الثورة نت../
أحيت الهيئة العامة للأوقاف مساء أمس في صنعاء، الذكرى الـ15 لرحيل العلامة مجد الدين بن محمد بن منصور المؤيدي، بفعالية خطابية.
وفي الفعالية أشار عضو المجلس السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، إلى أهمية إقامة مثل هذه الفعاليات المهمة بعظمة صاحبها ومقام العلامة مجد الدين المؤيدي .. وقال” يتطلب منا في مثل هذه الفعاليات أن نتذكر ونستلهم من هؤلاء القدوات في الحياة والمجتمع وفي طريقنا وتعلمنا وفي عملنا كيف نكون ممن يقتدي بهم عملياً ويسير في الطريق الصحيح”.
وأضاف” عندما نُحيي مثل هذه الليالي ونقف في مثل هذه الفعاليات، نفخر بأن لنا قدوات، يحملون العلم والنقاء والحب والوفاء، ونحب أن يتعلم الناس، فالإمام مجد الدين كان شغوفاً بالعلم وبالعلماء والمتعلمين ويحث دائما على التعلم”.
وتابع “عندما أقسم العلامة مجد الدين، هو يعلم بقسمه وصحته ويمكن أن يكون هذا القسم وحده دستوراً للناس للتحرك والسير عليه لأنه أوجز في كيفية التعامل مع الناس، ومع من نختلف معه، وكيف يجب أن نتقبل الآخرين ونتعامل مع التنوع هنا أو هناك”.
ولفت محمد علي الحوثي إلى أن هدف الإنسان، هو أن يعلم أين طريق الحق ليتم اتباعه وأين الطريق الصحيح ليسير وفقه، ما يجب أن يستلهم الجميع من العلامة المؤيدي الذي أفنى حياته من أجل البحث عن الحق وتعليم الناس الحق.
وأشاد بدور القائمين على تنظيم الفعالية في تقديم وتوزيع كتاباته وعرضها، ليعلم الناس أن الهدف الأول هو إتباع ومقتضى الحق والسير على طريق الحق.
وقال “يجب أن نكون ممن يتعلم ويعمل ويجاهد ويبذل نفسه في سبيل الله، فسيكون كما كان الوالد العلامة مجد الدين المؤيدي الذي كان معروفاً بعلمه وتحركه ونشاطه وتخرج على يديه الكثير من العلماء، ما يتطلب استلهام الدروس والعبر من هذه القدوات في كيفية التعامل والتحرك وتحمل المسؤولية”.
وأضاف” ونحن نتذكر هؤلاء العظماء، يجب أن نقتدي بهم وآثارهم والسير على طريقهم من خلال معرفتنا بما كانوا عليه ” .. لافتاً إلى أن الكثير من الناس والمتعلمين عرفوا العلماء، وساروا على نهجهم وتحركوا في الطريق الصحيح.
واختتم عضو السياسي الأعلى الحوثي كلمته بالقول” عظّم الله أجر الجميع في وفاة الإمام مجد الدين المؤيدي ونسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يسير في الطريق الصحيح ويقتفي آثار آل محمد وأن نسير في الاتجاه الذي يريده منا محمد صلى الله عليه وآله وسلم”.
فيما أشار مفتي الديار اليمنية رئيس رابطة علماء اليمن العلامة شمس الدين شرف الدين، إلى أهمية إحياء ذكرى رحيل العلامة مجد الدين المؤيدي، كونه عالماً ربانياً تحلى به وما وصل إليه من علم ونضج وتضحية.
ولفت إلى أن الأمة اليوم بحاجة ماسة إلى ربطها بأعلامها وغرس القيم والمبادئ والأخلاق والشجاعة والصبر التي كان يتحلى بها علماء وأئمة آل البيت عليهم السلام.
وتطرق العلامة شرف الدين إلى جانب من سيرة العلامة المؤيدي في تربية وتعليم طلابه الذين تخرج منهم الكثير وأصبحوا اليوم علماء وقادة للأمة.
ونوه بمنهاج العلامة المؤيدي في التضحية في سبيل لله وتكريس جهود في نشر الوعي وإرشاد الأمة والمجتمع في مختلف القضايا، حيث كان أماماً بارعاً له قدره ومكانته بين الأمم والجميع اعترف بعلمه في الداخل والخارج.
وحث مفتي الديار اليمنية الجميع على الاقتداء بالعلماء والسير على نهجهم والاهتداء بهم والسير على دربهم في تحصيل العلم.
بدوره أشار وزير الشباب والرياضة محمد حسين المؤيدي في كلمة عن أسرة العلامة المؤيدي، إلى أهمية إحياء الذِكرى الـ 15 لرحيل العلامة الزاهد مجدِ الدين بن محمد بن منصور المؤيدي الذي ارتقّت روحُه إلى بارئِهَا يومَ الثلاثاء السادسَ من رمضان 1428هـ.
وأوضح أن رحيل العلامة المؤيدي، بعد رحلةِ حياةٍ حافلةٍ بالعطاءِ والكفاح، والعلمِ والخيرِ والفلاح، نالَ فيها المكارمَ والتُّقَى، وعرفَ الحقَّ والهُدَى .. مبيناً أن الفقيد نشأَ زاهدًا وعالمًا مجتهدًا، وشبَّ وترعرعَ على اكتسابِ الفضيلة، وأقبلَ على طلبِ العلومِ الشرعيةِ منذُ طفولتِه ونهلَ مختلفَ العلوم من والده وكان في طليعةِ السابقينَ من دُعاةِ الحكمةِ والعدالةِ والإصلاح.
