ذات يوم سألت الشخصية الوطنية العظيمة محمد عبدالرحمن الرباعي- الأمين العام السابق لحزب اتحاد القوى الشعبية- عن رأيه في الرئيس صالح الصماد وكان رده بأن (الرئيس صالح الصماد أحد الزعامات الاستثنائية التي تصنعها الشعوب) وكان هذا التوصيف بليغاً من رجل حكيم وعظيم لرجل استثنائي وعظيم في مرحلة استثنائية في تاريخ الشعب اليمني، بل في تاريخ الأمم، فهو رجل بحجم أُمة، جسد نهج ومنهج السيد القائد الشهيد حسين بدر الدين الحوثي –رضوان الله عليه – المؤسس للمسيرة القرآنية ومنهجها.
وكان الرئيس الشهيد قرآنياً في مفاهيمه وسلوكه وثقافته الفكرية والسياسية، فكان استشهاده وهو يؤدي واجبه الوطني في محافظة الحديدة خاتمة خير له ليوم قال فيه الله سبحانه وتعالى في سورة المائدة ﴿ قَالَ اللَّهُ هَٰذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾ صدق الله العظيم.
كان خير من يتصف بصدق الصادقين وإخلاص المخلصين ونقاء إيمانهم تحت قيادة السيد عبدالملك الحوثي قائد الثورة – حفظه الله –الذي قال فيه(أما هو فكان ذلك الأخ العزيز الذي حافظ على روحيته الإيمانية، وعلاقته بالله سبحانه وتعالى، وخشيته من الله، وتواضعه، إن ذُكَّر استعبر وتذكر، وإن نُصح تأثر) وهكذا جسد التقوى والنقاء والفضيلة والرحمة والتراحم، وارتقى إلى صفات الإنسان الرباني بروحه القرآنية، فأخلص في تنفيذ توجيهات قائد الثورة بكفاءة وإخلاص وبنفس المفهوم والمضامين والقيم التي أرادها السيد القائد –حفظه الله، ولهذا نجح بأن يكون خير ممثل لمنهج المسيرة القرآنية، بينما نرى اليوم بأن هناك بعض القيادات تقوم بتنفيذ توجيهات السيد حسب مفهومها الشخصي، ما يؤدي إلى تشويه تلك التوجيهات ومضمونها.
قاد الشهيد الشعب اليمني كرئيس للمجلس السياسي الأعلى لمواجهة العدوان بكفاءة وحنكة واقتدار، وتميز بصوابية تخطيطه وأهدافه فأطلق شعار (يد تحمي ويد تبني) فكان يعمل ليلاً ونهاراً لتوفير متطلبات الجيش واللجان الشعبية وتمكن من تعزيز معارك الصمود في كافة الجبهات ويتذكر الجميع مقولته الشهيرة أثناء زيارته لمجاهدي الجيش واللجان الشعبية في إحدى جبهات العزة والشرف (لمسح التراب من نعال المجاهدين أفضل وأشرف من مناصب الدنيا)، وكان قريباً أيضاً من الشعب الذي لن ينسى جهوده في توحيد الجبهة الداخلية وإدارة البلاد بجدارة ، وحظي باحترام عظيم لدي أطياف الشعب اليمني بمختلف مكوناتهم نتيجة عظمة ما جسده الرئيس الشهيد صالح الصماد كنموذج إيماني للهوية الإيمانية والإنسانية، وقاد الشعب اليمني بهذه القيم الخلاقة في ظل ظروف استثنائية قاهرة مجسداً بهمومه وآماله وأحلامه رؤيته الحكيمة الشاملة لمشروع بناء الدولة بكافة مستوياتها العسكرية والمدنية، كان يعمل جاهداً لتعزيز الأداء المؤسسي ومن ذلك إلحاقه لكل الكيانات التي تعمل من خارج إطار المؤسسات ودمجها بمؤسسات الدولة لكي تعمل بفاعلية لخدمة الوطن والمواطن.
وإذا أردنا معيارا نقيم على أساسه أداء كافة قيادات الدولة، فلن نجد معيارا حقيقيا أفضل من السير على خطى ومنهج الرئيس الشهيد صالح الصماد كنموذج راقٍ.
أيها الرئيس الشهيد: لقد كنت خير معين لقائد الثورة، وندعو الجميع إلى التأسي والاقتداء بك باعتبارك قدوة ومثلا أعلى في التفاني والإخلاص، ومن المؤكد بأنهم عند ذلك سيؤدون مهامهم بجدارة وسيقدمون أداء أفضل في قيادة وإدارة مؤسسات الدولة.
سيدي الرئيس الشهيد: إن مشروع بناء الدولة الذي أعلنته (يد تحمي ويد تبني) والذي أكدت لنا ذات يوم (قبل استشهادك بأيام) بأنه مشروع قائد الثورة والدولة السيد عبدالملك الحوثي قد اُعتمد كنهج وممارسة لإدارة مؤسسات الدولة يحمله ويحميه قائد الثورة ورئيس الجمهورية.
سيدي الرئيس الشهيد: إن العدوان يلفظ أنفاسه الأخيرة نتيجة للصمود اليمني، فلن ينال الظالمون مرادهم، فقد دام فضلك يا أبا الفضل، وبقي ذكرك سلاحاً بيد المجاهدين للتنكيل بالمعتدين، وتجسدت شخصيتك العظيمة في صمادات باليستية (الطائرات والصواريخ المجنحة) ترعب أمراءهم وملوكهم وتدمر وتحرق منشآتهم العسكرية والنفطية وأرعبت العدو في واشنطن وتل أبيب، وصار إسمك الخالد في وجدان وضمير أحرار العالم مثلاً أعلى ينير لهم طريق التحرر من الهيمنة والاستكبار العالمي، و أما من أرادوا بجريمتهم تغييب أثرك فقد غاب أثر أحلامهم وأهدافهم التي من أجلها شنوا عدوانهم على اليمن.
رحم الله الرئيس الشهيد صالح الصماد وأسكنه فسيح جناته.
*عضو المجلس السياسي الأعلى
15 رمضان 1443هـ الموافق 16/ 4/ 2022 م