في خطوة نحو فرض معادلة الروبل مقابل الغاز
بوتين يهدد بوقف عقود العملاء الأجانب في حال عدم سداد المدفوعات بالروبل
100مليون برميل يومياً استهلاك العالم من النفط تستهلك الولايات المتحدة منها ما يقارب 20 مليون برميل يومياً
أمريكا.. الجمهوريون يعتزمون استخدام شبح التضخم هراوة سياسية ضد الديمقراطيين
الثورة / يحيى محمد /وكالات
في الوقت الذي يتعرص فيه بايدن لضغوط سياسية متزايدة منذ شهور مع ارتفاع أسعار البنزين بشكل مطرد، ويرجع ذلك جزئياً إلى عدم الاستقرار الناجم عن الغزو الروسي لأوكرانيا وخمسة أسابيع من القتال هناك، حيث بلغ متوسط سعر غالون البنزين 4.17 دولار، متجاوزاً الذروة السابقة البالغة 4.11 دولار التي تم تحديدها في عام 2008، التي لم يتم تعديلها وفقاً للتضخم، بالإضافة إلى ما يسلطه ارتفاع تكلفة الغاز من الضوء على التضخم الأوسع نطاقاً في الولايات المتحدة الذي أثر في أموال الأميركيين الذين يكافحون بالفعل للتعافي من جائحة استمرت عامين.
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يوقع مرسوماً ينص على أنه “يتعين على المشترين الأجانب الدفع بالروبل مقابل الغاز الروسي اعتباراً من اليوم، الأول من أبريل (نيسان)، وأن العقود ستتوقف إذا لم يتم سداد هذه المدفوعات”، وأضاف، “من أجل شراء الغاز الطبيعي الروسي يجب عليهم فتح حسابات بالروبل في البنوك الروسية”.
وفي تصريحات متلفزة، ذكر بوتين أن “أن سداد مدفوعات الغاز سيتم تسليمه ابتداء من أول أبريل”، معتبرا عدم إجراء مثل هذه المدفوعات تقصيراً من جانب المشترين، مهددا بفرض العواقب، مؤكدا “لا أحد يبيعنا أي شيء مجاناً، ولن نقوم بأي أعمال خيرية أيضاً؛ أي سيتم إيقاف العقود الحالية”.
ووفقاً للمرسوم، الذي نقلته وكالات الأنباء، “سيتعين على المشترين الأجانب للغاز الروسي استخدام حسابات خاصة في (غازبروم بانك) لدفع ثمن استيراد الغاز الروسي، وسيكون ملزماً الآن بتحويل العملة الأجنبية إلى حساب خاص واحد يسمى K ) وجاء به أن”) غازبروم بانك (ستشتري بعد ذلك روبل نيابة عن مشتري الغاز لتحويل الروبل إلى حساب K) خاص آخر)”.
وقالت الشركة الروسية، “إن (غازبروم بانك) ستحول بعد ذلك أموال الروبل من حساب من النوع (K) لمشتري الغاز الأجنبي إلى حساباتها ويمكن لها فتح مثل هذه الحسابات من دون حضور ممثل المشتري الأجنبي”.
وعزز قرار بوتين بفرض مدفوعات الروبل مقابل الغاز العملة الروسية، التي هبطت إلى أدنى مستوياتها التاريخية عندما طبق الغرب عقوبات شاملة بعد أن أرسل جيشه إلى أوكرانيا في 24 فبراير (شباط)، لكن الشركات والحكومات الغربية رفضت هذه الخطوة باعتبارها انتهاكاً للعقود القائمة، التي يتم تحديدها باليورو أو بالدولار.
وقال بوتين “إن هذا التحول يهدف إلى تعزيز سيادة روسيا وإنها ستلتزم بمسؤولياتها في جميع العقود”. يذكر أن روسيا تزود أوروبا بنحو ثلث الغاز، مضيفا أن “الدول الغربية ستحاول إيجاد أسباب جديدة لمعاقبة روسيا، وأن بلاده يجب أن تهدف إلى الاحتفاظ بالوظائف وإنشاء وظائف جديدة”. وأشار في تصريحات متلفزة إلى “أن الولايات المتحدة تستفيد من الاضطرابات العالمية”.
