عضو الوفد الوطني العجري يستبق وصول المبعوث الأممي إلى صنعاء بالتأكيد على رفض التعامل مع السلام كملهاة
زيارة غروندبرغ الأولى لصنعاء .. قد تكون الأخيرة..!
تحالف العدوان يماطل في فتح مطار صنعاء ويستمر بالقرصنة البحرية وخروقات مرتزقته بمارب مستمرة
مصدر مطلع لـ” الثورة “: غروندبرغ يحمل ملف المعابر.. وصنعاء تراه قفزاً على بنود الهدنة
الثورة / تقرير / إبراهيم الوادعي
ظُهر أمس الاثنين هَبَطَ المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ للمرة الأولى في مطار صنعاء قادما إليها من مسقط، يفترض أن رحلتين تجاريتين من الرحلات الـ 16 التي جرى الاتفاق عليها – بحسب بنود الهدنة الإنسانية العسكرية التي رعتها الأمم المتحدة والمبعوث الأممي – قد سبقتا وصول راعي الهدنة إلى العاصمة صنعاء للمرة الأولى ومقابلة المسؤولين فيها .
تعمد المبعوث الأممي أن يسير بطائراته الخاصة الصغيرة على طول مدرج صنعاء الذي وجده سالكا ، وشاهد بنفسه طائرة إيرباص 323 من النوع الذي تملكه طيران اليمنية تابعة لبرنامج الغذاء العالمي تقلع من المطار عقب هبوط طائرته بدقائق .
أشاد المبعوث الأممي بجاهزية المطار لدى استقباله من قبل مسؤولي الخارجية في صنعاء وإدارة المطار، شاطبا بكلامه هذا حديثا سابقا حول سبب تأخير الرحلات بالقول: لعدم جهوزية المطار، وتناسى عن قصد أو بدون قصد أن طائرات الأمم المتحدة تقلع وتهبط عدة مرات يوميا في مطار صنعاء الذي تحول منذ ست سنوات إلى مطار أممي وفق توصيف اليمنيين.
رحبت صنعاء بتعيين هانس غروندبرغ مبعوثا أمميا ورفضت في ذات الوقت استقباله، دون خطوات فعلية على الأرض لرفع المعاناة عن الشعب اليمني نتيجة الحصار وإغلاق ميناء الحديدة ومطار صنعاء .
امتنعت صنعاء عن استقبال سلفه مارتن غريفث بعد أن حول زياراته إلى صنعاء إلى مادة إعلامية يدرجها في تقاريره لمجلس الأمن، وذهبت وعوده منذ اليوم الأول أدراج الرياح، وفي ذات الوقت زادت معاناة اليمنيين .
الهدنة الإنسانية العسكرية التي اقترحها غروندبرغ فتحت أمامه أبواب صنعاء رغم الخروقات وانتقائية ومماطلة طرف تحالف العدوان في تطبيق بنود اتفاقية الهدنة.
بحسب مصدر مطلع فإن غروندبرغ يريد القفز على بنود الهدنة والذهاب إلى فتح الطرقات والمعابر دون تحقيق البند الأساسي في فتح مطار صنعاء إلى وجهتين هما القاهرة وعمان، وإزالة القيود كليا عن مطار الحديدة لوصول 18 سفينة نفطية ، حيث احتجزت بحرية العدوان سفينة الديزل الإسعافية “ديتونا” وتواصل احتجاز سفينة بنزين إسعافية أخرى .
ويلفت المصدر إلى أن حكومة صنعاء ترفض القفز على بنود الهدنة كما يسعى لذلك غروندبرغ ويرغب تحالف العدوان ، فلا يهم صنعاء تقارير المبعوث الأممي لمجلس الأمن ، أو انتقاء الطرف الآخر ما يلائمه لينفذه ، بما يمنحه وقتا مستقطعا يرتب خلاله صفوف عملائه في الرياض وهو ما يحدث في الرياض وظهر منه إلى العلن إزاحة الخونة هادي وعلي محسن بغية الاستعداد لجولة أخرى من القتال ، فيما يحافظ على مستوى القسوة في الحصار المفروض على الشعب اليمني.
