أحقّاً هو هادي الذي وجّه بفتح مطار صنعاء، وإدخال السفن إلى ميناء الحديدة، وأنه -وهو الذي لا يعلم شيئاً- قد أمر بفتح الطرق المغلقة في المحافظات، وقام بكل شيء يتعلق بالطرف الآخر في الهدنة التي لم يرد فيها اسم دولة العدوان الرئيسية ضمناً أو تصريحاً؟!
– بدا واضحاً في بيان المبعوث الأممي حول الهدنة المُعلنة، كيف جارى وفدنا الوطني المفاوض بمرونة وطول بال تلك السطحية التي تحكم عقلية النظام السعودي، وكيف حاول إشباع غرور وغطرسة هذا النظام المتعجرف في سبيل الوصول إلى هذا الاتفاق الهش والركيك وغير المُرضي لتطلعات شعب دفع جليل التضحيات طوال أكثر من سبع سنوات ولا يزال.. ومع ذلك كان موقف صنعاء واضحا بأنه لا بأس من قبول المغالطات والأكاذيب التي تمارسها السعودية من أجل السلام والتخفيف ولو الجزء اليسير من المعاناة الإنسانية الخانقة التي يعيشها المواطنون بسبب احتجاز مشتقات النفط والغاز وتشديد الحصار الشامل.
– في صدور حكّام الرياض كبرٌ ما هم ببالغيه، وأكاد أجزم بأنهم سيفهمون المرونة التي يبديها اليمن من أجل السلام ضعفاً واستسلاماً ولن يلتزموا بأي من الالتزامات الهزيلة التي وافقوا عليها وأوكلوا تنفيذها إلى الأسير هادي الذي لا يملك زمام نفسه ناهيك عن قرارات تهم وطناً وشعباً جريحاً يئن تحت إجراءات وعبث وجرائم من لا يعرف الرحمة ولا السلام ولا أياً من هذه القيم الإنسانية.
-لا بأس من تقديم بعض التنازلات، ولكن لا يجب الركون أبدا، إلى ما يبدو وكأنه رغبة سعودية حقيقية للسلام، أو التسليم لمراوغاته وألاعيبه وهو من حشد مرتزقته في الرياض لتمرير وشرعنة مخططاته الخبيثة لتدمير اليمن وشعبه.
– لا نريد أن نستبق الأحداث ونتسم برؤى سوداوية نحو جهود السلام، ولكن ليس من الحكمة التراخي والمبالغة في إبداء حُسن الظن.. فهذا العدو ومن يقف خلفه لا يفقهون غير القوة والردع ويجب أن نباشر الترتيب لعملية كسر الحصار الرابعة تحسباً لأي طارئ، فالسعودية تظن وربما باتت على ثقة بأن هدنة المبعوث الأممي تعني اليمنيين فقط كما أرادت وسوّقت لذلك، وستبقى تتلذذ بعذابات اليمنيين بأيدي أبناء جلدتهم، وتسرح وتمرح وتعبث كيف تشاء، تحت غطاء شرعية لا وجود لها إلّا في فنادق الرياض.. وفي أبجديات وملفات الوسطاء ممن لا يحسنون إلا المباركة والإشادة بدور وجهود مملكة العدوان، من أجل السلام والاستقرار، مع أنها أساس المعضلة وبيت الداء.
-أقلّ من الاستقلال الكامل وخروج السعودية وجحافلها من كل شبر في الوطن ورفع يدها نهائياً عن شؤون اليمن الداخلية، لن يكون مقبولا في اتفاق السلام النهائي، من قبل الشعب اليمني، وعلى كل المعنيين إدراك ذلك وأي تنازلات بهذا الشأن ستكون بمثابة لعنات تلاحق أصحابها إلى الأبد.