سفير “إسرائيل” في أمريكا.. وجود ابن سلمان مصلحة استراتيجية لنا

الثورة \
“من المهم جدا لمنطقتنا إذا أصلحت الولايات المتحدة والسعودية علاقتهما، فالسعودية لاعب مهم للغاية في منطقتنا، وفي العالم الإسلامي ككل من الناحية الاستراتيجية”، هذا الكلام ليس لمسؤول سعودي ولا عربي، بل هو للسفير الإسرائيلي لدى أمريكا، مايكل هرتسوغ، كما نقل عنه موقع “أكسيوس” الأمريكي يوم امس الجمعة.
ما لم يقله هرتسوغ في حديثه مع “أكسيوس”، هو إن العلاقة ليست متوترة بين أمريكا والسعودية، كما هو التوتر الذي يحصل بين الدول، فالسعودية لا تملك الإرادة لتصطدم مع أمريكا، وان الذي حدث هو نفور من جانب الرئيس الأمريكي جو بايدن، من شخص ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، بسبب جريمة قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي، فبايدن وعد في حملته الانتخابية بجعل المملكة “منبوذة”، وأصدر في وقت لاحق تقريرا استخباراتيا يلقي باللوم مباشرة على ابن سلمان في مقتل خاشقجي.
من الواضح أن السفير هرتسوغ ما كان ليقول ما قاله إلا بطلب سعودي، بل بطلب من شخص ابن سلمان نفسه، فالأخير يعلم جيدا أنه لن يصل إلى عرش السعودية دون مباركة واشنطن، وليس هناك من جهة يمكن أن تؤثر على القرار الأمريكي في هذ الشأن وتحصل على هذه المباركة لولي العهد السعودي، كما “إسرائيل”، التي بدأت ومن خلال لوبياتها، الضغط لتليين موقف بايدن من ابن سلمان.
كشف هذا الخبر عن “الحظوة” التي يمتع بها ابن سلمان لدى الكيان الإسرائيلي، إلى الحد الذي أخذت “إسرائيل” ترمي بثقلها لإعادة تأهيل ابن سلمان، واعتبار السعودية تحت قيادته، “لاعبا مهم للغاية في منطقتنا، وفي العالم الإسلامي” في إطار الاستراتيجية الإسرائيلية.
أدركت “إسرائيل” إن ابن سلمان هو أفضل خيار أمامها لفرض سيطرتها على المنطقة، ومواجهة المقاومة، عبر تمزيق المنطقة وتفتيتها وإضعافها، وهو ما ظهر جليا من العداء السافر لابن سلمان لحركات المقاومة المناهضة لـ”إسرائيل”، بدءاً من حزب الله، ومروراً بحماس والجهاد الإسلامي، وانتهاء بأنصارالله والحشد الشعبي.
الخلاف الوحيد بين أمريكا والكيان الإسرائيلي، من ولي العهد السعودي، هو أن الأولى ترى فيه نزقاً يضر دون أن يعلم بالمخططات الأمريكية الإسرائيلية، بينما ترى الثانية، انه مهما كانت سلبيات نزق ابن سلمان، إلا أن إيجابياته اكبر، وهو ما ظهر واضحاً في كلام سفير الكيان الإسرائيلي مع موقع “أكسيوس”.

قد يعجبك ايضا