطع ولساعات غير كافية وتغير نظام الحياة اليومي والإجهاد إضافة إلى توقف المريض عن التدخين بشكل مفاجئ.
إن تناول الكربوهيدرات بشكل مفرط خلال وجبة الإفطار أو السحور قد يسبب الصداع أيضاً، حيث أن الارتفاع السريع للأنسولين في الجسم قد يؤدي إلى نقص مفاجئ للسكر في الدم والذي يؤدي في النهاية إلى الصداع.

نصائح وقائية
ومن أبرز النصائح التي لا بدّ على المصاب بالصداع من اتباعها في حال الصيام:
أولاً الحرص على شرب 8-12 كوبًا من الماء على الأقل، خلال فترة الإفطار والابتعاد عن بعض أنواع الأغذية التي قد تحفز حدوث الشقيقة، مثل: البوظة والمثلجات والأجبان وغيرها.
كما أنه يجب على المصاب تنظيم أوقات وجباته، وتنظيم ساعات نومه، وأن يحد من استخدام البهارات، والتوابل، والملح، والحلويات والأغذية العالية بالدهون، وتجنب تناول المشروبات والأغذية التي تحتوي على الكافيين.
إلى ذلك يجب عليه تجنب التعرّض للشمس أو ممارسة النشاط الرياضي خلال ساعات النهار، إلا أن ممارسة نشاط رياضي منتظم بعد الإفطار يساعد في تجنيب الجسم للإصابة بالنوبات، كما ان الإقلاع عن التدخين وتجنب الشيشة في ساعات الإفطار،
وقد وضع الأطباء نصائح أخرى عند السحور ومن أهم تلك النصائح التي لا بدّ من اتباعها عند وجبة السحور في حالة مرض الشقيقة وقت الصيام:
التركيز على شرب الماء بكميات مناسبة، وتأخير وجبة السحور قدر الإمكان إلى ما قبل الإمساك.
كما أن تناول الأدوية الموصوفة قبل البدء بالصيام يساعد في الحد من المرض.
إن تجنب المشروبات المحلاة والمشروبات التي تحوي الكافيين، والموالح والسكريات البسيطة تدخل كلها ضمن الأشياء التي يجب على المصاب بالشقيقة الامتناع عنها.
إذا كنت مصاباً بالشقيقة فعليك تجنب أي نوع طعام قد يحفّز حدوث صداع الرأس، مثل: بعض أنواع الأجبان والشوكولاته والبوظة وتجنب الأكلات المقلية والأغذية الدسمة، والعالية بالدهون.
إن تناول البروتينات والكربوهيدرات المعقدة التي تساعد على زيادة الإحساس بالشبع، الأغذية الغنية بالبوتاسيوم كالتمر، وبفيتامينات ب، والمغنيسيوم، يحد من الإصابة بالشقيقة ويخفف المعاناة منها.

الأدوية الصيدلانية للشقيقة
هناك عدة وصفات طبية يمكن أن يصف الطبيب بها لعلاج هجمات الشقيقة، وللوقاية من الإصابة بها خلال الصيام:
أولى تلك الوصفات مضادات الالتهاب غير الستيرويدية في حالات المعاناة من الصداع النصفي، ويمكن تناولها مع وجبة السحور أو الإفطار لتجنب آثارها الجانبية على المعدة ومن هذه الأدوية إيبوبروفين والأسبرين، أما التريبتانات فتؤخذ وفقاً لتعليمات الطبيب لمدة تقل عن عشرة أيام، كما تساعد أدوية خفض ضغط الدم مثل حاصرات مستقبلات بيتا بجرعات صغيرة مع التريبتان للوقاية من تكرار هجمات الصداع النصفي.
وعادةً ما يصف الطبيب أيضاً أدوية لعلاج الغثيان الناجم عن الصداع النصفي مثل ميتوكلوبراميد (Metoclopramide) .

التوقف عن الصيام
هناك بعض الحالات يجب على المصاب بالصداع النصفي التوقف عن الصيام، والتي تكمن في حالة زيادة نوبات الصداع وعدم القدرة على السيطرة عليها والمعاناة من أعراض صحية أخرى كالإسهال والقيء فيجب التوجه للطبيب.

قد يعجبك ايضا