وبحسب المصدر فإن غروندبرغ سيسمع من المسؤولين هنا في صنعاء أن أبواب صنعاء ليست مشرعة أمامه جيئة وذهابا دون تحقيق اختراق في الملف الإنساني، وإن زيارته الأولى قد تكون الأخيرة إذا فشل في إلزام الطرف الآخر بتنفيذ التزاماته دون مماطلة أو عراقيل وفي مقدمها ما يخص مطار صنعاء وميناء الحديدة.
ووفق مسؤولين هنا فإن النظرة التفاؤلية تتضاءل مع مضي أيام الهدنة الإنسانية العسكرية المقرة بشهرين، الهدنة تفتقر إلى الجدية من قبل الطرف الآخر، ورعاتها الأمميون مطالبون بفرض احترامها أو إعلان موقف واضح تجاه الطرف المتلاعب، لا أن تنساق وراء أكاذيبهم التي رددها غروندبرغ بخصوص عدم جاهزية مطار صنعاء ليكتشف لحظة هبوطه امس في المطار كذبها كلية .
جمد المجلس السياسي الأعلى مبادرته للسلام التي أعلنها الرئيس مهدي المشاط لتمنح المبعوث الأممي الحالي فرصة للنجاح وهي تستقبله في هذا السياق ، وعسى أن تجد السعودية وتحالفها فرصة للنزول عن شجرة العدوان قد تراها ملائمة وتحفظ ماء الوجه عبر هدنة أممية وليس مبادرة ، فلا يهم أي طريق يسلكه السلام اذا كان جديا .
عضو الوفد الوطني استبق وصول المبعوث الأممي إلى صنعاء بالتأكيد على رفض التعاطي مع السلام كملهاة وأن صنعاء ستقف فقط مع أي خطوة حقيقية للسلام .
واعتبر في تغريدته على تويتر أن المحك الأساسي للسلام هو في مدى الاستجابة للقضايا الإنسانية التي ستطرح على الطاولة سواء باستكمال إجراءات رفع القيود عن مطار صنعاء وميناء الحديدة، أو المتعلقة بالحقوق والخدمات الأساسية وعلى رأسها المرتبات والكهرباء.
وفي الخلاصات فإن غروندبرغ المبعوث الأممي الرابع إلى اليمن أمام امتحان حقيقي ومفصلي يوفر عليه وعلى منظمته الأممية الوقت، وعلى صنعاء في مقابل عناء الزيارات ولقاءات المسؤولين دون جدوى.
الكرة في ملعب المبعوث غروندبرغ لسؤال الطرف الآخر عن جديته وسؤال منظمته ومجلس الأمن عن مستوى دعمهم له في تطبيق الهدنة وبناء الطريق نحو السلام الذي ينطلق من إنهاء المعاناة الإنسانية للشعب اليمني ورفع الحصار الترفي كما وصفه نائب وزير الخارجية حسين العزي يمارسه التحالف أمام سمع العالم وبصره، وتلمس آثاره الأمم المتحدة.
ليس لدى صنعاء ما تخسره بعد أن دمرت نصف مليون غارة بُناها التحتية، وهي التي صبرت طويلا على الحصار. وإذا كان غروندبرغ عاجزا عن إفهام التحالف ومجلس الأمن والأطراف الدولية الأخرى هذا الوضع، فعليه أن يرفع الحرج عن نفسه ويعلن الطرف المعطل ، وستتكفل النار اليمنية المؤيدة شعبيا ضمن عمليات كسر الحصار بعون الله بتحقيق ما عجزت عن تحقيقه الأمم المتحدة ، حين تصل كرة النار المحملة بأنات اليمنيين ودعائهم ودعمهم إلى مرحلة الوجع الكبير للمحاصِرين وللعالم، مرحلة تقول حكومة الانقاذ في صنعاء أنها لا ترغب في الوصول إليها لكنها تمضي إليها مجبرة ثأرا لآلاف الأطفال والمرضى الذين قضوا ويقضون بسبب الحصار.