ولفت الوزير المؤيدي إلى أن الفقيد العلامة المؤيدي، كان غزيرَ المادة، قويَّ العارضة، بعيدَ النَّظر، واسعَ الاطلاع، ذا أسلوبٍ حسنٍ وطرائقَ فذّةٍ في التدريسِ والتلقين، يحيطُ طلابَ العلمِ المُتلهِّفينَ إلى سماعِ دروسِه.
وقال” لقد كان الفقيد ذا مستوىً معرفيٍّ زاخرٍ في العلومِ الشرعيةِ والنحوِّ والصرفِ والمعاني والبيانِ والبديعِ والمَنطقِ واللغةِ والتفسيرِ والحديثِ والفِقِه والتاريخِ والسِيَّر وغيرِها من المعارفِ والعلومِ التي أثمرَتْ كُتبًا وموسوعاتٍ ورسائلَ وبحوثًا نافعةً للأمِّةِ والأجيالِ”.
وأكد وزير الشباب أن الفقيد قادَ حركةَ تدريسٍ عريضةٍ في صعدةَ والطائفِ ونجران وفي صعدةَ وحدَها كانتْ ثلاثةُ أجيالٍ من العلماءِ تعلَّمُوا على يديهِ أو على يدي تلاميذِه .. لافتاً إلى أهمية أخذ العبرة مِن سِيرتِه واستلهامِ القيمِ النبيلةِ والاقتداء بِهِ في سلوكِهِ وعلمِهِ ومعرفتِهِ وفقهِهِ وبذلِهِ وعطائِهِ وجهادِهِ واجتهادِه وزُهدِهِ وقناعتِهِ ونُصرتِهِ للمستضعفين ونفعِه للأمة.
وفي الفعالية بحضور أمين العاصمة حمود عباد، اعتبر رئيس الهيئة العامة للأوقاف العلامة عبدالمجيد الحوثي، إحياء الذكرى السنوية الـ 15 للإمام مجد الدين المؤيدي، إحياءً لقيم علم من أعلام آل بيت رسول لله الذين تجسّدت فيهم مبادئ الخير والإنسانية وصارت كتلة من الأخلاق والمعارف.
وأشار إلى أهمية إحياء هذه الذكرى لأخذ العبرة الاستفادة من حياته وسيرته وأخلاقه والسير عليها .. وقال” من المهم معرفة أن هناك علاقة وأسرار تربط العلامة مجد الدين بخالقه، وهي قيم عظيمة تجسدت في هذا الإنسان العالم”.
ونوه العلامة الحوثي بدور العلامة المؤيدي الذي اعترف بعلمه الجميع .. وأضاف” نرى الكثير من العلماء والقادة والمصلحين الاجتماعيين والخطباء والمرشدين والتوعويين والسياسيين وغيرهم، لكن أن تجتمع في شخص كل الصفات فذلك من النادر”.
وتابع” إذا تأملنا في العلامة مجد الدين من الناحية العلمية، نجده منذ نعومة أظافره شغوفاً بالعلم، محبا لطلب العلم، معظماً للعلماء يقضي ليله ونهاره في تعلم تعاليم الدين الإسلامي”.
وأشاد رئيس هيئة الأوقاف بالصفات التي تحلى بها العلامة مجد الدين المؤيدي في الدقة والأمانة والإنصاف العلمي .. مبيناً أنه لا يمكن لأحد أن يرى في كتبه أو مجموعة علمه زلة أو هفوة أو تجاوز أو تطاول على عالم من علماء الدين.
وقال “حينما نقرأ كتبه، نرى فيها الإنصاف والتجرد للحقيقة والإخلاص مع الله سبحانه وتعالى، وجسد ذلك في هذا القسم العظيم الذي يُصلح أن يكون منهاج حياة، قسم أخرجه من أعماق قلبه وتوجه به إلى خالقه جل وعلا”.
واعتبر العلامة الحوثي، كتب العلامة مجد الدين المؤيدي، مرجعية للعلماء والأدباء .. مبيناً أنه كان مع علمه أديباً وشاعراً وفصيحاً، يهوى الشعر ولذلك جمع ديوان وسماه الحكمة، كما ساهم في جمع القصائد والحكم ليعرف الناس كل ما هو خير وما فيه صلاح ونفع للأجيال.
وقال” إن العلامة المؤيدي كان حريصاً على أن يصل العلم إلى كل فرد في المجتمع، ولهذا نجد اليوم كل علمائنا من طلابه، ولم يكتف بذلك بل كان ينشر العلم في مختلف المحافظات وكان عنده حرص على إرشاد وتوعية الناس”.
واستعرض رئيس الهيئة العامة للأوقاف جانباً من سيرة حياة الامام المؤيدي، حيث كان مصلحاً لذات البين ومعالجاً للقضايا المجتمعية والثارات بين الناس، ما يتطلب الاقتداء والنهج والاقتباس من نوره وهداه ومسيرته في العلم والجهاد وتحمل المسؤولية.
تخللت الفعالية بحضور رئيس الهيئة العامة للزكاة الشيخ شمسان أبو نشطان، ونائب رئيس هيئة الأوقاف عبدالله علاو ووكيل أول الأمانة خالد المداني ورئيس مجلس التلاحم القبلي ضيف الله رسام، أناشيد لفرقة أنصار الله.