فشل توسيع الإنتاج
وفي المقابل، كان بايدن قد اطلق في نوفمبر 50 مليون برميل من احتياطي البترول، وقال العديد من الخبراء “إنه صغير جداً لزيادة المعروض العالمي من النفط بشكل كبير أو خفض الأسعار في المضخة”. وفي الأول من مارس، أعلن بايدن إطلاق 30 مليون برميل أخرى، بالتنسيق مع إطلاق 30 مليون برميل إضافية من دول أخرى حول العالم. لكن سعر الغاز استمر في الارتفاع والضغط السياسي لم يهدأ.
ووجه الجمهوريون ضربات لبايدن لأسابيع، وأوضحوا “أنهم يعتزمون استخدام شبح التضخم، بما في ذلك ارتفاع أسعار الغاز، باعتباره هراوة سياسية ضد الديمقراطيين الذين يواجهون الناخبين هذا الخريف في انتخابات الكونغرس النصفية”.
وقال مسؤولو البيت الأبيض مراراً، “إنهم يعتقدون أن التضخم يمثل مصدر قلق خطيراً، لكنهم جادلوا بأن الجمهوريين يعرقلون جهود الرئيس التشريعية لخفض التكاليف على أشياء مثل رعاية الأطفال والرعاية الصحية والتعليم وغيرها من النفقات الأساسية”.
كما ألقوا باللوم على شركات النفط المحلية لفشلها في توسيع الإنتاج لتلبية الطلب والمساعدة في تخفيف الضغط على الأسعار. وقد أوضحت جين بساكي، السكرتيرة الصحافية للبيت الأبيض، هذه النقطة خلال إحاطة للصحافيين قبل أسبوعين، حين قالت “صناعة النفط والغاز تحصل الآن على أرباح غير متوقعة”. وأضافت، “لقد رأينا ذلك”، وأشارت إلى أنه “بدلاً من مواكبة الطلب الحالي، تتخذ العديد من هذه الشركات، في رأينا، قراراً محسوباً بإعادة الأموال إلى المستثمرين والمساهمين من خلال عمليات إعادة الشراء وتوزيعات الأرباح، بدلاً من توسيع الإنتاج بدرجة كافية على المدى القصير، وهذا ما نحتاجه”.
وتستهلك الولايات المتحدة ما يقرب من 20 مليون برميل من النفط يومياً. وأسهم ارتفاع أسعار الطاقة في ارتفاع التضخم ودفع “أوبك بلس”، اتحاد منتجي النفط الذي يضم منظمة البلدان المصدرة للبترول وروسيا ودولاً أخرى، لضخ مزيد من النفط.
إطلاق بايدن لـ50 مليون برميل نفطي أثر بالكاد في السوق، حيث يستهلك العالم ما يقرب من 100 مليون برميل يومياً، كما يتم تخزين مخزون الطوارئ في كهوف تحت الأرض في تكساس ولويزيانا، وتم إنشاء الاحتياطي بعد الحظر النفطي لعام 1973-1974 من قبل الأعضاء العرب في “أوبك”، وتم استغلاله في حالات الطوارئ مثل حرب الخليج في عام 1991 وما بعد إعصار كاترينا في عام 2005، عندما كان الكثير من البنية التحتية النفطية على طول الخليج من المكسيك.
الجدير بالذكر أن روسيا تعد ثالث أكبر منتج للنفط في العالم، وأدت المخاوف من تعطل إمداداتها إلى الأسواق العالمية إلى ارتفاع أسعار الطاقة، إذ “بلغ متوسط سعر غالون البنزين في الولايات المتحدة 4.24 دولار”، وفقاً لـلجمعية الأميركية للسيارات، مرتفعاً بشكل كبير من 3.60 دولار للغالون في الشهر الماضي و2.90 دولار للغالون العام الماضي.